"إسرائيل" اليوم، وبدون مبالغة، تعيش مأزقاً حقيقيّاً هي تتحدّث عنه، مأزق المشروع والحُلم، مأزق الزعامة والقيادة، مأزق الجيش الذي كان لا يُقهر، مأزق الثقة بالنظام والمؤسسات، ومأزق الثقة بالمستقبل".
"إسرائيل" اليوم، وبدون مبالغة، تعيش مأزقاً حقيقيّاً هي تتحدّث عنه، مأزق المشروع والحُلم، مأزق الزعامة والقيادة، مأزق الجيش الذي كان لا يُقهر، مأزق الثقة بالنظام والمؤسسات، ومأزق الثقة بالمستقبل".
هي كلماتٌ اختصر بها سماحة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله صورة العدو الصهيوني بعد حربٍ دامت ثلاثةً وثلاثين يوماً أرادها العدو حرب إبادةٍ على المقاومة وشعبها، فزجّ فيها كامل قدراته وإمكاناته لتتوالى إخفاقاته الأمنيّة والإستخباراتيّة. ففشل سلاح الجوّ كان ذريعاً، وانتقل العدو إلى الميدان، حيث كانت المفاجأة.
التخبّط الإسرائيلي إذاً كان سيّد الموقف خلال عدوان تموز، لاسيما على المستوييْن الأمني والعسكري وباعتراف العدو، وفق ما يؤكّد الخبير في الشؤون الإسرائيلية تحسين الحلبي، الذي أشار إلى صدور كتاب عن مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي من تأليف شلومو بروم ومائير عيران تحدث عن أهم مضاعفات العدوان الاسرائيلي في تموز 2006، ومنها محدودية قدرة الردع الإسرائيلي واهتزاز قيادة اتخاذ القرار في جيش العدو، واختلال القيادة السياسية الإسرائيلية في إدارة أي حرب.
ووفق ما ورد في الكتاب نفسه، فإن عدوان 2006 كشف عن معضلات وتحديات قومية أمام "إسرائيل" ستؤثر فيها لفترة طويلة، كانخفاض نسبة الدوافع التي تحفز المجندين الجدد لاختيار الخدمة الإلزامية القتالية.
وبحسب الحلبي، فإن التصدّع أصاب بنية كيان العدو، وبات يعيش مأزق المستقبل، حيث شكلت هزيمة العدو في تموز 2006 أكبر ضربة أصيبت بها "إسرائيل" منذ العام 1948، فوجد الجمهور الإسرائيلي أن هذه الحرب جعلته يتأثر في جبهته الداخلية أكثر من حرب تشرين، ومن هنا استمرار الوقع الشديد لعدوان تموز على مؤسسات العدو بأكملها.
في المحصلة، الحرب الإسرائيليّة لم تعد نزهة، والرهان على نجاح الآلة العسكريّة الإسرائيليّة في مواجهة مقاومةٍ باسلة بات رهاناً بائساً، فاشلاً وواهماً.