تكتف القناة بالتوثيق لأيام العدوان يوماً بيوم، بل امتدت الحلقات إلى «محاسبة بعض السياسيين والوزراء اللبنانيين على مواقفهم الرافضة للمواجهة العسكريّة بين حزب الله وإسرائيل».
باسم الحكيم/ جريدة الأخبار
لعل تزامن الذكرى السابعة للعدوان الإسرائيلي على لبنان مع شهر الصوم، هو الذي حال دون تقديم قناة «المنار» شبكة برامج خاصة تستعيد فيها عمليّة «الوعد الصادق». ربّما لم تجد المحطة زوايا جديدة تتطرق إليها في وثائقيات وبرامج جديدة، بعدما أشبعتها دراسة وتحليلاً في السنوات الماضية، وكان آخرها حلقات «لو هزم حزب الله» قبل بضعة أشهر.
هذه المرّة، وحدها «الميادين» وضعت على عاتقها الاحتفاء بذكرى الانتصار في سلسلة توثيقية حملت عنوان «تموز الحكاية» مع رئيس مجلس إدارة المحطة الإعلامي غسان بن جدّو، وإنتاج شركة «نانو ميديا» للإنتاج الفني. لم تكتف القناة بالتوثيق لأيام العدوان يوماً بيوم، بل امتدت الحلقات إلى «محاسبة بعض السياسيين والوزراء اللبنانيين على مواقفهم الرافضة للمواجهة العسكريّة بين حزب الله وإسرائيل». هذا ما يصفه بن جدّو في حلقاته بأنه حرب شاملة على المقاومة، ومحاولة استئصال جذرية لها، ولمنطق المقاومة، ولخيار مواجهة إسرائيل، واستهداف من يحالفها ويؤيدها ويدعمها. وستختتم السلسلة هذا المساء (21:00) بحلقة يحاور فيها بن جدّو الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله.
تستعرض الحلقات حكاية 33 يوماً من القصف والتدمير والتهجير، من الثبات والمواجهات والمفاجآت. ويتخلّل كلاً منها ثلاثة تقارير، أيّ نحو 100 تقرير طوال فترة البرنامج، أوّلها «بيانات الحرب» التي تختصر العمليات العسكريّة، منذ لحظة اختطاف الجنديين الإسرائيليين، مطالبة بالإفراج عن الأسرى في السجون الإسرائيلية على رأسهم عميد الأسرى سمير القنطار. وتابعت تلك التقارير ردود الأفعال الداخليّة والخارجية عليها، والحراك السياسي اللبناني والعربي والدولي، وركزت على الإرباكات في الداخل الإسرائيلي ضمن فقرة تحمل اسم «أثمان الخيبة». ثم ألقت الضوء على إنجازات المقاومة خلال تلك الفترة، واستهداف كل من يناصرها ويؤيدها ويدعمها. ووسّع بن جدو البيكار، فربط الحكاية بما يحدث في محيطنا العربي، مشيراً إلى أن المنطقة العربيّة تشهد واحدة من أعقد مراحلها التاريخيّة في حدتها وفوضاها وفتنها المتنقلة. ويرفض الإعلامي أن تستهدف المقاومة كخيار ونهج وقاعدة في عز الثورة على الاستبداد وإسقاط الأنظمة.
لا يمكن القول بأن «تموز الحكاية» قدّم مادة توثيقية لا يعرفها المشاهد، بل إنّه استعادة ليوميات العدوان بتفاصيلها. أما الجديد، فيتمثل في الشهادة الحيّة لصاحب البرنامج على تلك المرحلة، هو المعروف بعلاقته الوثيقة بالمقاومين وبالسيد حسن نصر الله. يعرف بن جدو أسراراً كثيرة عن الحرب لم يكشفها حتى في حلقاته، بحجة أنّه لا يسمح لنفسه بكشف ما لا تتحمله هذه المرحلة؛ «لأن المقاومة في حرب تموز طعنت في الظهر وغدر بها، وثمة من تواطأ على ذبحها»، على حدّ تعبير بن جدّو في مقدمة برنامجه. لعلّ الشهادة الكاملة للرجل ستكون في يوم آخر، وقد تأتي في كتاب توثيقي أو حلقات تلفزيونيّة مختلفة.