وهبط المؤشر الرئيسي لبورصة مصر بشكل حاد خلال معاملات الأحد تحت ضغط من أعمال العنف التي اجتاحت مدن مصر اثر فض اعتصامين لمؤيدي مرسي
بعد أن تكبدت خسائر حادة في جلسة الأحد الماضي تمكنت البورصة المصرية من استعادة توازنها بفضل هدوء نسبي في الشارع مع تراجع احتجاجات مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي وإلقاء القبض على بعض قادة جماعة الاخوان المسلمين.
وهبط المؤشر الرئيسي لبورصة مصر بشكل حاد خلال معاملات الأحد تحت ضغط من أعمال العنف التي اجتاحت مدن مصر اثر فض اعتصامين لمؤيدي مرسي وكذلك بعد وقف معاملات البورصة والبنوك الخميس الماضي.
لكن السوق استعادت تعافيها وتمكنت من التماسك خلال باقي جلسات الأسبوع بدعم من انحسار أعمال العنف باستثناء مقتل 25 جنديا من قوات الأمن المركزي في هجوم في سيناء يوم الثلاثاء واستمرار بعض الاحتجاجات من جانب مؤيدي الاخوان المسلمين في الشوارع بعد القبض على كبار قيادات الجماعة. وقال نادر إبراهيم من آرشر للاستشارات ‘إذا تم القبض على باقي قيادات جماعة الاخوان بعد القبض على مرشد الاخوان وصفوت حجازي قد يعكس ذلك هدوءا في الأوضاع الأمنية في مصر وهو بالتأكيد في مصلحة السوق.’
وقال أحمد أبو السعد من دلتا رسملة لإدارة المحافظ المالية انه كان من الطبيعي نزول السوق يوم الأحد مؤكدا ان الانخفاض ‘ كان أمرا محتوما سواء حدث القلق السياسي أم لم يحدث لأن السوق صعد بقوة منذ عزل مرسي.’ ورغم أن سوق الأسهم تراجعت أربعة في المئة تقريبا منذ اندلاع العنف الأسبوع الماضي فهي لا تزال مرتفعة بنحو 21 في المئة عن مستواها في حزيران/يونيو.
ويرى أحمد عصام من الوطني كابيتال في القاهرة ان ‘الجميع يراقب الوضع الأمني والسياسي في الشارع. المؤشر الرئيسي سيتحرك عرضيا بين 5100 -5500 نقطة خلال الفترة الحالية حتى يتيقن الجميع من الوضع في مصر.’
وقال أبو السعد ‘لا أحد ينكر ان الأحداث الدموية سرعت من وتيرة النزول وأدات لحالة من الفزع انتابت المتعاملين الأجانب لكن السوق تماسك الآن. السوق قوي ماليا من حيث الشركات المقيدة وهذه سيساعده على الارتفاع مرة أخرى.’ وأظهرت بيانات البورصة أن تعاملات الأجانب مالت إلى البيع بعكس تعاملات المصريين والعرب خلال معاملات الاسبوع. وعادت سوق المال للعمل بأوقاتها الطبيعية بعد ان توقفت عن العمل الخميس الماضي ثم قلصت ساعات التداول خلال جلستي الأحد والاثنين. وأضاف أبو السعد ‘كلما هدأت الأوضاع الأمنية كلما زاد التفاؤل لدى المتعاملين. الناس معاها سيولة وخاصة المؤسسات المحلية من صفقة أوراسكوم للانشاء وهذا أيضا سيساعد على الصعود’.
واستحوذت أو.سي.آي.ان.في الهولندية على نحو 97 بالمئة من أسهم أوراسكوم للانشاء في تموز/يوليو الماضي مقابل 255 جنيها للسهم أو المبادلة مع سهم الشركة في هولندا. وقال إبراهيم من آرشر ‘لازم كلنا نشتغل. طبعا سيكون هناك تأثير إيجابي للدعم العربي للاقتصاد المصري.’ بعد عزل مرسي وعدت السعودية والكويت والإمارات مصر بمساعدات وقروض وشحنات وقود بإجمالي 12 مليار دولار. وصل من هذا المبلغ خمسة مليارات فعليا بسرعة غير معتادة تشي بالأهمية التي توليها دول الخليج لاستقرار مصر.
ويتفق أبو السعد مع إبراهيم في ان ‘الدعم العربي الاقتصادي لمصر من أهم اسباب استقرار المرحلة الحالية.أنا متفاءل جدا بالمستقبل وهذه ليست مشاعر ولكنها حقائق من وقائع على أرض الواقع′. وأمس قال أشرف أخنوخ كبير المتعاملين في مبيعات الأسهم لدى التجاري الدولي للسمسرة في القاهرة ‘نشهد صعود السوق بعد هبوط استمر لفترة إضافة لهدوء الأوضاع. ‘أعتقد أنه لن يكون هناك مجال للهبوط بعد إنتهاء الصراعات السياسية. لدينا خريطة طريق سياسية لكن المؤشرات الاقتصادية تظهر أن الطريق مازالت طويلة للوصول إلى التعافي الكامل.’
وهيمن سهم بالم هيلز للتعمير على التداول وصعد 1.3 بالمئة. وأظهرت بيانات البورصة أن المستثمرين المصريين والعرب اشتروا أسهما أكثر مما باعوا في السوق بينما ظل المستثمرون الأجانب يتجهون إلى البيع. وبحلول ساعة الاغلاق امس كان المؤشر الرئيسي للبورصة مرتفعا بنسبة 0.7 بالمئة إلى 5425 نقطة.