أقول في الضاحية سرّاً ، يعجزني فأدندن لقطرة الدم أغنية تهذّب قولي وتدنيه من نفَسِ القبول ، فأنزاح مع ما تبقى من قلقي وحبري وخجلي لأكتب فيها : أيتها الضاحية ... يا كل ّ الحبر العربي ّ الأحمر
قالوها شعراً جميلا وحباً راقياً
قالوها أمّاً .. دماً .. حبراً وتبراً وعشقا..
وشهادة..
وللقلم حين يستشير القلب كلام من ماءٍ وذهبٍ وترابٍ أحمر..
وللقلم حين يجتاح سماء الحنين والأنين حجّة لعجز الكاتب من راثٍ ومادح..
قالوا في الضاحية جمالا وسلاما وتحايا وسجوا رنموه من حناجر لا تهدأ
هنا الضاحية .. قالها الشرفاء..
وللقلب في الضاحية ريشة صفراء اقتبسها النسر من سنديانة الحرج الجنوبي العتيق الذي حضن ذات يوم شهيدها الأول ..
هنا الضاحية قالها الشرفاء ..
والنائمون فوق لحاف الشوك قالوها بلغة الذنب الأسود وأقلام كتبت من على صفحة الخجل العربي ّ كلاما مهزوما من طينة الحقد وثمن بخس ...
أقول في الضاحية شعرا ... لا
نثرا .. لا
أنشودة ...
أسطورة ..
تمتمات ورد ...لحظات ودّ...وأقاويل ومواويل .. لا ..
أقول في الضاحية سرّا ً أناضل على وصفه وأجهد في سبر أغواره كي أكتب ,, فيضنيني الحبر.. ويتعبني البحث عن غياهب الكلم الذي استقرّ خلف الغيم لا يناله الا مثابر ..
فالضاحية كلام السماء..وحكاية التاريخ ومعزوفة الخطر الأول في نعش الهزيمة..
أرضك حنين العروبة .. وناسك ثقل الضمائر المتبقية في آخر سرديات الشرف .. وناسك ألحان بنوتة فريدة ..وناسك صرخة ونغمة وشذا ربيع البحر الحلو وملح الزمن ..
أقول في الضاحية سرّاً ، يعجزني فأدندن لقطرة الدم أغنية تهذّب قولي وتدنيه من نفَسِ القبول ، فأنزاح مع ما تبقى من قلقي وحبري وخجلي لأكتب فيها :
أيتها الضاحية ...
يا كل ّ الحبر العربي ّ الأحمر
يا آخر روايات القدس ..والأقصى .
يا سحر الشواطئ ورسو المجاهدين ..
يا رمل الأقدام الخشنة .. وزبد الموج وخيوط الشمس وغزَل القمر..
يا شعرا لا يُكتب
ونثرا لا يُسرد
وحكاية لا تموت
أيتها الضاحية ..
أنت بيروت
وانت الجنوب
وأنت لبنان
وأنت العروبة
قالوا فيك الكثير .. وما زال فيك ...الكثير ..
بقلم محمد أحمد حمود