أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الثلاثاء 06-08-2013
أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الثلاثاء 06-08-2013
فاينانشال تايمز: المخاوف الأمنية تجبر أنقرة على تعزيز العلاقات مع الأكراد
حول الصراع في سوريا وتأثيره على دول الجوار، نشرت صحيفة الفاينانشال تايمز موضوعا تحت عنوان "المخاوف الأمنية تجبر أنقرة على تعزيز العلاقات مع الأكراد السوريين". وتقول الصحيفة في تقريرها الذي كتبه، دانيل دومبي وابيغال فيلديمغ سميث، إنه بعد مرور قرابة عام على تهديد تركيا بشن عمل عسكري ضد جماعة كردية في سوريا، تسعى أنقرة الآن إلى تعزيز علاقاتها مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وسط مخاوف من قيام الإسلاميين المتشددين بزعزعة استقرار وأمن تركيا بل وتقويض الجهود الرامية للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. وتأتي تحركات أنقرة ضمن جهودها لتعزيز اتصالاتها بحزب العمال الكردستاني ودعم علاقتها بكردستان العراق. وأوضحت الفاينانشال تايمز أن المسؤولين في أنقرة لطالما تعاملوا بطريقة من الشك مع أكراد سوريا لأنهم خلافا لأكراد العراق، منبثقون عن حزب العمال الكردستاني في تركيا. وأضافت الصحيفة أن القتال العنيف بين حزب الاتحاد الديمقراطي والجماعات الجهادية وعلى الأخص، جماعة جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة، على الحدود أزعج الحكومة التركية التي تريد الإطاحة بالرئيس السوري. ووفقا للصحيفة، تركيا لا تشعر بالاستياء فقط من آثار الدمار الناتج عن القتال الدائر على حدودها، ولكن هذه المعارك تشتت دعم الجيش السوري الحر بالمعدات والأسلحة في معاركه ضد القوات الحكومية. وقالت الفاينانشال تايمز إن الحكومة التركية دعت الشهر الماضي صالح مسلم زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي للقاء مسوؤلين في أجهزة الأمن والاستخبارات بهدف " محاولة ضم أكراد سوريا إلى المعارضة المسلحة ضد الرئيس الأسد، والاعتراف بهم كلاعب أساسي في الحياة السياسية في سوريا". ويلقي عدد كبير من الأكراد باللوم على تركيا، التي فشلت في وقف محاولات واشنطن في إدراج جبهة النصرة في قائمة الجماعات الإرهابية، بدعم الجهاديين على الحدود وهو ما تنفيه أنقرة، بحسب الصحيفة. ونقلت الصحيفة عن صالح مسلم قوله إنه "في الوقت الذي لا تزال فيه الأسلحة تتدفق على المسلحين المتشددين وبخاصة جماعة جبهة النصرة إلا أنه يثق في نوايا تركيا الحسنة".
الديلي تلغراف: التسوية في مصر تتلاشى مع تشدد طرفي الأزمة
نشرت صحيفة الديلي تلغراف مقالا لمراسل الصحيفة في القاهرة ريتشارد سبنسر حول الأزمة في مصر تحت عنوان " آمال الوصول لتسوية في مصر تتلاشى بعد تراجع طرفي الأزمة". ووصف المراسل محاولات الوصول إلى تسوية للأزمة في مصر، التي يقودها الغرب، وإنهاء اعتصام مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، بأنها مبعثرة بعد أن رفض طرفا الأزمة التقارير التي تحدثت عن التوصل لاتفاق. وتقول الصحيفة إن الدبلوماسيين الأمريكيين والأوروبيين مدفوعين بنجاحهم في إقناع الجيش بعدم استخدام القوة المفرطة في إنهاء اعتصامات أنصار مرسي التقوا بنائب مرشد جماعة الاخوان المسلمين خيرت الشاطر في محبسه. ووفقا لتقارير تناولتها وسائل الإعلام، تم التوصل لمقترح بمقتضاه تمنح جماعة الاخوان 3 حقائب وزارية في الحكومة المؤقتة ويفرج عن بعض قادتها. وأضافت التلغراف أن المقترح لم يتطرق إلى الحديث عن مصير الرئيس المعزول الذي يجب مناقشة قضية احتجازه. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين قولهم إن جماعة الاخوان، سرا، مستعدة لأن تكون مرنة وتقبل التخلي عن فكرة عودة مرسي لمنصبه. ولكن قيادات الجماعة أعلنت رفضها لهذا المقترح الذي لا يقدم جديدا عما تم عرضه من السلطات عقب الاطاحة بمرسي. ويقول مراسل التلغراف إن الإسلاميين والدبلوماسيين كانوا في حالة قلق وترقب من خطوة استخدام القوة لفض اعتصامات مؤيدي مرسي غير أن تواجد شخصيات أمريكية وأوروبية بارزة في مصر في الوقت الراهن جعل من الخطوة أمرا مستحيلا. وأضاف المراسل أن ما وصفه بـ" السلام المؤقت" منح الفرصة للمتشددين في طرفي الأزمة لممارسة ضغوط، فمعظم قيادات الجماعة يعتقدون أن بإمكانهم الصمود أمام محاصرة اعتصامهم بل ويمكنهم توسيع رقعته أما مؤيدي الجيش فيرون ضرورة حظر جماعة الاخوان والقضاء عليها. ونقلت الصحيفة في ختام المقال عن دبلوماسي قوله إنه إذا تم الوصول بالفعل إلى أرضية مشتركة بين طرفي الأزمة فلن يمكن لأي منهما التراجع عن موقفه علانية مما يزيد من تأزم الموقف.
المونيتور: الرسائل الصاروخيّة: لبنان في خطر
مرّة أخرى في خلال نحو خمسة أسابيع، تسقط وجبة من الصواريخ مجهولة المصدر في منطقة تحفل برمزيات حسّاسة. الوجبة الأولى قبل أشهر طالت منطقة في الضاحية الجنوبيّة (حيّ الشياح) تتّصف بأنها معقل شعبي لكلّ من حركة أمل وحزب الله. والوجبة الأخيرة استهدفت منطقة تضمّ مقرّات للجيش اللبناني وتُعتبَر ضمن حرم القصر الجمهوري، مقرّ إقامة رئيس الجمهوريّة. ومن حيث المبدأ بدا أن الرسالة الأولى موجّهة إلى حزب الله كتحذير له من الثمن الذي سيكون عليه دفعه، لقاء مشاركته في القتال في سوريا إلى جانب النظام. أما الرسالة الأخيرة فهي تتّسم بأنها حمالة أوجه: ففيها تحذير لقائد الجيش العماد جان قهوجي من أن استمراره في مقاومة الإرهاب السلفي سيكون له ثمن أيضاً، كذلك تضمّنت تحذيراً إلى رئيس الجمهوريّة من أن استمراره في رفع الصوت ضدّ سلاح حزب الله لن يمرّ من دون عقاب، بالإضافة إلى رسالة ثالثة تهدّد مجمل منظومة الأمن في لبنان. والملاحظ أن كلّ واحدة من الرسائل الثلاثة تناقض الأخرى، لجهّة أنها توحي بأن الجهّة التي وجّهتها ليست واحدة. ومن هنا يذهب الظن إلى أن طرفاً ثالثاً دخل على الخط، ليستغلّ حالة خلط الأوراق السياسيّة الجارية في البلد والاستثمار في بيئة التوتّر الشديد الذي يمرّ به . ثمّة فوارق بين عمليتَي إطلاق الصواريخ، السابقة التي استهدفت الضاحية قبل أشهر والحاليّة التي استهدفت المتن الجنوبي حيث مقرّات الجيش والقصر الجمهوري. الفارق الأبرز هو أن مطلقي الصواريخ هذه المرّة لم يتركوا خلفهم منصّات إطلاقها، ما يعني أنهم تحرّكوا بهدؤ وبثقة وبحريّة. أما الفارق الآخر وليس الأخير، فيتمثّل بأن توقيت إطلاقها جاء في ليلة أنهت يوماً من الاحتفال بمناسبة عيد الجيش حضره معظم أركان الدولة، ما طرح سؤالاً مفاده ماذا لو تمّ اطلاق هذه الصواريخ على مكان احتفال عيد الجيش؟!ما يلفت النظر هو أن الأحداث الأمنيّة في لبنان أصبحت سياقاً ولم تعد مجرّد حوادث متفرّقة. صحيح أنها تجري بفواصل ومنية متباعدة نوعاً ما، ولكنها تحفل بنمط موحد: انفجارات كما حدث في بئر العبد في 9 تموز المنصرم، وكمائن بعبوات متفجّرة كما حصل على طريق شتورا-دمشق منتصف تموز المنصرم ضدّ سيارات لحزب الله، وصواريخ تسقط فجأة على مراكز سياديّة أو أحياء شعبيّة. وثمّة خشية من أن تتصاعد وتيرة هذا السياق الأمني في المقبل من الأيام، ما يعني أن لبنان ينزلق باتجاه أن يصبح جزءاً من ساحات الحرب الأمنيّة المحتدمة في دول قريبة منه، كسوريا والعراق.
حتى هذه اللحظة، ثمّة نوع من الضمانات بأن هذه الأحداث الأمنيّة ستظلّ محصورة. لكن في الوقت نفسه، يسود قلق من احتمال أن يحمل شهر آب الحالي معه تطوّرات أمنيّة مفزعة في لبنان. وهذا تقدير موجود حتى عند رئيس مجلس النواب نبيه برّي الذي قال لـ"المونيتور": "أنا خائف على الأمن في البلد ولديّ معلومات تبرّر خوفي". ولهذا الخوف صدى داخل المحافل الأمنيّة اللبنانيّة على الرغم من تحفّظها على إظهاره للعلن. حتى داخل حزب الله بحسب ما يشير أحد مسؤوليه الذي تحفّظ عن ذكر اسمه، ثمّة مخاوف من أنه وبعد مرور شهر تموز المنصرم، قد يُستهدَف لبنان بعمليات أمنيّة ضدّ الحزب وأيضاً ضدّ الجيش، من قبل مجموعات سلفيّة أصوليّة. باختصار فإن جغرافيا الحريق في المنطقة تتّسع، نظراً لأسباب عدّة، أبرزها أن الأزمة الدامية في سوريا ما زالت من دون أي أفق سياسي للحلّ. وهو ما جعل تشظيّاتها مرشّحة لأن تصيب أمن دول جوارها بأضرار كبيرة. فالعراق، يتجدّد العنف فيه اليوم نتيجة أن أزمته التي لم يصار أصلاً إلى حلّها، أيقظتها تطوّرات الأحداث السوريّة الجارية بجواره والمتداخلة ديموغرافياً ودينياً معها. أما الأردن، فيعيش حالة توقّع لكيفيّة تأثير الأحداث في سوريا عليه. وكلّ ما يفعله الآن هو محاولة النأي بالنفس عن خسائره. ومن غير المضمون أنه سينجح. الأمر نفسه يحدث في لبنان، مع فارق أن الحرب السوريّة صارت تتضمّن في ميدانها الفعلي فصلاً من الحرب اللبنانيّة بداخلها، وذلك بعد انخراط حزب الله فيها في مقابل أن السلفيّين اللبنانيّين منخرطين منذ بداية الأحداث في هذه الحرب.
معهد واشنطن: معضلة الجهاد في تركيا
في أواخر أيار، كشفت الحكومة التركية النقاب عن مخطط لاستخدام غاز السارين كجزء من هجوم تفجيري محتمل في جنوب تركيا. وتنتشر مزاعم بأن "جبهة النصرة"، وهي فرع «القاعدة» في سوريا كانت وراء المخطط، وقد أبرزت الاعتقالات اللاحقة أن المتطرفين الجهاديين الذين تتزايد أعدادهم يمكن أن يشكلوا مصدر تهديد لأنقرة. وفي الواقع أنه كلما غضت تركيا الطرف عن الثوار الجهاديين الذين يعبرون أراضيها إلى سوريا، زادت احتمالية أن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن. والحقيقة هي أن إتاحة الفرصة للجهاديين للوصول إلى دولة مجاورة يمكن أن تسفر عن عواقب غير مقصودة حيث إن الراديكاليين يعضّون في النهاية اليد التي تمد إليهم يد العون، وهو شيء كان ينبغي أن تتعلمه باكستان من أفغانستان، وقد اكتشف بشار الأسد ذلك، حيث كما كانت سوريا تساند عناصر تنظيم «القاعدة» من الأراضي العراقية، تحولت هذه العناصر ضد النظام في دمشق. صحيح أن تركيا تغيب عنها نقاط الضعف الموجودة في سوريا وباكستان - حيث إن البلاد هي عبارة عن مجتمع ديمقراطي تنتمي أغلبيته إلى الطبقة المتوسطة -- لذا فإنها لا تواجه المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي غالباً ما تشكل إغراء للتطرف الجهادي. كما أن تركيا ليس لها تاريخ جهادي محلي. فقد نفذ الأجانب، وليس المواطنون الأتراك، تفجيرات اسطنبول في عام 2003 التي استهدفت القنصلية البريطانية ومقر أحد المصارف التركية ومعبدين يهوديين. وفي الواقع أن القليل من الأتراك هم من أظهروا قبولاً للجهاد، فجاذبيته لم تكن كبيرة كما عليه الحال في بعض أجزاء العالم العربي. بيد أنه مع تأصل التطرف الجهادي في سوريا، فهناك بعض المؤشرات المثيرة للقلق بأن الأتراك يتواصلون مع القائمين على تجنيد الجهاديين في مسعى لتبني القضية. على سبيل المثال، اتصل طاهي في أحد الفنادق الفخمة في اسطنبول عن طريق الخطأ بموقع Jihadology.net، الذي يديره أحد كاتبي هذه المقالة، وطلب منه المساعدة في أن يصبح مقاتلاً جهادياً (تجدر الإشارة إلى أن jihadology.net هو مركز بحثي للمعلومات حول هذه المسألة). وفي غضون ذلك، تحدث إلينا المسؤولون الأتراك كذلك عن مجموعة من المواطنين الأتراك ذوي الأصول الشيشانية الذين قاتلوا سابقاً ضد روسيا، لكنهم عبروا الحدود إلى سوريا مؤخراً للانضمام إلى القتال هناك.
ورغم صحة الافتراض بأن العوائق اللغوية بين الأتراك والعرب قد تحد من تجنيد الجهاديين من الأتراك على نطاق واسع، إلا أنه لا يزال بوسع الجهاديين السوريين أو الأجانب تجنيد المزيد من المواطنين العرب السنة في تركيا الذين يعيشون في الغالب في محافظة أورفة، الواقعة على الحدود مع محافظة الرقة السورية. وتقع هذه المنطقة في الناحية المقابلة من منطقة سورية قام الثوار في المعارضة، ومن بينهم "جبهة النصرة"، بتحريرها من قبضة النظام. بيد أن التطرف الجهادي يمثل تهديدا آخر بينما تتحول تركيا بشكل متزايد إلى نقطة انطلاق لتسهيل وتهريب المواطنين الأجانب، ومن بينهم الجهاديين، إلى شمال سوريا لقتال نظام الأسد. وهذا ليس مرده إلى أن أنقرة تدعم قضية الجهاديين. بل يعود ذلك إلى أن حسابات تركيا تقوم على أن الأسد سوف يسقط [في النهاية]، وأن "الأخيار" هم من سيأتون إلى سدة الحكم. ومن ثم تنظر أنقرة إلى الجهاديين باعتبارهم أداة يمكن أن تؤدي قوتهم القتالية إلى تعجيل سقوط نظام الأسد. لكن ماذا إذا لم يسقط الأسد، أو لم يأت إلى سدة الحكم في سوريا قوى ترضى عنها أنقرة؟ لا يبدو أن الحكومة التركية قد درست السيناريو الأكثر احتمالاً، وهو سيناريو تنهار فيه سوريا ببطء وتصبح دولة ضعيفة ومقسمة بين الأسد وخصومه، ومن بينهم "جبهة النصرة". إذا حدث هذا فقد تواجه تركيا تهديداً جهادياً على عتباتها، على طول حدود تمتد 540 ميلاً على طول أرض مسطحة في الغالب. لقد زودت أنقرة الثوار السوريين بالملاذ الآمن على أراضيها، وطبقت سياسة جعلت من الحدود التي لا تعتريها أي عقبات فيزيائية فعلية أمراً غير ذي أهمية من الناحية الفعلية: ففي معظم الأماكن يمكن للمرء ببساطة أن يقود سيارته عبر الحدود بدون أية عقبات.
ومن المحزن أن القليل فقط من المقاتلين المتطرفين هم من يستطيعوا أن يشكلوا تهديداً. ففي منتصف حزيران، نشر جهادي في سوريا ينتمي إلى "دولة الإسلام في العراق والشام"، والذي توحي لهجته بأنه من أصل عربي، جنباُ إلى جنب مع مواطن تركي جامعي، نشرا مقطع فيديو على موقع "يوتيوب" يدعوان فيه جميع الأتراك إلى "حمل السلاح ضد كافة أشكال الظلم متى وُجدت". وعلاوة على ذلك، فإن أي هجمات عابرة للحدود تنشأ من داخل سوريا سوف تنطوي على الأرجح على سفر المخططين عبر تركيا، الجارة الوحيدة لسوريا، والتي تعمل كقناة بين الشرق الأوسط وأوروبا وما بعدها. وعقب تفجيرات ريحانلي، أحكمت تركيا السيطرة على حدودها وتبدي قوات إنفاذ القانون في البلاد اهتماماً خاصاً بتحركات محتملة لـ "جبهة النصرة" من تركيا إلى سوريا. لكن على أنقرة أن تفعل المزيد، كما ينبغي أن تتعاون تركيا عن كثب أكثر مع حلفائها لمراقبة الوضع. وماذا لو كانت واشنطن تريد حقاً تقديم المساعدة؟ حسناً، تستطيع أن توضح لقيادة تركيا أن المحصلة النهائية في سوريا قد تتمخض عن سيناريو وجود دولة ضعيفة يسودها "الأشرار" ويتجولون بها في كل مكان. وقد تندم أنقرة سريعاً بسبب إرجاء الأمور في سوريا.
معهد واشنطن: التحدث إلى رئيس إيران الجديد بحذر
أدى انتخاب حسن روحاني رئيساً جديداً لإيران إلى خلق انطباع بأن هناك إمكانيات جديدة لإحراز تقدم حول المسألة النووية؛ وفي هذا الإطار على الولايات المتحدة أن تستجيب لذلك الأمر لكن بحذر. فقد سمح المرشد الايراني الأعلى آية الله علي خامنئي بفوز السيد روحاني في الانتخابات بإدراكه أنه خاض الانتخابات بحملة تتعارض مع السياسات الإيرانية الحالية التي عزلت البلاد وشجعت على فرض عقوبات كارثية من الناحية الاقتصادية. لكن لم يتضح بعد لماذا سمح السيد خامنئي بتلك النتيجة، وهناك بعض النظريات المقترحة:
يرى خامنئي أن انتخاب السيد روحاني يمكن أن يوفر صمام أمان ضد السخط واسع النطاق داخل إيران.
يرى المرشد الأعلى أن السيد روحاني، الرئيس ذو الوجه المعتدل، قد يتمكن من السعي إلى الوصول إلى اتفاق مفتوح حول برنامج إيران النووي من شأنه الحد من التوترات وتخفيف العقوبات القائمة، مع ترك مساحة لإيران لتطوير أسلحة نووية في مرحلة ما في المستقبل.
يرى خامنئي أن السيد روحاني قد يتمكن من بدء محادثات ستعمل ببساطة كغطاء في ظل استمرار إيران في برنامجها النووي.
يرغب المرشد الأعلى في إعادة التوازن بين علاقات القوة داخل الفصائل الإيرانية القيادية، من خلال معالجة شقاقاتهم واستعادة الوزن النسبي للملالي في مواجهة "الحرس الثوري". يشار إلى أن روحاني نفسه ينتمي إلى فئة الملالي لكن يرجح أنه كذلك تصالحي قد يمثل جسراً بين الملالي المتشددين والقوى الأكثر براغماتية. وأي من ذلك لا يعني أنه سيكون هناك اتفاق نووي. فحتى لو مُنح روحاني سلطة التفاوض فسوف يتعين عليه التوصل إلى اتفاق يحظى بقبول المرشد الأعلى. لذا فمن المبكر جداً التفكير في رفع العقوبات كإشارة حسن نية للسيد روحاني.
وبدلاً من ذلك، يجب على الولايات المتحدة أن تضع في الحسبان أنه ربما تكون ضغوط العالم الخارجي على إيران من أجل تغيير مسارها حول برنامجها النووي هي التي دفعت إلى انتخاب روحاني. لذا سيكون من الحماقة التفكير في أن التخلي عن الضغط الآن سوف يحسن فرص السماح له بأن يقدم لواشنطن العرض الذي تحتاجه: إبرام اتفاق أو خطوات إيرانية موثوقة باتجاه إبرام اتفاق تتقيد طهران بمقتضاه بالتزاماتها الدولية حول المسألة النووية. والعامل الرئيسي هنا هو أنه يتعين على إيران أن تكون مستعدة لتغيير برنامجها بحيث لا يتضمن قدرات لتجاوز العتبة النووية في طريقها نحو تطوير أسلحة نووية. والسؤال الحقيقي الذي على الولايات المتحدة أن توجهه لنفسها هو ما إذا كان ينبغي عليها أن تغير منهجها في الدبلوماسية مع إيران، بعد أن أعرب رئيس إيراني جديد عن رغبته في إنهاء عزلة إيران ووضع حد للعقوبات المفروضة عليها، ومعالجة "الجرح" الذي قال إنه قائماً بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية. وقد اتبعت واشنطن حتى الآن منهجاً تدريجياً لبناء الثقة من خلال المفاوضات متعددة الأطراف مع إيران، لكن يبدو أن هذا النهج أصبح غير مجدٍ. والواقع أنه في حين تفاوضت الدول الخمس الكبرى + 1 (الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا + ألمانيا) مع إيران بشكل متقطع على مدار السنوات القليلة الماضية دون تحقيق أية نتائج، إلا أن الإيرانيين كانوا يزيدون بشكل هائل من أعداد أجهزة الطرد المركزي التي قاموا بتركيبها لتخصيب اليورانيوم. ولديهم حالياً 17000 جهاز كهذه تقريباً ونجحوا في الترقية إلى جيل جديد من أجهزة الطرد المركزي الأكثر فعالية.
وقد قللت تلك التطورات من الوقت المتاح للولايات المتحدة لضمان عدم قدرة الإيرانيين على تجاوز العتبة النووية والخروج على العالم بواقع امتلاك قدرات تصنيع أسلحة نووية. لذلك ربما يكون أمام واشنطن وقت للدبلوماسية، لكنه ليس كثيراً. ينبغي على الولايات المتحدة المضي قدماً الآن لتقديم عرض نهائي -- ذلك الذي يركز على النتيجة التي يمكن أن تقبلها واشنطن بشأن المسألة النووية. كما ينبغي عليها أن تفعل ذلك حتى إن لم يكن شركاء واشنطن في المفاوضات -- وخاصة الروس -- مستعدين لقبول مثل ذلك التحرك، حيث إن عقارب الساعة آخذة في الدوران. يجب على الولايات المتحدة أن تمنح روحاني فرصة لإنتاج اتفاق مثمر، لكن الوقت لا يمكن أن يكون غير محدد. وعادة ما يتمخض عن الدبلوماسية في نهاية المطاف عنصرين بسيطين: إبعاد الأعذار لحالة اللافعل وتقديم تفسيرات لاتفاق يمكن إبرامه. وفيما يتعلق بالنقطة الأولى، يقول الإيرانيون إنهم لا يعرفون ما ستقبله واشنطن في النهاية. ويجب أن تكون الإجابة أن الولايات المتحدة ستوافق على امتلاك إيران لطاقة نووية مدنية لكن مع قيود تجعل خطوات إنتاج الأسلحة النووية أمراً صعباً، فضلاً عن إمكانية كشفها بسرعة. ينبغي أن يحظى عرض واشنطن بالمصداقية الدولية، فإذا لم تكن إيران مستعدة للموافقة عليه، فسوف ينفضح أمر الإيرانيين ويظهر أنهم غير مستعدين لقبول ما يقولون إنهم يريدونه. وفي الواقع أنه لو قدمت الولايات المتحدة عرضاً موثوقاً يسمح للإيرانيين بامتلاك قوة نووية مدنية مع قيام قيود معينة، فإن ذلك سوف يسمح لهم حفظ ماء الوجه: إذ بوسعهم أن يقولوا إن العرض هو الذي كانوا يسعون إليه دائماً وأنه تم الاعتراف بحقوقهم.
وهذا لا يعني أن ذلك العرض النهائي يمكن أن يتم بدون مخاطرة. فقد لا يرغب الروس، على وجه الخصوص، في توضيح حقيقة الوضع. إذ إنهم قد يخشون من أن ذلك سيعني نهاية الدبلوماسية لأن الإيرانيين برفضهم هذا العرض سيشيرون إلى أن هدفهم الحقيقي هو الحصول على أسلحة نووية وليس مجرد قوة نووية مدنية. وهذا سيجعل استخدام القوة هو البديل الوحيد المتروك. وقد يفضل الروس نهجاً تدريجياً يمنح الدبلوماسية فرصة مستمرة -- حتى بدون تحقيق نتائج. وليس هناك شك في أنه لو كان لدى الإيرانيين استعداد لتعليق أي تطور إضافي لبنيتهم التحتية النووية مع إفساح المجال للدبلوماسية لكان ذلك نهجاً مقبولاً وما كان عامل الوقت مهماً من الناحية الجوهرية. لكن السيد روحاني كان قد سبق وأن رفض علانية احتمالية ذلك التعليق، حيث قال إن الأمر خضع للتجربة من قبل، لكن في حقبة أخرى. لذا فإن الإيرانيين أنفسهم هم من يغلقون نافذة الدبلوماسية هذه المرة. وربما يعمل روحاني على خلق نافذة أخرى. لكن ينبغي على الولايات المتحدة أن تكون منتبهة: إذ يجب أن توضح تلك النافذة ما هو ممكن وأن تختبر النتائج، مع عدم الانخراط في محادثات لا نهاية لها من أجل تلك المحادثات. إن الحفاظ على نهج تدريجي متعدد الأطراف أصبح لا معنى له، أو السماح للروس في هذه المرحلة بتقرير الطريقة التي ستمضي بها واشنطن -- لا سيما في الوقت الذي يبدو فيه الروس أقرب إلى التنافسية مع الولايات المتحدة منهم إلى التعاون -- فإن تلك لا تعد وصفة تسمح لواشنطن بمعرفة ما إذا كانت هناك نافذة يمكنها استغلالها. إذا أرادت الولايات المتحدة أن تحقق الدبلوماسية نجاحاً ما، فعليها أن تحدد الآن إن كان بوسعها إنجاز ذلك، ويجب أن تفعل هذا بمبادرة منها.
عناوين الصحف
واشنطن بوست
• المبعوثين الدوليين يلتقون خيرت الشاطر في سجنه.
سي بي اس الأميركية
• الرئيس الإيراني الجديد يعين إصلاحيين في كبرى المناصب.
الاندبدنت البريطانية
• الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني يتعهد بدعم النظام السوري فيما يتعهد الرئيس الأسد بسحق المتمردين ب 'قبضة من حديد'.
• الأزمة السورية: استخدام بشار الأسد للصواريخ 'يرقى إلى جرائم حرب'.
نيويورك تايمز
• الثوار يسيطرون على قاعدة جوية حكومية في سوريا.
• عبر الحدود المحرمة، الأطباء في إسرائيل يعالون الجرحى في سوريا بهدوء.
الديلي تلغراف
• الثوار السوريون يستولون على مطار عسكري بالقرب من تركيا.
• إغلاق السفارات الأمريكية جاء بعد رسالة لأيمن الظواهري.
الغارديان البريطانية
• البيت الأبيض يحذر بعض السفارات الأمريكية قد تبقى مغلقة لمدة شهر آخر.
• الحكومة المصرية تعرض على الإخوان المسلمين مناصب وزارية.
الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية, وموقع المنار لا يتبنى مضمونها