يوم 14 آب/أغسطس 2006 الساعة الثامنة صباحا بتوقيت المقاومة كان لحظة اعلان الانتصار في الحرب الكونية التي شنت بأياد اسرائيلية ضد لبنان الشعب والجيش والمقاومة.
يوم 14 آب/أغسطس 2006 الساعة الثامنة صباحا بتوقيت المقاومة كان لحظة اعلان الانتصار في الحرب الكونية التي شنت بأياد اسرائيلية ضد لبنان الشعب والجيش والمقاومة، حيث دكّ المجاهدون كيان العدو ومستعمراته بوابل من صليات الصواريخ المتنوعة التي راهن العالم انها ستقف منذ الساعات الاولى للعدوان الذي بدأ في 12 تموز 2006.
وكما سقط رهان ردع المقاومة والقضاء عليها، سقط ايضا رهان الايقاع بالبيئة الحاضنة بالمقاومة، فمنذ اعلان وقف الاعمال الحربية صبيحة 14 آب/أغسطس بدأت قوافل النازحين بالعودة الى منازلهم على امتداد الجنوب والبقاع الغربي والضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، غير آبهين بدمار او بيوت مهدمة او بعدو غدار متربص بهم، رافعين شارات النصر واعلام المقاومة وسيدها، فهم عادوا بعزيمة عالية ورؤوس شامخة بعد رهانهم على الله ومقاومتهم التي وصفها بعض "قيادات" العرب بـ"المغامرة" وصلابة موقفهم بوجه كل المؤامرات التي حيكت على وقع القصف الاسرائيلي طوال فترة العدوان.
وهذا ما تناوله الامين العام لحزب الله خلال مهرجان الانتصار بعد انتهاء حرب تموز حيث قال ".. من جديد أذهلتم العالم عندما ركب المهجرون سياراتهم والشاحنات وبعضهم على الأقدام وعند الساعة الثامنة صباحا كانت الضاحية والجنوب والبقاع تمتلئ بأهلها العائدين، المرفوعي الرأس، الأعزاء، الكرام".
ولكن ما سر هذا الثبات على الموقف من الاهالي جنبا الى جنب مع مقاومتهم كالبنيان المرصوص في السلم والحرب من أناس قدموا اغلى ما يملكون في سبيل وطنهم وقضيتهم ومقاومتهم؟ وما سر الانتصار في تموز 2006؟
حول سر الثبات في الموقف من شعب المقاومة، توجهنا بالسؤال الى رئيس حزب "الاتحاد" في لبنان الوزير والنائب السابق عبد الرحيم مراد الذي قال "العرب تاريخيا عانوا من القهر امام الاعتداءات الصهيونية سواء في لبنان او في معظم الدول العربية حيث خيضت ضدنا حروب بدعم اميركي واضح حتى جاءت حرب تموز 2006 حيث استطاعت لاول مرة في تاريخ الامة مجموعة من الشباب تحقيق هذا النصر الكبير ليس فقط للبنان بل للامة العربية جمعاء".
ولفت مراد الى ان "هذا الانتصار ادى الى اهتزاز الكيان الصهيوني باعتراف الجميع حيث تدافع قادة العدو الامنيين والعسكريين مسؤولية الهزيمة لذلك بدأ العدو يسعى للثار على هذه الهزيمة"، واضاف ان "العدو يعلم ان المقاومة اصبحت بعد تموز 2006 اكثر استعدادا لاي مواجهة محتملة وهذا ما اعلنه السيد حسن نصر الله كما اعترف به قادة العدو ووسائل اعلامه"، وأكد ان "العدو عاجز اليوم عن مواجهة المقاومة بفعل قوتها لذلك حاول تحريك حلفائه في العالم من اميركا واوروبا ووسائل اعلام غربية وعربية بالاضافة الى بعض الدول العربية والقيادات اللبنانية التي تحاول مهاجمة ومحاصرة حزب الله لردع المقاومة عن مواجهة العدو الاسرائيلي".
واشار مراد في حديثه لموقع قناة المنار الى ان "الرأي العام اللبناني والعربي عاش عزة بالانتصار الذي تحقق في تموز 2006 وما سبقه من تحرير اغلب الارض اللبنانية في العام 2000"، وتابع "كانت في الماضي مطارات العرب ومدنهم تقصف من قبل الصهاينة اما اليوم فالعدو يعد للالف قبل التفكير بمحاولة الاعتداء على لبنان"، وشدد على ان "كل مخلص وصادق لوطنيته ولعروبته يجب ان يكون داعما ومؤيدا للمقاومة وسلاحها".
ورأى مراد ان "كل من يشكك بسلاح المقاومة ينفذ اجندة اميركية اسرائيلية"، واضاف "لذلك عندما يعتدي العدو في اللبونة او اي منطقة لبنانية اخرى لا نرى اي احد يستنكر او يندد بعكس لو ان المقاومة قامت بأي رد على العدو"، ولفت الى ان "كل ما تعرضت له المقاومة للضغط داخليا او خارجيا دليل انها على حق وانها تخيف العدو".
اما حول سر الانتصار، فيقول السيد نصر الله في مهرجان الانتصار في اب 2006 "... لسنا مقاومة عشوائية، لسنا مقاومة سفسطائية ولسنا مقاومة مشدودة إلى الأرض لا ترى إلا التراب، ولسنا مقاومة فوضى، المقاومة التقية المتوكلة العاشقة العارفة، هي المقاومة أيضاً العالمة العاقلة المخططة المدربة المجهزة، هذا هو سر الانتصار الذي نحتفل به اليوم".