28-11-2024 02:28 AM بتوقيت القدس المحتلة

لإغراء الفلسطينيين بجدوى المفاوضات استثمارات متوقعة بمليار دولار ثلثاها قطرية

لإغراء الفلسطينيين بجدوى المفاوضات استثمارات متوقعة بمليار دولار ثلثاها قطرية

وجاء ثلث المليار دولار من شركة قابضة فلسطينية خاصة هي ‘المسار الدولية’ التي يرأسها بشار المصري، العقل المفكر وراء المشروع، وهو فلسطيني عاش في الولايات المتحدة

مدينة رام الله- فلسطينمع استئناف ما يسمى "مفاوضات السلام" بين الفلسطينيين والإسرائيليين مؤخرا توجهت الأنظار إلى المشروع العمراني العملاق الذي يقوده المطور العقاري الفلسطيني بشار المصري في الضفة الغربية بالقرب من رام الله ويحمل أسم ‘مدينة الروابي’. ‘وتبلغ استثمارات المشروع الذي سيتم افتتاح المرحلة الأولى منه في مطلع العام 2014 نحو مليار دولار.

وجاء ثلث المليار دولار من شركة قابضة فلسطينية خاصة هي ‘المسار الدولية’ التي يرأسها بشار المصري، العقل المفكر وراء المشروع، وهو فلسطيني عاش في الولايات المتحدة 25 عاما ومعروف بتطبيعه مع إسرائيل وله مشروعات في مجال المقاولات في مصر والمغرب، وكان يدعي بأنه يحلم بإقامة مشروع له تأثيره في دعم الاقتصاد الفلسطيني وتوفير فرص العمل، أما باقي الاستثمارات فقد جاءت من شركة الديار القطرية.

الخبراء يعتبرون ‘روابي’ نموذجا اقتصاديا جديدا يقوم على التكنولوجيا الرفيعة ومجموعة من المراكز التجارية الكبرى والأماكن الترفيهية بما فيها دور السينما والمطاعم والمقاهي والمدارس والمكاتب الإدارية إلى جانب مركزا للمؤتمرات.
‘ومن المقرر أن تنتقل إلي المدينة الجديدة أول مجموعة من العائلات الفلسطينية’ التى ستقيم في 600 وحدة سكنية، ويتوقع أن يستوعب المشروع بعد اكتماله 40 ألفا من السكان، وإن كانت تواجهه بعض المشكلات مثل إمدادات المياه التي تمثل تحديا كبيرا آخر حيث أن إسرائيل تسيطر على جميع إمدادات المياه تقريبا.

تقع مدينة روابى في منتصف المسافة بين نابلس والقدس وهي قريبة من رام الله العاصمة الإدارية للسلطة الوطنية الفلسطينية في الضفة الغربية. وتقف المدينة التي يعني اسمها التلال على منطقة حجرية مرتفعة وتطل على وادي كانت ترعى فيه الماشية تحت أشجار الزيتون وتطل أيضا على البحر المتوسط، وتعد أول مدينة فلسطينية تخضع للتخطيط العمراني المسبق.

ولفت المشروع أنظار الصحف العالمية حيث قالت صحيفة (غارديان) البريطانية في تقرير لها إن مستوى الاهتمام بالمدينة الوليدة يعكس التحول الاجتماعي والمالي في المجتمع الفلسطيني، ويرمز إلى الإمكانات الاقتصادية لإقامة دولة فلسطينية في المستقبل، فأكثر من نصف الفلسطينيين الذين وقعوا على عقود لشراء وحدات سكنية في روابي حصلوا على قروض طويلة الأجل بنظام الرهن العقاري ونسبة كبيرة من الأسر يعمل فيها الزوجان في وظائف، مع نسبة صغيرة من النساء غير المتزوجات اللاتي يعتزمن الإقامة بمفردهن وهو أمر غير معتاد في المجتمع الفلسطيني. وتطلبت مرحلة الإنشاءات في المشروع تشغيل ما بين 8 إلى 10 آلاف عامل وموظف ثلثهم من النساء. ويحصل العاملون على أجور تزيد بنسبة 30′ عن الحد الأدنى للأجور التي تدفع في الأراضي الفلسطينية. وتطمح الشركة القابضة في إتاحة خمسة آلاف وظيفة دائمة معظمها في قطاعي التقنية الرفيعة والخدمات عند اكتمال منشآت المدينة.

وردا على انتقادات من حملة مقاطعة إسرائيل التي اتهمت المستثمرين في ‘روابي”بالمساعدة على تبييض وجه الاحتلال الإسرائيلي عن طريق إقامة روابط مع الصناعة الإسرائيلية قال المطورون أنهم حريصون على استخدام المنتجات الفلسطينية كلما كان ذلك ممكنا، وإن الرؤية تتمثل في أن المشروع لا يهدف فقط الى إقامة وحدات سكنية ولكن أيضا الى توفير آلاف من فرص العمل في قطاع التشييد وفي الحي التجاري للمدينة.

‘وتأمل ‘روابي’ في اجتذاب شركات التكنولوجيا والاتصالات العالمية لإقامة فروع لها بالمدينة الى جانب مراكز للأبحاث والتطوير، وهناك هدف آخر وهو إنشاء تواصل وتجاور بين المدن الفلسطينية وسط مناطق الاستيطان الإسرائيلي.

ولكن ما هي وجهة نظر إسرائيل من هذه المدينة؟.
صحيفة (جيروزاليم بوست) وصفت المشروع بأنه جيد في التخطيط والتنفيذ خاصة وأنه ينظر للفلسطينيين في الغالب على أنهم مجتمع مكون من القرويين يعيشون في مجتمع عائلي محافظ أو يعيشون بشكل دائم في مخيمات للاجئين.
وقالت الصحيفة إن المدينة تعد نموذجا يمكن تقليده بالنسبة للراغبين في إقامة دولة فلسطينية، كما نجح بشار المصري في دفع حركة الاستثمار الخاص في الضفة الغربية بعكس استثمارات القطاع العام الفلسطيني التي لم تقدم الكثير للفلسطينيين على الرغم من المعونات الخارجية التي تحصل عليها السلطة الوطنية الفلسطينية.

وأوضحت الصحيفة أن المشروعات الفلسطينية الكبرى مثل ‘روابي’ ستغير من ساحة العمل بالنسبة للفلسطينيين الذي يتطلع الكثير منهم للحصول على تصاريح للعمل داخل إسرائيل. كما أنها تقدم دروسا لإسرائيل ذاتها في كيفية بناء وحدات سكنية جيدة المستوى بأسعار منخفضة حيث أن مثيلاتها في إسرائيل أعلى سعرا بكثير على الرغم من أن العمال الذين يقومون ببنائها هم نفس العمال الفلسطينيين القادمين من المناطق المجاورة لروابي.