مقابلة لموقع المنار مع صحفيين ايطاليين حول الموضوع السوري
خليل موسى – موقع المنار - دمشق
ترجمة : طلال خريس
لم تعد الصحافة الغربية تكتفي بما يذاع على وسائل الاعلام المحلية أو العربية حول المناطق التي يدور فيها نزاعات وحروب، خاصة سورية التي تحولت الى ساحة حرب دولية بحسب تعبير احد الصحفيين الإيطاليين الذين زارا البلد بُعيد انتهاء شهر رمضان المبارك، والتقى بهما موقع قناة المنار في دمشق.
الصحفيان هما "جوفاني فيرغا" مسؤول الصفحة الدولية في جريدة "بريغمو" وهي جريدة واسعة الانتشار في الاوساط الإيطالية، والصحفي " ريكاردو دو روماتي " مدير مكتب sky " في لندن .
الصحفيان قبل دخول مكتب المنار، تجولا في مناطق عدة من سورية على مدار ايام، ليعبروا خلال المقابلة عن تفاجئهم بالوضع الذي رسمته وسائل الإعلام العربية في مخيلة المواطنين الأوروبيين، حتى الصحفيين منهم، من هنا وخلال اسئلة اجاب عليها الصحفيان المذكوران، اكدا أن الحرب في سورية تحوي أخطر ما يمكن وهو توريد الإرهابيين إليها، مشيرين إلى تغير في الموقف لدى الحكومة الايطالية وتوافقه مع الموقف الروسي، كما لفتا إلى لعبة كبيرة في المنطقة، وملامح جديدة كان يتم العمل عليها للجغرافيا السياسية، مؤكدين ان الصورة عن الفوضى المنتشرة في سورية ليست تلك التي وصلت الى بلادهم بهذا الشكل المخيف، متغنين بتاريخ عريق لسورية، وبشعبها الذي وصفوه بالعريق وصاحب كرم وضيافة، متمنين العودة إلى سورية.
فيما يلي المقابلة الحرفية :
السؤال الاول : اجاب عنه الصحفي "ريكاردو دوروماتي" ..
ما هو الانطباع السائد لديكم مما يجري في سورية، قبل وصولكم إليها ومعاينتكم للأحداث بشكل مباشر ؟
بالطبع قبل ان نأتي الى سورية، جمعنا كمية هائلة من المعلومات كان معظمها متشائم. هناك من وصف الوضع بالدرامي ، كان هناك قلق شديد لزملائي اني اقوم بهذه الزيارة ، ونصحوني ان لا آتي الى سوريا لان الوضع خطير جدا وكانوا قلقين علي، ولكنني عندما اتيت الى هنا اكتشفت وضعا خطيرا عما يحدث ، ولكني كصحفي خبير في الشرق الأوسط فقد كنت في العراق و افغانستان، كان الوضع مشابها ، حيث كنا نسمع شيئا وعندما نأتي نرى الوضع مختلفا تماما ، وهذا يعني سورية ، المفروض عند الصحافة بشكل عام ان يقولوا هناك الجيد والسيء ، كي يسهلوا الشرح ، لكنهم يقولون ان الوضع معقد تماما في سورية ، ولكني وجدت ان هناك تفاؤلا أكبر مما كنت أعتقد ، وهناك حياة أيضا صعبة ومعقدة ويجب حلها.
السؤال الثاني: أجاب عنه الصحفي "جوفاني فيرغا" ..
هل واجهتم عقبات في الحصول على تأشيرات دخول إلى سورية، وخلال تجولكم في البلاد ؟؟
بالطبع ليست سهلة الأمور، وهناك صعوبة بالنسبة للحصول على التأشيرة ، لكن الصحفي يمكنه الحصول عليها اذا كان يريد انا يأتي الى سوريا ، لكن السلطات السورية لديها الحق بان لا تمنح التأشيرة ، لأن هناك اوضاعا لا تسمح بذلك وهناك تخوف في مجتمعاتنا من المجيء الى سورية ، السلطات السورية كما علمنا قلقة جدا على سلامة الصحفيين الاجانب، خاصة صحفيين من الغرب ، وللأسف الشديد يمكن توجيه الاتهام الى سورية في حال حدث شيء على الصحفيين الاجانب ، عندما انتهاء من هذه البيروقراطية على الحدود، وجدنا د عند السلطات السورية منذ وصولنا الى الحدود حتى وصولنا الى وزارة الاعلام ترحيبا كبيرا ، هذا يعني ان السلطات السورية والحكومة السورية لا يريدون اخفاء أي شيء عن الصحفي ، ويريدون ان يأتي الصحفيون الاجانب ويخبروا ما يرونه في سورية وكيف هو الوضع فعلا.
السؤال الثالث: أجاب عنه الصحفي "ريكاردو "..
كيف وجدتم مزاج الناس في المناطق التي زرتموها في سورية؟
يكفي ان تمشي في شوارع دمشق بعد انتهاء شهر رمضان وتتفاجأ ، حيث يحكى أن البلد في حرب وظروف حرب ، لكن كانت مفاجأة بالنسبة لنا ، وهي من اصعب الاشياء التي سأفسرها عند عودتي لإيطاليا ، وقناعتي ان في البلد اليوم هناك انتماء قوي للوطن ، هناك وحدة ودعم أكبر للحكومة السورية وهذا مهم جدا ، نحن نعرف ان للحكومة معارضة والحكومة تنتقد يوميا ، لكني أيقن أن الحكومة والسلطات السورية أقوى بكثير مما كانت عليه.
السؤال الرابع: أجاب عنه الصحفي "جوفاني "...
كيف تنظرون الى تدفق آلاف التكفيريين الى سورية والتسهيلات التي تقوم بها دول لتأمين وصولهم؟؟
انا اعتقد ان بين المقاتلين في سورية ما نسميهم نحن بالمتمردين هناك الاف والاف من الاجانب. نحن نعتقد بأنهم مرتزقة مأجورون في سورية وهم يأتون من بلدان مختلفة الى ان تشعب النزاع واصبح دوليا ، حتى انه ما يمكن وصفه بالنزاع الاقليمي فهو اكبر بكثير وكان لنا لقاء مع نائب في البرلمان السوري وهي نائبة مستقلة ، شرحت لنا كيف بدأ النزاع ، وضحت لنا ان هذه الحرب كيف ترسم معالم الشرق الاوسط الجديد بالنسبة للجغرافيا السياسية ، لأنه اذا سقطت سورية سوف تبدأ المعركة مع دول اخرى وهذا ما سيصيب اوروبا مباشرة ، هناك لعبة كبيرة ، مسرحها سورية ، في أوروبا ليست واضحة ، للأسف الشديد أوروبا اليوم غارقة في الوضع الاقتصادي الخطير ولا تركز على ما يحدث في سورية، نحن في هذه اللحظة الصحفيون الوحيدون في سورية من ايطاليا ومهمتنا أن نسهم في الرأي العام بتوضيح هذه الامور واهمية الوضع في سورية .
السؤال الخامس : اجاب عنه الصحفي "ريكاردو":
بعد مرور سنتين على الأزمة هل هناك أي تغير في الموقف الايطالي حيال ما يجري في سورية، وهل ستنتظر ايطاليا وصول الأزمة إليها حتى تتحرك ؟
للاسف الشديد ان ايطاليا اليوم لا تفكر بأي شيء غير المشكلة الاقتصادية التي تعصف بها ، الازمة الاقتصادية التي تنعكس أزمة سياسية في البلاد هي تبعد كل الامور الاخرى عن طاولة البحث ، من الصعب جدا لي الحديث عن سورية كما و الأمر كذلك لصحفيين كثر. لا اعتقد ان المشكلة هي مشكلة ايطالية بل هي مشكلة بعيدة كل البعد عنا ، فهم يتخذون القرارات الاسهل ، والوقوف الى جانب الولايات المتحدة لكنهم لا يشاركون بشيء، الامر يصبح مشكلة عندما يمس بشكل مباشر المصالح الايطالية.
السؤال السادس : أجابه الصحفي "جوفاني "
ما الذي يريده الغرب من سورية وما الذي تهدف اليه حكومات الغرب من ازمة سورية؟؟
انا اعتقد بأن الغرب ليس لديهم الفكرة الواضحة وهم يعتقدون انا هناك حربا اهلية شرسة وهناك تدهور كبير في الوضع الانساني ، أوروبا تعرف ما هو الحل ، بالطبع هي تسير وراء أي حل سلمي وتفاوضي ، هم يريدون ذلك ، فالصحفيون الذين جاؤوا الى سورية ساهموا بشكل كبير بتغيير الصورة حول ما يحدث في سورية ، بالطبع تغيرت الصورة تماما ، وكانت الصورة تختلف تماما عما يحدث الان ، لكن النزاع لو تأخر أكثر من ذلك قد تكون مشكلة كبيرة ، والخوف مما يسمى من "اللعنة السورية" ان تنتشر ، ونحن نرى ما يحدث في مصر اليوم ، يجب تجنب ذلك.
السؤال السابع : اجاب عنه كلا الصحفيين .
انتم وصلت اليكم صورة كانت مشوهة حسب ما قلتم خلال المقابلة وأضفتما ان الصورة كانت مختلفة. حسب خبرتكما الاعلامية، ماذا تعتقدون حول سبب هذا الاختلاف بين الواقع والصورة المرسومة التي وصلت اليكم عبر الاعلام؟؟
انا اعتقد بأن جذور الأزمة السورية بعيدة جدا، سببها موقف الرئيس الاسد من التطورات في الشرق الاوسط ، لكن الحملة كانت مركزة دائما رغم ذلك على مواضيع اخرى مثل معاملة المواطنين السيئة ، وحقوق الانسان وغير ذلك ، رغم التغييرات الكبيرة التي حدثت في سورية ، ولكن رغم كل ما حدث في سورية لم يتغير شيء ، وهناك شعارات سهلة تطرح للجمهور ولكن سورية في هذا الوضع نتيجة خياراتها السياسية في الشرق الاوسط.