27-04-2024 06:23 PM بتوقيت القدس المحتلة

سلسلة لبنان الشرقية بين عمليات الثأر وتهريب المازوت والسلاح..

سلسلة لبنان الشرقية بين عمليات الثأر وتهريب المازوت والسلاح..

تعتبر منطقة السلسة الشرقية للبنان المحاذية لعشرات القرى السوري في منطقة القلمون الدمشقي الطريق الوحيدة لتهريب السلاح من لبنان الى الداخل السوري


في الوقت الذي كانت فيه منطقة بعلبك الهرمل تعيش وضعا أمنيا قلقا جراء الكمين الذي نصبه شبان لوفد من وجهاء بلدة عرسال، استمرت تجارة تهريب المازوت وغيره في معابر السلسلة الشرقية على الحدود السورية اللبنانية ، ولم يتوقف تدفق صهاريج المازوت السوري الى لبنان عبر ممر وادي رافع الجبلي الصعب في عملية تهريب معقدة وعجيبة غريبة في مسارها ومنطقها حيث يهرب المازوت السوري الى لبنان ومن ثم يعاد تهريبه الى سوريا في عملية إعادة بيع في الداخل السوري تستفيد شبكات التهريب عبره من فارق سعر المازوت المدعوم حكوميا في سوريا. ويتضح أن هناك شبكة من المصالح والنفوذ تؤمن هذا المازوت السوري داخل الأراضي السورية لمجموعات من الجيش الحر وجبهة النصرة التي توصله الى الحدود لتنقله مجموعات الى منطقة وادي رافع حيث يستلمه مهربون لبنانيون من منطقة البقاع الشمالي ليعاد إدخاله الى سوريا عبر ممرات أخرى وبأسعار السوق الحرة.


وقد استهدف كمين النبي عثمان فيمن استهدف كبير تجار المازوت أبو خالد عز الدين الملقب (القطشة) الذي اصيب برصاصة استقرت جانب القلب وهو يملك العديد من محطات البنزين في المنطقة، وكان قد اختطف منذ عدة أشهر من قبل مسلحين من آل جعفر على خلفية خطف شاب من الجعافرة، وقد سقط في الكمين محمد حسن الجيري الملقب (دخان) وهذا الرجل هو مرافق لرئيس بلدية عرسال وهو كان الوسيط الأول في كل عمليات تبادل المخطوفين في المنطقة.


و تعتبر منطقة السلسة الشرقية للبنان المحاذية لعشرات القرى السوري في منطقة القلمون الدمشقي الطريق الوحيدة لتهريب السلاح من لبنان الى الداخل السوري بعدما حرر الجيش السوري وحلفاؤه المنطقة الوسطى من سوريا وأحكموا قبضتهم على جميع المعابر الحدودية الممتدة من جوسيه شرقا الى تلكلخ شمالا، وهذا ما صعب على مسلحي المعارضة السورية عملية نقل السلاح وتهريبه الى الداخل السوري عبر طرقات المنطقة الوسطى السهيلة والسريعة والتي كانت تؤمن لهم نقل كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر على مختلف انواعها و تخفف عنهم عناء طول الطريق، حيث كانت الأسلحة سابقا تأتي من معبر الجورة اللبناني في القاع الى النزارية في الجانب الآخر من الحدود ومن ثم تدخل الى سوريا في عملية نقل لا يتعدى طولها بضعة كيلومترات، بينما هي حاليا تسلك طرقات صعبة ووعرة عبر الجبال وتأخذ في كثير من الأحيان طرقات التفافية ما يؤثر على كمية السلاح والذخائر المنقولة وعلى احجامها ونوعياتها خصوصا أن مداخل مدينة عرسال الرسمية مغلقة في وجه التهريب عند بلدتي اللبوة ويونين في البقاع الشمالي.


وفيما يظهر جليا طابع الثأر العشائري على كمين النبي عثمان فإن استهداف رئيس بلدية عرسال تحديدا مع وجهاء البلدة يشير بوضوح تام أن الغطاء الأمني الذي أحيط به الرجل طيلة الفترة السابقة قد انكشف ، في وقت لا تعير فيه السلطات السورية اية أهمية عسكرية لتلك المنطقة وتعتبرها هادئة نسبيا ومؤجلة حتى اشعار آخر وتحديدا حتى السيطرة على ما تبقى من المنطقة الوسطى في تلبيسة والرستن ومن ثم الانتقال لإحكام القبضة على طريق البادية الذي يستخدمه المسلحون في القلمون الدمشقي القريب والأوسط في تحركاتهم داخل سوريا..


موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه