28-11-2024 03:39 AM بتوقيت القدس المحتلة

معهد إسرائيلي يقترح خطة لإنقاذ الاقتصاد المصري

معهد إسرائيلي يقترح خطة لإنقاذ الاقتصاد المصري

قال ما يسمى بـ"معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي" إن الاقتصاد المصري في حالة يرثى لها حاليا، وهو ما يؤثر بشكل حيوي على استقرار مصر المتاخمة حدوديا مع إسرائيل

أزمة الاقتصاد المصري تزداد حدةقال ما يسمى بـ"معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي" إن الاقتصاد المصري في حالة يرثى لها حاليا، وهو ما يؤثر بشكل حيوي على استقرار مصر المتاخمة حدوديا مع إسرائيل، إذ إن الاستقرار في مصر يصب في مصلحة إسرائيل المركزية.
وقدم المعهد الإسرائيلي، الذي نورد ادناه تلخيصا له، خيارات أمام صانعي القرار في مصر لإنعاش الاقتصاد في البلاد، وذلك في ظل حالة عدم اليقين السياسي الذي أصاب أكبر دولة عربية من حيث السكان، منذ اندلاع ثورة 25 يناير 2011، وانتهاءً بعزل الرئيس محمد مرسي، في 3 تموز/يوليو الماضي إثر ثورة شعبية ضده.


وتقوم خيارات المعهد الإسرائيلى لعلاج أزمات الاقتصاد المصرى وإنعاشه على 5 محاور هي: زيادة الاستثمارات الأجنبية، تغير قواعد التجارة الدولية، عقد اتفاقيات تجارة حرة جديدة خاصة مع الصين، تثقيف الشارع بدور المؤسسات الدولية وفى مقدمتها صندوق النقد الدولى، والاستفادة من الصناديق السيادية العربية. من جهته رفض أشرف العربي وزير التخطيط المصري التعليق علي التقرير الإسرائيلي قائلا ‘لن أعلق على تقرير لم أقرأه’.


تفاصيل التقرير الإسرائيلي :
وقدم التقرير الإسرائيلي خمسة مسارات أمام الحكومة المصرية لإنعاش الاقتصاد، وتتضمن:
أولا: يجب على الحكومة المصرية زيادة الاستثمار الأجنبي المباشر في البلاد بشكل إستراتيجي، والذي تقلص بسرعة بسبب عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي، وبلغ خلال تسعة أشهر حتى مارس 2013 نحو 1.4 مليار دولار، مقارنة بمستويات سنوية قدرها 10 مليارات دولار قبل بضع سنوات.
وتؤكد دراسات عديدة أن ارتفاع الاستثمار الأجنبي المباشر يوفر فرص عمل، ويزيد الرواتب، ويعزز الاستقرار، موضحا أن بقاء الوضع الحالي 6 أشهر أخرى ليس مفيدا، لأن المستثمرين الأجانب دائما ما يبحثون عن الاستقرار.
ويشير التقرير إلى أن العديد من المبادرات يمكن أن تساعد على زيادة تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر إلى مصر، لكن ينبغي على الحكومة المؤقتة أن تعطي إشارة للسوق أنها لن تعتمد لعبة تغيير السياسات التي يمكن أن ترفضها الحكومة الدائمة المقبلة.
وتبحث مصر عن مصادر تمويل مشاريع طاقة كبيرة للحد من نقص الطاقة لديها، ويمكن التأمين على الكثير من هذه المشاريع ضد المخاطر السياسية من جانب المؤسسات متعددة الجنسيات، مثل وكالة ضمان الاستثمار متعدد الأطراف.
ويمكن أن يعمل ضمان حصول مصر على قرض صندوق النقد الدولي بقيمة 4.8 مليار دولار على تحسين العلاقات بين مصر والعديد من المؤسسات المتعددة الأطراف وزيادة حجم بوليصات التأمين ضد المخاطر السياسية مع انخفاض معدلات الأقساط، وعلاوة على ذلك، فإن مبدأ سيادة مبدأ القانون والوضوح التنظيمي والاستقرار هي من العناصر المهمة لعمل الاستثمار الأجنبي المباشر حسب معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي.
ثانيا: يتعين على مصر أن تغير قواعد التجارة الدولية التي باتت تقليدية وتفضل بطبيعة الحال دول الخليج، إذ إنه في ضوء العلاقات الفريدة من نوعها مع الخليج، فإن خارطة التجارة الحالية في مصر لا تعكس التغييرات الأخيرة في الاقتصاد العالمي، ويمكن للحكومة المصرية على سبيل المثال فتح مكاتب تجارية في الأسواق الجديدة وغير التقليدية.
ثالثا: إن اتفاقات التجارة والاستثمار الثنائية تلعب دورا فعالا في بناء علاقات مستدامة في مجالي التجارة والاستثمار في جميع أنحاء العالم، ويمكن لمصر أن تستمر في التفاوض بشأن هذه الاتفاقات، والتأكد أنها تفتح أسواقا جديدة أمامها، واتفاقية التجارة الحرة بين مصر والصين المقترحة والتي تتضمن أيضا فصلا خاصا بالاستثمار، هي مثال على ذلك.
وبدأت مفاوضات بين مصر والصين بشأن اتفاقية التجارة الحرة في العام الماضي 2012 ولكن الأمر لم يشهد تحركا نحو الأمام، ما يحتم على الحكومة المصرية الإسراع في عملية المفاوضات خلال العام الجاري 2013، نظرا للمنافسة الكبيرة التي تحدث على اتفاقيات قوية من هذا النوع من جانب الاقتصاديات المنافسة.
وبينما يشكك بعض المحللين في جدوى اتفاقات التجارة والاستثمار، ولكن أثرها التراكمي كبير على الاقتصاد ككل والمنطقة حسب التقرير الإسرائيلى.
وينبغي لهذه الاتفاقات متابعة اتجاهات الاقتصاد الكلي، وتشهد التجارة بين مصر والصين، على سبيل المثال، زيادة على أساس سنوي نسبتها 18.8′ لتصل إلى ما يقرب من 7 مليارات دولار في عام 2010، كما أن مصر خامس أكبر شريك تجاري للصين في إفريقيا، والاستثمار التراكمي الصيني في مصر بلغ 335 مليون دولار.
رابعا: تحتاج الحكومة المصرية إلى تثقيف الشارع بشكل أفضل بشأن دور صندوق النقد الدولي والمؤسسات المتعددة الأطراف الأخرى في الاقتصاد المصري، وينبغي الاستعاضة عن التصور بأن اشتراطات صندوق النقد ستؤدي إلى الإصلاحات الهيكلية غير الضرورية والتركيز على دور تمويل الصندوق في استقرار الأسواق، الأمر الذي يدفع مؤسسات أخرى لتمويل الحكومة المصرية مثل الاتحاد الأوروبي، ما يوفر الشرعية للسياسات الاقتصادية الداخلية.
وسيجبر قرض صندوق النقد الدولي المقترح، مصر على معالجة الأزمة المالية بشكل جدي عن طريق خفض الإنفاق المحلي والدعم، الخطوة التي من شأنها أن تتطلب تغييرا في الرأي العام.
خامسا: ينبغي على مصر الاستفادة من الصناديق السيادية الكبيرة في العالم العربي وإقناعها بزيادة توزيع أصولها على الشركات الخاصة في المنطقة بوجه عام، والشركات في مصر على وجه الخصوص، حيث تستثمر هذه الأموال على الصعيد العالمي وتترك بعضا من جيرانها.
وينوه التقرير الإسرائيلى بأن الارتفاعات الأخيرة في سوق الأوراق المالية المصرية واعدة، وهو ما يستوجب على دول الخليج أن تستبدل حزم المساعدات التي تقدمها لمصر بالاستثمارات المباشرة.
وخلص التقرير إلى أنه ينبغي على مصر أن تعيد توجيه الحوار الاقتصادي الوطني من ثقافة المساعدات إلى ثقافة التكامل الاقتصادي الإقليمي والعالمي.
ويرى التقرير أن الأشهر القادمة في مصر هي الحاسمة، فعلى سبيل المثال، تحتاج مصر إلى سداد سندات خزانة بنحو 5 مليارات دولار بحلول نهاية عام 2013 ، مشيرا إلى أن اعتماد إستراتيجيات طويلة المدى على الصعيدين الخارجي والداخلي سيساعد مصر لوضع نفسها على نحو أفضل للتعامل مع التحديات الخطيرة في الأشهر المقبلة.
يذكر أن معهد دراسات الأمن القومي هو معهد إسرائيلى أكاديمي مستقل يدرس القضايا الرئيسية المتعلقة بالأمن القومي الإسرائيلي وشؤون الشرق الأوسط، ويضم خليطا من الباحثين من ذوي الخلفيات في الأوساط الأكاديمية، والعسكرية، والحكومة، والسياسة العامة، ويقدم عرضا وتحليلا للسياسات وتوصيات لصناع القرار وقادة الرأي العام، والمحللين السياسيين، والمنظرين، سواء في إسرائيل أو في الخارج.