عشرات المنازل الجديدة (نحو 100 منزل) شيّدت على طريق عام بلدة عديسة مقابل مستعمرة كفرجلعاد. وارتفعت أسعار الأراضي في البلدة ليزيد الدونم الواحد على 40 ألف دولار، والمكان الأكثر رغبة هو المطلّ على المستعمرات
داني الأمين - جريدة الأخبار
زحفت القرى الأمامية إلى الحدود مع فلسطين المحتلة. حركة بناء ناشطة بالتوازي مع استعداد أبناء هذه القرى للدفاع عنها في أي حرب إسرائيلية مقبلة بدل الرحيل عنها.
تعليقاً على لافتة ضخمة كتب عليها «قادمون» ورفعها حزب الله على الحدود اللبنانية الفلسطينية لمناسبة يوم القدس الأسبوع الماضي، كتبت صحيفة «يديعوت أحرونوت» في عدد السبت الماضي أن الحزب «لا يزال يبحث عن الانتقام من إسرائيل». بشّر العديد من أبناء الجنوب الإسرائيليين وعملاءهم بصحّة ما توقعته الصحيفة، وما كتب على اللافتة الجديدة، بدليل ما يحدث كل يوم مقابل الحدود مع فلسطين المحتلّة.
يتساءل أحد المواطنين الجنوبيين، ممن عايشوا الحروب الإسرائيلية السابقة، عن حجم الأهداف المراد قصفها وتدميرها من العدو الإسرائيلي في الحرب المقبلة، لافتاً الى أن «عدد منازل المدنيين التي يدّعي العدوّ عادة أنها أهداف عسكرية بذريعة أنها تابعة لحزب الله قد تضاعف بشكل لافت وبسرعة قياسية، وكذلك عدد المقاتلين الجنوبيين وغيرهم». ويشير جنوبي آخر إلى «أن مئات المنازل على الأقل قد بنيت حديثاً على طول الجبهة الحدودية، وباتت أكثر التصاقاً بالحدود مع فلسطين».
واعتبر أن «نظرية الحاج عماد مغنية أصبحت واقعاً ملموساً، بعد استقطاب الآلاف من المواطنين للمشاركة في الحرب المقبلة المنتظرة، فلن يحتاج الكثير من المدنيين إلى الهرب، وإن كان المجال لا يبدو رحباً كما كان سابقاً، فيبدو أن معظم الموجودين جنوباً باتوا مؤهلين للقتال ضد إسرائيل طبعاً وضد من يريد المنازلة من أنصارها الجدد!». سابقاً، كان عدد المقاومين في كل بلدة معروفاً تقريباً. أما اليوم فلا أحد يستطيع أن يحصي هذه الأعداد، لأن معظم الجنوبيين باتوا خاضعين لدورات عسكرية. إضافة الى ذلك، دفعت أجواء الاحتقان المرافقة للأزمة السورية المئات من الشبان للتطوع في برامج حماية القرى من إسرائيل. لسان حال هؤلاء: «وجودنا بات على المحكّ، ليس من إسرائيل وحدها، بل من التكفيريين الذين لا يميزون بين حزبي وآخر، وبين مقاوم ومشاكس، نحن بتنا جاهزين للدفاع عن قرانا، لن نرغب بتركها مجدداً عند أي حرب مقبلة، وأصبحنا أكثر انسجاماً مع حزب الله، وأكثر اقتناعاً بدوره».
في كل حرب، كان العدو ملزماً بقطع مسافات في الخلاء قبل دخول القرى بدباباته ومقاتليه. أما اليوم، فهذه القرى زحفت باتجاه الحدود، وصارت المنازل بالعشرات على أبواب مستعمراته، كما هي الحال في مركبا والعديسة وكفركلا وحولا وميس الجبل وبليدا. يقول أحدهم إنه «صار لزاماً على العدو ابتكار طرق جديدة للبدء في الهجوم، أو على الأرجح أن يتهيأ للدفاع عن مستعمراته ومدنه».
في منطقة مرجعيون، تكاثرت الأبنية الحديثة والفخمة، وأنشئت بلدات جديدة لم تكن موجودة قبلاً، وعشرات الأبنية التي زرعت فجأة على الحدود بعد حرب تموز. ويقول مختار بلدة عديسة خليل رمال «عشرات المنازل الجديدة (نحو 100 منزل) شيّدت على طريق عام بلدة عديسة مقابل مستعمرة كفرجلعاد. وارتفعت أسعار الأراضي في البلدة ليزيد الدونم الواحد على 40 ألف دولار، والمكان الأكثر رغبة هو المطلّ على المستعمرات». ويلفت إلى «أن العديد من الأهالي الذين بنوا منازلهم على الحدود لم يولدوا في البلدة ولم يسكنوا فيها سابقاً، حتى إن بعضهم من بيروت، فهناك قصران على الحدود بنيا حديثاً تعود ملكيتهما لآل عيتاني وآل الحص، عشقوا الطبيعة هنا وتعايشوا مع الأهالي وفضّلوا المواجهة على طريقتهم».
على طريق عام مركبا ــــ حولا، انتشرت المنازل بالعشرات، وجميعها ملاصقة للحدود، وبعضها ملبّس بالحجر الصخري والقرميد الأحمر. يقول حسين الأشقر، من بلدة مركبا: «توجد هنا منازل فخمة كلّفت أصحابها مئات الآلاف من الدولارات (أحدها كلّف مليوني دولار لأحد أبناء البلدة من التجار العاملين في بيروت). وأنشئ أكثر من 600 منزل بعد التحرير واستمر البناء على حاله بعد حرب تموز، وخصوصاً الأبنية الملاصقة للحدود. وكأن الأهالي هنا يتحدون الإسرائيليين ببناء منازلهم قبالة مستعمراتهم». وفي بلدة حولا، انتشر البناء حديثاً قبالة موقع العبّاد الشهير، وأصبح حي قصور البلدة وأبنيتها الحجرية ملاصقاً للحدود، ومن يريد موقعاً جذاباً لمنزله عليه أن يشتري عقاراً قرب الموقع، فالمكان مرتفع ومطلّ على المنطقة كلها.
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه