أولمرت في مجال القيادة السياسية والفهم العسكري والادارة والأداء حتى اليوم اثبت انه أفشل وأعجز وأحمق رئيس حكومة تولى المسؤولية في كيان العدو الصهيوني.
في (3/8/2006) توجه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خلال حرب تموز بكلمة الى الأمة ومما جاء فيها:
قال الله تعالى: "الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل".. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مجدداً اتوجه إليكم اليوم وقد دخلنا الأسبوع الرابع في الحرب المفتوحة التي أعلنتها "إسرائيل" على لبنان، وكالعادة أجد نفسي معنياً بالتحدث عن عدد من النقاط والمسائل المرتبطة بالتطورات الميدانية والسياسية والعامة الحاصلة على مستوى هذه المواجهة. وإن كنت سأركز بشكل أساسي على بعض الأمور الميدانية لأهميتها، ولأنني منذ اليوم الأول كنت أقول لكم إن الميدان هو العامل الأول والأساسي والحاسم في هذه المعركة، إلى جانب العوامل الأخرى المهمة والأساسية والتي لا يمكن تجاهلها أو التغاضي عنها، ولذلك أنا سأحاول في هذه الكلمة أن اركز على بعض الجوانب الميدانية نتيجة حساسيتها وأهميتها في المعركة الدائرة الآن.
أنا أخاطبكم في الوقت الذي يخوض فيه أخوانكم وأبناؤكم من مجاهدي المقاومة مواجهات بطولية على امتداد الخطوط الأمامية في جنوب لبنان عند كل قرية وبلدة وتلة ووادٍ وموقع. أبدأ من هنا ومن المواجهات البرية التي يخوضها المجاهدون في مقابل مجموعة من الألوية، كما أعلن العدو، وهذا لم يعد أمراً جديداً، مجموعة من الوية الجيش الإسرائيلي، ألوية النخبة، ألوية المظليين، ألوية المدرعات وفي ظل تغطية كثيفة وعنيفة جداً من سلاح الجو الإسرائيلي.
هذه المواجهات البرية القائمة الآن هي بدأت منذ اليوم الأول للحرب والعدوان، منذ اليوم الأول كانت هناك مواجهات على الأرض، نعم الذي حصل الآن أن هذه المواجهات أصبحت أشمل وأوسع وأشد وأعنف. وكلنا يتذكر المواجهات التي حصلت في مارون الراس وعيترون وعيتا الشعب في الأيام الأولى، والمواجهات البطولية التاريخية التي حصلت عند مثلث الرجولة في بنت جبيل - مارون الراس - عيترون.
اليوم أو خلال اليومين والثلاثة ايام الماضية، نعم هذه المواجهة الميدانية والبرية أخذت شكلاً مختلفاً ودخل فيها عدد من الألوية وعشرات الآلاف من الجنود الإسرائيليين والمئات من الدبابات والآليات الإسرائيلية، لكن في المقابل يقف المجاهدون ببسالة وشجاعة وبقوة ويواجهون هذا التقدم وبالرغم من مضي هذه الأيام نجد أن القتال ما زال في الخطوط الأمامية وفي القرى والمواقع الأمامية.
هذه المواجهة البرية، ايضا، فوجىء بها الصهاينة منذ البداية، ولكن الآن هم يتأكدون من أن استنتاجاتهم الأولى التي أخذوها عن معركة مارون الراس أو عيترون أو عيتا الشعب أو بنت جبيل أو غيرها تتأكد لديهم من خلال وقائع هذه الأيام، وأهم أمرين على المستوى الميداني يبرزان في هذه المواجهات: الأمر الأول: ما يرتبط بالعنصر البشري، طريقة الاسرائيليين انهم عندما يأتون ليحاصروا أو ليقتحموا بلدة معينة، يتركون طريقا خلفيا من أجل أن يخرج منها المقاتلون أن يهربوا، أن يفروا، ولكن في كل المواجهات التي خاضوها حتى الآن، بقي المقاتلون يقاتلون حتى آخر نفس، حتى آخر طلقة، وحتى رغم كل الظروف القاسية والصعبة التي كانوا يواجهون بها. اذا المواجهات القائمة الان فوجىء بها الاسرائيلي، بالعنصر البشري للمقاومة، وقد اثبتت التجربة حتى اليوم وستثبت ذلك ان شاء الله المزيد من ذلك، انهم يقاتلون رجالا لديهم مستوى من الايمان والارادة والشجاعة والثبات والاستعداد للتضحية. وهذا الذي تحدثت عنه وقلت عن الاقدام المنغرسة في الارض، التي لا ترتجف ولا تزول لو زالت الجبال، هذا يراه الاسرائيليون في كل موقعة وفي كل مواجهة.
اولا: العنصر البشري، ولو سألتم الخبراء العسكريين سيقولون لكم ان ما يجري في هذه المواجهات هو اشبه بمعجزة، وان الوية بكاملها بدباباتها وآلياتها وبتغطية كثيفة جدا من سلاح الجو، تهاجم مجموعات المقاومين في هذا البلدة او تلك البلدة، وفي هذا الموقع، وذاك الموقع، ومع ذلك هؤلاء يبقون ويقاتلون ويصمدون ويسقطون، وأكثر من ذلك يبادرون ويهاجمون ويلحقون الخسائر المادية والبشرية بالعدو. هذه معجزة بالمقاييس العسكرية المادية ولكنها بمقاييس رجال الله هو امر طبيعي لان هذا معنى الايمان والارادة والصدق. العنصر الثاني هو القدرة التي توافرت لدى المقاومة، وهذا كان ايضا من المفاجآت، القدرة الكمية والنوعية على تدمير دبابات العدو وآلياته العسكرية هي من احدث واهم واقوى الدبابات والاليات العسكرية في العالم، مع ذلك إن المجاهدين يتصدون ويدمرون هذه الدبابات. كل التكتيك العسكري الاسرائيلي يعتمد في شكل اساسي على التوغل بالدبابات والاليات المحصنة، ولكن عندما لا تستطيع الدبابات ان تتحرك يتحرك جنوده وضباطه على الارض تصبح حركتهم بطيئة هذا هو الحال.
اليوم عندما يخترقون او يتقدمون في بعض المواقع هم يبحثون عن اماكن لا توجد فيها المقاومة ليتقدموا، ولكن لا تلبث ان تبادر اليهم المقاومة في اماكن تقدمهم فتلاحقهم وتقاتلهم وتطردهم. اليوم هذه الامكانية باتت متوافرة كما ونوعا، يعني ما يسمى بالمضاد للدروع عند المقاومة والارقام التي تسمعونها، وقد شاهدتم بعض هذه المشاهد على شاشات التلفزة من خلال وكالات خاصة، ونحن لم نقدم حتى الان صورا لانه في الخطوط الأمامية الامور قد تكون صعبة. اعداد الدبابات والاليات التي تم تدميرها حتى الان هي اعداد كبيرة. وانا اؤكد ان دبابة الميركافا او الاليات العسكرية الاسرائيلية ايضا امكن مواجهتها وتعطيلها وافشالها بفعل العنصر البشري الذي يملك مستوى عال من الثبات والإمكانية العسكرية التي توفرت بحمد الله تعالى على هذا الصعيد. اذا هذان العنصران شكلا مفاجأة واضحة للعدو.
في مسألة المواجهة البرية، انا اود ان اؤكد النقاط التالية: اولا: العدو في المواجهة البرية كما في الصاروخية، كما في بقية المسائل التي سأتطرق إليها ايضا يعتمد على سياسة اكاذيب واضحة وكثيرة ومكشوفة قد يكون هذا طبعه، وقد يكون هذا جزء من حربه النفسية. على كل حال البعض يعتمد هذه، ويكذب في الحرب النفسية وفي غير الحرب النفسية، على سبيل المثال في معركة مارون الراس كان القتال دائرا ولأيام، ولكنه منذ الساعة الأولى قال انه سيطر على مارون الراس. في معركة بنت جبيل قالوا نحن سيطرنا على مدينة بنت جبيل، ولكن بنت جبيل صمدت وقاتلت حتى قال أحد المحللين الاسرائيلي أو أحد المراقبين العسكريين الكبار، كتب مقالة بعنوان: هل نحن نسيطر على بنت جبيل أم بنت جبيل تسيطر علينا. الآن يصور من خلال بياناته أنه احتل وسيطر ودخل وأمكن من إحكام سيطرته على مناطق واسعة من أراضي جنوب لبنان، والكثير من هذه الأمور حتى لا أقول كلها، غير صحيحة وكاذبة، وهي جزء من الحرب النفسية والعدو الاسرائيلي يمارسها.
الأمر الثاني مرتبط بالأمر الأول، وقبل ذلك العدو يحاول أن يقدم انتصارا، وهذا غير موضوع الحرب النفسية، ويقول إنني حققت الانجاز الفلاني، وأنا استمعت الى وسائل الاعلام الاسرائيلية تقول بعد معارك عنيفة جدا أنه تمت السيطرة على موقع العباد التابع لحزب الله. ليس هناك من شيء اسمه موقع العباد التابع لحزب الله، هناك نقطة على الحدود الدولية مقابل موقع العباد، نقطة مراقبة تم اخلاؤها منذ اليوم الأول وليس هناك قتال، ولكنهم يقولون انهم سيطروا على الموقع التابع لحزب الله بعد معارك عنيفة. وأنا لا أعرف المعارك العنيفة هناك مع من، هل يقاتلون بعضهم بعضا؟ في كل الأحوال، النقطة الثانية نحن في المواجهات البرية قلنا سياسة واضحة منذ اليوم الأول، ليست سياستنا التمسك بالجغرافيا، وبالتالي، نحن ليست في نيتنا أن يقتل كل مجاهدينا وشبابنا من أجل الدفاع عن هذه النقطة أو تلك التلة أو هذه البلدة. قتالنا ليس قتالا جغرافيا، وأنا قلت نحن لسنا جيشا نظاميا، ولا نقاتل بطريقة الجيش النظامي، وانما بطريقة حرب العصابات، ومن المفيد لنا أن نسمح لهم بأن يتقدموا الى مداخل القرى لأن هذا يوفر لنا فرصة الالتحام المباشر وإلحاق الخسائر المادية والبشرية بهم، وهذا هو هدفنا من المواجهة البرية، هدفنا إلحاق أكبر قدر ممكن من الخسائر المادية والبشرية بقوات العدو، وهذا ما يتحقق حتى الآن بحمد الله بدرجة كبيرة، ولذلك أن يقول العدو انه دخل هذه التلة أو تلك القرية هذا الأمر لن يغير من استراتيجية قتالنا، ولا من تكتيكنا ولا من معنويات مقاتلينا بل العكس، ما يقوله العدو أنه دخل هذه القرية أو تلك التلة بعد 23 يوما من القتال والقصف العنيف والمواجهات البرية، والاستفادة من ألوية عدة من الجيش والنخب والاحتياط دخلت هذه القرية، ما هو هذا الانجاز العظيم.
هذا انجاز المقاومة، ان هذه القرية صمدت حتى اليوم، وذاك الموقع صمد حتى اليوم، ونعرف ان طريقة الاسرائيليين هي ان دباباتهم وألويتهم تجتاح وتدخل عشرات الكيلومترات خلال ساعات، ولكنها تمشي بالأمتار خلال أيام في أرض جنوب لبنان، هذا أولا في المواجهة البرية.
ثانيا: في ما يتعلق بالبحر، طبعا ضمن سياسية إخفاء الخسائر التي تحدثت عنها في الأيام. الأولى أنا أؤكد البيان الذي صدر عن المقاومة الاسلامية ان صواريخ المقاومة استهدفت سفينة حربية اسرائيلية من نوع (ساعر أربعة ونصف) مقابل شواطىء صور. الاسرائيليون نفوا وانتهى الأمر عند هذه الحدود وطويت المسألة في وسائل الاعلام لكن طالما أنا أتحدث بالأمور الميدانية يجب أن أشير الى هذا الأمر وأقول عندما ضربنا البارجة (ساعر خمسة) مقابل شواطىء بيروت سارع الجيش الاسرائيلي الى النفي لكن صادف في ذلك اليوم ان السفينة الحربية كانت قريبة من الشواطىء واستطعنا أن نصور إطلاق الصواريخ وأن نصور الاصابة وبعدها قدمنا الفيلم واضطر الصهاينة للاعتراف بأن هناك سفينة عسكرية أصيبت وأن لديهم جنودا مفقودرين يبحثون عنهم في البحر، بالنسبة الى الضربة الثانية التي أنا أؤكد على حصولها ولست بحاجة الآن الى الاستغلالات لأن الوسائل الفنية التي حددت لنا موقع هذه السفينة وبالتالي أمكننا ذلك من ضربها هي التي تؤكد لنا أن هذه السفينة قد أصيبت ولكن في مقابل شواطىء صور كان هناك ضباب كثيف وكانت بعيدة جدا عن الشاطىء ولكن هذا الأمر قد تم تحقيقه على كل حال وبطبيعة الحال في معركة من هذا النوع ان يقدم العدو على إخفاء هذا الأمر ويخرج علينا في الاعلام ويقول ان هذه السفينة التي يدعي حزب الله أنه أصابها قد ركبها قبل أيام اولمرت وكان يتجول علنا من أين لنا أن نعرف ذلك ان اولمرت ركب على نفس السفينة التي قمنا بقصفها أو سفينة أخرى.
ثالثا في القصف الصاروخي في مسألة القصف الصاروخي بالرغم من قاله العدو الصهيوني حتى الآن على هذا الصعيد فإن القصف الصاروخي للمستعمرات في شمال فلسطين وصولا الى ما بعد حيفا سيستمر بل بوتيرة أعلى كما ونوعا يوم أمس أطلقت المقاومة الاسلامية أكثر من 300 صاروخ على مستعمرات الشمال وضربت بصواريخ خيبر مستعمرة بيت شان او بيسان ومدينة العفولة في العمق الاسرائيلي ما بعد حيفا، قبل أيام أعلن العدو الاسرائيلي انه سيعلق هجماته الجوية على لبنان لمدة 48 ساعة بعد ارتكاب للمجزرة في قانا، لينفس الجو ويريحه، ويخفف من وطأة المجزرة التي ارتكبها، أقدم على هذه الخطوة، في المقابل نحن أوقفنا، وهو طبعا لم يلتزم كليا لكنه التزم نسبيا، نحن أوقفنا قصف المستعمرات في شمال فلسطين لمدة يومين، خلال هذين اليومين.
هنا أريد أن أشير الى حماقة قيادة هذا العدو وان غطرستها وإن جهلها، انظروا الى الخطأ الذي تم ارتكابه وهذا طبعا شاهد بالنسبة الينا، قام اولمرت وأعلن وألقى خطاب النصر، وأعلن ان اسرائيل انتصرت في المعركة، وقال ايضا بأنه قد أمكن بالفعل تدمير كامل للبنية التحتية العسكرية لحزب الله، ولعله استند بشكل أساسي الى وقف قصف الصواريخ خلال 48 ساعة على المستعمرات الصهيونية، نفس هذا الكلام كرره شيمون بيريز يعني رئيس الوزراء "الغبي" قال هذا الكلام ونائب رئيس الوزراء "الخرف" قال نفس هذا الكلام، وزاد عليه بأن بنية حزب الله العسكرية قد دمرت بالكامل وان أمينه العام قد هرب الى خارج البلاد.
هذه الغطرسة وهذا الجهل منعهم من مقاربة الحقيقة التي تحدث عنها خبراء عسكريون لبنانيون واسرائيليون وحتى مراسلون صحافيون هم يفهمون أكثر من هذه القيادة السياسية والعسكرية والمتغطرسة للعدو الصهيوني لأن الحقيقة كما قرأها هؤلاء الخبراء هي ان المقاومة قيادة المقاومة اتخذ قرار بوقف قصف المستعمرات خلال 48 ساعة لأننا ايضا نريد أن نعطي فرصة للناس حتى يرتاحوا لنقل الجرحى لنقل المرضى لنقل الاصابات ولخروج الناس من البلدات التي تعيش أوضاع انسانية صعبة لرفع الانقاض، هذا هو السبب الحقيقي وبالتالي عندما توقف المقاومة 48 ساعة هذا يعني على المستوى العسكري، ان المقاومة الاسلامية ما زالت قيادتها تملك كامل التحكم والسيطرة، ليست بالجبهات بل حتى بكل منصات الصواريخ ولذلك لم يحصل أي عمل فردي وأي خرق فردي إذا هناك تشكيلات تعمل بكامل فعاليتها هناك قيادة تعطي الأمر توقت إطلاق الصواريخ وهناك قاعدة على امتداد الجبهات تتلقى الأوامر وتلتزم بهذه الأوامر.
هذه هي القراءة الصحيحة لوقف إطلاق الصواريخ خلال 48 ساعة، لكن كيف قرأها العدو، ولذلك بمجرد أن انتهت هدنة وقف الهجمات الجوية على لبنان وباشر الاسرائيليون من جديد بهجماتهم الجوية على قرانا ومدننا وبنيتنا التحتية ومدينتنا، قامت المقاومة الاسلامية بالأمس وفي يوم واحد بقصف أكثر من ثلاثماية صاروخ على المستعمرات مع العلم الميزان او المعتاد يوميا كان مئة أو مئة وخمسون، مئة وسبعون، تسعين حسب ما كنا نرغب أو نطلب من الأخوة ولكن هذا العدد بالأمس كان متعمدا وهذا العدد اليوم ايضا كان متعمدا والمقاومة غير هذا العدد ايضا قصفت العفولة وبيت شان والمقاومة ايضا تستطيع وأنا أؤكد هذا من خلال آداء الأمس وآداء اليوم انها تستطيع أن تقصف العدد الذي تريد أن تقصف كما يطلب منها، وبالعمق الذي تريده أو يطلب منها وفي الوقت الذي تريده أو يطلب منها قبل الظهر أو بعد الظهر أو في الليل ليست لدينا أي مشكلة على هذا الصعيد.
إذا هذه هي الحقيقة في الموضوع الصاروخي ولذلك نجد بأن الاسرائيليون أصيبوا بخيبة وأنا أقول ان ما حصل كان بمثابة فضيحة لاولمرت ولبيريز ولوزير الحرب ولرئيس الاركان وهذا ما بدأت تتحدث عنه وسائل الاعلام الاسرائيلية وكبار المحللين السياسيين والعسكريين الاسرائيليين وسمعنا ان خطاب اولمرت التراجعي الذي قال فيه للناس لم نعدكم بوقف قصف الصواريخ ولم نعدكم بكذا ولم نعدكم بكذا ووعدهم وكل هذا هذا مسجل ومثبت بالصورة وبالصوت. على كل حال هذه الخيبة الاسرائيلية وهذه الفضيحة الاسرائيلية في احدى جوانب المواجهة دفعت برئيس الأركان يوم أمس العدو بمزيد من التهديد للبنانيين وقال انه يدرس امكانية ضرب العمق اللبناني ومن ضمنه مدينة بيروت، وهذا على كل حال تهديد وجزء من الحرب النفسية وقد تتوفر خلفه ايضا ارادة جدية.
هنا اقول وأعلق على هذا التهديد بما يلي..أولا: ان العمق اللبناني باستثناء مدينة بيروت هو يقصف في كل يوم وليس بحاجة الى قرار جديد ولا الى درس جديد، كل الجنوب يقصف كل جبل لبنان البقاع وبعلبك الهرمل عكار طرابلس جبيل كسروان المتن بعبدان هل هناك مكان لم يقصف حتى الآن من العمق اللبناني وهذه الفضيحة الاسرائيلية في احدى جوانب المواجهة دفعت برئيس الاركان يوم امس رئيس اركان العدو لمزيد من التهديد للبنانيين وقال انه يدرس امكانية ضرب العمق اللبناني ومن ضمنه مدينة بيروت، وهذا على كل حال تهديد وجزء من الحرب النفسية وقد تتوفر خلفية ايضا ارادة جدية، هنا اقول واعلق على هذا التهديد بما يلي:
اولا: ان العمق اللبناني باستثناء مدينة بيروت يقصف كل يوم وليس بحاجة الى قرار جديد ولا الى درس جديد، كل الجنوب قصف كل جبل لبنان البقاع، بعلبك، الهرمل، عكار، طرابلس، جبيل، كسروان المتن بعبدا، هل هناك مكان لم يستهدفه القصف حتى الان من العمق اللبناني، نعم بقيت مدينة بيروت واظن ان التهديد يستهدف من خلال كلام رئيس الاركان مدينة بيروت.
ثانيا في ما يتعلق بمدينة بيروت طبعا شعب لبنان كله شعب واحد دم واحد كرامة واحدة امن واحد، ولذلك هنا المناطق لا تتمايز لكن يبقى التمايز ان بيروت هي العاصمة وبالتالي هو يهدد بقصف العاصمة، انا هنا لن استعمل العبارات التي استعملتها في السابق عندما قلت ما بعد حيفا وما بعد حيفا، لا اريد ان اترك اي مجال للتحليل طالما ان العدو يقول انه يدرس كيف يأخذ الامور الى نهايتها ايضا ان يسمع مني اليوم كلاما واضحا جدا، اذا قصفتم عاصمتنا ستقصف عاصمة كيانكم الغاصب، اذا قصفتم مدينة بيروت فالمقاومة الاسلامية ستقصف مدينة تل ابيب وهي قادرة على ذلك بعون الله.
ثالثا وهنا اريد ان اؤكد لقادة العدو ولشعب العدو هذا الشعب الذي يعيش على الامال خادعة وعلى الاكاذيب ان كل قصفكم الجوي واجتياحاتكم البرية لم تستطيع ان توقف قصفنا للصواريخ حتى لو اخذتم عدة كيلومترات من الحدود حتى لو احتليتم جنوب الليطاني وشمال الليطاني ووصلتم الى بيروت لم يمكنكم ان تحققوا هذا الهدف وعلى كل حال بدأ قادة العدو السياسيون والعسكريون ومحللوه ايضا يعترفون بهذه الحقيقة ولكن انا اريد ان اؤكدها بشكل جازم بعون الله تعالى.
رابعا في موضوع الصواريخ والمستعمرات او ان اؤكد ان قصفنا للمستعمرات سواء في الشمال او ما بعد حيفا او وصولا الى تل ابيب طالما اصبحت الامور واضحة هو رد فعل وليس فعل، تعتدون على مدننا على قرانا على عاصمتنا، نحن نقوم برد فعل وفي اي وقت تقررون فيه وقف حملاتكم على مدننا وقرانا وبنيتنا التحتية نحن لن نقصف بالصواريخ اي مستعمرة او مدينة اسرائيلية ونفضل بطبيعة الحال اذا كان هناك من قتال ان يكون القتال عسكر بعسكر وعلى الارض وفي الميدان وهذه المعركة نحن اهلها ونحن رجالها. بعد هذا السرد الميداني نعم يجب ان اعترف بان العدو خلال المهلة الاخيرة التي اعطته اياها كوندليزا رايس ممهلة الاسبوع الماضي استطاع ان يحقق انجازين عسكريين عظيمين ومهمين ويجب ان اعترف بها. الانجاز الاول ارتكابه لمجزرة قانا وقلته لنساء والاطقال في البيوت الامنة، ثم من وقاحته تبريره ذلك بان المقاومة كانت تقصف من ذلك البيت او من جوار ذلك البيت، ثم نفى ذلك ليقول مجددا اليوم، ان المعلومات التي توافرت لديه كانت تؤكد ان في هذا البيت، يوجد مقاتلون ومقاومون من حزب الله، وهو وقع ضحية خطأ هذه المعلومات، هذه الاستخبارات الفاشلة، ومنذ اليوم الاول انا لا اعتقد ان هناك معلومات خاطأة، اعتقد ان الصهاينة تعمدوا قتل النساء والاطفال في قانا لانهم يعرفون اننا اصحاب عاطفة واننا بشر.
صحيح نحن نملك ارادة صلبة وشجاعة قاسية، ولكن في الوقت نفسه نحن اهل العطف واهل الحنان واهل الحب، ونحن نرأف باهلنا وعيالنا ونسائنا واطفالنا. هم يريدون ان يضغطوا علينا هنا، وهذا ما كنت قد قلته في الرسالة الماضية، ولو قبلنا منهم قصة المعلومات الخاطئة، فهل ما يزيد على 800 شهيد مدني حتى الان واغلبهم من النساء والاطفال قتلوا؟ كل هذه المعلومات خاطئة ام ان هذه هي اخلاقية الجيش الاسرائيلي وقيم الجيش الاسرائيلي وقيم هذا العدو الهمجي المتوحش. نعم هذا هو الانجاز الاول الذي تحقق في مهلة وفرصة كوندوليزا رايس، والان هم طبعا يعملون على ان تنسى مجزرة قانا ويتم استيعابها محليا وعالميا وانسانيا واعلاميا وسياسيا، وهذا ما لا يجوز ان نسمح به على كل حال، وهذه مسؤولية الاعلام والسياسيين والنخب والمثقفين وكل الناس.
في الوقت الذي استطيع ان اؤكد ان قانا لم تعد وحيدة ولا غريبة في المجزرة، مع قانا صريفا، ومع صريفا بلدات وقرى كثيرة على امتداد لبنان. الانجاز الثاني المهم هو الكوماندوس الليلي على مدينة بعلبك. هذا الكوماندوس الليلي والذي عرضت علينا في التلفزيون بعض مشاعده في الحقيق هم قاموا بانزالين هناك. والانزالان في أطراف مدينة بعلبك وليس في قلب مدينة بعلبك يعني في جوار أو يستهدف مستشفى دار الحكمة التي هي في أطراف المدينة والانزال الثاني في حي في أطراف مدينة بعلبك. الانزال الأول استهدف مستشفى انظروا الى هذا الانجاز العظيم. قوة كوماندوس اسرائيلية عشرات الطائرات الحربية والمروحية تنزل جنود وضباط لمهاجمة مستشفى في أطراف مدينة بعلبك وليس لمهاجمة موقع عسكري ويدخلون الى المستشفى وهي مستشفى ويقولون انهم دخلوا الى المستشفى للحصول على معلومات مهمة مخبأة هناك ومع ذلك هم دخلوا المستشفى وأطلقوا النار في غرفها وألقوا القنابل اليدوية في غرفها.
وهذا في كل الأحوال هو إخفاق عسكري وإخفاق معلوماتي لعدة ساعات بقي هذا الانزال وبقيت المواجهة في محيط المستشفى التي بدأت بمبادرات من المقاومين أو المجاهدين الذين يتواجدون عموما في تلك المنطقة وهو اخفاق معلوماتي ايضا. انزال عظيم يستهدف مكان ثم يتبين ان ليس فيه أحد من القياديين وليس فيه أحد حتى مدير المستشفى غير موجود وليس فيه أحد من جرحى المقاومة تصوروا إنزال ويريدون أخد جرحى المقاومة وهم يعجزون عن مواجهة شباب المقاومة في بنت جبيل وعيتا الشعب والطيبة و... ولكنهم ينزلون في المستشفى ليأسروا جرحى المقاومة، والمفاجأة كانت أن المستشفى خال إلا من كادر من أربعة أو خمسة أشخاص كحالة طوارىء لأننا كنا نتصرف على قاعدة انه لا يوجد حرمات ولا محرمات ولا قيم أخلاقية لهذا العدو وبالتالي هذه المستشفى كان يمكن أن تتعرض للقصف أو لأي تهديد آخر.
الانزال الثاني كان في أحد الأحياء المجاورة لمنطقة جبلية في مدينة بعلبك وهناك ايضا قام سلاح الجو قبل الانزال بتدمير عدد من المنازل المحيطة والقريبة من المنزل المستهدف تم انزال ضباطه وجنوده ليدخلوا الى منزل مدني تجتمع فيه مجموعة من العائلات ورجال ونساء وأطفال ليقوم بخطف عدد من هؤلاء الرجال وكل القصة ما هي خطأ في الاسم أنا أعرف ونحن اللبنانيين لدينا هذه المشكلة أنه أحيانا في المطار وعلى الحدود يتم توقيف أحد ما يتم احتجازه ونتيجة أن لديه اسما مشتركا مع أشخاص آخرين وقد يأخذوا وقتهم للتدقيق لمعرفة اسم الاب أو الام وتاريخ الولادة وهل هو الشخص المقصود.
اليوم عملية عظيمة جدا وكوماندوس كبير جدا يجري في ذلك الحي من مدينة بعلبك ويستهدف رجلا كبيرا وعزيزا وصاحب عائلة ورجل مكب على عائلته، ذنبه الوحيد ان اسمه حسن نصر الله. هذه هي استخبارات العدو، هذه هي موساده وعظمته الأمنية وهذا هو جيشه العظيم وبالتالي يخطف هؤلاء المدنيين. وأنا أود أن اقول هنا ان هؤلاء رهائن ونحن لا يجوز أن نتعامل مع الخمسة المدنيين الذين خطفوا من مدينة بعلبك على انهم أسرى حرب هؤلاء رهائن وعلى كل العالم الذين يدين خطف الرهائن أن يدينهم وأن يطالب بإطلاق سراحهم قبل اي تبادل وبلا قيد وبلا شرط. هذه عملية خطف رهائن وليس عملية أسر. في كل الأحوال في ختام هذه الانجازات العظيمة خلال المهلة الاميركية البوشية والراسية ان صح التعبير يقف رئيس أركان جيش العدو ليقول نحن كل ما أردنا أن نقوم به في بعلبك ان نثبت لحزب الله اننا قادرون أن نصل الى أي مكان. ما هذا الاثبات العظيم وهل هذا يستحق كل هذا الجهد الذي قمتم به على هذا الصعيد.
على كل حال صورتكم الحقيقة هي واضحة لدينا من خلال المواجهات البرية. الصهيوني إذا كانوا ما زالوا يسمحون لهم بالاستماع الى كلامنا أو صوتنا نتيجة السيطرة المطبقة على وسائل الاعلام في الآونة الأخيرة. أنتم ضحية وايضا اللبنانيين والفلسطينيين ضحية عقدة نفسية موجودة عند رئيس حكومتكم هو اولمرت. هذه العقدة ما هي والكل يدفع ثمن هذه العقدة ان اولمرت يريد أن يثبت انه قائد كبير وانه مثل شارون ورابين والقادة التاريخيين الذين حكموا هذا الكيان الغاصب. أنا اقول في هذا المجال هناك شيء نجح به وآخر فشل به. نجح أن يكون مثل شارون ورابين وبيغن وأمثال هؤلاء في ارتكاب المجازر وفي القتل اليومي للنساء والأطفال وهدم البيوت في فلسطين ولبنان.
نعم أنا أعترف له في هذا المجال وهو مثلهم ولا يقل عنهم ولكن في المجال ولكن في مجال القيادة السياسية والفهم العسكري والادارة والأداء حتى اليوم اثبت انه أفشل وأعجز وأحمق رئيس حكومة تولى المسؤولية في كيان العدو الصهيوني. أيضا أقول لهم فليسأل كل اسرائيلي نفسه اليوم عن أداء قيادته السياسية والعسكرية وعند كل هذه الحرب التي قاموا بها بعد أسر الجنديين الاسرائيليين هل أدت الى إطلاق سراح الجنديين الفرنسيين. هل ستعيد اليهم الجنديين الاسرائيليين أبدا في الوقت الذي كان يستطيع هذا الأمر من خلال التفاوض كما فعل قبله شارون ولكن هو لم يلجأ الى هذا الاسلوب وذهب بعيدا ايضا فهم من يسأل أنفسهم أو يسألوا قيادتهم عندما قيل ان هدف هذه الحرب إعادة تعقدرة الردع عند الجيش الاسرائيلي هل تعززت هذه القدرة، قالوا انهم يريدون أن يصححوا صورة وهيبة الجيش الاسرائيلي هل تصححت هذه الصورة أو زادت تهميشا وبعثا وهوانا.
لقد أثبتت الحرب القائمة حتى الآن ان الجيش الاسرائيلي هو آلة عسكرية ضخمة عمياء وجاهلة وغبية وعاجزة الا من قتل الأطفال والنساء والشيوخ وتدمير البنية التحتية وايضا أقول للأسرائيليين هل لكم أن تسألوا اولمرت أين أصبحت وعوده العظيمة والكبيرة والأهداف العالية التي أعلنها منذ اليوم الأول للحرب في بداية العدوان واستمعنا اليه بالأمس يتنصل من كل هذه العناوين العالية العظيمة والاهداف العالية العظيمة لهذه الحرب الفاشلة انني أؤكد لكم جميعا للعدو والصديق والعالم كله انكم لا تستطيعون القضاء على حزب الله كما انكم لم تستطيعوا القضاء على حركات المقاومة الشريفة في فلسطين لن تستطيرعوا ذلك ابدا لأن المقاومة ليست جيشا نظاميا أما المقاومة ليس دولة نظامية ولأن المقاومة هي شعب يملك الايمان والارادة ويملك الثقة بالنفس ويعشق الاستشهاد ويرفض الذل والهوان هذا شعب لا يمكن لأحد أن يلحق به الهزيمة يمكن أن نقتل رجاله ونساؤه وأطفاله وشيوخه ممكن أن نهدم مبانيه مساكنه على رؤوسه ولكننا لا يمكن أن نهزمه لا يمكن أن ننهي الحرب معه لأن هذه الحرب تتجدد مع كل جيل مع كل ولادة مع كل غضب مع كل انفعال مع كل فعل ايمان ومعنا ايضا اؤكد لكم المقاومة لن تنكسر والمقاومة لن تهزم.
وهنا أصل الى اضافة أخيرة بالشق السياسي وأقول ما يلي، أود أن أؤكد لشعبنا اللبناني ولشعوب أمتنا والعالم ولأكون واضحين جدا ان ما جرى منذ اليوم الأول للحرب وما يجري حتى اليوم من قتل ومجازر وتدمير ووحشية وهمجية يتحمل مسؤوليتها بالدرجة الأولى بوش وادارته الادارة الاميركية ، وفي رأينا ان اولمرت وحكومته مجرد أدوات تنفيذية في هذه الحرب أريد أن أؤكد هذا المعنى وأقول ان دماء أطفال ونساء قانا وان دماء كل الشيوخ والمدنيين والأبرياء التي سفكت في لبنان تلطخ وجه بوش وكونداليزا ورامسفيلد وتشيني هذه الادارة هي الادارة القاتلة والمجرمة والمعتدية والسفاكة وهي حتى الآن التي تحول دون وقف العدوان وهي التي تضع الشروط وتحاول أن تملي هذه الشروط هذا يجب أن يكون واضحا لكل لبناني ولكل مسلم ولكل مسيحي ولكل شريف في هذا العالم حتى نقول الأمور كما هي من دون لبس، أعود وأقول للبنانيين اليوم في الحرب وعندما تضع الحرب أوزارها وستضع الحرب أوزارها، على كل حال أريدكم أن لا تنسوا أبدا هذه هي الادارة الاميركية صديقة لبنان وحليفة لبنان وحبيبة لبنان والتي يحترق قلبها على شعب لبنان وتريد له أن يحيا في واحة من الأمان والسلام، وتريد له أن يكون نموذجا ديمقراطيا في المنطقة هذه هي الادارة الاميركية التي قد يراهن عليها البعض وراهن عليها البعض أو قد يراهن عليها في المستقبل أرجوا أن لا ننس ذلك في أيامنا وشهورنا وسنيننا الآتية وهنا نؤكد أيا تكن نتائج هذه الحرب لبنان لن يكون اميركيا ولبنان لن يكون اسرائيليا ولبنان لن يكون موقعا من مواقع الشرق الأوسط الجديد الذي يريده بوش وتريده رايس هذا كلام قاطع وحاسم إن شاء الله.
والمسألة الثانية في هذا الشق السياسي أريد أن اقول لمن يحب لبنان ويريد أن يساعد لبنان وينطلق الآن بلهفة الى لبنان والحمد لله رب العالمين الوفود بدأت تزداد والاهتمام العربي والدولي بدأ يزداد وأنا أؤكد لكم والكل يعرف ان هذا بفضل بالدرجة الأولى بفضل الله عز وجل وصمود المقاومين والوضع الممتاز في الميدان وصمود النازحين أو الباقين في بيوتهم واحتضان الشعب اللبناني لهذه المقاومة الشريفة الآن تزداد الوفود ويزداد الاهتمام جيد مشكورين الله يتقبل منكم، ولكن لهؤلاء الذين يحبون لبنان ويريدون مساعدته أقول يجب أن تنتبهوا جيدا اننا نحن في لبنان هذه البيوت التي تهدمت لم تهدم بزلزال، هذه هدمتها اسرائيل الناس الذين تهجروا من بيوتهم ليس تهجيرهم تم بإعصار تسونامي ولا السيل ولا انفجار بركان، اسرائيل أخرجتهم من بيوتهم قتلت أطفالهم ونساؤهم هذا البلد ارتكبت فيه اسرائيل بقرار اميركي وبسلاح اميركي وبصواريخ اميركية، كل هذا المشهد الدموي المدمر، لا نرضى أن يتعاطى أحد مع لبنان كأن حالة انسانية بائسة نقدم لها الدواء وحصص التموين وبعض الأموال هذا أمر ومن يفعل ذلك مشكور، ولكن هذا لا يعبر صدق الحب للبنان، صدق الحب للبنان وأنتم تستطيعون أن تفعلوا ذلك وأن ترفعوا أصواتكم والأهم أن تقولوا في الجلسات واللقاءات الداخلية التي تعقدوها مع الاميركيين وغيرهم.
ما تقولوه في العلن اليوم كل العالم لبنانيون يوفدون العرب الدول الاوروبية كل العالم يعرف من هو الذي يعيق ويمنع وقف العدوان الصهيوني على لبنان بوش والادارة الاميركية اذهبوا واثبتوا حبكم للبنان هناك وارفعوا صوتكم هناك وكونوا رجالا ليوم واحد هناك، لتحفظوا كرامتكم وبقية ماء وجوهكم وأريد هنا أن أقول للحكام في بلادنا العربية والاسلامية في الشرق الأوسط الجديد، لا مكان لكراسيكم أن تخليتم عن مسؤولياتكم الاخلاقية والقومية، خوفا على كراسيكم ولكن في الشرق الأوسط الجديد لن تبقى لكم كراسي، وليس معلوما أن تبقى لكم أوطان دولكم هذه ستقسمها خريطة الشرق الأوسط الجديد الى كانتونات الى دويلات على أساس مذهبي وطائفي لن تبقى هذه الدولة الكبيرة دولة كبيرة ولن تبقى هذه الدولة الغنية غنية ولن يبقى العرش عرشا ولا الكرسي كرسيا في املكم أنتم من أجل كراسيكم ايضا أنا أقول لكم اجمعوا بين انسانيتكم وكراسيكم وتحركوا ولو ليوم واحد من أجل أن توقفوا هذا العدوان على لبنان. أنا من اليوم الأول قلت لا أطلب ولا أناشد وأنا لا أطلب منكم ولا أناشدكم وانما أحرص عليكم وأحرص على بلدنا وعلى وطننا هكذا تكون المساعدة لمن يريد أن يساعد لبنان.
ختاما سلامي وسلام كل أحبتي وأعزائي واخواني في المقاومة الاسلامية الى عوائل الشهداء الاطهار الذين هم العين والسراج والقلب وعنوان التضحية والعطاء والفداء الأسمى وأغلى ما يجود به الانسان للجرحى الذين يعانون ألم الجراح للصامدين في أرضهم للنازحين من أرضهم الى أرضهم ومن بيتهم الى بيتهم للمحتضنين لهؤلاء النازحين والمحتضنين للمقاومة اعلاميا وشعبيا واجتماعيا وماديا ومعنويا لكل من يقف معنا في العالم ويعبر عن موقفي هذا في الاعلام في السياسة في التظاهر وفي الاعتصام وبكل أشكال التعبير المعتمدة سلامنا لهم جميعا ويبقى السلام السلام للمجاهدين المقاومين البواسل الأبطال الذين يثبتون وجه لبنان المنتصر في عام 2000 ويثبتون وجه لبنان الحقيقي ويدافعون عن لبنان ويدافعون عن الأمة معا يدافعون عن الأمة التي تريد اميركا واسرائيل إعادة تقسيمها من جديد ابتداء من لبنان وابتداء من العراق ومن افغانستان ومن امكان أخرى.
وأختم بالقول في سلامي للمجاهدين أذكر الصهاينة أمامكم خيار واحد وقف العدوان والاصغاء الى المعالجات السياسية ولم ينقذكم أحد من مأزقكم إذا كنتم تراهنون على الادارة الاميركية انها قادرة على انقاذكم هي أعجز من أن تنقذ نفسها في العراق وافغانستان فضلا عن أن تأتي لانقاذكم في لبنان ماذا تستطيع أن تفعل أن تملي الشروط. نحن نرفض إملاء الشروط نرفض القبول بأي شرط وهذا قلناه ونعيده وأكرره وأنا أترك المعالجة السياسية للنقاشات الداخلية ونحن حريصون في هذا الاطار ولكن أقول للاسرائيليين ان رهانكم على الاميركيين رهان فاشل، ان رهانكم على استمرار الحرب والعدوان هو رهان فاشل، ان رهانكم على تراجع إرادتنا وإرادة شعبنا في لبنان رهان فاشل. ان الرهان الوحيد الصحيح والسليم هو وقف العدوان والاصغاء للمعالجة السياسية والانتهاء من هذه الحماقة التي ارتكبتموها ولن تنتهي إلا بانتصار لبنان، لبنان الشعب العظيم ولبنان الدولة ولبنان المقاومة ولبنان الواحد الموحد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.