تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 12-08-2013 عدّة مواضيع كان أبرزها داخلياً الاحداث الامنية المتنقلة ولا سيما تعرض رئيس بلدية عرسال لكمين في منطقة النبي عثمان – اللبوة
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين 12-08-2013 عدّة مواضيع كان أبرزها داخلياً الاحداث الامنية المتنقلة الخطيرة التي حصلت في اليومين الماضيين في اكثر من منطقة ولا سيما بعد تعرض رئيس بلدية عرسال لكمين في منطقة النبي عثمان – اللبوة على طريق عام بعلبك وخطف تركيين على طريق مطار بيروت.
السفير
أمن البقاع الشمالي يهتز
خطف التركيين يُحرّك ملف أعزاز
وكتبت صحيفة السفير تقول "لم تنسحب مفاعيل عطلة عيد الفطر على الملف الامني الساخن الذي بقي مفتوحا على مصراعيه، في تعبير متكرر عن الاختلال المستمر في التوازن السياسي، نتيجة الشلل في مؤسسات الدولة، والانقسام الحاد بين اللبنانيين.
في ظل هذه البيئة الحاضنة للفوضى الامنية، سُجل خطف الطيارَين التركيَّين على طريق المطار في عملية مدانة لاسباب مبدئية وأخلاقية وانسانية ووطنية، من دون ان يعني ذلك بطبيعة الحال إعفاء الأتراك من تحمل مسؤولية التقصير والتلكؤ، إن لم يكن أكثر، في ممارسة الضغط الحقيقي على خاطفي اللبنانيين التسعة في أعزاز، للإفراج عنهم، لا سيما ان «مَوْنَةَ» أنقرة على الخاطفين باتت أمرا مسلّما به.
وبينما أفيد ليل أمس ان فرع المعلومات أوقف شخصَين مشتبه بأن لهما صلة بعملية الخطف هما محمد صالح وعلي .ر. الذي جرى توقيفه في بلدة بقعاتا الشوفية، بعد رصد اتصالات هاتفيهما الخلويين، هدد اقرباء صالح من أهالي المخطوفين بالتصعيد وقطع طريق المطار ما لم يتم الإفراج سريعا عنه، مؤكدين انه ليست له أي علاقة بحادثة الخطف وانه وصل الى بيروت من فنزويلا قبل اسبوعَين فقط، فيما نفذ الجيش انتشارا على طريق المطار لمنع إقفالها.
وقبل حادثة خطف التركيين وبعدها، يتواصل الخطف المتبادل في البقاع الشمالي الذي كاد ينزلق أمس الى فتنة في أعقاب تعرض رئيس بلدية عرسال علي الحجيري الى كمين مسلح أصابه بجروح، لولا مسارعة الحكماء والجيش اللبناني الى تطويق ذيول الحادثة التي تؤشر الى ارتفاع غير مسبوق في منسوب الاحتقان بين أبناء المنطقة.
فقد تعرض موكب الحجيري إلى كمين مسلح في منطقة النبي عثمان – اللبوة على طريق عام بعلبك، عندما كان عائدا من بلدة رأس بعلبك، إثر عملية تبادل مخطوفين شملت عددا من أبناء عرسال من جهة ويوسف المقداد من جهة ثانية، برعاية مخابرات الجيش. وانهمر الرصاص من مسلحين كانوا يستقلون سيارة رباعية الدفع، وفق شهود عيان، ما أدى إلى مقتل محمد حسن الحجيري، وجرح رئيس البلدية في يده، وإصابة مختار عرسال محمد علولي وأحمد القطشة (أبو خالد) بجروح خطرة، فيما خُطف السوري محمد عباس الذي كان ضمن الموكب، وترددت معلومات عن ان الخاطفين طلبوا فدية مالية؛ وقد تكثفت المساعي ليلا لاطلاقه وتسليمه الى مخابرات الجيش اللبناني.
وابلغ وزير الداخلية مروان شربل «السفير» ان جهودا مكثفة بُذلت من أجل تطويق تداعيات الكمين الذي تعرض له رئيس بلدية عرسال، مشيرا الى انه جرى احتواء الوضع على الارض، لكن أخطر ما يحصل هو ان هذه الحوادث المتلاحقة والاعتداءات المتبادلة تولّد شحنا متراكما يُخشى من ان ينفجر في لحظة، ما لم يتم تدارك حالة الاحتقان المتفاقمة.
التحقيق في خطف التركيين
في هذه الأثناء، يتواصل التحقيق في ملابسات خطف الطيار التركي مراد اكبينار ومساعده مراد اغا على طريق المطار، فيما تردد أن جهات أمنية تركية رفيعة المستوى، كانت تتجاهل مؤخرا اتصالات بعض المسؤولين اللبنانيين في شأن مخطوفي أعزاز، أصبحت هي الجهة المبادرة الى الاتصال بعد عملية خطف التركيين.
وإذا كانت مجموعة غير معروفة تسمي نفسها مجموعة «زوار الإمام الرضا»، قد تبنت عملية الخطف فجر الجمعة الماضي، فان مصادر مطلعة أبلغت «السفير» ان الاجهزة الامنية وضعت يدها على طرف خيط، من شأنه ان يقود الى معرفة هوية الخاطفين. ورجحت المصادر ان يكون الخاطفون من المتعاطفين مع أهالي المخطوفين، مستبعدة ان تكون لهم صفة حزبية.
وأكد الرئيس نبيه بري لـ«السفير» ان عملية الخطف «مرفوضة ومستنكرة بمعزل عن رأينا في طريقة التعامل التركي الرسمي مع قضية المخطوفين اللبنانيين في سوريا»، لافتا الانتباه الى ان «المعيار الوحيد الذي يتحكم بموقفنا من عملية خطف الطيارين التركيين هو انهما شخصان بريئان وبالتالي لا يجوز التعرض لهما».
أما وزير الداخلية مروان شربل فقال لـ«السفير» ان التحقيق المستمر في ملابسات عملية الخطف حقق تقدما وإن كان بطيئا، رافضا الخوض في الاحتمالات والاجتهادات قبل اكتمال التحقيق. واضاف: في السياسة تُوجه الاتهامات شمالا ويمينا وتقال اشياء كثيرة، ولكن على أرض الواقع نحن لا نأخذ إلا بالمعطيات الملموسة والحقائق الثابتة.
وأكد ان التفاوض مع تركيا سيتواصل للإفراج عن اللبنانيين المختطفين في أعزاز، بمعزل عن حادثة خطف التركيين على طريق المطار.
وقالت أوساط مقربة من «حزب الله» لـ«السفير» ان التحقيق في حادثة الخطف هو شأن الدولة اللبنانية المعنية وحدها، عبر أجهزتها الامنية والقضائية، بمتابعة هذا الملف.
في المقابل، اتهم رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع «حزب الله» بان له علاقة بشكل من الأشكال بحادثة الخطف، مشيرا الى انه انطلق في هذا الاتهام من تحليل وليس من معلومات. وقال لـ«السفير» ان «الخطف تم في «دويلة» حزب الله الذي لا يمكن ان يغيب عنه أي تفصيل أمني، والعملية نُفذت عن سابق تصور وتصميم وبحرفية لا يمكن ان تملكها الا جهة منظمة»، مبديا قلقه على التصنيف الدولي للمطار بعد الآن.
وأشار الى ان «قضية المخطوفين اللبنانيين في أعزاز هي شريفة ومحقة، لكن هناك قضايا أخرى تشبهها مثل اختطاف المطرانين اليازجي وابراهيم، وإذا كانت كل فئة ستتصرف وفق اعتباراتها الخاصة لتحصيل حقها، فستعم الفوضى وتسقط الدولة».
وليل أمس صدر عن «لواء عاصفة الشمال» الذي يحتجز اللبنانيين التسعة بيان جاء فيه ان قيادة اللواء هي المتصرفة الوحيدة بملف مخطوفي اعزاز وانها مستعدة لاطلاق الدفعة الاولى مقابل المعتقلات الـ 127 في السجون السورية على وجه السرعة، مؤكدة انه «لا شيء نفاوض عليه غير اطلاق المعتقلات، والتفاوض لا يتم الا عبر اللجنة الدولية المكلفة هذا الأمر».
خرق اللبونة
الى ذلك، وبينما تواصل وزارة الخارجية إعداد شكوى سترفع الى مجلس الامن ضد الخرق الاسرائيلي الاخير في منطقة اللبونة، أبلغت مصادر واسعة الاطلاع «السفير» ان عدد الجنود الاسرائيليين الذين انفجرت بهم العبوة الناسفة هو 8، وانه لو تقدمت القوة المعادية لمسافة إضافية الى الامام لكانت قد اصطدمت بعبوات أخرى. وأشارت المصادر الى ان القوة الاسرائيلية كانت في مهمة عدوانية، باتت تفاصيلها متوافرة بحوزة القيادات المعنية.
وقال الرئيس بري لـ«السفير» انه «من المستغرب ان يمر الخرق الاسرائيلي الخطير مرور الكرام على العديد من الاطراف اللبنانية التي لم نسمع لها صوتا منددا بما جرى». وتساءل: أين الغيارى على السيادة، ولماذا تقوم الدنيا ولا تقعد إذا حصلت حادثة عند الحدود مع سوريا، بينما يعم الصمت المريب عندما يقع اعتداء اسرائيلي صارخ على الاراضي اللبنانية، كما حصل في اللبونة. واعتبر ان أخطر ما في هذه اللامبالاة التي ظهرت لدى البعض انها تعكس تطبيعا مع الخروقات، وكأن الحاجز النفسي انكسر مع اسرائيل التي لم تعد عدوا بالنسبة الى هذا البعض.
ولفت بري الانتباه الى انه ليس أمرا بسيطا ان تقوم قوة اسرائيلية بالتقدم في داخل الاراضي اللبنانية مسافة 400 متر، وبالتالي ما حصل يندرج في إطار الخرق الفادح والفاضح الذي لا يجوز التهاون في التعاطي معه، مستهجنا ان يلتزم الكثير من الجهات اللبنانية بالصمت فيما بادر قائد القوات الدولية الى استنكار الخرق.
تجدر الإشارة الى ان قائد القوات الدولية العاملة في الجنوب باولو سييرا اعتبر ان «الوجود الواضح للجنود الإسرائيليين في لبنان، خارقين الخط الأزرق، يشكل خرقا خطيرا لمندرجات القرار 1701»، موضحاً أنه قدم اعتراضا شديد اللهجة إلى الجيش الإسرائيلي."
النهار
مَنْ اخترق المطار وطريقه وخطف الطيارَين؟ تركيا تغادر لبنان وتصاعد المطالبة بالقليعات
وكتبت صحيفة النهار تقول "بدا طبيعيا ان يفتح ملف الامن المخترق على طريق المطار وان تتصاعد المطالب المتجددة بتشغيل مطار القليعات عقب يومين من الغموض والالتباس واطلاق الاشارات والرسائل المبطنة بعد فجر الخطف الذي طاول طيارا تركيا ومعاونه على بعد اقل من 200 متر من مطار رفيق الحريري الدولي صبيحة ثاني ايام الفطر.
ذلك ان تداعيات الحادث المدبر وملابساته التي لم تكن معزولة عن "الاتقان" الاحترافي في ترصد وصول الطائرة التركية ونصب مكمن الخطف من دون خشية من عيون او مراقبة او منع محتمل بالقوة الشرعية سرعان ما فاقت الحسابات واعادت الى الواجهة الخطر الاكبر المتمثل في تعميم صورة التهديد الامني الذي يترصد طريق المطار ولا تقلل خطورتها مسألة المخطوفين اللبنانيين التسعة في اعزاز منذ اكثر من سنة وشهرين التي بدت ظاهرا الدافع الاساسي لخطف الطيار التركي ومعاونه وقت سعى الناطقون باسم اهالي المخطوفين في اعزاز الى نفي مسؤوليتهم عن الحادث والتزم "حزب الله" الصمت المطبق حياله.
وبعد اكثر من 48 ساعة على الحادث لم يتوافر لدى اي من المعنيين اي جواب على السؤال الكبير والمقلق وهو كيف تمكن ناصبو المكمن المسلح على جسر الكوكودي من ان يقيموا حاجزا ويحولوا وجهة سير السيارات العابرة من المطار الى اوتوستراد المدينة الرياضية نحو بيروت وان ينفذوا عملية الخطف برباطة جأش وبرودة اعصاب دون اي خشية ؟ ثم كيف اتفق ان عرف الخاطفون بكل الدقائق والتفاصيل المتعلقة بساعة وصول الطائرة التركية والمدى الزمني الذي استلزمه هبوط طاقمها ومغادرته حرم المطار حتى بلوغ جسر الكوكودي؟وهل تمكنت التحقيقات الفورية التي قيل انها تشمل الاتصالات الهاتفية التي اجريت قبيل هبوط الطائرة وبعد هبوطها من رصد معلومات كافية عن هوية الخاطفين والوجهة المحتملة التي تواروا اليها علما ان المعلومات تفيد ان المخطوفين نقلا الى خارج بيروت؟
مجمل هذه الاسئلة والمعطيات بدت حيالها الدولة بمراجعها السياسية والامنية شديدة الاحراج امام اختراق امني شديد الاذى لحصوله خصوصا عند بوابة لبنان الى العالم معيدا اشد التجارب سوءاً واذية سواء على الصعيد الامني او الديبلوماسي او السياحي. ولم تكفل التعهدات المتكررة للمعنيين ولا سيما منهم وزير الداخلية مروان شربل ببذل كل الوسائل المتاحة للافراج عن المخطوفين التركيين احتواء التداعيات السلبية لهذا التطور بل بدت اقرب الى شيكات من دون رصيد بدليل ان الدولة التركية سارعت الى سحب رعاياها من لبنان والتهيؤ لسحب كتيبتها العاملة في الجنوب ضمن قوات اليونيفيل .
وعلمت "النهار" ان المعطيات التي تجمعت عند أكثر من طرف داخلي بناء على معلومات بالتقاطع مع الاتصالات مع السفير التركي في لبنان اينان اوزيلديز تفيد ان منفذي عملية خطف المواطنين التركيين هم من المحترفين وليسوا من الهواة مما يسقط كليا فرضية ان الخاطفين ينتمون الى اهالي مخطوفي اعزاز.
واذ شغل الحادث كبار المسؤولين وكان محور اتصالات اجريت بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس التركي عبدالله غول اعلن الوزير شربل بعد لقائه امس السفير التركي "اننا كدولة لبنانية نعمل بكل قوانا لتحرير المخطوفين التركيين وعندما نعرف مكان وجودهما لن نقصر وسنأتي بهما" غير انه لم يجزم بارتباط خطفهما بقضية مخطوفي اعزاز وان لم يستبعد هذا الارتباط وقال: "رب ضارة نافعة وننهي هذا الموضوع وتنتهي مشكلة التسعة الموجودين في اعزاز".
وقالت اوساط رئيس كتلة "المستقبل" فؤاد السنيورة لـ"النهار" ان الاتصالات التي اجراها مع الرؤساء سليمان ونبيه بري ونجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جان قهوجي ثم استقباله السفير التركي تمحورت حول سبل اطلاق المخطوفيّن التركيين سريعاً نظرا لخطورة الحادث وتأثيره على لبنان سياسيا واقتصاديا والتأكيد لتركيا ان الشعب اللبناني براء من الحادث ولا يتحمل تبعاته وتاليا يجب حمايته من اية ردة فعل تستهدف اللبنانيين جراء ما تعرّض له الطيار التركي ومساعده.
وبعدما دعت الخارجية التركية رعاياها الموجودين في لبنان والذين يقدرون بـ 600 شخص الى مغادرته وعدم التوجه اليه الا في حال الضرورة افادت مصادر تركية واخرى من الامم المتحدة ان تركيا تعتزم سحب قسم من قواتها المساهمة في القوة الدولية العاملة في الجنوب. وقال مصدر تركي في انقرة لوكالة الصحافة الفرنسية ان نحو 250 شخصا من كتيبة الهندسة العسكرية سينسحبون قريباً من اليونيفيل. لكن المصادر التركية ومصادر الامم المتحدة اشارت الى ان قرار الانسحاب اتخذ فعلا قبل خطف الطيارين التركيين. وقال المتحدث باسم اليونيفيل اندريا تينيتي انه في السادس من آب "تبلغنا من قسم عمليات حفظ السلام ان الحكومة التركية قررت سحب وحدة الهندسة والبناء من اليونيفيل مع ابقاء حضورها في القوة البحرية". واوضح ان "تركيا لن تنسحب في شكل كامل " مشيرا الى "نحو 60 عنصرا سيتابعون مهماتهم في القوة البحرية في حين سيغادر نحو 280 عنصرا يشكلون عديد كتيبة الهندسة".
البقاع الشمالي
على صعيد امني آخر لم تغب الاضطرابات الامنية عن البقاع الشمالي في عطلة عيد الفطر حيث سجل احباط محاولة تفجير استهدفت الجيش من جهة وحادث خطف من جهة اخرى. وافاد مراسل "النهار" في بعلبك ان قوة من الجيش أحبطت ليل الجمعة عملية تفجير انتحارية كانت تستهدف حاجز حميد للجيش في جرود عرسال حيث اوقف السوري حسن سلمان الخالد والفلسطيني عبده قاسم الشهابي والدانماركي من اصل فلسطيني جيمس حسين كيجد وكانوا في سيارة ميتسوبيشي زيتية من دون لوحات او اوراق ثبوتية آتين من الاراضي السورية. وترجل احد الفلسطينيين وهو يضع زنارا متفجرا محاولا تفجير نفسه بحامية الحاجز غير ان العسكريين عاجلوه برشقات قاتلة واوقفوا رفيقيه وضبط في حوزتهم رشاش كلاشنيكوف وحزام ناسف آخر زنته ثلاثة كيلوغرامات موصولا برمانة يدوية.
كذلك قامت مجموعة سورية مسلحة بخطف ثلاثة لبنانيين من محلة عين القرقوز في جرود بلدة بريتال فيما تمكن عم المخطوفين الثلاثة من الفرار في اتجاه جرود البلدة."
الاخبار
جنون العيد: فلتان يملأ فراغ السياسة
نجاة رئيس بلدية عرسال من كمين «ثأري» قرب اللبوة
رامح حمية, أسامة القادري
وكتبت صحيفة الاخبار تقول "البلاد يلفها الجنون. كان متوقعاً أن تستمر هدنة شهر رمضان إلى ما بعد العيد، وان تستمر معها المناوشات «المحدودة»، وسلسلة عمليات الخطف في البقاع الشمالي. لكن عطلة العيد حملت معها مفاجآت أمنية من العيار الثقيل، لتملأ الفراغ السياسي الذي لا تبدو نهايته قريبة. على طريق المطار، قرّر «مجهولون» تحريك ملف مخطوفي اعزاز، فخطفوا مواطنين تركيين، بعدما أمعنت أنقرة في إهانة اللبنانيين ومحاولة دفعهم إلى نسيان أنها ترعى خاطفي الزوار في الشمال السوري، منذ نحو 16 شهراً. الجنون لم يقتصر على طريق المطار، بل شمل كل المناطق، ليصل إلى ذروته في البقاع الشمالي أمس، حيث انتهت مصالحة عرسال وبعض جيرانها إلى كمين مسلح نجا منه رئيس بلديتها، علي الحجيري، المطلوب للقضاء بجرم المشاركة في قتل ضابط ورتيب في الجيش. لكن «فراره من وجه العدالة»، لم يمنع الرئيس سعد الحريري من الاتصال به ومطالبة الجيش بالتدخل لتوقيف المعتدين عليه. الجيش نفسه الذي منعه تيار الحريري من توقيف قتلة عسكرييه في جرود عرسال
أعاد الكمين المسلح لموكب رئيس بلدية عرسال علي الحجيري، التوتر بين هذه البلدة والقرى المجاورة، بعد موجة تفاؤل أشاعتها عملية تبادل المخطوف يوسف المقداد مع المخطوفين العراسلة لدى آل المقداد.
فبعد دقائق على التبادل في بلدة رأس بعلبك، تحرك موكب رئيس بلدية عرسال باتجاه اللبوة، ولدى وصوله إلى منطقة تقع بينها وبين بلدة النبي عثمان، اعترضت طريقه، بحسب مصدر أمني، أربع سيارات رباعية الدفع، وشرع من بداخلها في إطلاق النارعلى الموكب، ما أدى إلى مقتل محمد حسن الحجيري المعروف بـ«محمد دخان»،بعد إصابته بطلقين في الصدر والقدم، وإصابة كل من رئيس البلدية علي الحجيري بجرح طفيف في الرأس، وعلي زهوة الفليطي، وأحمد الحجيري المعروف بـ«أبو خالد القطشة» (من فاعليات بلدة عرسال) و حالته بالحرجة.
والمعروف أن أبو خالد ومحمد دخان من وجهاء عرسال وتربطهما علاقات صداقة قوية مع غالبية أهالي البقاع الشمالي، وأنهما من الفاعلين على خط المصالحة في الخلافات والمشاكل التي حصلت خلال الأشهر الماضية بين عرسال وجوارها، بحسب ما أكدت مصادر مقربة منهما لـ«لأخبار».
من جهته،أشار رئيس بلدية عرسال على أن ما تعرض له «كمين مسلح ومات من مات وسلم من سلم»، معتبراً أن المسؤول عن الكمين «هم آل جعفر وآل أمهز كلهم، وبعد دفن محمد الحجيري سنرى ماذا سيحصل». وقال: «إن المسؤولين الذين اتصلوا به طلبوا التهدئة، وإن قائد الجيش (العماد جان قهوجي) شدد على أنهم سيتخذون إجراءات».
وأثارت الحادثة موجة من الغضب في عرسال التي امتلأت شوارعها بالمسلحين الذين أطلقوا النار في الهواء استنكاراً للاعتداء، بعدما ترددت إشاعات عن مقتل الحجيري ونجله والقطشة، وأخرى عن اختطافه من قبل المجموعة التي نفذت الكمين. إلا أن مصادر أمنية أكدت أن الكمين أدى إلى مقتل محمد الحجيري وإصابة البقية بجروح مختلفة واختطاف شخصين سوريين، أحدهما محمد عباس، أحد وجهاء بلدة فليطا السورية، والذي ساهم في الإفراج عن المقداد. وكشفت المصادر الأمنية أن رئيس البلدية نقل بعد الاعتداء «مباشرة إلى بلدته عرسال حيث عولج من إصابته الطفيفة». ومساءً، أطلق آل جعفر أحد المخطوفين وآل أمهز الثاني.
وصدر بيان عن مجموعة أطلقت على نفسها اسم «كتائب الشهداء الأربعة»، أعلنت فيه مسؤوليتها عن الكمين وهو، بحسب البيان، جاء «بعدما صبروا على الدولة وأجهزتها وعلى أهل عرسال تسليم قتلة كل من حمدي كرامة جعفر وحسين علي جعفر وعلي أوغلو وشريف أمهز»، الذين قُتِلوا في كمين في محلة وادي رافق في جرود القاع ـــ رأس بعلبك في16 حزيران الماضي.
إلا أن ياسين جعفر، أحد وجهاء العائلة، استنكر في حديث إلى «الأخبار» الحادثة التي «تعرّض لها أبرياء» أمس. وتوجه إلى رئيس بلدية عرسال بالتهنئة بالسلامة، وبالتعزية لكل أهالي عرسال بمقتل محمد الحجيري. واعترض على حديث رئيس البلدية الذي وجه فيه الاتهام وحمّل مسؤولية الحادثة لآل جعفر وآل أمهز «كلهم»، مشدداً على «أن آل جعفر يدركون جيداً هوية قتلة أبنائهم وبالأسماء، وثأرنا لدى هؤلاء لم ولن نتخلى عنه، وليس من عاداتنا قتل الأبرياء، وأبرز دليل أنه بعد مجزرة وادي رافق كان لدينا محتجزون من بلدة عرسال، ولو كنا غوغائيين لقتلناهم، لكننا نفذنا ما تمليه علينا عاداتنا وأطلقناهم، ولا نزال حتى اليوم نعوّل على الجيش والأجهزة الأمنية للوصول إلى حقنا، ونحن حريصون على الوطن ولسنا أصحاب فتنة».
من جهتها، قالت مصادر مقربة من رئيس بلدية عرسال لـ«الأخبار» إن منفذي الكمين «على علاقة وطيدة مع الاستخبارات السورية التي تريد الثأر من بلدة عرسال، لوقوفها إلى جانب الثورة السورية»، فيما قال عراسلة آخرون إن هذه العملية «يجب ألا تحمل أكثر من حجمها، لأن هناك معلومات تؤكد تورط أشخاص من آل جعفر بهذه العملية رداً على مقتل الشبان الأربعة الذين قتلوا على أثر خلافات بينهم وبين مهربين من عرسال».
وفي الوقت نفسه، وزّع بعض الشبان في بلدة المريجات، مسقط رأس شهيد الجيش اللبناني النقيب بيار مشعلاني، حلوى وأطلقوا النار ابتهاجاً بالكمين. فيما شهدت بلدتا مجدل عنجر وسعدنايل اتصالات كثيفة لتهدئة الأجواء، بعد معلومات عن استنفار مسلحين فيهما. وحسب أحد قياديي تيار المستقبل في البقاع الأوسط، فإن قيادة التيار أبلغتهم طلب الرئيس سعد الحريري العمل بكل طاقاتهم لمنع أي محاولة لإقفال الطرقات أو الاحتكاك مع الجيش أو الاصطدام مع أطراف سياسية أخرى، قائلاً: «لا نريد الفتنة، وعلينا أن نكون صمام أمان، مهما أراد الآخرون إشعالها». وكان الحريري قد اتصل بقائد الجيش وبرئيس بلدية عرسال.
إلى ذلك، نفذت وحدات من الجيش انتشاراً كثيفاً على طول الطريق الدولية في البقاع الشمالي وعززت تدابيرها وحواجزها الثابتة والمتحركة في المنطقة في محاولة استباقية لمنع تدهور الوضع الأمني. وليل أمس، دهمت وحدات من الجيش عدداً من منازل عائلة أمهز في اللبوة، ومن بينها منزل شريف أمهز الذي قتل في وادي رافق، ومنزل والده يوسف أمهز الكائنان على الطريق الدولية بين اللبوة والنبي عثمان. ولم يبدِ رئيس بلدية اللبوة رامز أمهز اعتراضاً على دهم الجيش لمنازلهم، لكنه اعترض على ما وصفه بـ«سياسة الكيل بمكيالين من قبل الجيش لجهة إقدام شخص مطلوب على التجول وتسليم مخطوفين لضباط استخبارات في الجيش اللبناني»، وشدد على «أن آل أمهز لا يقتلون الأبرياء، وقتلة أبنائنا معروفون جيداً منا، وعندما نريد قتلهم لن نمسّ أبرياء».
وفي سياق متصل، استقبلت بلدة مقنة على وقع أزيز العيارات النارية ونثر الأرز، يوسف المقداد الذي اختطف منذ عشرة أيام في عرسال. وقال إنه نقل إلى المعرة داخل الأراضي السورية ومن ثم إلى سهل رنكوس. وبدا على يوسف الإعياء والتعب. وكان أهله قد تلقّوا وعداً بإطلاقه ليل السبت ـــ الأحد، ونقل فجر أمس إلى منزل رئيس بلدية عرسال. وأكد يوسف أنه تعرض للضرب بداية، لكن تدخل شخص يدعى النقيب «أبو بكر» حال دون تكرار ذلك، وأضاف إن المجموعة الخاطفة «من ذوي اللحى الطويلة»، ووجّهوا له أسئلة عن علاقته بحزب الله. وأشار إلى أن هدفهم كان واضحاً وهو «خلق فتنة بين بلدة عرسال والقرى المجاورة لها»، فقد سمعهم في إحدى الليالي يقولون «خلّيهم يقاتلوا بعضن».
من جهته، أكد رئيس بلدية عرسال «ضرورة وضع حد لعمليات الخطف وعدم تغطية الزعران لأن كل المنطقة متضررة»، داعياً الدولة إلى أخذ دورها في هذا الشأن.
بدوره، شدد دمّر المقداد باسم العائلة على «أن الفتنة دفنت اليوم» وأكد «أن التعايش مقدس وخط أحمر».
مساعي فاعليات عرسال لإطلاق المقداد بدت واضحة. وفي هذا السياق، قطع هؤلاء جميع الطرقات الجردية المؤدية إلى البلدات السورية، وصولاً إلى خطف أهالي عرسال أحد المقربين من الخاطفين من بلدة المعرّة للضغط عليهم ، ودفع الشيخ محمد عباس أحد وجهاء بلدة فليطا السورية 25 ألف دولار أميركي للخاطفين من أجل الإفراج عن المقداد. في مقابل ذلك، أطلق آل المقداد المخطوفين العشرة لديهم وتسلمهم ذووهم ووجهاء من عرسال وبلدتي المعرة ورنكوس السوريتين.
وليس بعيداً عن الأحداث التي تشهدها المنطقة، خطفت مجموعة سورية مسلحة ثلاثة لبنانيين من عين القرقوز في جرود بلدة بريتال (6 كلم داخل الأراضي اللبنانية) وهم علي عباس اسماعيل وشقيقه حسن وابن عمتهما السوري علي عدنان الذي أصيب خلال الخطف، فيما تمكن إبراهيم حكمت اسماعيل من الفرار في اتجاه جرود البلدة. اتصالات مكثفة ووساطات بين بريتال والقرى السورية المجاورة تسارعت وتيرتها منعاً لتفاقم الأمور، وقد أثمرت وعداً بإطلاق الشبان الثلاثة ليل السبت ـــ الأحد الماضي، إلا أن ذلك لم يتحقق.
حزام للتفجير في وجه الجيش
من جهة ثانية، أوقف عناصر حاجز للجيش في وادي حميّد في عرسال عصر الخميس الفائت، ثلاثة مسلحين دخلوا الأراضي اللبنانية من الجانب السوري، باتجاه بلدة عرسال. وتبين بحسب مسؤول أمني أن اثنين منهم فلسطينيان ويحمل أحدهما الجنسية الأوروبية، والثالث الجنسية السورية. ورجحت مصادر أمنية أن «أحدهم كان ينوي تفجير نفسه بحزام»، لكن عناصر الجيش تمكنوا من توقيفهم وضبطوا معهم أسلحة وحزاماً ناسفاً معداً للتفجير، وعدداً من القنابل اليدوية والصواعق. وأول من أمس أيضاً، شهر شخصان يستقلان دراجة نارية مسدساً حربياً باتجاه عنصر على حاجز الجيش في وادي حميّد أيضاً، وحاولا الفرار. وبادر أفراد الحاجز إلى إطلاق النار عليهما، ما أدى إلى إصابة حامل المسدس بجروح غير خطرة، وتبيّن أنه سوري، فيما تمكن الشخص الآخر من الفرار على الدراجة."
المستقبل
الحريري يتصل بقهوجي ويطالب بملاحقة المعتدين على موكب الحجيري..
وكشف هويات خاطفي التركيين وتوقيف أحدهم
وكتبت صحيفة المستقبل تقول "عادت الفتنة لتطل برأسها الشيطاني في منطقة البقاع الشمالي وبين أهله وخصوصاً في بلدتي عرسال واللبوة من خلال الاعتداء الذي تعرّض له موكب رئيس بلدية الأولى علي الحجيري ما أدى الى إصابته بجروح طفيفة ومقتل أحد أبناء البلدة عدا جرح اثنين وخطف سوريين الى جهة مجهولة.
والاعتداء الذي تلا حل إشكال الخطف الذي طاول في الأيام الماضية شخصا من آل المقداد من مقنة وعددا من أهالي عرسال والتي كادت تشعل المنطقة، استدعت اجراءات ميدانية وسياسية مكثفة. الأولى تولتها وحدات الجيش اللبناني، والثانية شارك فيها الرئيس سعد الحريري والقيادات الرسمية.
وفي موازاة ذلك، كانت قضية خطف الطيار التركي ومساعده تتفاعل على أكثر من مستوى خصوصاً بعد توقيف أحد أقارب مخطوفي أعزاز من قبل القوى الأمنية وتوعّد أهالي وأقارب هؤلاء بتصعيد تحركهم ضد الوجود التركي في لبنان اعتباراً من اليوم.
الحريري
الرئيس الحريري الذي أجرى اتصالاً بقائد الجيش العماد جان قهوجي بعد الاعتداء على موكب الحجيري وأهالي عرسال، شدّد على وجوب اتخاذ الاجراءات الكفيلة بملاحقة المعتدين معتبراً ان الحادث "يقع في إطار المحاولات المستمرة لجرّ البلاد الى مزيد من الاحتقان".
كما أجرى اتصالاً برئيس بلدية عرسال الذي وضعه في تفاصيل الهجوم الذي تعرض له. وأكد الحريري استنكاره الاعتداء وشدّد على "أهمية عدم الانجرار الى ما يريده الداعون الى الفتنة والعاملون على إشعالها".
وبدوره تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع المسؤولين المعنيين ملابسات ما حصل وطلب اتخاذ كل التدابير لضبط الوضع والقبض على الفاعلين واحالتهم على القضاء المختص. ومثله فعل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام.
واستناداً الى مصادر أمنية وتصريحات رئيس بلدية عرسال، فإن منفذي الاعتداء في اللبوة هم أفراد من عائلتي جعفر وأمهز، فيما أعلنت مجموعة تطلق على نفسها اسم "مجموعة الشهداء الأربعة" مسؤوليتها وذلك رداً على مقتل أربعة شبان من آل جعفر وأمهز وغول قبل ثلاثة أشهر في جرود رأس بعلبك.
وجاء الاعتداء بعد اتمام عملية مبادلة المخطوفين بين آل المقداد وأهالي عرسال في مركز مخابرات الجيش في رأس بعلبك وذلك بعد أن وصلت عملية خطف يوسف المقداد منذ نحو عشرة أيام الى خواتيمها السعيدة، وأطلق سراحه مساء السبت في سهل بلدة رنكوس السورية حيث كان يحتجزه الخاطفون في أحد المنازل هناك. وكانت مساع وجهود بذلت طول فترة عيد الفطر من قبل أهالي وفاعليات بلدة عرسال لحل القضية. كذلك سرّع خطف المدعو "أبو عبدالله" من بلدة المعرّة السورية وهو أحد أقارب رئيس المجموعة التي أقدمت على خطف يوسف، وقبله الأرمني كريكور نوشيان، على حل قضية الخطف المتبادل.
طريق المطار
الى ذلك، اتخذ الجيش اللبناني مساء أمس اجراءات أمنية استثنائية على طول طريق مطار رفيق الحريري الدولي، بعد تهديد مخطوفي اعزاز بإقفاله احتجاجاً على اعتقال القوى الأمنية شخصا من آل صالح في ضوء رصد اتصالات بينه وبين خاطفي الطيار التركي ومساعده.
وأكدت مصادر أمنية لـ"المستقبل"، ان شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي توصلت الى معرفة هويات كل منفذي عملية خطف التركيين وهي أوقفت المدعو محمد صالح أحد أقارب مخطوفي اعزاز، للاشتباه في ضلوعه بالعملية، في حين أن المسؤول الأول عن المجموعة الخاطفة هو علي جميل صالح نجل احد المخطوفين.
ولفت وزير الداخلية مروان شربل الى أن "كل الأطراف على الأرض تساعد في تتبع خيوط العملية لتأمين الافراج عن المخطوفين التركيين بما في ذلك حزب الله ونفى المعلومات التي تحدثت عن طلب السفارة اللبنانية في أنقرة من اللبنانيين الموجودين في تركيا المغادرة فوراً، واصفاً العلاقات مع تركيا بـ"الممتازة".
ومساء أعلن "لواء عاصفة الشمال" الذي تبنى خطف اللبنانيين انه مستعد لإطلاق الدفعة الأولى منهم في مقابل اطلاق المعتقلات السوريات الـ127 من سجون بشار الأسد، مؤكداً في بيان "أن لا شيء نفاوض عليه غير المعتقلات والتفاوض لا يتم إلا عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر".
وكشفت مصادر وزارية مطلعة لـ"المستقبل" ان البيان المذكور جاء غداة اتصالات مكثفة دارت على مدار الساعة أمس وشملت الجانبين التركي والسوري وأسفرت الى تكون احتمال افراج النظام السوري عن السجينات الـ127 اليوم، على أن يتم في مقابل ذلك اطلاق الدفعة الأولى من المخطوفين اللبنانيين.
الحكومة
في الشأن الحكومي، قالت مصادر مواكبة لاتصالات مع رئيس الحكومة المكلّف تمام سلام لـ"المستقبل"، ان ثمة خطوة متوقعة لكسر الجمود الحاصل في عملية التشكيل يتوقع أن تظهر اعتباراً من اليوم الاثنين، مستندة في ذلك على موقف رئيس "جبهة النضال الوطني" وليد جنبلاط الذي أعلن أنه لا يمكن الاستمرار في هذه الدوامة. وتؤكد الأوساط نفسها أن سلام في طريقه الى أن يطرح على الرئيس ميشال سليمان تشكيلة حكومية ليست بأي شكل من الأشكال حكومة "أمر واقع" بل حكومة "مصلحة وطنية" كما يحلو له تسميتها، ستضم أسماءً غير حزبية وغير استفزازية وقريبة من صيغة "التكنوقراط" التي يتولى فيها أصحاب الاختصاصات وزاراتهم ليديروا من خلالها شؤون البلاد بطريقة بعيدة عن الالتزام السياسي الحزبي أو الطائفي الضيّق.
الحوار.. وسوريا
وفي حديث لـ"المستقبل"، أكد السفير البريطاني في بيروت توم فليتشر ان "الحوار المباشر بين اللبنانيين يمكن أن يزيل الجدار الموجود حالياً ويمنعهم من التلاقي ويكسر الجمود الحاصل ونحن مع الرئيس سليمان في دعوته ونؤيدها كلياً".
وأكد رداً على سؤال أن هناك توجهاً ومحاولة من المجتمع الدولي "لإحاطة لبنان من التأثيرات السورية وحمايته من المخاطر(...) وهذا الأمر يشكل فرصة للبنانيين يجب تلقفها والعمل من أجل إبعاد لبنان عن المشاكل وعدم السماح بحصول أي اضطراب.
(...) الفرصة الدولية والعربية موجودة والكرة في ملعب اللبنانيين"."
اللواء
نفلات أمني من المطار إلى البقاع يُربِك الدولة وأجهزتها
نجاة رئيس بلدية عرسال من كمين واعتقال مشتبه به بخطف الطيار التركي
وكتبت صحيفة اللواء تقول "أكثر من علامة استفهام وأكثر من شكوك وتساؤلات طُرحت حيال عودة ملف الانفلات الأمني، منذ حادث خطف الطيارين التركيين صبيحة عيد الفطر، السعيد على طريق المطار، إلى الكمين المسلح الذي استهدف أمس رئيس بلدية عرسال علي الحجيري قرب بلدة اللبوة البقاعية، أثناء عودته من عملية تبادل المخطوف يوسف المقداد مع مخطوفين من عرسال.
وإذا كانت العناية الالهية انقذت الحجيري من الكمين الذي اقتصرت نتائجه على مقتل أحد مرافقيه وإصابة ثلاثة بجروح، فان ما حصل، سواء في البقاع أو على طريق المطار، شكل انتكاسة أمنية خطيرة، أعاد ملف الانفلات الأمني إلى الواجهة، وجعله يتقدّم على الملف الحكومي الذي كان يفترض أن يتصدر الاهتمامات السياسية مع انتهاء عطلة عيد الفطر السعيد، خصوصاً وان الجميع بات يُدرك الأهمية القصوى لتشكيل الحكومة الجديدة، باعتبارها «طوق النجاة» من المستنقع او من الرمال المتحركة التي بالتأكيد لن توفّر طرفاً أو فريقاً من الغرق فيها، وكان الجميع ينتظر عودة الرئيس المكلف تمام سلام من زيارته العائلية إلى جنيف اليوم لمعاودة اتصالاته لتأليف الحكومة، خاصة بعدما باتت الأمور اقرب إلى ضرورة الإعلان عن التشكيلة الحكومية.
وفي تقدير مصدر متابع لعملية التأليف أن ما جرى وما سوف يجري، لا سيما على الصعيد الأمني، بات يحتم الاسراع في تأليف الحكومة، والذي أصبح مطلب الجميع، بغض النظر عمّا إذا كان المطلوب حكومة حيادية أو غير حيادية، علماً ان اسهم الحكومة الحيادية ارتفعت بشكل ملحوظ، منذ انضمام رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط إلى تأييد الخطاب الاخير لرئيس الجمهورية ميشال سليمان في عيد الجيش، حيث كان لافتاً التحية التي وجهها البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، الى جنبلاط، أثناء جولته الرعوية في بلدة المتين في المتن الشمالي، على موقفه من تأييد خطاب سليمان ومن ضرورة تشكيل حكومة حيادية في حال تعذر توافق الفرقاء على حكومة».
وشدّد المصدر على أن الملف الحكومي لن يتأثر بالانتكاسة الأمنية، على الرغم من أن أهدافها ربما تتجاوز ما هو أمني إلى السياسي، مشيراً إلى ان التصعيد السياسي الذي نلحظه لا ينفي أن الجميع بات يريد حكومة، وإن ظل الخلاف على توصيفها، بحسب العماد ميشال عون الذي اعتبر خلال جولته في زحلة بأنه لا وجود لحياديين، مما دفع المصادر المعنية بتشكيل الحكومة الى استغراب هذا الوصف، ولا سيما قوله أن المحايدين أشخاص غير معنيين بأمور وطنهم. مؤكدة أن الحياديين الذين ينتقدهم عون هم مواطنون لبنانيون لهم وجهة نظرهم في شؤون بلدهم، وهم يعتبرون أن الأحزاب السياسية القائمة لا تجسّد طموحاتهم في بناء غد أفضل، لذلك فهم يقفون على مسافة واحدة من الاحزاب السياسية، ولكن ليس على مسافة من الوطن الذي لا يستطيع احد أن يحرمهم من حقهم في المساهمة بإدارة شؤونه.
«فتنة» عرسال
ومهما كان من أمر الملف الحكومي، فان التدابير الأمنية الاستثنائية التي اتخذها الجيش، لمنع تفاقم الأوضاع، سواء على طريق المطار، بعدما هدد اهالي مخطوفي اعزاز بقطعها مجدداً، رداً على توقيف أحد اقارب هؤلاء محمّد صالح بعد رصد اتصالات به مع خاطفي الطيار التركي ومساعده، أو في منطقة البقاع الشمالي، بما في ذلك إقامة حواجز ثابتة ومتحركة وتسيير دوريات، أوحى بأن كمين اللبوة، كان هدفه أبعد من محاولة اغتيال رئيس بلدية عرسال، الى اشعال فتنة بين هذه البلدة ومحيطها، وهو ما حذّر منه الرئيس سعد الحريري الذي اتصل بالحجيري مستنكراً الاعتداء عليه، مشدداً على عدم الانجرار إلى الفتنة، كما اتصل بقائد الجيش العماد جان قهوجي مشدداً على ضرورة ملاحقة المعتدين، معتبراً أن هذا الحادث يقع في إطار المحاولات المستمرة لجر البلاد إلى مزيد من الاحتقان.
وكان الرئيس ميشال سليمان الذي تابع مع المسؤولين الامنيين المعنيين ملابسات حادثة اللبوة، قد طلب اتخاذ أقصى التدابير لضبط الوضع والقبض على الفاعلين، معتبراً أن اللجوء إلى مثل هذه الأساليب، في وقت كانت قضية الإفراج عن المخطوفين تشهد تقدماً، يزيد الأمور تعقيداً ويخلق مشكلات جديدة تراكم قضية المخطوفين ولا تؤدي إلى حلها.
وبدوره، شدّد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على ضرورة التعاون بين جميع أبناء المنطقة لمعالجة تداعيات الحادث ومنع أي محاولات لافتعال فتنة بينهم، كما اطلع الرئيس سلام من وزير الداخلية مروان شربل على تفاصيل الحادث، وتابع معه التدابير التي تتخذها الأجهزة الأمنية لملاحقة الفاعلين، داعياً الجيش والقوى الأمنية إلى التعامل مع هذا العمل بأقصى درجات الحزم.
اما الوزير شربل، فقد أكّد لـ «اللواء» أن الأوضاع في منطقة البقاع هادئة، لكن النفوس مشحونة، ونحن نقوم باتصالاتنا مع الجميع لمعالجة ذيول الحادث، وإن شاء الله نتوصل إلى نتائج إيجابية.
وليلاً افيد أن عشيرة آل جعفر تسلمت المخطوف السوري محمّد أبو عباس، في كمين اللبوة، من قبل آل امهز وستقوم بتسليمه إلى مخابرات الجيش.
وكان مصدر عسكري لفت لوكالة «فرانس برس» أن الكمين نصبه أفراد من عشيرة آل جعفر بمساعدة اخرين ينتمون إلى عشيرة آل امهز، ولاحقاً تبنت مجموعة تطلق على نفسها اسم «مجموعة الشهداء الأربعة» عملية الكمين على موكب عرسال.
مخطوفو اعزاز..
في هذه الاثناء، عادت قضية مخطوفي اعزاز إلى الواجهة مجدداً، خصوصاً بعدما ذُكر أن شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي توصلت إلى معرفة منفذي عملية خطف الطيار التركي ومساعده، وأوقفت محمد صالح، وهو أحد أقارب مخطوفي إعزاز السورية، عند حاجز للقوى الأمنية في منطقة الشوف، للاشتباه بضلوعه في عملية خطف التركيين.
إلا أن الوزير شربل أكد لـ«اللــواء» أن الموضوع برمته أصبح بتصرف النيابة العامة التي تتابع تحقيقاتها، وقال انه بحسب معلوماته، فإن الموقوف صالح استدعي كشاهد وليس كمشتبه به.
في المقابل، هدد الأهالي بالعودة إلى الشارع وقطع طريق المطار اذا لم يتم الافراج عن صالح خلال مهلة ساعة، إلا أن المكلف من قبل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلي الشيخ عباس زغيب، نفى أن يكون أهالي المخطوفين التسعة حددوا مهلة لذلك، مؤكداً ان حالة غليان تسود صفوفهم وانه يعمل على تهدئتهم، سائلاً: علي أي أساس تم توقيف صالح، وما هي الحجة والدليل القانوني لتوقيفه، معتبراً انه «إذا كان توقيفه بزعم ضبط اتصالات في قضية خطف التركيين فعليهم إذن إلقاء القبض على كل الشرفاء في لبنان.
وقالت الحاجة حياة العوالي ان أهالي مخطوفي إعزاز جاهزون للدفاع عن عملية خطف التركيين، معتبرة ان الأتراك يستحقون ما حصل، لأنهم الوحيدون الذين لم يكترثوا بمخطوفيهم منذ سنة ونصف السنة.
وكشفت بأنهم تلقوا تطمينات من مكتب الرئيس نبيه بري بأنه سيتم التحقيق مع صالح ثم يطلق سراحه. وأشارت إلى أن تحرك الأهالي الذي سيبدأ اليوم سيفاجئ المصالح التركية وسيكون قاسياً.
تجدر الإشارة إلى أن مصير الطيار التركي مراد اكبينار ومساعده مراد أخجا اللذين خطفا فجر الجمعة الماضي، من قبل مجموعة «زوار الامام الرضا»، لدى توجههما في حافلة صغيرة من مطار بيروت إلى الفندق الذي يستريح فيه طاقم الطيران التركي في عين المريسة، ما زال مجهولاً ولم تحدد أية معلومات عن الاثنين، باستثناء ما تردد إنه تم فصل الطيار عن مساعده، ونقلا إلى مكان بعيد عن العاصمة، وربما إلى البقاع والجنوب.
وفي تطور جديد على هذه القضية، أكدت قيادة «لواء الشمال» في بيان جديد لها بعد خطف التركيين، انها المتصرفة الوحيدة بملف مخطوفي اعزاز، مشيرة الى انها مستعدة لإطلاق الدفعة الأولى مقابل المعتقلات الـ127 على وجه السرعة.
وأكدت كذلك ان لا شيء نفاوض عليه غير المعتقلات، مشيرة إلى ان التفاوض لا يتم إلا عن طريق اللجنة الدولية المكلفة هذا الأمر، وانه لا وصاية دولية علينا.
وأعلنت انه يجب اطلاق سراح المعتقلات المتفق عليهن اذا أراد «حزب الله» أن يتم اطلاق اثنين من المخطوفين».
وعقب الشيخ زغيب على بيان «لــواء عاصفة الشمال» مؤكداً ان هذا الكلام دليل واضح على ان تركيا هي مسؤولة عن هذا الملف وعن إعادة المخطوفين اللبنانيين إلى لبنان.
وأشارت قناة «الميادين» في نشرتها الاخبارية ليلاً إلى ان مسلحي المعارضة السورية، نقلوا المخطوفين اللبنانيين من إعزاز إلى بلدة «سمليس» التركية، ولم يتوفر تأكيداً لهذ الخبر."
الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف, وموقع المنار لا يتبنى مضمونها