لم تعد لقمة عيشهم سهلة كما يتصور البعض، فالسوريون اليوم يناضلون من أجل الحصول عليها
خليل موسى – موقع المنار - دمشق
لم تعد لقمة عيشهم سهلة كما يتصور البعض، فالسوريون اليوم يناضلون من أجل الحصول عليها وسط حرب يرونها أصعب من الحرب التقليدية بالأسلحة النارية.
كثيرا ما اشتهرت أسواق دمشق - القديمة منها والحديثة - بالمأكولات الشعبية التي كانت بمتناول الجميع وبشكل سهل تماما، لدرجة أن سورية وصفت في يوم من الايام ببلد الفقير الذي لا ينام ومعدته خاوية، ربطا بانخفاض أسعار الحمص والفول والفلافل، حتى طبق "الشاورما" كان مصنفا ضمن تلك المأكولات السهلة المنال، لكن "ما الذي تغير اليوم؟؟".
سؤال بات يطرحه الناس بشدة واستغراب إلى أن اجابنا احد أصحاب المطاعم المتخصصة بالفول والحمص "نحن نعلم انه في سورية هذا الاكل هو الارخص وهو شعبي ودائم بشكل يومي، إلى ان أصبح اليوم مقام هذا الاكل بمقام اللحوم، تدخل التجار هو الذي أدى إلى هذا الوضع فكيلو الفول الآن بسعر وبعد ساعة بسعر أكبر، كذلك الزيت الذي ارتفع من أربعة آلاف الى ثمانية وبعدها الى 12 ألف... رحمة من التجار لا يوجد فهم من فاقم الازمة في البلد".
أما المواطن فهو صاحب الاهتمام الأكبر بهذا الموضوع، خاصة بعد ان يصرح عن سعر سندويش الفلافل بأنه أصبح اغلى بكثير قياسا بالسابق، لكنه مرغم على شرائها، لتزيد أم اشترت الفلافل مع عائلتها "اشتريت أربع سندويشات ب300 ليرة سورية، بينما كنا سابقا نأخذ الواحدة ب25 ليرة، كل شيء اليوم غالي، حتى هذه أصبح هناك من لا يستطيع شراءها."
رجل آخر ندد بكل الأسعار قائلا " كل شيء ارتفع سعره من المأكولات حتى الالبسة وباقي ما تبقى وما زالت الرواتب على ما هي ولا تناسب الارتفاع هذا".
كل من التقيناهم طالب الحكومة بالتدخل وضبط السوق والأسعار كما طالبوا بتكثيف الدوريات التموينية وتشديد القوانين على السوق. بدوره أجابنا الدكتور عبد السلام علي معاون وزير الاقتصاد عن تساؤلاتنا حول ارتفاع اسعار المأكولات الشعبية بهذا الشكل "سورية كما تعلمون منذ الثمانينيات لديها خططها في تامين المواد الغذائية، لكن في ظل الازمة الراهنة تعرضت الكثير من مواقع الانتاج سواء الصناعي أو الزراعي للضرر الكبير بسبب التخريب من قبل المسلحين، ونحن اليوم نقوم بخطط تكتيكية بديلة لتأمين ما تم تخريبه، وكان السبيل هنا هو استيراد المواد ومن المعلوم أن المواد المستوردة يلحق بها إجراءات من اجل وصولها الى المستهلك بشكلها النهائي تؤدي إلى زيادة في التكاليف".
هذا ما قاله معاون وزير الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية مشيرا الى مشاريع صغيرة وبديلة تكون إسعافية في الوقت الحالي لتأمين متطلبات المواطن بأسرع وقت ممكن، تاركا لصاحب الاختصاص الداخلي وتحديدا نائب مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك محمد باسل طحان الإجابة على سؤال المواطن عن ضبط السوق حيث قال ان "الظروف التي تمر بها بلادنا اليوم أثرت على موضوع اسعار المأكولات الشعبية، والسبب الرئيس هو عدة عوامل منها قلة الانتاج خاصة البقوليات، ومنها أيضا ارتفاع سعر الدولار المرتبطة به المواد المستوردة، أما عن مهمتنا فنحن نقوم بضبط أسعار السوق، ونسير دوريات تموينية للمحافظة على الأسعار والتكلفة بشكل ينصف المواطن من ناحية والتاجر من ناحية أخرى ، وندرس تكلفة المواد بشكل دقيق"، واعدا بتكثيف الجهود لحماية المستهلك بشكل اكبر، كما انه حدثنا عن عدد كبير من المخالفات النوعية ضمن مدينة دمشق تم ضبطها واتخاذ الاجراءات القانونية بحق مرتكبيها من التجار.
كل هذا وما زال المواطن يأمل عودة الأسعار كما كانت عليه قبل الأزمة وان تبقى سورية كما عرفت، اي ليست بلد الفقير فقط ، وإنما الامان أيضا، وتمنياته بانخفاض الاسعار لا تبتعد عن تمنياته بانتهاء ازمة بلاده.