يرى بعض المستشرقين أن الوحي المنزل على النبي (ص) يكون نوعاً من التجربيات والحالات الدينية مثل حالة النوم الذي يكون إما صادقاً أو كاذباً.
الإشكاليات التي يطرحها المستشرقون حول مفهوم الوحي تشبه الإشكاليات والعيوب التي كان يطرحهها الكفار بخصوص رسالة الأنبياء (عليهم السلام). قد جاء في العديد من الآيات القرآنية أن الكفار كانوا يقولون للأنبياء: "لو أراد الله أن يبعث رسولاً فلابد أن يرسل ملكاً من عالم الغيب".
وفي حوار خاص مع وكالة الأنباء القرآنية الدولية (ايكنا)، تحدث العضو في هيئة التدريس لقسم معارف القرآن بـ"جامعة مفيد" في مدينة "قم" الإيرانية، حامد شيوابور، عن أبعاد الوحي من وجهة نظر المستشرقين، قائلاً: يرى بعض المستشرقين أن الوحي المنزل على النبي (ص) يكون نوعاً من التجربيات والحالات الدينية مثل حالة النوم الذي يكون إما صادقاً أو كاذباً.
واعتبر شيوابور أن التحاليل التي يقدمها المستشرقون بشأن الوحي تعبر عن إعتقادهم بإنقطاع إرتباط الإنسان بالله في العصر المعاصر، موضحاً أن المستشرقين يذهبون مذهب الفيلسوف والشاعر الألماني «نيتشه» في الإعتقاد بموت الله في فكر الإنسان الجديد.
وتابع العضو في هيئة التدريس لقسم معارف القرآن بـ"جامعة مفيد" أن المستشرقين يصعب عليهم قبول والإعتراف بإرتباط الإنسان مباشراً بالله تعالى، وتلقي المعارف من الله ونقلها إلى الناس؛ فهذه الفكرة تعتبر أساس هذه التحاليل غيرالعادلة التي تعارض معتقدات المسلمين.
وأضاف: في الحقيقة أن الهدف من تقديم هذه التحاليل هو إثبات أن النبي (ص) نفسه يعتبر مصدر الوحي والمعارف القرآنية، إما أن يعتبروا الوحي أمراً مرتبطاً بالعقل الباطني للنبي (ص)، أو نوعاً من التجارب الدينية للنبي (ص)، أو يعتبروا الكشف والشهود لدى النبي (ص) شبيهاً بالكشف والشهود لدى أتباع الأديان الأخرى.
وفي الختام، أكّد شيوابور أن المستشرقين قدحاولوا بطرق مختلفة إثبات أن الإنسان لايتمكن من الإرتباط بالله مباشراً، مضيفا أن الإشكاليات التي يطرحهها المستشرقون بخصوص الوحي تشبه الإشكاليات والعيوب التي كان يطرحهها الكفار بخصوص رسالة الأنبياء (ع)، ومن جملة هذه الإشكاليات أن الكفار كانوا يقولون للأنبياء: لو أراد الله أن يبعث رسولاً فلابد أن يرسل ملكاً من عالم الغيب.