29-11-2024 09:46 PM بتوقيت القدس المحتلة

روح الله الخميني ثائر مزق الخوف فرواه الإجلال والإعظام

روح الله الخميني ثائر مزق الخوف فرواه الإجلال والإعظام

هو حلم الانبياء ،هو النور التي تلهف الانفس لذكر اسمه وتنبض الاجساد قبسات من وحي امام احب الله ونهج السبيل الانجع ....هو القائد الثائر العالم التي تستقر في عيونه التي لا تغيب انتصارات تجلت واقعا ...



هو حلم الانبياء ،هو النور التي تلهف الانفس لذكر اسمه وتنبض الاجساد قبسات من وحي امام احب الله ونهج السبيل الانجع ....هو القائد الثائر العالم  التي  تستقر في عيونه التي لا تغيب انتصارات تجلت واقعا في ايار وفي  تموز والفرقان وفي كل حنجرة وقبضة مستضعف، طريق القدس بانت معالمها فوق راحتيه التي لم تسكن يوما، فتارة هي مرفوعة للدعاء وطوراً للعمل في سبيل معشوقه الاول البارئ عز وجل ....هو روح الله الموسوي الخميني ...
صاح (كلا) لكل غاصبِ فأطلَّتْ من كلِّ فجٍّ عميقٍ زُمَرُ الخيرِ والأيادي التحامُ ...مزق الخوف فَرَواهُ الإجلالُ والإعظامُ وتمشَّتْ على اهدابه إيرانُ في ثوبِ عُرسٍ وقلوبُ احرار العالم  زغردت لثورته ونصبته الامام .....

ولادة النور ...
روح اللّه بن مصطفى بن أحمد الموسوي الخميني، ولد في العام 1900 بمدينة خمين بإيران، وفقد أباه وهو في الشهر السادس من عمره، فنشأ يتيماً تحت رعاية والدته وعمته اللتين اهتمتا به اهتماماً شديداً.
بدأ بتلقي الدروس وهو في سنّ مبكرة، فأكمل دراسة الفارسية وعلومها قبل إتمامه السنة الخامسة عشرة من عمره. ثُمَّ شرع بدراسة العلوم الإسلامية على يد أخيه الأكبر السيِّد مرتضى سنديده، فدرس الصرف والنحو وبقية العلوم المقررة في مرحلة المقدّمات، حتّى أتمها.
انتقل بعد ذلك إلى مدينة آراك، حيث مركز الحوزة العلمية في إيران آنذاك، وتابع تحصيله العلمي فيها، حتّى صار من أعلامها البارزين، ثُمَّ انتقل بعد ذلك إلى مدينة قم المقدسة مع أستاذه الشيخ عبد الكريـم الحائري، مؤسس الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة، وأقام فيها.
بدأ روح الله الخميني بانتقاد سياسات الشاه محمَّد رضا بهلوي، وتوجهاته أثناء دروسه ومحاضراته التي كان يلقيها في مدينة قم، واتخذت هذه الانتقادات طابع العلن والتصريح سنة 1944م، والتي تنادي بإقامة الحكومة الإسلامية على أساس الشريعة الإسلامية.
واستمر هذا الحال بينه وبين السلطة التي بذلت الكثير من المحاولات لتحجيمه والحدّ من نشاطه حتّى سنة 1963م حيثُ ألقى خطاباً عاصفاً هاجم فيه الشاه وأميركا وإسرائيل. أدّى إلى انتفاضة الشعب الإيراني ضدَّ الشاه، فاعتقلته الحكومة لمدّة ثمانية أشهر، ثُمَّ أفرجت عنه بعد ضغطٍ جماهيري عارم عمَّ كلّ أنحاء إيران.

الفتوى بحرمة استخدام التقية ....
أفتى فور الإفراج عنه بحرمة استخدام التقية في ذلك الوقت، وطلب من العلماء عدم اتخاذ أسلوب المهادنة مع الحكومة، اعتقل مجدداً في 14/11/1964م، وتقرر نفيه إلى تركيا، فنفي إليها، وبقي فيها نحو السنة، ثُمَّ انتقل إلى النجف الأشرف بالعراق، وبقي هناك حوالي ثلاث عشرة سنة، عمل خلالها على مواصلة قيادة الثورة داخل إيران، إلى جانب إلقاء الدروس والمحاضرات.
ضغطت حكومة الشاه على الحكومة العراقية لإيقاف نشاطه، فرفض ذلك، فطلبت منه مغادرة الأراضي العراقية، فغادر العراق بتاريخ 3/10/1978م متوجهاً إلى الكويت، لكنَّ الحكومة الكويتية منعته من دخول أراضيها، فقرر التوجه إلى فرنسا، فسافر إليها، وأقام في ضاحية «نوفل لو شاتو» في باريس، وواصل من هناك قيادة الثورة في بلاده.

 

تفتحت براعم الثورة ...

كانت الثورة قد قطعت في هذا الوقت مراحل كثيرة، ووصلت إلى الحدّ الذي اضطر الشاه معه إلى مغادرة إيران، وترك الأمور بيد رئيس وزرائه شاهبور بختيار، الذي حاول تهدئة الأوضاع المتفجرة، لكنَّه لـم يستطع أن يفعل أي شيء بوجه الثورة التي كانت قد اقتربت من الانتصار.
قرر ترك منفاه في فرنسا، والعودة إلى بلاده إيران، ليتولى قيادة الثورة من الداخل، ومشاركة الشعب في جهاده، فاستقل طائرة لتنقله إلى طهران، فوصلها في اليوم الأول من شهر شباط سنة 1979م، واستقبل استقبالاً حاشداً.
توجه بعد وصوله إلى طهران إلى مقبرة الشهداء فيها، حيثُ ألقى خطابه التاريخي الذي أعلن فيه انتهاء حكومة الشاه، وقيام الحكومة الإسلامية، واكتملت مراحل الانتصار في 11 شباط 1979م بالسقوط الكامل لحكومة شاهبور بختيار، ليشاد صرح الجمهورية الإسلامية.
انتقل بعد ذلك إلى مدينة قم المقدسة، ثُمَّ عاد إلى طهران ليستقر في حسينية جماران، ويواصل قيادة الجمهورية الإسلامية، التي استطاع بصبره وشجاعته وحنكته أن يسير بها إلى بر الأمان، رغم الصعاب الكثيرة التي وضعها الأعداء في طريقه.

لم ينس يوما فلسطين ...

ظلت فلسطين تتمد في كل جوارحه حتى استقرت في فؤاده ارضا وحلما وعودة.

 عندما انطلق الامام بثورته المعجزة  ترك اثرا و دورا بارزا في احياء كل قضايا الامة و من ابرزها القضية الفلسطينية ذات الابعاد الدينية والانسانية .
ففي يوم السابع من اب \أغسطس من العام 1979، أعلن الإمام الخميني يوم القدس العالمي، حيث قال:"أدعو جميع مسلمي العالم إلى اعتبار آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، يوما للقدس وقد جاءت هذه الدعوة حضا للمسلمين، على القيام بخطوة عملية تجاه القدس، وتوجيها لعملهم و أفئدتهم نحو بيت المقدس، لتتحول الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، إلى يوم عالمي للقدس، ويوما لمواجهة المستضعفين مع المستكبرين،وقال سماحته في هذا الصدد:
"يوم القدس يوم عالمي، ليس فقط يوما خاصا بالقدس، إنه يوم مواجهة المستضعفين مع المستكبرين. انه يوم مواجهة الشعوب التي عانت من ظلم أمريكا وغيرها، للقوى الكبرى، وانه اليوم الذي سيكون مميزا بين المنافقين والملتزمين، فالملتزمون يعتبرون هذا اليوم، يوما للقدس، ويعملون ما ينبغي عليهم، أما المنافقون، هؤلاء الذين يقيمون العلاقات مع القوى الكبرى خلف الكواليس، والذين هم أصدقاء (لإسرائيل)، فإنهم في هذا اليوم غير آبهين، أو أنهم يمنعون الشعوب من إقامة التظاهرات".

وفاة الامام ...
رحل الامام الخميني تاركاً ارثا نضالياً وفكراً مشعاً يعكس شخصية قل نظيرها وبصيرة لا يملكها سوى المخلصون لله تعالى ، قد رسم الامام الخميني خريطة الطريق وغير المعادلة ناسفا تلك المقولة الخانعة "ان العين لا يمكنها ان تقاوم المخرز" .
رحل الامام الذي لطالما استبشر خيرا في الشعب المصري وها هي ثورة الشعب سنة 2011 تؤكد ما قاله الامام للشعب المصري في العام 1981"على الشعب المصري ان يدرك بانه لو ثار، كما ثار الشعب الايراني، سينتصر رغم المؤامرات".
وقال ايضا: على الشعب المصري الا يعير اهتماما لنظامه الذي يعلن ان كل من يتفوه بالاسلام فانه سيقمع، وان يدرك بان الاسلام في مصر في خطر داهم، لذا على المصريين رجالا ونساء ان يثوروا للاطاحة بهذا النظام الذي اعلن الحرب منذ البداية على الاسلام.
...افتقدته تونس الخضراء هي ايضا ولسان حال معظم المفكرين التونسيين "لا خميني في ثورتنا" متنمين وبحسة ان يكون هناك قائد تعلم نهح الامام روح الله الخميني وعمل بأفكاره وقلبه النابض بالحرية وبعقله المشع دراية وحكمة ...
توفي الامام روح الله الخميني  في أحد مستشفيات طهران، في الثامن من حزيران سنة 1989م، بعد حياةٍ مليئة بالجهاد والتضحيات، وشيع تشييعاً قلّ نظيره في التاريخ،وقد بلغ عدد المشيعين حوالي السبعة ملايين ، ودفن في مقبرة بهشت زهراء (جنة الشهداء )في طهران، إلى جانب قبور شهداء الثورة الإسلامية ويقصد قبره النَّاس من كلّ مكان.
للإمام الخميني مؤلفات عديدة، منها: مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية، وشرح دعاء السحر لشهر رمضان، والأربعون حديثاً، وأسرار الصلاة أو معراج السالكين، وكشف الأسرار، وآداب الصلاة، والرسائل، وكتاب البيع، وكتاب المكاسب المحرّمة، وكتاب الطهارة، وتهذيب الأصول، وجهاد النفس، والجهاد الأكبر، والحكومة الإسلامية، وحاشية على الأسفار وغير ذلك.


وصية روح الله الموسوي الخميني

الدافع الالهي ووحدة الكلمة هما سرّ النصر


لا شك في ان سر بقاء الثورة الاسلامية هو نفس سرّ النصر. ويعرف الشعب سرّ النصر، وستقراالاجيال الاتية في التاريخ ان ركنيه الاصليين هما : الدافع الالهي والهدف السامي للحكومة الاسلامية، واجتماع الشعب في جميع انحاء البلاد، مع وحدة الكلمة من اجل ذلك الدافع والهدف .
انني اوصي جميع الاجيال الحاضرة منها والاتي : ..اذا اردتم ان يستقر الاسلام وحكومة الله ، وان تقطع يد المستعمرين والمستغلين الداخليين والخارجيين عن بلدكم ، فلا تضيّعوا هذا الدافع الالهي الذى اوصى الله به في االقران الكريم .. وفي مقابل هذا الدافع - الذي هوسرالنصر وسر بقائه - نسيان الهدف والتفرقة والاختلاف .
وليس عن عبث تركّز الابواق الاعلامية في جميع انحاء العالم ، وامتداداتها المحلية في بذل كل جهدها على الشائعات والاكاذيب التي تزرع الشقاق ، وتنفق في سبيل ذلك مليارات الدولارات ، والسفر الدائم لاعداء الجمهورية الاسلامية الى المنطقة ليس عبثا.
ومع الاسف فان بينهم من قادة وحكومات بعض الدول الاسلامية الذين لا يفكرون الا بمنافعهم الشخصية ، وقد اغمضو اعينهم وصمّوا اذانهم واستسلموا لامريكا ، وبعض المتظاهرين بانهم روحانيون … ملحقون بهم .
الامرالذى يجب ان ينصت عليه الجهد الان وفي المستقبل ، وينبغي ان تدرك اهميته من قبل الشعب الايرانى ومسلمي العالم هو: ابطال مفعول الاعلام المفرق الهدام .
ووصيتي للمسلمين وخصوصا الايرانيين - لاسيما في عصرنا الحاضر - ان يتصدوا لهذه المؤامرات ، ويقوّو انسجامهم ووحدتهم بكل طريق ممكن ليزرعوا الياس في قلوب الكفار والمنافقين .

وصيته للشعب الايراني وللشعوب الاسلامية ...
وصيتي الى شعب ايران العزيز فهي" ان تحفظوا وتحرسوا النعمة التي حصلتم عليها بجهادكم العظيم ودم شبانكم الراشدين ، اعرفوا قدرها كاعز ما لديكم وابذلوا الجهد من اجلها فهي النعمة الالهية العظيمة ، والامانة الالهية الكبيرة، ولا تخافوا من المشكلات التي تواجهكم في هذا الصراط المستقيم ، فان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم ،وكونوا شركاء فى تحمل صعوبات حكومة الجمهورية الاسلامية ، واعملوا على تجاوزهذه الصعوبات بالروح والقلب ... واعتبروا الحكومة والمجلس منكم وحافظو عليها كما تحافظون على محبوب عزيز"...

 

واما وصيتى الى الشعوب الاسلامية فهي :"اجعلو حكومة الجمهورية الاسلامية، وشعب ايران المجاهد قدوة لكم ، واذا لم تستجب حكوماتكم الجائرة لارادة الشعوب - التي هي ارادة شعب ايران - فاجبروها بكل قوة على الاستجابة لذلك ، فان اساس شقاء المسلمين هو الحكومات المرتبطة بالشرق والغرب واوصي مؤكدا ان لا تستمعوا الى الابواق الاعلامية لاعداء الاسلام والجمهورية الاسلامية، فان الجميع يعملون على اخراج الاسلام من ساحة الصراع خدمة لمصالح القوى الكبرى ".


رحل القائد الملهم لكن كلماته التي تعبق ايمانا وارادة اختصرت تجربة تؤرخ للماضي والحاضر والمستقبل ،وهو الرصاصة التي انطلقت لتمزق جسد الاستعمار والطمع ،والتي لا بد ان تستقر اخيرا في مقتل ذاك العدو الغاصب "اسرائيل" وان غدا لناظريه قريب .... الامام الموسوي الخميني جعل من حياته نبراسا ومن موته اقتداءا فقد عبر بجيله والاجيال التي تعاقبت من بعد رحيله الى بر الامان الى بر تعلو به راية الاسلام والحق والكرامة والعنفوان ....