27-11-2024 11:26 PM بتوقيت القدس المحتلة

«إسرائيل» تستنسخ أفيخاي

«إسرائيل» تستنسخ أفيخاي

للوهلة الأولى، قد تظنّ أنك سترتاح من «وجه البوم»، أفيخاي أدرعي، المتحدث الإعلامي باسم جيش العدو الإسرائيلي. هي فكرة ممتازة. إلا أن خبر استبداله بـ550 شخصاً آخر، ليس فيه ما يطرب!.

علي شقير / جريدة السفير

عن صفحة المتحدث الرسمي باسم جيش العدوّ على فايسبوكللوهلة الأولى، قد تظنّ أنك سترتاح من «وجه البوم»، أفيخاي أدرعي، المتحدث الإعلامي باسم جيش العدو الإسرائيلي. هي فكرة ممتازة. إلا أن خبر استبداله بـ550 شخصاً آخر، ليس فيه ما يطرب!.

إذ كشف تقرير نشرته صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس الأوّل، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يخطط لإنشاء «وحدات سرية» من طلاب الجامعات الذين سيقاتلون من أجل إسرائيل «عنكبوتياً». وسيتولّى هؤلاء الطلاب إجراء حملات دعائية على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة مثل «فايسبوك» و«تويتر» و«يوتيوب»، من دون أن يحملوا أي صفة حكومية، وبموازنة تقدر بحوالي 840 ألف دولار.


وأشارت الصحيفة إلى أنّ مكتب نتنياهو، وبالتنسيق مع «اتحاد طلبة الجامعات الإسرائيلية»، يسعى إلى توظيف قرابة 550 طالباً لهذه المهمة سيتمّ اختيارهم من الجامعات الإسرائيلية السبع. الشرط الأساسي للمهمّة، هو أن يتحدّث الطلاب لغات أجنبية مختلفة. وسيقوم «الاتحاد» باختيار الطاقم من بين آلاف الطلبة الذين يتقدمون للقيام بهذه المهمة، بعد إخضاعهم إلى فحص لغوي، وبعد الإجابة عن أسئلة استبيان استراتيجي، والخضوع لمقابلة شخصية. كما سيتولّى الاتحاد لاحقاً تقديم أجهزة الكومبيوتر والتجهيزات الأخرى اللازمة، وكذلك الغرف المخصصة للقيام بالدعاية في كل جامعة من الجامعات.


إلا أن الخبر «الأجمل»، يكمن في أن المواضيع الرئيسية التي ستتناولها هذه الحملة الدعائية هي «نشر القيم الديموقراطية» للكيان الصهيوني، بالإضافة إلى المجالات السياسية والديبلوماسية والأمنية، و«النضال ضد معاداة الساميّة وضد مقاطعة الكيان»، وهو ما أطلقت عليه «هآرتس» اسم «النضال ضد نزع شرعية «إسرائيل».


شرعية «إسرائيل» في خطر إذاً، وهو عنوان مجمّل تتخذه ذريعة للدفاع عن نفسها. استغلال «إسرائيل» العدواني لمواقع التواصل الاجتماعي ليس جديداً، فهو يعود إلى العام 2009 على أقل تقدير، منذ عدوانها على غزة التي أطلقت عليه اسم «الرصاص المسكوب». خلال تلك الحرب، منعت «إسرائيل» وسائل الإعلام الأجنبية من التغطية، وسيطرت بشكل كبير، وربما غير مقصود، على المواد المنشورة من خلال قناة لها على «يوتيوب». منذ ذلك الحين، اقتنع الإسرائيليون بأنّ وجه الحرب على شبكات التواصل أكثر أناقة وخفّة، ما دفعهم إلى إنشاء جيش إلكتروني للضرورات المستقبلية.


ولعل المثال الأبرز على «أناقة» الصهاينة في مجال التواصل، يتمثّل بتعاطي «إسرائيل» باغتيال المسؤول العسكري في حركة حماس أحمد الجعبري العام الماضي. لم تقم وقتها بنشر الخبر بشكل عادي، وإنما قامت برفع فيديو للضربة الجوية على موقع «يوتيوب»، وغرّدت على «تويتر» لتحذير حماس.


الجدير بالذكر، أن الحكومة الإسرائيلية سبق وأعلنت في العام 2010، عن تأليف «الهيئة الوطنية للحرب الإلكترونية»، وهدفها تطوير مجالات استخدام الانترنت في الكيان، والتنسيق بين جميع الأطراف العاملة في هذا القطاع وتوسيع الدفاع عن البنى التحتية في وجه الهجمات الإلكترونية... إلا أن هجوم «أنونيموس» في نيسان الماضي على المواقع الحكومية الإسرائيليّة كان قاسياً لدرجة أثبت فشل تلك المنظومة الدفاعيّة.


الحرب المقبلة ستبدأ إلكترونياً أولاً، قبل أن تنتقل إلى ميادين القتال، فهل سيجدي العدو الإسرائيلي نفعاً تجنيد 550 عنصراً للمعركة على الشبكة؟!..