22-11-2024 11:21 PM بتوقيت القدس المحتلة

خريطة تواجد المسلحين في السلسلة الشرقية بين لبنان وسوريا..3/1

خريطة تواجد المسلحين في السلسلة الشرقية بين لبنان وسوريا..3/1

أين ذهب المسلحون بعد هزيمتهم في القصير؟


أين ذهب المسلحون بعد هزيمتهم في القصير؟

في اتصال معتاد بينه وبين أحد أصدقائه القدامى من سكان القرى اللبنانية المحاذية لريف القصير قال (م . س) أحد قادة المسلحين في حرب القصير (لو يسمح لنا حزب الله بالعودة الى القصير حتى نقاتل الى جانبه هذه المرة بعد الذل والاستغلال الذي نعيشه هنا في جرود عرسال من أهالي هذه المدينة، ومن أهالي القرى والبلدات السورية المواجهة لها في قرى القلمون الدمشقي، ويضيف القائد العسكري السابق في لواء الفاروق في القصير وريفها في حديث مع الصديق اللبناني: لو استمعوا لمطالبي بالانسحاب من المدينة بعد سقوط قرى غرب العاصي لما وصلنا الى ما وصلنا اليه حاليا، لقد دمرنا انفسنا بسبب حماقة وتعصب بعض المنتفعين الذين كانوا اول من تمكن من العبور لحظة الهروب الكبير نظرا لإمكانياتهم المادية الكبيرة التي أمنت لهم الهروب كما كانت تؤمن لهم الانشقاقات، بينما بقي المقاتلون في اتون الجحيم ولولا الممرات التي سمح بها حزب الله وكفل أمانها لسحقتنا مدفعية الجيش وطائراته عن بكرة أبينا).

وتظهر خريطة الانسحابات من مدينة القصير أن الانسحاب الكبير الذي نفذه حوالي سبعة آلاف مسلح من مدينة القصير مساء يوم 4 حزيران وهو الانسحاب الأساس من المدينة قبل الانسحابات الصغيرة التي تلته اتخذ ممرا اجباريا باتجاه الشمال الشرقي الذي يؤدي الى معبرين: الأول نحو بلدة العبودية التي وصلها حوالي الفي مسلح مشيا على الأقدام ودون أي سلاح يذكر ومن ثم توزع هؤلاء على سيارات نقل عمومية نقلتهم الى القلمون الدمشقي ، اما القسم الأكبر فتوجه عبر ثغرة الموت في الحمرا وهي عبارة عن نفق تحت الطريق العام الذي يفصل القصير عن الريف الشرقي لها، ومن هناك توجه حوالي 3000 مسلح مع أسلحة فردية الى صدد والبريح واستقر بهم الترحال في جرود بلدة عرسال حيث أقاموا مخيما ومعسكرا ومشفى ميداني وبدأ البعض من قياداتهم الاتجار بالمازوت المهرب عبر وادي رافع في خراج الجرد الواقع بين رأس بعلبك وعرسال عند سفح السلسلة الشرقية للبنان ، اما من تبقى فتوزع بين متجه الى حمص أو الى الشمال السوري وهؤلاء غالبيتهم ترك السلاح وتوجه الى قرى تتواجد فيها عائلاته وأقرباء له بينما رافق حوالي الأربعمائة مسلح (العقيد عبد الجبار العكيدي) قائد المجلس العسكري لمدينة حلب وريفها الشمالي الذي توجه بهم الى ريف حلب الشمالي .

ونتيجة هذا الانسحاب الكبير أصبحت سلسلة لبنان الشرقية من جرد القاع حتى مدينة عرسال معقلا لآلاف المسلحين الذين ينتمي معظمهم لجبهة النصرة وهذا الوضع ينطبق على القرى والبلدات السورية في الجانب السوري من الجبال من البريج في ريف القصير حتى رنكوس في القلمون الدمشقي.

وقد أنشأ المسلحون في الجهة اللبنانية معسكرات تدريب ومستشفيات ميدانية وشقوا طرقات عسكرية في أعالي الجبال وحصلوا على عشرات السيارات الحديثة جميعها رباعية الدفع تؤمن لهم التنقل بين مواقعهم العسكرية طول المسافة الممتدة من عرسال الى الجرود المواجهة لسهل القاع على الجانب اللبناني، وحصلوا على أسلحة جديدة وذخائر مصدرها عرسال والقرى السورية المقابلة في القلمون الدمشقي الأوسط. وتفيد مراجع مختصة انهم أعادوا بناء شبكات تهريب للسلاح من الداخل اللبناني جميعها تمر عبر عرسال وإن كان بصعوبة كبيرة وتقتصر الأسلحة التي يتمكنون من نقلها وتهريبها على الرشاشات الخفيفة وذخائرها وعلى مواد تستخدم في صناعة الأحزمة الناسفة .

ويمتلك هؤلاء أيضا رشاشات مضادة للطائرات من عيار (14.5) ومدافع هاون وأنشأوا في جرود عرسال معملا لصناعة مدافع الهاون ويتزودون من القرى السورية بالقطع اللازمة لمخارطهم هذه فضلا عن القذائف والمواد المتفجرة و بدأوا بحفر عشرات الأنفاق للاحتماء من القصف وأنفاق أخرى للتسلل والانسحاب. وهم يستخدمون آلات حفر عملاقة وحديثة متوفرة بكثرة في مدينة عرسال التي تتميز بمقالعها الصخرية التي يعمل بها الكثير من ابناء البلدة وعائلاتها منذ عشرات السنين.
كما أنشأ المسلحون الهاربون من القصير مشفى ميدانيا كبيرا في جرود مدينة عرسال يرأسه (قاسم الزين) وهو الطبيب الذي كان يرأس المشفى الميداني الأساس في مدينة القصير ويقدر عدد المسلحين في الطرف السوري للسلسلة الشرقية بثلاثين الف مسلح.

الجزء الثاني: كتائب وأسماء..

موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه