نشر الوليد صورة عن رسالة طرد السويدان من عمله، لأنه «إخواني». وقال الوليد في التغريدة التي أعيد تغريدها أكثر من 6 آلاف مرّة: «لا مكان لأي إخواني في مجموعتنا
دجى داود /جريدة السفير
فعلها الأمير الوليد. عبر «تويتر» أعلن طرد مدير عام قناة «الرّسالة»، الدّاعية الكويتي طارق السّويدان، متسبباً بسجال ضخم على الموقع. للمرّة الثالثة، يتحوّل الأمير السّعودي إلى نجم على موقع التدوينات القصيرة. فبعد شرائه الفانيلاّت بناءً على طلب متابعيه، وتصدّره حملة «مداعبة سمو الأمير» إثر تقديمه الهدايا للممثل فايز المالكي الأسبوع الماضي، شغل المغرّدين بطرده السويدان.
ففي تغريدة نشرها أمس الأوّل على حسابه الرسمي (700 ألف متابع)، نشر الوليد صورة عن رسالة طرد السويدان من عمله، لأنه «إخواني». وقال الوليد في التغريدة التي أعيد تغريدها أكثر من 6 آلاف مرّة: «لا مكان لأي إخواني في مجموعتنا. مرفق إقالة الإخواني طارق السويدان الذي اعترف بانتمائه للحركة الإخوانية الإرهابية». ويقول الوليد في «رسالة الطرد»: «لقد ساءني ما اطلعت عليه من آراء نشرتموها أخيراً في مواقع التواصل الاجتماعي، تعبّر عن توجهات لكم تخالف توجّهاتنا التي بنينا عليها قناة «الرسالة» منذ انطلاقتها حيث أردناها غير منتمية لأي حزب أو أفكار أو جماعة»، ويضيف: «طالبناكم بالحرص على لمّ الشمل وجمع الكلمة، وعدم التفرق، كما حذرناكم مراراً بضرورة إيقاف التوجهات المتطرفة وغير المقبولة لدينا نهائياً، ولكن لا حياة لمن تنادي». ودعا بن طلال السويدان لتسليم إدارة القناة إلى رئيس القطاع التلفزيوني في مجموعة «الرسالة» تركي الشبانة.
و«الرّسالة» هي قناة إسلامية تأسّست العام 2006 «كبادرة من الوليد بن طلال»، ويديرها طارق السويدان منذ تأسيسها، وتنتمي إلى مجموعة «روتانا» التّي تضمّ قنوات فنّية. ويعمل في القناة مجموعة من «العلماء» منهم خالد المصلح، عائض القرني، محمد راتب النابلسي، علي العجمي، حنان القطان، لينا الحمصي وغيرهم.
وكان السويدان قد أعلن انتماءه لجماعة «الإخوان المسلمين» في محاضرة ألقاها في اليمن مؤخراً. ويعرّف الداعية الكويتي عن نفسه عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي بأنّه «مؤسس مشروع التغيير الحضاري، باحث ومفكر وداعية إسلامي، مدرب محترف في مجالات الإدارة والقيادة، ورئيس مجلس إدارة مجموعة شركات الإبداع».
يعتبر الداعية الحائز على دكتوراه في هندسة البترول من «جامعة تولسا» في أوكلاهوما الأميركية، أنّه «ولد في أمّة متخلّفة». وهو كثير الكلام عن الثّورات. كما يرى أن «الحريّة أساس الرّيادة». وفي المحاضرة التي ألقاها في اليمن، أعلن السويدان صداقته بالناشطة اليمنية صاحبة نوبل توكّل كرمان، موضحاً أن «الأخت توكل ثائرة وتملك سحراً خاصاً».
قدّم السويدان خلال مسيرته 23 برنامجاً تلفزيونياً، آخرها كان «تاريخنا في الميزان» على قناة «الرسالة». وله أيضاً 25 مؤلفاً مطبوعاً عن مواضيع مختلفة، وهو رئيس مجلس إدارة 5 شركات ومجموعات إعلامية حالياً، ورئيس مجلس إدارة 3 مجموعات لها علاقة بالإدارة العامة والتعليم. كما أعدّ 6 برامج إذاعية، وكتب في 6 مطبوعات عربية، منها جريدة «الأهرام» المصرية، و«عكاظ» السعودية.
وفي مقابلة له مع صحيفة «الوطن» نشرت في حزيران الماضي، يؤكّد الداعية الكويتي انتماءه إلى جماعة «الإخوان»، ويثني على فضلهم عليه «لأنهم ربّوه». ويؤكّد أيضاً أنّ انتماءه للجماعة لا يؤثّر على رأيه أو أفكاره، كما أنّه يدعو «الإخوان» للانسحاب من السّياسة. رغم ذلك، لم يتردّد الدّاعية في إعلان مواقف سياسية داعمة لـ«الإخوان المسلمين» في مصر، داعياً الرئيس المصري المعزول محمد مرسي للعودة إلى الحكم، ما تسبب بطرده من «الرسالة».
وعبر حسابه الرسمي على «تويتر» (مليون و900 ألف متابع)، ردّ السويدان على الأمير بتغريدة أعيد تغريدها أكثر من ألف مرة، قائلاً: «أشكر سمو الأمير الوليد على الفرصة الغالية التي تشرفت بها لإدارة قناة «الرسالة» حتى الآن، وتحقيق ما وصلت إليه من وسطية ونجاح يستمر بإذن الله». ثم أردفها بتغريدة أخرى قال فيها: «لا يخاف على الرزق إلا ضعيف التوكّل، ولا يتنازل عن المبادئ إلا من كان همّه الدنيا».
وقبل تغريدة الطرد، كان السويدان قد كتب على صفحته «فايسبوك»: «ليس كل من يعارض الإخوان ضد الدين. وليس كل من يعارض الانقلاب يكون من الإخوان». وطرد السويدان شغل المغرّدين من السعودية إلى مصر مروراً بالكويت. وفي وسم بعنوان «الوليد بن طلال يطرد السويدان»، غرّد مصريون غاضبون من «الإخوان»، مهلّلين لما قام به الوليــــد، وقال أحـــد المغــــرّديــن «صفعـــة قويـــــة للإخونجـــي طـــارق ســـويدان، خايـــن الأمـــة، يســـتاهل».
لكنّ مغرّدين خليجيين غاضبين من الوليد، غرّدوا مهلّلين للسويدان، وقال أحدهم متوجّها للأمير: «علاقة السويدان بـ«الإخوان» جريمة، أجل، علاقة شريكك اليهودي روبرت مردوخ بإســـرائيل وش تسميها؟». وقال آخر: «خوفاً على فقدانه المُزَزْ، يحارب «الإخوان» كي يعيش حياة طبيعية مليئة بالفجور». وتفرّع من هذا الوسم وسوم أخرى منها: «إقالة السويدان»، «لك الشرف طارق السويدان»، و«الوليد يقيل طارق السويدان»، «الوليد يطرد طارق السويدان»، و«شكراً طارق السويدان»، و«الوليد يقيل السويدان من قناة «الرسالة».
الأكيد أن طرد السويدان بهذه الطّريقة، هو طرد تعسّفي، لأغراض سياسية.. خصوصاً بعدما دعا العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى الوقوف «ضدّ من يحاول زعزعة استقرار مصر». كما أنّ اختيار الوليد بن طلال «تويتر» لنشر رسالة الطرد عبره، دليل على أثر الموقع في الفضاء الخليجي، كوسيلة إعلاميّة جديدة ونافذة.