تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين 19-08-2013 عدّة مواضيع اهمها تداعيات التفجير الارهابي الذي طال منطقة الرويس في بئر العبد ومواقف القوى السياسية من آخر التطورات على الساحة اللبنانية
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين 19-08-2013 عدّة مواضيع اهمها تداعيات التفجير الارهابي الذي طال منطقة الرويس في بئر العبد ومواقف القوى السياسية من آخر التطورات على الساحة اللبنانية ، كما خصصت مساحات واسعة للمستجدات في مصر وسورية.
السفير
وقائع حول خلية الناعمة والتفجيرات وخطف التركيين
صحوة أمنية لا تلاقيها استفاقة سياسية
يبدو أن الصدمة التي أحدثها التفجير المروّع في الرويس، دفعت الأجهزة الأمنية على اختلاف هوياتها وعواطفها، الى إعلان ما يشبه حالة الاستنفار القصوى، للجم موجة الإرهاب المتجول، وخصوصا أن المعطيات المتوافرة بحوزة مجلس الدفاع الأعلى، تفيد بأن هناك تسع سيارات مفخخة يجري التفتيش عنها، من بينها سيارة الرويس التي انفجرت وسيارة الناعمة التي كُشفت، في وقت انتشرت الشائعات على نطاق واسع، متسببة بمناخ من البلبلة.
وقد سجل خلال الساعات الماضية، نوع من التنافس بين الأجهزة على تحقيق انجازات والكشف عن شبكات وخلايا تفجيرية، بعدما كان الصراع بينها نقطة ضعف، تسرب منها العديد من الاختراقات الأمنية في السابق.
لكن هذا الجهد العملاني على أهميته لا يمكن أن يحقق كل الحماية أو الوقاية المطلوبة ما لم يتكامل مع جهد سياسي يحصّن الداخل ويرفع منسوب مناعته ويؤمن الغطاء السياسي للإجراءات الأمنية المتخذة والتي يفترض ان تُتخذ لملاحقة المتورطين في أعمال التفجير، بعدما اصبحت أسماؤهم وهوياتهم معروفة بالتفصيل الممل.
ولعل جزءاً من المسؤولية الوطنية في هذا السياق يقع على عاتق الرئيس سعد الحريري الذي يُنتظر منه بعد المعطيات التي كشفها وزير الدفاع فايز غصن أن يمنح بشكل واضح ومباشر الغطاء اللازم لملاحقة إرهابيين يتخذون من مناطق تخضع لنفوذ «تيار المستقبل» ملاذا بل متراسا لهم.
وبينما كانت الجهود تتركز على تقفّي أثر الشبكات الارهابية، عادت الصواريخ لتسقط على الهرمل، حيث تعرضت أمس، مدينة الهرمل لقصف بثلاثة صواريخ مصدرها المعارضة السورية، ما أدى الى حصول اضرار مادية من دون تسجيل اصابات. كما سقط صاروخ رابع مصدره الجانب السوري في محيط بلدة القاع.
وفي سياق «الهجوم المضاد»، بعد تفجيري الرويس وبئر العبد، أبلغت مصادر رسمية «السفير»، أن الأجهزة الأمنية تدقق في احتمال وجود خيط يربط بين خروج سيارات مفخخة أو متفجرات من مخيم عين الحلوة ومرورها في الناعمة كمحطة على الطريق، وصولا الى المكان المستهدف.
وبينما قام الجيش اللبناني أمس الاول، بتنفيذ عمليات مداهمة في برج البراجنة وحارة حريك حيث ضبط ملفات تخص المدعو أحمد طه المسؤول عن إطلاق الصواريخ على الضاحية، ضبطت القوى الأمنية في الناعمة سيارة محمّلة بكميات كبيرة وخطيرة من المتفجرات، وأوقفت اربعة اشخاص يشتبه بأن لهم علاقة بهذه القضية التي كانت تشكل تهديدا لأمن أهالي الناعمة، كما لأهالي المناطق المرشحة للاستهداف.
سيارة الناعمة
وقال مصدر أمني واسع الإطلاع لـ«السفير» إن عدد الاشخاص المتورطين بتحضير المتفجرات ونقلها الى الناعمة هم ثمانية، معظمهم من اللبنانيين الى جانب بعض الفلسطينيين، وإن الشخص الذي كان يقود السيارة المحمّلة بالمتفجرات يدعى محمد أ.، في حين تتبع المجموعة المتورطة للشيخ طارق م. وهي تضم مناصرين للشيخ احمد الاسير.
وقد داهم الجيش ليل أمس منزل محمد أ. في حارة الناعمة بحثا عن متفجرات إضافية وأي عناصر أخرى قد تفيد التحقيق، كما صادر سيارة تخصه.
وأكد المصدر أن كل الاشخاص المتورطين هم تحت الرصد، وباتت كل التفاصيل المتعلقة بهم معروفة وموجودة بحوزة الأجهزة الامنية، كاشفا عن أنه قد يجري تعميم الصور الشمسية للمطلوبين، في سياق التضييق عليهم.
وتوقع المصدر الأمني أن يفضي التحقيق مع الموقوفين حتى الآن في قضية سيارة الناعمة الى الإمساك بالخيوط التي ستقود الى إلقاء القبض على جميع المطلوبين.
ولفت المصدر الانتباه الى أن السيارة المضبوطة كانت تضم أنواعاً خطيرة من المتفجرات، وبكميات كبيرة تقود الى الاعتقاد انها كانت ستُستخدم في تنفيذ عمليات تفجير في أكثر من مكان، بحيث تكون الناعمة محطة انطلاق لتنفيذ الاعتداءات المقررة، معتبرا ان هذا الملف يتجاوز في خطورته ما سمي بملف الوزير الاسبق ميشال سماحة.
وصدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بيان جاء فيه أنه «وضمن إطار التنسيق القائم بين الأجهزة الأمنية، وردت معلومات من المديرية العامة للأمن العام حول قيام مجموعة أشخاص بنقل كمية من المتفجرات داخل سيارة من نوع «أودي» لون رصاصي تحمل لوحة مزورة، وبعدما عممت غرفة عمليات قوى الأمن الداخلي مواصفات السيارة المذكورة على الدوريات والحواجز والقطعات الاستعلامية التابعة لها، ونتيجة للتحريات والاستقصاءات المكثفة، تمكنت دورية من مفرزة استقصاء درك جبل لبنان من العثور على السيارة عند الساعة 18:00 من تاريخ 17/8/2013، مركونة داخل مرأب إحدى المباني في بلدة الناعمة بالقرب من مبنى البلدية، وضبط بداخلها كمية من المتفجرات غير معدة للتفجير، وهي عبارة عن: خمسة صناديق من مادة الديناميت زنة كل صندوق 25 كلغ، كمية من مادة النيترات زنة حوالي 50 كلغ، صاعقان شهابان، أجهزة تفجير كهربائية مع عدة التفجير، إضافة الى حوالي 5 كلغ من مادة متفجرة مجهولة النوع يجري العمل على تحليلها».
انفجار الرويس
وبالنسبة الى تفجير الرويس، علمت «السفير» أن خبراء ميدانيين في جهاز أمني رسمي وضعوا في الحسبان، بعد معاينتهم مكان الانفجار، فرضية لم تُثبت بعد وهي احتمال ان يكون التفجير قد نُفذ عبر سيارتين وليس سيارة واحدة.
وفي حين رفض مصدر أمني واسع الاطلاع التعليق، تشير معلومات «السفير» إلى أن الخبراء توصّلوا إلى فرضيتهم غير المؤكدة بعد، انطلاقاً من معطيات عدة، أبرزها وجود سيارة من نوع «هوندا» يُشتبه بأنها كانت تحوي مواد متفجرة، وقد تهشّمت بصورة مشابهة جداً لما أصاب سيارة الـ«بي.أم» المفخخة.
وقال المصدر لـ«السفير» إن سيارة الـ«بي.أم» كانت تحت المراقبة الأمنية، لكنها اختفت قبل نحو أسبوع من الانفجار، علماً أنها كانت من بين سيارات مشتبه بأنها تتجهز للتفخيخ، مشيراً إلى أن «التفجير نفّذ بعد نحو 25 دقيقة من ركن السيارة في مكانها».
مجموعات التفجير
وفي ما خص المجموعات المتهمة بإعداد وتنفيذ عمليات التفجير في الرويس وبئر العبد وعلى طرق البقاع وقصف الضاحية بالصواريخ، علمت «السفير» أن عدد أفرادها المُلاحقين يبلغ 16، ومن بينهم أحد رجال الدين، وأن هناك رؤوسا كبيرة من بين المطلوبين ترتبط بتنظيم «القاعدة»، في حين وقع ثلاثة في قبضة مخابرات الجيش.
وإذا كانت كل المعلومات تفيد بأن هذه المجموعات تتخذ من بلدة عرسال وجرودها مقرا لها، فان أوساطا مقربة من وزير الدفاع أبلغت «السفير» أن الجيش هو الذي يختار التوقيت والشكل المناسبين لتوقيف المرتكبين، مشددة على أن الأمر يتطلب الى جانب الجهد الميداني تعاونا من بلدة عرسال ومرجعيتها السياسية في اتجاه مساعدة الدولة، سواء عبر مخابرات الجيش او فرع المعلومات، على توقيف المطلوبين.
واعتبرت الأوساط أن المطلوب مكافحة الإرهاب من دون الإنزلاق في الوقت ذاته الى الفتنة، منبهة الى المخاطر المترتبة على محاولة البعض الإيحاء بأن عرسال مستهدفة لأسباب سياسية ومذهبية، في حين أنها يجب أن تكون شريكة في ملاحقة من يشكلون عبئا عليها.
وأكدت أوساط وزير الدفاع أن الجيش وكما أثبت بالوثائق والصور وقائع الاعتداء عليه في عبرا، يملك ما يكفي من الأدلة الدامغة على تورط بعض الأفراد في عرسال بعمليات تفجير، مشيرة الى أن من واجب المعنيين منح أجهزة الدولة الغطاء السياسي اللازم لملاحقة هؤلاء، حتى لا تتكرر تجربة عبرا.
فرع المعلومات
الى ذلك، تتواصل تحقيقات فرع المعلومات مع مجموعة ألقي القبض عليها في منطقة الطريق الجديدة بعد تفجير الرويس.
وعُلم أن المجموعة متطرفة وتضم ثلاثة اشخاص، وهي كانت موضع مراقبة من فرع المعلومات الذي سارع الى توقيفها بعد انفجار الرويس، للتدقيق في ما إذا كانت على علم به، أو ما إذا كانت تُعد لتنفيذ عمل إرهابي.
ملف التركيين
وبالنسبة الى ملف المخطوفين التركيين، تمكنت الأجهزة الأمنية من التوصل الى معطيات جديدة، في ضوء ما كشفته «داتا» الاتصالات، وخصوصا لجهة بدائية منفذي العملية وتركهم الكثير من الأدلة، الى حد أن «فرع المعلومات» صار يملك التفاصيل الكاملة لعملية الخطف.
وكانت هذه القضية مساء أمس، محور اتصال مطول بين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو الذي جدد مطالبة بلاده باطلاق سراح الطيارين التركيين، فيما أكد ميقاتي أن الدولة اللبنانية بكل أجهزتها ومؤسساتها الأمنية تقوم بواجباتها لانهاء هذه القضية، وتمنى على أوغلو أن تلعب تركيا دورا أساسيا في المساهمة بالافراج عن لبنانيي أعزاز التسعة.
وعلمت «السفير» أن ميقاتي وأوغلو اتفقا على استمرار التشاور، على أن يتوجه المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الى أنقرة للقاء المسؤولين الأتراك المعنيين، عندما تتوافر الظروف الملائمة للزيارة عند الجانبين اللبناني والتركي.
النهار
القوى الأمنية مستنفَرة والأمن الذاتي يتمدّد الولادة الحكومية مرتقبة نهاية آب الجاري؟
يبدو الجيش اللبناني، مع القوى الامنية الاخرى، كأنه يسابق الوقت قبل الانفجار الكبير. والى الحركة الامنية الرسمية، ازدادت وتيرة اجراءات الامن الذاتي التي ينفذها "حزب الله" في الضاحية الجنوبية لبيروت في سابقة خطيرة تذكر بتصرفات الميليشيات زمن الحرب اللبنانية، وتتجاوز الدور الذي من المفترض انه محصور بالقوى الامنية. الاجهزة الرسمية بدأت تنفيذ مقررات المجلس الاعلى للدفاع، وحجزت العديد من أفرادها وأوكلت اليهم مهمة البحث عن المجموعات الارهابية، واصدرت تعاميم الى قطعاتها في هذا المجال.
وبينما ازدادت وتيرة الشائعات عن وجود سيارات مفخخة في اكثر من منطقة، استمرت الاجهزة الامنية في متابعة السيارة التي عثر فيها على نحو 250 كيلوغراماً مواد متفجرة في بلدة الناعمة، على ما أوردت "النهار" امس ، كما تابعت مديرية المخابرات في الجيش البحث عن الشخص الذي سهل دخول السيارة الى مرأب المبنى في الناعمة، فدهمت قوة منها منزل زوجة الموقوف محمد الاحمد في حارة الناعمة واستمرت في البحث عن كمية من المتفجرات موضوعة في سيارة ثانية يتوقع ان تكون في محيط قريب. وأبلغ عدد من السكان في المحيط "النهار" أن ثمة شخصا في تلك البناية كان يؤيد مجموعات اصولية وقد توارى عن الانظار قبل أيام قليلة، ومن المرجح ان يكون هو الذي سهّل ادخال السيارة الى المرأب، ولم يؤكد الاهالي ما اذا كان هو الموقوف محمد الاحمد. وليلا افيد عن توقيف الجيش فؤاد أكرم غياض للاشتباه في قيامه بأعمال ارهابية.
وللمرة الاولى بدا التنسيق واضحا بين الاجهزة الامنية، ذلك ان مديرية الامن العام عممت معلومات عن نقل ارهابيين متفجرات، وحددت المديرية نوع السيارة ولونها ولوحتها المزورة. وهذه التحريات مكّنت مفرزة استقصاء درك جبل لبنان من العثور على السيارة في بلدة الناعمة. ولاحقا أوقفت المديرية العامة للامن العام ستة اشخاص مشتبه في انتمائهم الى شبكة لتفجير السيارات المفخخة على الاراضي اللبنانية وهم أربعة فلسطينيين ولبنانيان.
وليلا ترددت أخبار، من دون تأكيد مصدر أمني، عن توقيف أحمد طه المتهم بتفجير بئر العبد في تموز الماضي، على طريق دورس البقاعية، وذلك بعدما كانت قوة من الجيش دهمت منزله في الضاحية أول من أمس.
وأكد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال مروان شربل "ان السيارة المفخخة التي تم ضبطها في بلدة الناعمة كانت موضع ملاحقة سابقة من المديرية العامة للامن العام، وانها كانت معدة للنقل الى مكان خارج الناعمة". وكشف أن إفادة أحد الموقوفين مهمة للغاية، رافضاً الإفصاح عن مزيد من التفاصيل.
واذ زادت المتفجرات عن 250 كيلوغراماً موزعة بين ديناميت وصواعق وأجهزة تفجير، تحدثت مصادر في التحقيق عن وجود مواد متفجرة مجهولة النوع يجري العمل على تحليلها.
على صعيد آخر، سقطت امس في منطقتي الهرمل وبعلبك خمسة صواريخ من الجانب السوري، ثلاثة في الهرمل تسببت بأضرار مادية من دون اصابات في الارواح. كما سقط صاروخ رابع في محيط بلدة القاع. وباشرت قوى الجيش الكشف على امكنة سقوط الصواريخ لتحديد مصدرها ونوعها بدقة.
الحكومة آخر الشهر؟
في السياسة، تتحدث مصادر مواكبة للحركة السياسية للرئيس ميشال سليمان والرئيس المكلف تمّام سلام ان الاخير ومعه رئيس الجمهورية استنفدا مرحلة الانتظار والتريث، مشيرة الى ان هامش الوقت بدأ يضيق أمامهما، كما بدأ يضيق امام القوى غير الراغبة في تأليف حكومة جديدة. ولم تستبعد ولادة حكومة حيادية غير استفزازية في نهاية شهر آب الجاري وذلك بعد عودة رئيس الجمهورية من إجازته وفي وجود رئيس مجلس النواب نبيه بري أيضاً، وذلك بعدما باتت الحاجة الى سلطة سياسية ملحة لمواكبة الوضع الامني من جهة والحؤول دون استكمال سيناريو الفراغ قبل أشهر من الاستحقاق الرئاسي.
في المقابل، يستمر سلام في تحفظه، وقال ردا على سؤال لـ"النهار" إنه متمسك بالأمانة وبالاجماع الذي حظي به عند التكليف. واضاف: "لن أؤلف حكومة يغيب عنها أي مكوّن لبناني ولن اؤلف حكومة تقصي اي مكوّن لبناني ولن أقوم بعمل يقصي او يطاول أي فريق لبناني طائفي او سياسي، فليس هدف حكومتي استهداف أي فريق أو إقصاء أي فريق".
هل هذا يعني ان الحكومة العتيدة سترضي كل الأطراف؟ "ربما لا ترضيهم" يجيب سلام، "لكنها لن تكون ضدهم ولن تستهدفهم. قد لا يرضون او يقبلون، لكننا في النتيجة يجب ان نتحمل مسؤوليتنا ومسؤولية الأمانة التي في أيدينا. وعلينا ان نؤلف الحكومة. لقد أعطينا الموضوع الوقت الكافي وثبت ان لا نية لتسهيل التأليف، وهذا الكلام لم يأت من لا شيء. وننتظر ان تنضج الامور لكي نمضي في مهمتنا".
ودعا رئيس حزب "القوات اللبنانية " سمير جعجع عبر "النهار" الرئيسين سليمان وسلام الى حزم أمرهما في عملية التأليف. ورأى ان "الأفق غير مغلق. فالمعنيون بتشكيل الحكومة، وتحديدا رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، يسعيان بقوة من أجل تشكيلها في أقرب وقت، ويجب أن يحزما أمرهما. الكلام على تشكيل الحكومة وفقا لحجم كل كتلة نيابية غير دستوري، وقد يكون عرفاً فرضه زمن الوصاية لكنه غير دستوري ولا علاقة له بتطبيق القوانين". وقال: "في المحصلة قال "حزب الله" كلمته "الإلهية والإستراتيجية" ومشى. في هذه الحال على سائر اللبنانيين أن يقولوا كلمتهم من خلال الحوار والاتفاق على تشكيل حكومة. على الكتل النيابية الباقية (غير كتلة "حزب الله")، "جبهة النضال الوطني" وسواها أن تحزم أمرها هي أيضاً وتعطي الثقة".
الاخبار
متفجّرة الرويس: أكثر من 400 كيلوغرام
تواصل الأجهزة الأمنية ملاحقة مرتكبي جريمة التفجير في الرويس، الذي كشفت معلومات أمنية عن كونه ناجماً عن عبوة ناسفة قدرت زنتها بأكثر من 400 كيلوغرام
لا صوت يعلو فوق صوت الاستنفار الأمني الذي تعيشه البلاد منذ متفجرة الرويس الخميس الماضي. الأجهزة الأمنية التي لمست حجم الخطر الأمني وضعت على رأس سلّم أولوياتها خلال اليومين الماضيين ملاحقة الخلايا المشتبه في ارتكابها عدداً من الجرائم، أبرزها تفجيرا الرويس وبئر العبد وإطلاق صواريخ على الضاحية.
وخلال اليومين الماضيين، جرت عمليات بحث حثيث عن المشتبه فيه الرئيسي في إطلاق الصواريخ، أحمد طه، وقد أوقفت استخبارات الجيش شقيقه فادي وأحد أقاربهما، للاستماع إلى ما لديهما من معلومات عن أحمد. كذلك جرى دهم منزل يعود للعائلة في منطقة قريبة من بلدة صوفر، لكن من دون العثور على أحمد. وسرت معلومات عن توقيفه في منطقة البقاع، إلا أن مصادر أمنية معنية لم تؤكد هذه المعلومات. وفي السياق ذاته، بدأت الأجهزة الأمنية، وخاصة استخبارات الجيش، حملة لضبط السيارات المسروقة، بعدما توفرت معلومات عن إمكان استخدام عدد منها في عمليات التفجير. وأجري إحصاء لهذه السيارات، على أن يجري تعميم مواصفاتها على مختلف القطعات الأمنية. كذلك عاد إلى الأضواء الحديث عن ضبط عمليات بيع السيارات وتأجيرها، بعدما تبيّن أن سيارة الـ BMW التي استخدمت في تفجير الرويس سبق أن بيعت لنحو 5 أشخاص، فيما هي لا تزال مسجلة باسم مالكتها الأولى، التي جرى الاستماع إلى إفادتها من قبل استخبارات الجيش.
وعلى صعيد التحقيقات في متفجرة الرويس، كشفت قناة «الجديد» عن معلومات أمنية تفيد بأن زنة الرويس تزيد على 400 كيلوغرام من المواد المتفجرة موضوعة داخل قالب حديدي موجود داخل قالب بلاستيكي آخر في السيارة. وأكدت أن العبوة فُجرت عن بُعد بعدما ترجل منها المجرم وابتعد عنها نحو 5 دقائق، وبالتالي فالتفجير ليس انتحارياً. وأشارت الى أن شاهد عيان كان قد اقترب من السيارة وتفقدها من الخارج قبل تفجيرها لأنه كان يريد شراء سيارة مماثلة، وبعدما ابتعد حوالى 500 متر دوّى الانفجار.
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، قد تابع المستجدات الأمنية، واطلع من المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم على المعلومات التي توافرت لدى الأمن العام عن سيارة الناعمة وما يتفرع عن هذا الملف من معطيات أمنية. كما اطلع منه على المعلومات المتوافرة في شأن انفجار الرويس.
ونوه ميقاتي «بالجهد الكبير الذي يقوم به اللواء ابراهيم وجهاز المديرية العامة للأمن العام في حفظ الأمن وكشف المخططات التي يراد منها ضرب الوضع الأمني في لبنان».
وكان ميقاتي قد عقد سلسلة من الاجتماعات واللقاءات في منزله بطرابلس، في إطار متابعة الأوضاع السياسية والأمنية في المدينة وتحصين الإجراءات المتخذة لمنع أي إخلال بالأمن.
من جهة أخرى، دعا رئيس بلدية عرسال علي الحجيري في حديث تلفزيوني «الجيش الى الانتشار على الحدود وحماية عرسال، والدخول الى عرسال واعتقال من يشتبه به، ومن يثبت أنه متورط بالتفجيرات وبأي عمل أمني»، مؤكداً عدم تغطية أحد، ومبدياً استعداده لمساعدة الجيش في كل ما يحتاج إليه لضبط الأمن والحدود.
في غضون ذلك، استمرت ردود الفعل المستنكرة لانفجار الرويس. وبرزت في السياق إدانة مجلس التعاون الخليجي للجريمة. وحث المجلس في بيان أصدره أمينه العام عبد اللطيف الزياني جميع «الأطراف والقوى اللبنانية على تفويت الفرصة على المخربين ودعاة الفتنة والإرهابيين، والعمل على سرعة تشكيل الحكومة اللبنانية، والتعاطي الإيجابي مع جهود رئيس الجمهورية ميشال سليمان لاستئناف مسيرة الحوار الوطني اللبناني».
وتوازياً، انتقد الرئيس سعد الحريري الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، ورأى أنه كان «في بدايته كلاماً موزوناً، ثم كانت الكارثة في نهايته». وقال:«لا أعلم كيف يمكن لرجل مسؤول أن يتناقض مع نفسه بهذا الشكل وينتقل من الدعوة لضبط النفس الى إعلان استعداده للذهاب الى سوريا شخصياً». وأضاف: «جميل أن يتحمس الأمين العام لحزب الله لمحاربة الإرهاب، ولكن لا نفهم حتى الآن لماذا وضع خطاً أحمر في نهر البارد. ألم يكن السلاح الذي حارب الجيش تكفيرياً؟». وقال: «ما حصل في الرويس جريمة بشعة، لكن حرب حزب الله في سوريا هي جريمة أيضاً». وأضاف: «إذا كان حزب الله يريد محاربة التكفيريين، فعليه أن يتشاور مع سائر اللبنانيين».
في المقابل، كانت لحزب الله على لسان مسؤوليه ونوابه مواقف من انفجار الرويس وتأليف الحكومة العتيدة. ورأى رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد «أنّ تضييع الوقت وعدم تشكيل الحكومة من شأنهما أن يزيدا من الاحتقان والاشتباك النفسي والسياسي بين الناس بلا جدوى». فيما طالب رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك «البيئة التي تحتضن المجرمين الذين قاموا بالمجازر وباتوا معروفين بأن تلفظهم كي نعيش معاً»، مشدداً على أن «حقنا لا يضيع، إسرائيل نلاحقها وننتقم منها مهما كانت الأدوات وأينما كانت هذه الأدوات».
من جانبه، وفي موقف لافت، أكد منسق تيار المستقبل في الشمال مصطفى علوش أنه «يجب الخروج بشكل كامل لكل الأطراف من الأتون السوري، وبشار الأسد يقول إنها لعبة كونية وهذه اللعبة لن يستطيع حزب الله ولا تيار المستقبل التغيير فيها».
وفي السياق، طالب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلال جولة رعوية في عدد من بلدات وقرى كسروان «بحق الدماء البريئة التي أريقت بتأليف حكومة ووضع قانون جديد للانتخاب ودعم الجيش، مع رفض الأمن الذاتي والكف عن الاتهامات».
المستقبل
جنبلاط يرفض التوقف عند رسائل الصحف "المأجورة" ومذهبة الأجهزة وتطييفها
لبنان بين فكّي الشبكات.. والشائعات المفخّخة
على الرغم من الاجماع الوطني على إدانة استهداف لبنان عبر التفجير الارهابي في الرويس في الضاحية الجنوبية، بقي اللبنانيون في دائرة القلق في ظلّ السباق بين التفلّت والخطف والسيارات المفخّخة من جهة، والاستنفار الأمني الوقائي الذي نجح في اكتشاف سيارة مفخّخة في الناعمة وشبكة تفخيخ من جهة ثانية.
قلق اللبنانيين هذا عبّرت عنه الشائعات "المفخّخة" عن سيارات اشتبه بأنها تحمل مواد متفجرة، تارة في طرابلس وطوراً في صيدا، وقبلهما سيارة اشتبه بها بالقرب من منزل المدير العام لقوى الأمن الداخلي بالوكالة العميد ابراهيم بصبوص، قبل أن يتبيّن أنها خالية من أي مادة تفجير. فيما أفيد عن تطويق الجيش اللبناني لأحياء في حارة الناعمة وتفتيش منزل محمد الأحمد سائق السيارة المفخّخة التي عثر عليها في المنطقة قبل يومين.
شبكة تفجير
وما يزيد من قلق اللبنانيين استمرار الدوران في الحلقة المفرغة حكومياً، ما يعكس عجزاً سياسياً يعمق أذى الانكشاف الأمني والتأثير السلبي المتنامي للحريق السوري المستمر في التسلل الى لبنان مع استمرار اصرار "حزب الله" على الغوص في الوحول السورية. الى حدّ استعداد أمينه العام السيد حسن نصرالله الذهاب شخصياً للمشاركة في القتال الدائر بين الشعب السوري ونظام بشار الأسد.
في ظل هذه المكابرة، يبدو أن لبنان دخل مرحلة جديدة عنوانها البارز السباق بين حماية اللبنانيين من الحريق السوري وانجراف أطراف لبنانية الى حماية المشاريع الاقليمية والنظام القاتل لشعبه والاستيراد المكشوف للنار السورية الى الداخل اللبناني.
وسط هذه الأجواء كشف النقاب أمس عن توقيف المديرية العامة للأمن العام 4 أشخاص مشتبه بانتمائهم الى شبكة لتفجير السيارات المفخّخة على الأراضي اللبنانية، فيما نفى المدير العام لقوى الأمن الداخلي بالوكالة العميد ابراهيم بصبوص الأنباء عن العثور على سيارة مفخخة قرب منزله، مع العلم أنه أصدر أمراً الى قطعات قوى الأمن كافة دعاها فيه الى "تكثيف الاستقصاءات والتحريات وعمليات الرصد والمراقبة.. واتخاذ الإجراءات الاحترازية على مختلف الأراضي اللبنانية".
كما جرى الاشتباه بسيارة في صيدا بعد ظهر أمس قبل أن يتبيّن أنها خالية من أيّ مواد متفجرة، تماماً كما حصل في طرابلس أيضاً.
ودعا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الأجهزة الأمنية المعنية، التي نوّه بجهودها، الى "تكثيف التحقيقات والاستقصاءات في قضية متفجرة الرويس الأخيرة".
جنبلاط
ومن جهته حذّر رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط من محاولات "مذهبة وتطييف الأجهزة الأمنية والعسكرية وتحويلها الى جزر لحماية هذه الطائفة أو تلك"، معتبراً أنها "ضربة قاسية للحصون الأخيرة التي لا تزال تحمي لبنان".
وقال في كلمة ألقاها عنه أمين السر السابق للحزب التقدمي الاشتراكي شريف فياض في مؤتمر صحافي في عاليه انه "لن يتوقف عند مقالات أو رسائل تبعث في بعض الصحف المأجورة لأن تمسكه بالاستقرار فوق كل اعتبار". ودعا الى تشكيل حكومة مصلحة وطنية "بمشاركة جامعة".
صواريخ في الهرمل
على صعيد آخر تعرّضت مدينة الهرمل أمس لسقوط ثلاثة صواريخ مصدرها الجانب السوري ما أدّى الى حصول أضرار مادية من دون تسجيل إصابات في الأرواح. كما سقط صاروخ رابع مصدره الجانب السوري أيضاً في محيط بلدة القاع، وباشرت قوى الجيش الكشف على أمكنة سقوط الصواريخ لتحديد مصدرها ونوعها بدقة، كما اتخذت اجراءات ميدانية وسيّرت دوريات على امتداد حدود المنطقة.
الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف, وموقع المنار لا يتبنى مضمونها