أوضح مفوض الاعلام في الحزب التقدّمي الاشتراكي رامي الريّس أنّ"الموقف الأخير لرئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط،الذي أعلن فيه أنه مقهور ومحبَط ورفع العشرة،أتى بعد فشل المساعي بتشكيل الحكومة"
حسين عاصي
موقف جنبلاط جرس إنذار.. وهو بادر بما فيه الكفاية
التحديات الاقليمية يجب أن تكون حافزا لتأليف الحكومة لا العكس
هل تُحصّن المقاومة ومشروع التصدي لاسرائيل بسقوط الدولة؟
مسرحيات كحادثة الاتصالات لا تحصن المقاومة بل حكومة قوية
هل تُحصَّن حقوق المسيحيين بانهيار مشروع الدولة؟
ميقاتي لبّى كل المطالب.. فأعيد إنتاج مطالب جديدة!
أوضح مفوض الاعلام في الحزب التقدّمي الاشتراكي رامي الريّس أنّ الموقف الأخير لرئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، الذي أعلن فيه أنه مقهور ومحبَط و"رفع العشرة"، أتى بعد أن باءت كل المحاولات الحثيثة التي بذلها مع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف لاخراج التشكيلة الحكومية إلى الضوء بالفشل أو أقلّه لم يُكتب لها النجاح.
وفي حديث خاص لموقع "المنار" الالكتروني، أشار الريّس إلى أنّ جنبلاط بادر بما فيه الكفاية على امتداد المرحلة الماضية، داعياً إلى وضع حدّ لما أسماه بالمطالب العبثية وتقاذف الكرة هنا وهناك.
وفيما دافع الريّس عن رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، مشيراً إلى أنه لبّى كل المطالب التي طُرِحت عليه قبل أن يعاد إنتاج مطالب جديدة، استبعد وجود عوائق خارجية تحول دون تأليف الحكومة.
وتوجه الريّس إلى رئيس تكتّل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون بالسؤال عمّا إذا كانت حقوق المسيحيين تحصَّن بانهيار مشروع الدولة وإلى حزب الله بالسؤال عمّا إذا كانت المقاومة ومشروع التصدي لاسرائيل يحصّن بسقوط الدولة.
كلّ محاولات جنبلاط باءت بالفشل
الريّس علّق على الموقف الأخير لرئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط الذي أعلن فيه أنه محبَط ومقهور وأنه قرّر رفع العشرة والاستسلام لما هو أقوى منه، فأوضح أنّ النائب جنبلاط وجّه جرس إنذار إلى مختلف مكوّنات الأكثرية الجديدة باعتبار أنّ حالة المراوحة التي تعيشها البلاد لا يجوز أن تستمرّ.
وأشار الريّس إلى أنّ النائب جنبلاط أراد القول، من خلال تصريحه الصحافي، إنّ كلّ المحاولات الحثيثة التي بذلها مع رئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي ومع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لاخراج التشكيلة الحكومية إلى النور، بالتشاور مع مختلف أركان الفريق الأكثري، باءت بالفشل أو أقلّه لم يُكتَب لها النجاح.
وأكد الريّس أنّ لدى جنبلاط قلقاً كبيراً من الواقع الداخلي والتباطؤ الاقتصادي، لاسيّما على صعيد المؤشرات المالية والقطاعية، وكذلك لديه خشية من التحديات الاقليمية الكبرى التي قد يكون لها انعكاسات على الداخل اللبناني.
جنبلاط بادر بما فيه الكفاية
ولفت الريّس إلى أنّ رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" حذر، كما يحذر دوماً، من استمرار المراوحة والجمود في الساحة الداخلية، مشدداً على عدم جواز أن تضع الأكثرية الجديدة نفسها في خانة المسؤولية عن الفراغ وبالتالي عن سقوط الدولة وانهيار جميع مقوّماتها.
ورداً على سؤال عن جدوى الاستسلام في ظلّ هذا الواقع خصوصاً أنّ النائب وليد جنبلاط أعلن في حديثه الصحافي أنّه لن يبادر إلى القيام بأيّ شيء بل يرفض القيام بأيّ شيء "خصوصاً أن لا أحد يريد أن يسمع، وكأنهم يعيشون في عالم آخر فيما البلد يذوب وينهار". أوضح الريّس أنّ النائب جنبلاط بادر بما فيه الكفاية وحان الوقت ليوجّه جرس الانذار لجميع الأفرقاء.
ودعا الريّس القوى المكوّنة لفريق الأكثرية الجديدة لتبادر على وجه السرعة للخروج من هذه الدوامة التي لا تنتهي من المطالب العبثية والشكوك المتبادلة من هنا وهناك.
لا مبرّرات وذرائع لتأخير التأليف
مفوض الاعلام في "الحزب التقدّمي الاشتراكي" جزم أنّه لم يعد هناك من مبررات وذرائع للتأخير الحاصل في تشكيل الحكومة.
ولفت إلى وجود وجهة نظر تقول إنّ الأميركيين يضغطون لعدم تشكيل الحكومة، فلفت إلى أنّ قوى الأكثرية الجديدة، عليها "من باب أولى أن تذهب لتشكيل الحكومة" كردّ على هذه الضغوط. أما وجهة النظر الأخرى القائلة بأنّ سورية لا تريد تأليف الحكومة في هذه الظروف، فشكّك الريّس بها باعتبار أنّ تشكيل الحكومة مصلحة لسورية. وأوضح أنّ مصلحة سورية هي في استقرار لبنان، لافتاً إلى أنّ الحكومة الجديدة ستضمّ حلفاء سورية بشكل أساسي.
واعتبر الريّس أنّ المطلوب من اللبنانيين جميعا الترفّع عن تقاذف الكرة بهذا الشكل، معرباً عن اعتقاده بأنّ ما يحصّن المقاومة ودورها ليس الانهيار الاقتصادي والمالي ولا انهيار الدولة بـ"مسرحيات" كتلك التي شهدتها وزارة الاتصالات الأسبوع الماضي بل بتشكيل حكومة قوية وقادرة على مواجهة مختلف التحديات.
ما هو المطلوب من ميقاتي بعد أن لبّى كلّ المطالب؟
واستبعد الريّس وجود عوائق خارجية تحول دون تأليف الحكومة، معتبراً أنّ التطورات الخارجية والتحديات الاقليمية يجب أن تكون حافزاً للاسراع بتشكيل الحكومة، لا العكس.
ورداً على سؤال عن تحييد رئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي وعدم تحميله المسؤولية في التأخير الحاصل، علماً أنه من يفترض به أن يؤلّف الحكومة، أشار الريّس إلى أنّ الوقائع هي التي تدفع للوقوف بجانب رئيس الحكومة المكلف، وبالتالي فإنّ ما يحصل ليس تحييداً له. ورأى أنّ رئيس الحكومة المكلّف لبى كلّ المطالب التي طُرحَت عليه، لكن ما كان يحصل هو أنّه كلّما حُلّت عقدة أعيد إنتاج مطالب أخرى، متسائلاً ما هو المطلوب من ميقاتي إزاء كلّ ذلك.
وعن موقف الحزب التقدمي الاشتراكي من الجلسة التشريعية التي دعا إليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري يوم الأربعاء المقبل وما إذا كان نوابه سيشاركون فيها، اكتفى الريّس بالقول: "فلننتظر ونرَ".
متفقون على الثوابت لكن حمايتها لا تتم بالشلل
وحول الأسباب الحقيقية التي تحول دون تأليف الحكومة خصوصاً أنّ من يفترض بهم تأليفها هم حلفاء في سياق الأكثرية الجديدة، لفت الريّس إلى أنّ هذا السؤال يجب أن يُطرح على باقي الحلفاء لا على الحزب التقدّمي الاشتراكي "خصوصاً أننا أقلّ طرف تمسّك بمطالبه ولم نضع مرة مصلحتنا السياسية الخاصة فوق مصلحة الوطن والدولة".
وعن وجود تمايز ما بين الحزب التقدمي الاشتراكي وأركان الأكثرية الجديدة، أكد الريّس أنّ الثوابت السياسية هي التي تجمع الجانبين. وقال: "نحن متفقون لناحية الثوابت الوطنية لكنّ حماية هذه الثوابت لا تتمّ بشلل حكومي بل بحكومة قادرة على أن تتصدّى للمشاكل وأن تحدّد موقف لبنان من التطورات الراهنة".
ورداً على سؤال عن موقف رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون الذي قال أنه ليس تحت الوصاية، وذلك رداً على قول جنبلاط إن حزب الله يستطيع أن يفعل شيئاً أقله مع عون، توجه الريّس إلى العماد عون، الذي يرفع لواء تحصين حقوق المسيحيين، بالسؤال: "هل تُحصّن حقوق المسيحيين بانهيار الدولة أو بتحصين مشروع الدولة؟". وتوجّه أيضاً إلى حزب الله بالسؤال: "هل تُحصّن المقاومة ومشروع التصدّي لاسرائيل بانهيار الدولة؟".