24-11-2024 06:06 PM بتوقيت القدس المحتلة

السيد نصرالله: مؤامرة المحكمة ستذهب أدراج الرياح وسنحمي مقاومتنا وكرامتنا

السيد نصرالله: مؤامرة المحكمة ستذهب أدراج الرياح وسنحمي مقاومتنا وكرامتنا

اكد الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله أن مؤامرة المحكمة الدولية ستذهب أدراج الرياح كما كل المؤامرات السابقة. وجدد رفضه "لاي اتهام ظالم لنا ولغيرنا".




اكد
الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله أن مؤامرة المحكمة الدولية ستذهب أدراج الرياح كما كل المؤامرات السابقة. وجدد رفضه "لاي اتهام ظالم لنا ولغيرنا". وقال "سنسقط أهداف هذا الإتهام، لقد أسقطنا بعض أهدافه وسنسقط بقية أهدافه". واضاف "سنحمي مقاومتنا وكرامتنا وسنحمي بلدنا من الفتنة والمعتدين والمتآمرين بأي اسم أتوا".

واعلن سماحته في الكلمة التي القاها في ختام المسيرة العاشورائية المركزية التي نظمها حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت رفضه لأي فتنة بين المسلمين وخصوصا بين الشيعة والسنة، وحرصه على مواجهة أي شكل من أشكال الفتنة لأنها اليوم مشروع أميركا وإسرائيل لأمتنا. وذكر "نحن خلال كل السنوات الماضية لم نلجأ يوماً للتحريض الطائفي لأننا لا نؤمن لا بهذا الخطاب ولا بالتحريض بل نعتقد أن من يلجأ للتحريض الطائفي ضعيف". وقال "نحن نحتاج جميعاً لهذا الوعي لنقطع الطريق على كل اشكال التعامل الذي يستخدم الإعلام والسياسة والتفجيرات وعلينا أن نكون أكبر من التحديات". اضاف "نحن في هذا الحشد الكبير والحسيني نؤكد حرصنا على بلدنا لبنان وعلى وحدتنا الوطنية وعلى العلاقة السليمة والإنسانية بين جميع مكونات شعبنا وطوائفه", مؤكداً حرصه "على هذا البلد الغالي الذي قدمنا لأجل استعادة ترابه أعز فلذات الأكباد وسنبقى في موقع الإستعداد للتضحية لبقاء البلد".

 

وتوجه سماحته الى العدو الاسرائيلي, قائلاً "نحن كما كنا بل أفضل مما كنا في المعنويات والإيمان والعدة والعداد والقدرة على المواجهة". وأشار السيد نصرالله الى اننا "في لبنان راهننا على المقاومة وانتصرنا، وسينتصر شعب فلسطين ما دام هنالك إرادة وعزم"، لافتا الى أنه "في الأيام القليلة الماضية عاودتنا جوقة من التهديدات الإسرائيلية الجديدة بالقتل والتدمير والحرب وما شاكل"، معلنا "في يوم الحسين وباسمكم لهذا العدو ولكل عدو أن هذه التهديدات لا تخيفنا ولا يمكن أن تمس من إرادتنا"، مؤكداً ان "الزمن الذي كنتم تخيفوننا فيه انتهى", قائلاً "اليوم نحن في الموقع الذي صنع وسيصنع الإنتصار", مذكراً "إسرائيل هذه التي تهدد المقاومة في لبنان هزمتها المقاومة في الـ1993 وأيار 2000 وفي تموز 2006، لقد هزمت هذه المقاومة كل جنرالاتكم وستهزمكم، هذه التهديدات هي حرب نفسية فاشلة وعاجزة ولا يمكن أن تؤثر لا في قلوبنا ولا عقولنا".

 

وتوجه سماحة السيد نصرالله الى المشاركين موضحا أن "اليوم تثبتون أن الأمة حية وكريمة وعزيزة وأن نداء الحسين يوم العاشر من محرم في ساحة كربلاء سيتردد في كل الأجيال الماضية والحاضرة والآتية". وقال "لقد تعلمنا من الحسين في كربلاء أن نتمسك بالحق ولا نتخلى عنه". وشدد انه "ليس هناك أحد مخولا التنازل عن حبة تراب من أرض ولا قطرة ماء ولا قطعة من مقدساتنا الغالية ولا عن كرامة الأمة". واعتبر ان "فلسطين والقدس اليوم هما العنوان الكبير للحق في هذا الزمان الذي يجب على الأمة أن تنصره ولا يجوز لأحد التخلي عن فلسطين من البحر للنهر وأن يتخلى عن القدس التي تمثل مقدسات الأمة". واكد ان الصراع لا يمكن أن ينتهي إلا عبر عودة القدس للأمة وهذا هو الخيار والحق".

 

وتابع في السياق ذاته، "بالأمس وقف إخوانكم في غزة ومن قلب الحصار، وقفوا وقفة ثبات وأسمعوا العالم الموقف الراسخ والثابت بأنه لن نعترف بإسرائيل ولن نتخلى عن شبر واحد من فلسطين"، مضيفاً "اليوم من أرض الضاحية الجنوبية التي واجهت شراسة العدوان ولم تقهر ولم تتحطم إرادتها، نكمل نداء الإخوة في غزة الذين ما زالوا في حصار، نطلق هنا الصرخة ونحن ما زلنا في دائرة التهديد، نقول كلمة رسول الله، ما دام فينا عرق ينبض لن نعترف بإسرائيل". وأكد "عدم التخلي عن شبر من أرضنا ولن ننسى مقدساتنا"، داعيا الأمة بما فيها الحكومات والأنظمة والشعوب الى "حسم خياراتها".

 

وأوضح سماحته أن "اللجنة العربية قالت أمس وبكل صراحة أن لا نفع من المفاوضات، لقد اكتشفوا ذلك بوقت متأخر". وقال "اليوم في يوم عاشوراء ندعو الأمة: تعالوا إلى طريق الشرف والكرامة والعزة ورفض الذل، أي تعالوا إلى طريق المقاومة وإلى خيارها، المفاوضات انتهت والتسوية ماتت ولكن العديدين ما زالوا يرفضون الإعتراف بموتها"، معتبراً انه "ليس أمام الأمة إلا الخيار الوحيد باستعادة الأرض والمقدسات وهو طريق المقاومة"، مطالباً العرب بدعم فلسطين ومقاومة شعبها والوقوف إلى جانبه، وفك الحصار عن غزة، قائلاً "غزة قادرة على الصمود، قدموا الدعم للمقدسيين ليبقوا في القدس وللمقدسيين في الخارج ليعودوا إليها، ولأهل الضفة ليبقوا في الضفة رغم تضييع فرص العيش، قفوا إلى جانب هذا الشعب العزيز وساعدوا على انهاء الإنقسام في الساحة الفلسطينية وأنتم قادرون على ذلك، وظفوا قدراتكم لدعم ومساعدة هذا الشعب، جربوا لمرة واحدة بعد كل العقود", مؤكداً انه "لو اتخذت أمتنا موقفا لأسبوع واحد أعلنت فيه إنهاء المفاوضات سوف تجدون أن العالم كله يزحف إليكم ويطلب فرصة للحل، وهذه الفرصة لا يجوز تضييعها".

 

وجدد السيد نصرالله في ختام كلمته، العهد "للحسين، من خلال حضورنا ونقول له، سنبقى نلبي النداء ما دام هناك حق يضطهد ومظلوم يعتدى عليه وأرض مغتصبة ومقدسات منتهكة"، مضيفاً "لن نخلي الساحات ولا نقول هذا من موقع الإدعاء فلقد كنا في الساحات منذ وقت طويل، مؤكدأ "لن نضعف ولن نجبن لن نستسلم لن نخضع سنبقى في مواقع الجهاد نصنع كرامة وطننا وأمتنا لنحمي هذا البلد وهذا الشعب من كل التهديدات التي تحيط به"، معتبرا أن "الطريق الذي نسلكه لن تكون له نهاية سوى نهاية الإنتصار والكرامة".



* كلمة السيد نصر الله كاملة:

 

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

السلام عليك يا سيدي ومولاي يا أبا عبد الله يا ابن رسول الله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك عليكم مني جميعا سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الله والنهار ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم.

السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين.

السادة العلماء الإخوة والأخوات، السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته.

 

في  البداية يجب أن نتوجه  إلى رسول الله صلى الله عليه وآله  وسلم وإلى أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإلى صاحب العزاء بقية الله في الأرضين مولانا صاحب الزمان الحجة ابن الحسن المهدي العسكري أرواحنا لتراب مقدمه الفداء والى مراجعنا العظام وفي مقدمهم سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي دام ظله وإلى جميع المسلمين في العالم بالعزاء والمواساة في ذكرى استشهاد سبط رسول الله وحفيده أبي عبد الله الحسين عليه السلام مع أهل بيته وأصحابه الذين قضوا في مثل هذا اليوم سنة 61 للهجرة في يوم العاشر من محرم في أرض كربلاء.

ويجب  في البداية أن نتوجه بالعزاء إلى الشعب الإيراني العزيز وإلى الشعب العراقي العزيز بالشهداء الذين مضوا وقضوا في طريق أبي عبد الله الحسين عليه السلام في اليومين الماضيين في التفجيرات الإجرامية التي ارتكبت بحقهم.

 

أيها الإخوة والأخوات: إنني أيضاً في البداية أتوجه إليكم جميعاً بالشكر والامتنان على حضوركم وعلى مشاركتكم وعلى تعبكم وعلى جهدكم واعلموا أن ما نقوم به اليوم هو بعض وفاء لأبي عبد الله الحسين عليه السلام وبعض تلبية لنداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام في كربلاء عندما وقف ينادي: هل من ناصر ينصرني؟

إن حضوركم اليوم كما في كل المناطق كما في كل البلدان هو شاهد جديد في زمن جديد على حياة الحسين وعلى خلود الحسين وعلى انتصار الحسين، على انتصار الدم على السيف، لأن الحسين عليه السلام قام من أجل أن يبقى الإسلام وقام من أجل أن تبقى الأمة حية كريمة عزيزة حاضرة ثائرة مجاهدة رافضة للظلم، وأنتم من خلال هذا الحضور وبعد مئات السنين تثبتون بالفعل وبالقول وبالجهاد وبالتضحيات أن الإسلام المحمدي الأصيل محفوظ بدماء حفيده وأن الأمة حية وكريمة وعزيزة وأن نداء الحسين عليه السلام يوم العاشر من محرم في ساحة كربلاء سوف يبقى يتردد في كل الأجيال الماضية والأجيال الحاضرة والأجيال الآتية وسيبقى نداء لبيك يا حسين ما بقي الدهر إلى يوم القيامة.

أيها الإخوة والأخوات: تعلمنا من الحسين في كربلاء ان نتمسك بالحق ولا نتخلى عنه. والحق حقان: هناك نوع من الحق يمكن لصاحبه أن يتنازل عنه وهو ما يرتبط بالحقوق الشخصية، أما هناك نوع آخر لا يملك أحد أن يتنازل عنه وهو ما يرتبط بالأمة بأرضها، بخيراتها، بمقدراتها، بمقدساتها، بكراماتها. فليس هناك أحد مخوّل أن يتنازل عن حبة تراب من أرض ولا قطرة ماء ولا قطعة من مقدساتنا الغالية ولا عن كرامة هذه الأمة.

اليوم فلسطين والقدس هما العنوان الكبير للحق في هذا الزمان الذي يجب على الأمة  أن تنصره وأن تقف إلى جانبه ولا يجوز لأحد أن يتخلى عن فلسطين من البحر إلى النهر، ولا يجوز لأحد أن يتخلى عن القدس التي تمثل مقدسات هذه الأمة.

على طريق استعادة فلسطين والقدس قضى عشرات الآلاف من الشهداء، من الفلسطينيين والسوريين والمصريين والأردنيين واللبنانيين، والعرب والمسلمين والمسيحيين، وهذا الصراع لا يمكن أن ينتهي إلا أن يعود الحق إلى أصحابه وإلا أن تعود القدس إلى الأمة، وهذا هو الطريق وهذا هو الخيار وهذا هو الحق.

بالأمس وقف إخوانكم وأخواتكم في غزة وتحت هدير الطائرات الإسرائيلية ومن قلب الحصار وأسمعوا العالم كله الموقف الحق والراسخ والثابت: لن نعترف بإسرائيل. قالوها لن نعترف بإسرائيل ولن نتخلى عن شبر واحد من فلسطين. واليوم من لبنان، من أرض الضاحية الجنوبية التي واجهت شراسة العدوان في نيسان 2006 ولم تقهر ولم تتحطم إرادتها نحن نكمل نداء الإخوة والأخوات في غزة. هم أطلقوا صرختهم وهم خارجون من حرب وما زالوا في حصار ونحن من الضاحية نطلق صرختنا ونحن خارجون من حرب وما زلنا في دائرة التهديد. نحن نقول أيضاً كلمة رسول الله وآل رسول الله وصحابة رسول الله وأمة رسول الله ودين رسول الله: ما دام فينا عرق ينبض لن نعترف بإسرائيل .

والأمة اليوم مدعوة لحسم خياراتها: الحكومات والأنظمة والشعوب. بالأمس اجتمعت لجنة المتابعة العربية وقالت بصراحة إن المفاوضات مضيعة وقت، لقد وصلنا إلى طريق مسدود، الخيارات السياسية منعدمة. لا يستطيع أحد أن يفرض على إسرائيل حلاً. لقد اكتشفوا هذا في وقت متأخر ولكنهم قالوه بالأمس.

على كل حال واليوم في يوم عاشوراء نحن ندعو الأمة كلها مجددا: تعالوا إلى طريق الشرف والكرامة والعزة وإباء الضيم ورفض الذل. يعني تعالوا إلى طريق المقاومة وخيار المقاومة. المفاوضات انتهت والتسوية ماتت وأصبحت جيفة، ولكن العديدين ما زالوا يرفضون أن يعترفوا بموتها. صارحوا شعوبكم وقولوا لهم الحقيقة. لقد ماتت التسوية ووصلت إلى طريق النهاية وليس أمام هذه الأمة سوى الخيار الوحيد لاستعادة الأرض والكرامة والمقدسات وهو طريق المقاومة.

نحن لا نقول لكم جهزوا جيوشكم وهاجموا هذا الكيان الغاصب ولا نريد أن نحمّلكم ما لا تريدون أن تتحملوا، ولكن نقول لكم في هذا اليوم: ادعموا فلسطين ومقاومة الشعب في فلسطين وقفوا إلى جانب هذا الشعب، فكوا الحصار عن غزة، غزة قادرة على الصمود رغم الحصار فكيف إذا فككتم الحصار عنها، قدموا الدعم المادي والمالي للمقدسيين ليبقوا في القدس ولا يغادروها وللمقدسيين في الخارج ليعودوا إليها، قدموا الدعم لأهل الضفة ليبقوا في الضفة رغم الحصار وحرق الزيتون وإتلاف الحقول وتضييع فرص العيش، قفوا إلى جانب هذا الشعب العزيز وساعدوا على إنهاء الانقسام في الساحة الفلسطينية وانتم قادرون على ذلك، وظفوا قدراتكم السياسية والإعلامية في دعم ومساندة هذا الشعب ومقاومته ومجاهديه، جربوا لمرة واحدة بعد كل هذه العقود، لو وقفت حكوماتنا العربية والإسلامية واتخذت موقفاً لأسبوع واحد فقط موقفاً عزيزاً كريماً أعلنت فيه إنهاء المفاوضات وإنها ستصغي إلى خيارات شعوبها سوف تجدون أن العالم كله يزحف إليكم ويأتي إليكم ويخضع أمامكم ويطلب منكم فرصة للحل وللمعالجة .

هذه الفرصة لا يجوز أن نضيّعها أو تضيّعوها على الإطلاق.

نحن في لبنان حسمنا خيارنا منذ بداية الطريق، راهنّا على المقاومة وعلى شعبنا وعلى مجاهدينا وانتصرنا وسينتصر شعب فلسطين ومعه كل المقاومين ما دام هناك إرادة وعزم وجهاد واستعداد للعطاء بلا حدود .

أيها الإخوة والأخوات: في الأيام القليلة الماضية عاودتنا جوقة أو سيل من التهديدات الإسرائيلية الجديدة بالقتل والتدمير والحرب وما شاكل. إنني في يوم أبي عبد الله عليه السلام وباسمكم نعلن لهذا العدو ولكل عدو ولكل صديق أن هذه التهديدات لا ترهبنا ولا تخيفنا ولا يمكن أن تمس إرادتنا. لقد انتهى الزمن الذي كنتم تهددونا فيه أو كنتم تخيفوننا فيه أو كنا نشعر فيه بالضعف والوهن.

اليوم نحن في الموقع الذي صنع الانتصار وسيصنع الانتصار، إسرائيل هذه التي تهدد المقاومة في لبنان هزمتها المقاومة في تموز 1993 وهزمتها المقاومة في نيسان1996 وهزمتها المقاومة في أيار 2000 وهزمتها المقاومة في تموز 2006. لقد هزمت هذه المقاومة كل جنرالاتكم وهي ستهزمكم في الأيام الآتية إن شاء الله، بالنسبة إلينا هذه التهديدات هي ليست أكثر من حرب نفسية فاشلة، حرب نفسية عاجزة، حرب نفسية لا يمكن أن تؤثر لا في قلوبنا ولا عقولنا ولا أرواحنا التي تسكنها روح السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب والحاج عماد مغنية ويملؤها عشق أبي عبد الله الحسين (ع)

نحن نقول للصهاينة: نحن كما كنا بل أفضل مما كنا، أفضل في المعنويات، في الإيمان، في الروحية في الإرادة، في العدّة، في العتاد، في العديد، في القدرة على المواجهة، ونحن أبناء ذلك الإمام الذي وضع بين خيارين ونحن اخترنا كما اختار إمامنا عليه السلام. في مثل هذا اليوم قالها الحسين (ع) لتبقى خالدة ومدرسة للتاريخ: ألا إن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين، وضعنا بين خيارين، بين السِّلة  ـ يعني الحرب ـ والذِّلة ـ الاستسلام المهانة الخضوع ـ ،الا ان الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة"، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وطهرت ونفوس أبية وأنوف حمية من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام, هكذا كنا وهكذا نحن اليوم وهكذا سنبقى.

أيضا أيها الإخوة, ثالثا: نحن في هذا الحشد الكبير والحسيني نؤكد التزامنا وحرصنا على بلدنا لبنان, على وحدتنا الوطنية, على العلاقة السليمة والإنسانية والوطنية والأخلاقية بين جميع مكونات شعبنا, بطوائفه ومذاهبه واتجاهاته, نؤكد حرصنا على هذا البلد الغالي, الذي قدّمنا من أجل تحرّر ترابه واستعادة كرامته أعزّ الشهداء وفلذات الأكباد, وسنبقى في هذا الموقع المستعد دائما للتضحية من أجل سلامة هذا البلد وكرامته وسيادته وبقائه.

رابعا: إننا نعلن من هذا الموقع الإسلامي الإيماني الجهادي رفضنا لأي فتنة بين المسلمين وخصوصاً بين الشيعة والسنة وحرصنا الدائم على مواجهة أي شكل من أشكال الفتنة والتي يجب أن نواجهها جميعا لأنها اليوم مشروع أمريكا وإسرائيل لأمتنا ونحن خلال كل السنوات الماضية مع كل ما حملت من عذابات ومن تحديات ومن خطابات استفزازية لم نلجأ يوماً إلى الخطاب المذهبي أو إلى التحريض الطائفي، لأننا لا نؤمن لا بهذا الخطاب ولا بهذا التحريض، بل نعتقد أن من يلجأ إلى التحريض الطائفي والمذهبي هو ضعيف، يلجأ إلى المكان الخطأ.

اليوم نحن نحتاج جميعاً إلى هذا الوعي والى هذه المسؤولية لنقطع الطريق على كل أشكال التآمر والذي يستخدم الإعلام والسياسة والمؤامرات والتفجيرات والفتن, وعلينا أن نكون أكبر من كل هذه التحديات.

خامساً: المؤامرة الجديدة بالعنوان الدولي وبالقرار الدولي التي تستهدف لبنان والتي تستهدف المقاومة وما يسمى بالمحكمة الدولية وما يسمى بالقرار الظني الإتهامي, لقد تحدثنا عنه أنا وإخواني وكل الأصدقاء خلال الأشهر الماضية بما فيه الكفاية، ولكن اليوم ألخّص بكلمات: نحن نرفض أي اتهام ظالم لنا أو لغيرنا, نحن سنسقط أهداف هذا الاتهام, لقد أسقطنا بعض أهداف هذا الاتهام كما شرحت بالأمس وسنسقط إن شاء الله بقية أهداف هذا الاتهام.

نحن سنحمي مقاومتنا وسنحمي كرامتنا، نحن سنحمي بلدنا من الفتنة ومن المعتدين ومن المتآمرين بأي لباس أو عنوان أو اسم كانوا أو أتوا، وأنا أقول لكم في يوم انتصار الدم على السيف: مؤامرة المحكمة الدولية ستذهب أدراج الرياح كما كل المؤامرات السابقة.

 

نحن اليوم نجدد عهدنا للحسين عليه السلام من خلال حضورنا في هذه الساحات ونقول له: نحن سوف نبقى نلبّي النداء ما دام هناك حقٌ يُضطهد ومظلوم يُعتدى عليه وأرض مغتصبة ومقدسات منتهكة. نحن يا إمامنا وسيدنا لن نخلي الساحات، لا نقول هذا من موقع الإدعاء، لقد كنّا في الساحات منذ سنوات طويلة، لن يحول بيننا وبين نصرتك وبين نصرة الحق ـ أيّا كان هذا الحق ـ لا تعلقٌ بمال ولا تعلقٌ بولد ولا تعلقٌ بشيء من حطام هذه الدنيا الفانية، المجتمعون اليوم عندما يعيدون تلبية نداء الحسين عليه السلام إنما يفعلون ذلك من موقع التجربة التي نجحوا فيها والتي انتصروا فيها والتي فازوا فيها ولذلك نقول له اليوم أيضا، يا إمامنا وسيدنا كما كنّا معك نلبي في كل عام، نلبي معك هذا العام : لبيك يا حسين.

 

نستودعك أيضا بنفس النداء إلى العام الآتي لنؤكد لك صدق بيعتنا وثباتنا طوال العام الآتي والأعوام الآتية، لن نضعف ولن نَهِونْ ولن نجبن ولن نتراجع ولن نخضع ولن نستسلم، سوف نبقى في مواقع الجهاد نصنع كرامة أمتنا وكرامة وطننا ونعزز عناصر قوتنا لنحمي هذا البلد ولنحمي هذا الشعب من كل هذه التهديدات التي تحيط به من هنا أو هناك، ونحن نعلم أنّنا بإيماننا بك وعشقنا لك وتعلقنا بجدّك وآبائك الأطهار وأبنائك المعصومين وكلماتك الخالدة، إنّ الطريق الذي نسلكه تحت اسمك وتحت رايتك لن تكون له نهاية سوى نهاية الانتصار والكرامة.

 

كما بدأنا ننهي أيها الإخوة والأخوات، معاً نجدد البيعة للحسين، نجدد البيعة لحفيد الحسين، نجدد البيعة للشهداء الذين مضوا من إخواننا على طريق الحسين ونقول له دائما وأبداً فداك أنفسنا وأهلينا وأموالنا ودماؤنا وإلى الأبد لبيك يا حسين .

 

عظّم الله أجوركم وشكر الله سعيكم وأثابكم الله وجزاكم خير جزاء المؤمنين الصالحين المواسين العاملين المجاهدين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.