25-11-2024 04:31 AM بتوقيت القدس المحتلة

حربٌ ناعمة ضد "الزومبي"

حربٌ ناعمة ضد

تتوقف القدرة الصهيونيةعلى نشر فكرها المتطرّف عبر إظهار القوّة العسكرية والتحرّكات الديبلوماسية هنا وهناك، لكنها تستخدم الأفلام الداعمة لفكرة «السلمية الإسرائيلية» لتغيير الرأي العام العالمي تجاهها

محمد قليط / جريدة السفير


براد بيت في لقطة من الفيلم (عن لا تتوقف القدرة الصهيونيةعلى نشر فكرها المتطرّف عبر إظهار القوّة العسكرية والتحرّكات الديبلوماسية هنا وهناك، لكنها صارت تستخدم وسائل عديدة بمساعدة حلفائها، وبخاصة راعيها الأميركي. أدوات مثل القنوات التلفزيونية، والمهرجانات الثقافية، والأفلام الداعمة لفكرة «السلمية الإسرائيلية» تساهم في تغيير الرأي العام العالمي تجاه تصرّفات إسرائيل العدوانية والعنصرية إزاء الفلسطينيين، وتوجيهه صوب الداخل المحتلّ، حيث الفرح والخلاص العالمي في الأراضي المحتلة.


شهدت دور السينما عرض الفيلم الأميركي الجديد World War Z، الذي يتمحور حول محقّق سابق في الأمم المتحدة (براد بيت) يقوم برحلة حول العالم لكشف مصدر وباء يحوّل الناس إلى أحياء أموات (Zombies)، يمتصّون الدماء ليحوّلوا كل من يعضّونه إلى أمثالهم. لكن اللافت في الفيلم أن المنطقتين الوحيدتين اللتين لم تتأثرا بالوباء هما كوريا والسكّان خلف جدار الفصل العنصري الإسرائيلي، مع بروز أعلام الكيان.

هذا بوجود مقاطع محذوفة من الفيلم المعروض في السينما، حيث أشار مسؤول حملة مقاطعة إسرائيل سماح ادريس، إلى أنها لأسباب سياسية لا تتعلّق بالإباحيات أو ما شابه، إذ إن العمر الأدنى لمشاهدة الفيلم هو 13 سنة. أضاف إن «الفيلم دعاية لليمين الإسرائيلي المتطرّف، حيث يقدم صورة عن الجدار بأنه مكان آمن من الزومبي، وذلك بدلاً من الفصل العنصري لأهالي 48 و67». المثير للاهتمام وجود اليهود والمسلمين خلف الجدار سوياً، واضحين من خلال أداء الصلاة، مع الاستهزاء وسوء تأدية الصلاة من قِبل المسلمين، اذ بدت كرقصة غريبة. هنا، يعلو الصراخ بين الطرفين المسلم واليهودي، مع ذكر عدم وجود مظاهر للمسيحيين خلف الجدار، لتبدو مشكلة الصراع العربي ـ الإسرائيلي مشكلة إسلامية ـ يهودية.


ريثما يعلو صراخ الطرفين، يتهيّج الزومبي ليهجم صوب الجدار. أي أن الطرفين استجرّا الخطر صوبهما، «في تلميح إلى ضرورة وجود عملية السلام مع إسرائيل من أجل خلاص العالم، فهذا العمل «ملطش» لأن السينما مكان آمن لتمرير هذه المشاهد والأفكار. هذا الفيلم بمثابة دعاية لإسرائيل، رغم وجود قوانين ونصوص دولية عربية لعدم الدعاية للكيان الصهيوني على الأصعدة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياسية... إلخ. الصهيوني يُدرك أهمية هذه الأعمال للسيطرة الثقافية»، يشدّد إدريس.


ملصق الفيلم الحرب ضد الزمبيلم يتوقف الكيان عند هذا الحد، إذ بدأت الأعمال الفنية، بالأخص الهوليوودية منها مثل World War Z، الذي اختلف المتابعون على صفحة الفيلم على فايسبوك إذا كان الحرف «Z» يرمز إلى الأحياء الأموات (Zombies) أو إلى الصهيونية (Zionism)، تدخل ضمن حملة الحرب الناعمة على شعوب الدول المعارضة لإسرائيل.


ينضمّ هذا العمل إلى مشاريع صهيونية المقصد وسلمية المظهر على المستوى العالمي، من أجل خلق جو ثقافي داعم للكيان. «مقاطعة الأعمال الثقافية تساهم في خلق الانتفاضة الثالثة للفلسطينيين، وهي سبيل في مقاومة الاحتلال»، قال رئيس وزراء السلطة الفلسطينية سلام فياض سنة 2012، ما أثار ريبة الإسرائيليين، فنصّوا قانوناً يمنع مقاطعة البضائع الإسرائيلية وما يدعمها من شركات عالمية.