اهتمام أوباما بصناعة الصورة النقيّة في «السوشل ميديا»، تهشم بشكل كامل، بعد فضيحة نظام «بريسم» للتجسّس على الشبكة العنكبوتيّة. هل يتجسس الرئيس الأميركي على نفسه؟
مَن يتابع الرئيس الأميركي باراك أوباما على مواقع التواصل الاجتماعي، فسيجد أنّه يحاول تطبيق شعار الرئيس الـ «نورمال» بحماسة تفوق حماسة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند (صاحب ذلك الشعار). الرئيس الأميركي هو أوّل وأنشط رئيس على تطبيق «إنستغرام». يطلّ أوباما عبر أربعة حسابات رسميّة، حسابه، حساب زوجته ميشال، حساب البيت الأبيض الرسمي، وحساب مصوّر البيت الأبيض المعتمد بيتي سوزا.
تكرّس اهتمام أوباما بمواقع التواصل، منذ الحملة الرئاسية للانتخابات في تشرين الثاني من العام 2012. قيست نسب الفوز والفشل في حملة الرئيس الأميركي، بالتزامن مع متابعة عدد أزرار «لايك» في أسفل صور حسابه الرسمي على «فايسبوك». أمّا على «إنستغرام» فالأمر مختلف. نجد هنا صور الكلب الرئاسي بو، وصديقه الجديد ساني. نجد صور أوباما شاباً يحتضن زوجته، أو يأخذ وقتاً مستقطعاً من العمل ليلتهم قطعة بيتزا. نجد أيضاً صور الفجل والبطاطا المقطوفة من حديقة «البيت الأبيض» التي تعتني بها زوجته ميشال.
ينشر أوباما معظم صوره عبر حسابه الشخصي، ويخصّ حساب البيت الأبيض بصور زياراته الرسميّة، ومنها مثلاً زيارته جنوب أفريقيا، «أوّل زيارة رئاسيّة يتمّ توثيقها على «إنستغرام»».
يندرج ذلك في إطار ورشة «صناعة الصورة» التي يهتمّ بها فريق أوباما بشكل ملحوظ. كلّ لقطة موجودة هنا، كجزء من فسيفساء كاملة، لصورة الرئيس الشاب، الحماسيّ، الآتي ليغيّر العالم. هو يبتسم دوماً، يحتضن عازف غيتار، يقود من حوله من دون أن يلعب دور «المدير»، ينزل من طائرة الهليكوبتر كأنّه ذاهب لصناعة المعجزات. ميشال جزء أساسي من الصورة، ومهمتها، على طريق رحلة تغيير العالم الكبرى، أن تساهم في تغيير عادات الأميركيين الغذائية، لذلك نجدها في العديد من الصور تمارس الرياضة، أو تزرع الخضروات وتقطفها.
اهتمام أوباما بصناعة الصورة النقيّة في «السوشل ميديا»، تهشم بشكل كامل، بعد فضيحة نظام «بريسم» للتجسّس على الشبكة العنكبوتيّة. هل يتجسس الرئيس الأميركي على نفسه؟ أم أنّ «الأخ الأكبر» يراقبه هو وزوجته وبناته وكلبيه كما يراقب سائر البشر؟.
المفارقة أنّ حضور أوباما الإنستغرامي لم يتحوّل إلى ظاهرة عالميّة إن جاز التعبير، ولم يتبعه على طريق صور الـ «فلتر» أيّ من رؤساء الدول العظمى. رئيس أميركي وحيد يجرّب. تجربة أشبه بتلفزيون الواقع، لكن على «إنستغرام».