23-11-2024 02:39 PM بتوقيت القدس المحتلة

هكذا تعامل تلفزيون السلطة مع أهم دراما فلسطينية

هكذا تعامل تلفزيون السلطة مع أهم دراما فلسطينية

"وفي الوقت الذي يُفترض بـ «تلفزيون فلسطين» أن يكون الحاضن لمثل هذه الأعمال، التي تخرج من القدس المحتلة، نجده يمارس احتيالاً وتشبيحاً على طاقمه، وهو ليس بالجديد على هيئة الإذاعة والتلفزيون"

حسام غوشة / الأخبار

مسلسل «باب العمود» للمخرج والممثل إسماعيل الدباغ مع انتهاء موسم رمضان هذا العام، يمكننا الجزم بأنّ مسلسل «باب العمود» للمخرج والممثل إسماعيل الدباغ كان الأبرز حضوراً على صعيد الدراما الفلسطينية. المسلسل الذي خرج بصدق من بيوت القدس القديمة وصوّر حياة أهلها اليومية بأسلوب كوميدي ساخر، حقق نجاحاً لا يستهان به على صعيد المشاهدة وصناعة الدراما الفلسطينية، فالمواضيع التي تناولها على مدار خمس وعشرين حلقة، استطاعت إلى حد بعيد أن تقرب المشاهد العربي، وحتّى الفلسطيني، من حقيقة الهم الذي يعيشه الإنسان المقدسي داخل السور العتيق، وأن تحمله إلى أجوائها وبيئتها القاسية، وخصوصاً بعدما عزل جدار الفصل العنصري المدينة المقدسة عن محيطها منذ قرابة عقد ونصف عقد.

الغريب أنّ «تلفزيون فلسطين» (التلفزيون الفلسطيني الرسمي) منتج العمل لم يبثّ الحلقات الخمس الأخيرة من المسلسل، أو بالأحرى؛ بدأ بإعادة بث حلقات قديمة للتعويض عن الحلقات الأخيرة، التي احتفظ بها المنتج المنفذ للعمل «مسرح الرواة» حتى يلتزم «تلفزيون فلسطين» بدفع كافة المستحقات المالية كاملة، كما ينص العقد بين الطرفين. «تلفزيون فلسطين» لم يكلف نفسه حتى الإشارة إلى أنّ الحلقات التي عرضت في الأيام الأخيرة هي حلقات معادة، على عادته في الاستخفاف بمشاهديه، بل قام بعض مسؤوليه بتهديد فريق عمل المسلسل إن لم يسلّموا الحلقات الباقية! ..

وفي الوقت الذي يُفترض بـ «تلفزيون فلسطين» أن يكون الحاضن لمثل هذه الأعمال، التي تخرج من القدس المحتلة، نجده يمارس احتيالاً وتشبيحاً على طاقمه، وهو ليس بالجديد على هيئة الإذاعة والتلفزيون. الأمر نفسه واجهناه شخصياً في بداية الموسم، عندما أشرنا إلى الواقع المزري لمؤسسة التلفزيون الفلسطيني.

مسلسل «باب العمود» للمخرج والممثل إسماعيل الدباغ هذا السلوك التشبيحي نحو أهم عمل درامي فلسطيني، وأول عمل مقدسي، إنما يؤكد أنّ وجوه الفساد في هيئة الإذاعة والتلفزيون متعددة بين الفساد الإداري والفني والأخلاقي. التلفزيون الذي باع نفسه للبنوك وشركات الاتصالات خلال هذا الموسم ببشاعة فاقت كل التوقعات، لم يكترث لأهم عمل فلسطيني يعد تقدماً للتلفزيون نفسه، الذي تعوّد برامج المسابقات التي لا ترتقي حتى إلى مستوى الفوازير الرمضانية. طيلة شهر رمضان ونحن نشاهد استغلاله لطالبات إعلام وهنّ يقتحمن أسرّة المستشفيات والمراكز التجارية، لتقديم تلك المسابقات لصالح شركات الاتصالات، على نحو يفتقر إلى اللياقة، كأنّ الشعب الفلسطيني يحيى بفضل تلك الشركات الراعية.

يذكر هنا أنّ «مسرح الرواة» المنتج المنفذ لمسلسل «باب العمود»، نشر بياناً صحافياً يوضح فيه للمشاهدين الأسباب التي حالت دون استمرار عرض المسلسل، داعياً إلى حملة شعبية للتضامن مع أسرة المسلسل بهدف محاسبة المسؤولين عن تهربهم من التزامهم تجاه العقد القانوني لدفع باقي مستحقات العاملين في «باب العمود».

موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه