تجددت المعارك العنيفة قبل فجر الثلاثاء في صنعاء بين قوات الرئيس علي عبدالله صالح وانصار الزعيم القبلي النافذ الشيخ صادق الاحمر الذي انضم الى المعارضة.
تصاعد العنف مجددا الثلاثاء في صنعاء حيث سجلت اشتباكات بين المسلحين القبليين والقوات الحكومية اسفرت عن مقتل ثلاثة اشخاص. وفي تعز الجنوبية حيث قتل سبعة متظاهرين برصاص الامن فيما استمرت المواجهات الدامية بين الجيش ومسلحي القاعدة في زنجبار جنوب البلاد.
وقتل سبعة اشخاص بالرصاص الحي الثلاثاء عندما اطلقت القوات الامنية النار على المتظاهرين في تعز حسبما افاد ناشطون وشهود عيان. وذكر الشهود ان خمسة متظاهرين سقطوا وفارقوا الحياة بين ايدي رفاقهم في وسط تعز. فيما اكد مصدر طبي مقتل اثنين. وفي وقت لاحق. افاد شهود ان حشودا من ابناء الارياف المجاورة لتعز كانوا يحاولون الدخول الى المدينة للتظاهر واشتبكوا مع الشرطة فسقط قتيلان. وذكر الشهود ان حالة من الفوضى تعم تعز التي هي من اكبر مدن اليمن وبدأت الاعتصامات المطالبة باسقاط النظام فيها قبل ان تنتقل الى صنعاء. واضاف الشهود ان الشوارع مقطوعة بالحجارة من قبل المحتجين. واكدت مصادر من المدينة تسجيل انتشار امني كثيف لمنع تشكل تظاهرات ضخمة يسعى المحتجون المطالبون باسقاط النظام الى تنظيمها اليوم الثلاثاء. غداة اقتحام واخلاء ساحة الاعتصام في تعز بالقوة ما اسفر عن عشرات الضحايا. وذكر الشهود ان قوات الامن تستخدم الرصاص لمنع مجموعات المحتجين من التشكل في الشارع.
واعلنت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي الثلاثاء ان اكثر من خمسين شخصا قتلوا برصاص قوات الرئيس اليمني علي عبدالله صالح منذ الاحد في مدينة تعز. واشارت آخر حصيلة اوردها منظمو الاعتصام الى مقتل 21 متظاهرا خلال قمع قوات الامن اليمنية لهذا التحرك. واعتبارا من مساء الاحد وحتى فجر الاثنين. هاجمت الدبابات والمدرعات "ساحة الحرية" في المدينة تحت غطاء نيران كثيفة فيما اقدم عسكريون على اضرام النار في الخيام التي نصبها المحتجون وتم اخلاء الساحة التي تشهد اعتصاما منذ كانون الثاني/يناير الماضي.
الى ذلك. قتل ثلاثة من انصار الزعيم القبلي صادق الاحمر خلال الاشتباكات التي اندلعت خلال الليل مع القوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح وخرقت الهدنة بين الطرفين. وقال مصدر طبي ان "ثلاثة قتلى من انصار الاحمر قتلوا في الاشتباكات مع القوات الحكومية وصلوا الى المستشفى الميداني في صنعاء" في اشارة الى المستشفى الخاص بساحة المعتصمين المطالبين باسقاط النظام في وسط العاصمة اليمنية. وذكرت مصادر قبلية ان عددا آخر من الضحايا قد يكونوا نقلوا الى مستشفى العلوم والتكنولوجيا لكن لم يتسن التاكد بدقة من اعدادهم.
وكانت المعارك العنيفة تجددت في صنعاء قبل فجر الثلاثاء بعد هدوء نسبي استمر اربعة ايام. ودارت المواجهات في حي الحصبة بشمال صنعاء حيث منزل الاحمر. وسمع اولا دوي قذائف هاون تلاها تبادل لاطلاق النار. واستمرت المواجهات العنيفة حتى الصباح وهدأت نسبيا اعتبارا من فترة الظهيرة. واتهمت السلطات الاحمر بانهاء الهدنة. وفي المقابل. اتهمت مصادر قريبة من الاحمر السلطات باطلاق النار مجددا على منزل الزعيم القبلي. واوضحت المصادر ان مقاتلي الاحمر استعادوا السيطرة على مبنى وزارة الادارة المحلية بعدما كانوا سلموه الى الوسطاء القبليين الذين تفاوضوا في شان الهدنة مع السلطات اليمنية. وقال شهود ان سحابة من الدخان الاسود تصاعدت من منزل الاحمر الذي كان اعلن هدنة الجمعة بعد ثلاثة ايام من المواجهات خلفت 68 قتيلا على الاقل.
وعلى صعيد آخر. قتل ستة جنود واصيب عشرات آخرون بجروح في هجوم ومواجهات مع مسلحين من القاعدة في مدينة زنجبار الجنوبية التي يسيطر عليها التنظيم ومحيطها. بحسب ما افادت مصادر امنية وطبية الثلاثاء. وقال مصدر امني ان مسلحين من التنظيم هاجموا صباح الثلاثاء نقطة عسكرية في دوفس على مشارف زنجبار "ما اسفر عن مقتل اربعة جنود واصابة عشرة اخرين". وذكر شهود عيان ان المسلحين اقدموا بعد ذلك على حرق عشر آليات عسكرية. ويسيطر مسلحون يقدمون على انهم من تنظيم القاعدة منذ ايام على مدينة زنجبار. عاصمة محافظة ابين الجنوبية.
الى ذلك. افاد مصدر طبي ان جنديين توفيا متأثرين بجروحهما في مستشفى باصهيب العسكري في عدن. كبرى مدن الجنوب. وذكر المصدر ان القتيلين وصلا ضمن مجموعة من 40 عسكريا جريحا من اللواء الميكانيكي 25 المحاصر في مدينة زنجبار. كما ذكر ان بعض الجرحى اصاباتهم خطرة. وقد اسفرت المواجهات في المدينة وجوارها عن 36 قتيلا عسكريا ومدنيا حتى الآن بحسب مصادر امنية وشهود. وكانت وزارة الدفاع اعلنت مساء الاثنين ان 21 عسكريا قتلوا في زنجبار. الى ذلك. شن سلاح الجو اليمني لليوم الثاني قصفا صاروخيا استهدف مواقع يعتقد بان مقاتلي القاعدة يتحصنون فيها. وذكر شهود ان القصف طاول خصوصا مصنعا للذخائر كانت القاعدة سيطرت عليه.
ودوليا. اعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان استخدام القوة في تعز باليمن قد "صدمها". وكررت مطالبة الرئيس علي عبدالله صالح بالتوقيع "فورا" على اتفاق انتقال السلطة الذي حددته مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي.