أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اليوم أن فرنسا تريد "رد فعل باستخدام القوة" في حال ثبت وقوع هجوم بالسلاح الكيميائي في سورية، مستبعداً بشكل قاطع ارسال قوات على الأرض
أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اليوم أن فرنسا تريد "رد فعل باستخدام القوة" في حال ثبت وقوع هجوم بالسلاح الكيميائي في سورية، مستبعداً بشكل قاطع ارسال قوات على الأرض. وقال فابيوس، متحدثاً لمحطة بي اف ام تي في وإذاعة مونت كارلو، أنه "في حال ثبت (استخدام اسلحة كيميائية) فإن موقف فرنسا يقضي بوجوب أن يكون هناك رد فعل"، مشيراً الى أن "رد الفعل يمكن أن يتخذ شكل رد فعل باستخدام القوة". وتابع فابيوس "هناك احتمالات للرد"، رافضاً إضافة أي توضيحات.
يأتي ذلك في وقت سبق أن صرّح فيه فابيوس عن امكانية الرد "بطريقة مسلحة"، بعدما اتهم نظام الرئيس السوري بشار الأسد باستخدام غاز السارين لمرة واحدة على الأقل، مؤكداً أن "كل الخيارات مطروحة". لكنه أكد اليوم أنه "غير وارد" ارسال قوات إلى سورية، مضيفاً أن "هذا مستحيل". وقال فابيوس إنه اذا ما "ثبت" وقوع هذا الهجوم "اعتبر أن ذلك لا يمكن أن يبقى بدون رد فعل من الذين يؤمنون بالشرعية الدولية"، متابعاً "اذا لم يكن بوسع مجلس الأمن الدولي اتخاذ قرار، عندها يتحتم اتخاذ القرارات بشكل آخر، كيف لن أذهب ابعد من ذلك"، رافضاً اعطاء توضيحات اضافية.
واكتفى مجلس الأمن الدولي خلال اجتماع طارئ مساء أمس بابداء عزمه على "كشف الحقيقة" حول هذا الهجوم، بدون اصدار اعلان رسمي بسبب معارضة روسيا والصين، بحسب ما أوضح دبلوماسيون. وفي هذا الصدد، قال فابيوس "على الروس أن يتحملوا مسؤولياتهم، إننا في مرحلة ينبغي فيها أن نعتبر أن اعضاء مجلس الأمن منسجمون مع انفسهم، قال الجميع إنه لا يمكن استخدام اسلحة كيميائية، والجميع وقع الاتفاق الدولي الذي يحظر استخدامها بما في ذلك الروس".
وفي السياق نفسه، طالب وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو اليوم في برلين الأسرة الدولية بالتدخل في سورية، معتبراً أن "الخط الأحمر تمّ تجاوزه منذ فترة طويلة". وقال داود اوغلو، بعد لقاء مع نظيره الألماني غيدو فسترفيلي، إن "خطوطاً حمر كثيرة تمّ تجاوزها". وصرّح داود اوغلو أن مجلس الأمن الدولي "ما زال متردداً في اتخاذ قرار حازم"، مضيفاً "في حال عدم اقرار أي عقوبة سنخسر القدرة على الردع، إن لم نبد التصميم فستقع مجازر اخرى اسوأ".
من جهته، قال فسترفيلي إنه في حال تأكد حصول المجرزة "فستكون جريمة وحشية"، داعياً الى "السماح على الفور بوصول" مفتشي الأمم المتحدة الى موقع الهجوم. وأسف الوزير الألماني لموقف الروسي والصينيين في هذا الملف، معتبراً أن الدول الغربية لا تفهم دواعيه.
مصدر أمني سوري: استخدام الكيميائي يعتبر انتحاراً سياسياً
في المقابل، صرّح مصدر امني سوري لوكالة فرانس برس اليوم أن النظام لا يمكن أن يكون قد استخدم اسلحة كيميائية في اليوم الأول من عمل فريق خبراء الأمم المتحدة حول الأسلحة الكيميائية في سورية، لأن ذلك يعتبر "انتحاراً سياسياً". وأضاف المصدر "كل المحللين يؤكدون أن ليس في مصلحتنا في الظروف الحالية استخدام اسلحة كيميائية فيما اللجنة موجودة في سورية". وقال المصدر الأمني "هذه الاتهامات تهدف الى المس بعمل الخبراء وخلط الأوراق". كما أكد المصدر نفسه أن "الجيش يواصل تقدمه لوضع حد للإرهاب ولسنا مضطرين للجوء الى هذا النوع من السلاح، إنهم (المعارضون) يحاولون ضرب نجاحات الجيش بهذه الأكاذيب".