ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 24-08-2013 الحديث عن التطورات الامنية المحلية وهذه المرة شمالاً بعد التفجير الارهابي الذي طال عاصمة الشمال طرابلس
ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 24-08-2013 الحديث عن التطورات الامنية المحلية وهذه المرة شمالاً بعد التفجير الارهابي الذي طال عاصمة الشمال طرابلس.
السفير
عشرات الشهداء ومئات الجرحى في تفجيرين إرهابيين
طرابلس تنزف الوطن .. والدولة
وكتبت صحيفة السفير تقول "من النادر أن تجد حنجرة في هذا البلد إلا وأصابتها حرقة نار المسجدين.
من النادر أن تجد عيناً إلا وبكت الشهداء، الأموات منهم أو الأحياء.
من النادر أن تجد إنساناً إلا وصدمه مشهد تلك الطفلة الرضيعة المتفحمة، أم أولئك المارة، أو الباعة المتجولين الذين تحولوا في رفة عين الى أشلاء.
من النادر أن تجد أذناً إلا وسمعت الصرخات والآهات والتكبيرات وأبواق سيارات الإسعاف والإطفاء.
من النادر أن تجد مؤمناً إلا وانفطر قلبه بعدما شاهد مصلين يبتهلون إلى الله ليحمي عائلاتهم وبلدهم، قبل أن يحولهم العصف الحاقد إلى هاربين يبحثون في كل اتجاه عن أمان مفقود.
لكأن سحابة الدخان الأسود، المنبعثة بالأمس، من طرابلس، حملت إلى كل بيت، رائحة موت أسود، لا بل رائحة تحذير، بأن لا أحد بمنأى عن الخطر بعد الآن.
لكأن ما كان متوقعاً أن يحصل قد حصل. لقد كان حدس الناس أصدق من حدس السياسيين وتعاملهم مع المأساة. كان أصدق بكثير من تعامل بعض تجار الموت والفتنة والسياسة والدين.
هي المأساة في «التقوى». في «السلام». في كل طرابلس، بل كما في كل بيت ومسجد ومدينة وقرية في لبنان.
قبل أسبوع، كانت الضاحية الجنوبية هي الضحية، وسقط الشهداء وتهشم الأمن.
وبالأمس، زنر الأحمر والأسود كل طرابلس، غير أنها، وعلى عادتها وكما الضاحية من قبلها، لم تنزلق إلى حيث أراد المجرمون أن تكون كل أيامها سوداء.
نعم، بدت الفيحاء، وبرغم كل ندوب جولات الموت المتكررة في أحيائها وساحاتها، منذ خمس سنوات، عصية على الفتنة والحقد والموت وتواقة إلى الدولة والحياة والعيش المشترك.
أكثر من أربعين شهيداً ومئات الجرحى سقطوا على مذبح طرابلس في الانفجارين اللذين استهدفا، ظهر أمس، وبفارق دقائق قليلة، محيط مسجدي «التقوى» في دوار أبو علي، و«السلام» في مدينة الميناء. هذه الكارثة الوطنية، كانت كافية لوضع اللبنانيين أمام سؤال أمنهم اليوم وغداً.
بالأمس كانت الضاحية، واليوم طرابلس، فأي منطقة لبنانية ستختار أيدي الفتنة غداً وبعده، وهل يمكن القول إن هناك منطقة أو فئة لبنانية مستثناة من احتمالات الموت، بعد الآن؟
بالأمس كانت الضاحية واليوم طرابلس، فهل يمكن أن تتحول المصيبة الوطنية في هذه المنطقة أو تلك، إلى مناسبة لصحوة وطنية شاملة، تضع بقدر المستطاع، ضوابط تحول دون تمدد بقعة الدم والموت والدمار، قبل أن تتحول إلى شلال يتجدد معه مسلسل حرب أهلية ظن اللبنانيون أنها أصبحت وراءهم؟
هل صار لزاماً على لبنان، على عتبة النصف الثاني من السنة الثالثة لاندلاع الأزمة السورية، أن ينال نصيبه منها، بعدما ظنّ كثيرون أنه نجا من نيرانها؟
ألا تستدعي النيران السورية التي بدأت تتمدد الى الداخل اللبناني، وتهدد بما هو أخطر وأعظم، مقاربة استثنائية من الجميع، على قاعدة أولوية حماية لبنان وعيشه المشترك والعلاقات بين طوائفه، وخاصة بين السنة والشيعة؟
هل سقطت الحمايات الدولية والإقليمية وبات تفجير لبنان والعلاقات بين طوائفه ومذاهبه ومناطقه، وبالتالي انكشافه أمام احتمالات الحرب المذهبية، مطلباً عند بعض الرعاة الدوليين والإقليميين؟
إذا كانت «العرقنة» تعني انفلات المذاهب من عقالها لا بل تحولها بيئة حاضنة للتكفيريين في هذا الاتجاه أو ذاك، ألا يمكن الاستفادة من حساسية «حزب الله» وحرصه على بيئته اللبنانية، برغم اختلاف بعضها معه، بتحويلها إلى ميزة لتعزيز المناعة الوطنية؟ وألا يتطلب ذلك من الحزب، إطلاق مبادرات في كل اتجاه لتبديد الهواجس والبحث عن المشتركات الوطنية؟
من أين يبدأ وضع اليد على الجرح؟ بالاتهامات ومنابرها المفتوحة، على شاكلة ما اقترفت، أمس، بعض الفضائيات اللبنانية ومقدموها من الاعلاميين، وأصحابها المتعطشون لـ«الجمهور»، أم بالهدوء والتروي والحكمة والتبصر ومقاربة الداء بما يداويه ويمنع إصابة آخرين به؟
أين هي مسؤولية جميع قيادات لبنان وبالدرجة الأولى السيد حسن نصرالله والرئيس سعد الحريري، وألا يستوجب ما يجري من تطورات طاولة حوار ثنائية، تتحول بعد صياغة تفاهمات الحد الأدنى، وأقلها حماية البلد وأهله، إلى طاولة حوار وطنية تناقش كل هموم اللبنانيين السياسية والاجتماعية؟
أين هي مسؤولية رئيس الجمهورية بإحراج الجميع بدل اتخاذ منبر المؤسسة العسكرية الجامعة، للتصويب على جهة أو التلويح بحكومة أمر واقع، سياسية كانت أم حيادية؟
أين هي مسؤولية رئيس المجلس النيابي من موقعيه الحزبي والرسمي، في البحث عن مبادرات تجعل الواقع اللبناني عصياً على الفتنة ومن يدفعون لبنان إليها الى حد أن يصبح الانزلاق الى الهاوية قدراً لا مفر منه؟
أين هي مسؤولية رئيس حكومة تصريف الأعمال، وخاصة بمنع انكشاف مدينته وحاضنته، على صورة ما تبدى بالأمس، من تقصير في أعمال إخماد الحرائق وإغاثة المصابين، وهل صار لزاماً على طرابلس أن تستسلم لقدر الحرمان الذي يجعل جرحها مضاعفاً ومصابها أكثر ألماً؟
أين هي مسؤولية رئيس الحكومة المكلف بجعل أولوية الوحدة الوطنية، عنواناً لا يتقدم عليه أي عنوان أو أمر آخر؟
برغم قناعة الجميع بـأن الأمن سياسي بالدرجة الأولى، أين تكمن مسؤولية الأجهزة والمؤسسات العسكرية والأمنية، وهل أصبح دورها إغاثياً أم يتوجب عليها استثمار تجربتها التنسيقية مؤخراً وقدرتها على شل حركة مجموعات إرهابية، وأن تجعل عيونها مفتوحة في كل منطقة لبنانية، برغم الأعباء الكبيرة الملقاة على عاتقها في الداخل وعند الحدود؟
أين هي مسؤولية رجال الدين ومن يتحمل مسؤولية التحريض والفلتان عبر المنابر ومواقع التواصل؟
من الرويس في الضاحية الجنوبية الى مسجدي التقوى والسلام في طرابلس والميناء، يد الإرهاب والموت والفتنة واحدة. لا تميز بين مصلين ومارة وجالسين في متاجرهم أو منازلهم. لا تميز بين طفل وامرأة وشيخ ومسن. بين لبناني وآخر. بين نازح سوري أو لاجىء فلسطيني. بين فقير أو غني. بين متدين أو علماني. بين موال أو معارض.
من الرويس الى طرابلس، الإرهابي واحد. المخطط واحد. المنفذ واحد. الضحية.. كل اللبنانيين."
النهار
طرابلس بعد الضاحية: رعب الفتنة والاستباحة الإرهابية
وكتبت صحيفة النهار تقول "بأسرع من كل المخاوف والتحذيرات والانذارات الامنية والعسكرية التي اطلقت بعد تفجير الرويس من الموجات الارهابية التي تتربص بلبنان، لم تشأ يد الارهاب الا ان تخص طرابلس بالكلفة الاجرامية الافدح التي قفزت معها اعداد الشهداء والجرحى الى رقم قياسي فاق حصيلة تفجير الضاحية الجنوبية وحتى أي حصيلة تفجير دموي مماثل منذ انتهاء الحرب في لبنان بما فيه التفجير الذي اودى بالرئيس رفيق الحريري مع 22 ضحية عام 2005.
35 قتيلا الى 500 جريح كانت الحصيلة المفجعة لتفجيرين مروعين متعاقبين زلزلا عاصمة الشمال في اشد الاستهدافات الارهابية دموية بعد تفجير الرويس راسمين بدماء الضحايا واشلاء الكثير من الجثث المتفحمة اشد الصور قتامة وخطورة عما يدبر للبنان من مخطط لتعميم الرعب وايقاع الفتنة واشاعة الفوضى وظواهر الامن الذاتي. وبدت معالم هذا المخطط مكشوفة اولا من خلال توقيت التفجيرين ومكانهما باستهدافهما اكبر عدد ممكن من المصلين امام مسجدين بعد صلاة الجمعة. كما ان التفجيرين استهدفا طرابلس المدينة التي تضم اكبر تجمع سكاني سني بعد ثمانية ايام تماما من تفجير الرويس في الضاحية التي تضم احد اكبر التجمعات السكانية الشيعية. وهو الامر الذي رسم بوضوح معالم المخطط الارهابي لاثارة فتنة مذهبية لم تغب خطورته عن مجمل ردود الفعل الداخلية التي ابرزت مرة اخرى توحد جميع القوى على التنبيه من الفتنة الزاحفة ولكن مع تكريس العجز السياسي عن تجاوز هذا الاجماع الى ما يترجمه في عمل انقاذي استثنائي.
اما البعد الآخر الاوسع من طرابلس المستهدفة، فبرز في الخشية التي عبر عنها اكثر من طرف ومعني ان يكون هدف توازن الرعب الارهابي على "طراز" العرقنة وضرب طرابلس تحديدا امس بأقسى استهدافاته مرتبطا بإشعال الحريق اللبناني لحرف الانظار الدولية والاقليمية عن مجزرة الغوطة الشرقية في سوريا وتداعياتها الواسعة.
في اي حال، حل الحداد الوطني العام في لبنان مرة ثانية في اسبوع وسط مشهد دراماتيكي لم تعرف طرابلس مثيلا له في كل جولات القتال والمحن التي عرفتها منذ 2008 وحتى في الحرب الاهلية. ذلك ان التفجيرين حصلا بفارق دقائق قليلة اذ انفجرت سيارة مفخخة اولا امام مسجد التقوى في محلة دوار ابو علي، ثم اعقبها انفجار سيارة مفخخة اخرى قرب مسجد السلام في آخر طريق الميناء. واحدث الانفجاران ما يشبه موجة مريعة من الحرائق حاصدين عشرات القتلى والجرحى وتطايرت جثث العديد من الضحايا اشلاء متفحمة. وفي المعلومات التي توافرت لـ"النهار" ان السيارة التي انفجرت قرب مسجد السلام والتي يقع قبالتها منزل اللواء اشرف ريفي كانت الاكبر من حيث حمولتها المتفجرة وهي من نوع فورد زيتية رباعية الدفع وكانت مفخخة بما يعادل 175 كيلوغراما من مادة "تي ان تي"، فيما يجري العمل على كشف السيارة التي استهدفت الدوار، علما ان مسجد التقوى يقع ايضا على مقربة من منزل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي كان خارج البلاد وقطع زيارته وعاد الى لبنان. وقال اللواء ريفي الذي اصيب منزله بأضرار واسعة: "ما اراه هو الفتنة. اهلنا في الضاحية دفعوا الثمن واليوم اهلنا في طرابلس والآتي اعظم". وذكّر بأنه حذر قبل سبعة اشهر من امتداد الحريق من سوريا الى لبنان مجددا الدعوة الى "اقفال الحدود حتى لا يمتد اللهيب الى الداخل اللبناني".
موجة تنديد
ووسط موجة تنديد واسعة بالتفجيرين، قطع كل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس ميقاتي والرئيس المكلف تمام سلام اجازات خاصة كانوا يمضونها في الخارج وعادوا الى بيروت واعلن اليوم يوم حداد وطني. كما من المقرر ان يعقد الرئيس سليمان اليوم سلسلة اجتماعات سياسية وامنية، ثم يعقد اجتماع موسع في حضور الرئيس ميقاتي.
وفي ما اعتبر رداً سياسياً شاملا من طرابلس وممثليها على اهداف المفجرين، اصدر وزراء المدينة ونوابها وعدد من المشايخ بيانا مساء امس اهابوا فيه بأبناء طرابلس "التحلي بالصبر والمحافظة على رباطة الجأش والتعاون مع القوى الامنية من جيش وقوى امن داخلي والاجهزة كافة من اجل ضمان امن المدينة والناس". وحذروا من ان "يد الغدر تعمل على استدراج الناس الى ردود فعل من خلال ترويج مشاريع الامن الذاتي"، داعين الى "الالتفاف حول الدولة والقوى الامنية".
وقال مصدر في "تيار المستقبل" لـ"النهار" ان لبنان "أصبح في وضع شديد التعقيد بسبب مشاركة حزب الله في القتال في سوريا، وهذه المشاركة شرّعت لبنان على أدهى المخاطر". ورأى "ان ما يجري هو للتغطية على مجزرة الغوطة في ريف دمشق فكانت اولا عملية اطلاق الصواريخ في الجنوب ثم انفجارا طرابلس". واعتبر من اهداف "جريمتيّ التفجير بطرابلس دفع الطرابلسيين الى الخروج عن طورهم وركوب مركب التطرف، لكن قرار قيادات المدينة وتيار المستقبل هو عدم الانجرار في هذا المخطط والثبات في التمسك بخيار الدولة".
مجلس الأمن
الى ذلك، افاد مراسل "النهار" في نيويورك ان المجتمع الدولي وجه أمس رسالة دعم قوية وحازمة للبنان في مواجهة محاولات زعزعة استقراره، إذ أجمع أعضاء مجلس الأمن على وصف ما حصل في طرابلس بأنه "عمل إرهابي"، لاقى تنديداً شديداً أيضاً من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون ورئيسة مجلس الأمن القومي الأميركي سوزان رايس.
وكتبت رايس في حسابها بموقع "تويتر" أن "الولايات المتحدة تندد بشدة بتفجيري طرابلس في لبنان"، موجهة تعازيها "للخسارة في أرواح الأبرياء".
وأصدر مجلس الأمن بالإجماع بياناً صحافياً كانت اقترحته فرنسا. وندد أعضاء المجلس "بشدة بالتفجيرين الإرهابين" اللذين استهدفا طرابلس وإذ قدموا "تعازيهم الى الضحايا وذويهم وعبروا عن تعاطفهم مع جرحى هذين العملين الشائنين ومع الشعب اللبناني وحكومته"، كرر أعضاء المجلس أن "الإرهاب بكل أشكاله ومظاهره يشكل أحد أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين، وأن أي أعمال ارهابية اجرامية لا يمكن تبريرها، بصرف النظر عن دوافعها وحيثما ومتى ارتكبت وكائناً من كان وراءها". وأبرزوا "ضرورة محاربة الإرهاب، طبقاً لميثاق الأمم المتحدة وكل الواجبات المرعية في القانون الدولي، وتحديداً القانون الإنساني الخاص باللاجئين وحقوق الإنسان الدولية". وطالبوا بـ"جلب المتورطين الى العدالة ومحاكمتهم"، مناشدين "كل اللبنانيين المحافظة على وحدتهم الوطنية في وجه محاولات تقويض استقرار بلدهم". ولفتوا كل الأطراف اللبنانيين الى "أهمية احترام سياسة النأي بالنفس والامتناع عن أي تورط في الأزمة السورية، مع التزامهم بيان بعبدا".
وأصدر بان كي – مون بياناً جاء فيه أنه "يندد بشدة" بالتفجيرين اللذين حصلا "بعيد صلاة الجمعة خارج مسجدين" في مدينة طرابلس. وبعدما عبر عن تعازيه لذوي القتلى ولحكومة لبنان، دعا "جميع اللبنانيين الى ممارسة ضبط النفس والبقاء موحدين" على أن "يدعموا مؤسسات الدولة، وخصوصاً القوى الأمنية، في المحافظة على الهدوء والنظام في طرابلس وكل البلاد، وفي الحيلولة دون تكرار أعمال مدمرة كهذه".
وبدورها نددت الخارجية الفرنسية بالتفجيرين في طرابلس ودعت السلطات اللبنانية الى ملاحقة المسؤولين عن هذه الجرائم. كما نددت بكل المحاولات لزعزعة استقرار لبنان، مشددة على اهمية احترام كل الاطراف لسياسة النأي بالنفس اللبنانية التي يقودها الرئيس سليمان مؤكدة ان على لبنان الا ينزلق الى دوامة العنف التي خلفتها الازمة السورية.
ونددت دولة قطر بشدة بالتفجيرين قائلة ان "مثل هذه الاعمال الاجرامية تستهدف زعزعة الامن والاستقرار وترويع الآمنين". وجددت مواقفها "الثابتة من نبذ العنف بمختلف اشكاله".
ودعت السفارة الاميركية في بيروت، التي استنكرت التفجيرين، رعاياها الى عدم السفر الى لبنان بسبب الاوضاع الامنية.
كما جددت الكويت دعوة مواطنيها الموجودين في لبنان الى مغادرته فورا."
الاخبار
جمعة طرابلس الحزينة: تفجيران للفتنة
عبد الكافي الصمد
وكتبت صحيفة الاخبار تقول "دخل يوم أمس قائمة الأيام السوداء في تاريخ طرابلس ولبنان، وزرع الرعب في نفوس المواطنين بشكل لم يعهدوه، وجعل عاصمة الشمال مدينة مفتوحة على كل الاحتمالات الصعبة. كان واضحاً ان الهدف من الانفجارين الإرهابيين اللذين وقعا أمام مسجدي التقوى والسلام في طرابلس اسقاط أكبر عدد من القتلى والجرحى، وشحن المواطنين طائفياً ومذهبياً.
وبدا من اختيار المكانين أن الفاعل محترف، ويعرف تفاصيل المدينة جيداً. فمسجد التقوى يقع عند المدخل الشمالي للمدينة، ويعبر قربه القادمون من مناطق المنية والضنية وعكار وسوريا، ويلاصق منطقة باب التبانة ذات الكثافة السكانية الأكبر في طرابلس، إضافة إلى قربه من مستديرة الملولة وبولفار نهر أبو علي اللذين تنتشر في محيطهما بسطات بيع الخضر والفواكه على نحو كثيف ومتلاصق. أما مسجد السلام فيقع عند المدخل الجنوبي للمدينة، ويعبره القادمون والذاهبون باتجاه بيروت، وقد شهدت النقطة المحيطة بالمسجد، الملاصق أيضا لسنترال الميناء، ازدحاماً كبيراً في الآونة الأخيرة، نتيجة تحويل السير إليها بسبب تنفيذ مشروع الأوتوستراد العربي الذي يصل المدخل الجنوبي للمدينة بشمالها، من غير المرور بوسطها.
إضافة إلى ذلك فإن للمسجدين دلالات ورمزية دينية وأمنية، فجامع التقوى يخطب فيه رئيس هيئة العلماء المسلمين في لبنان الشيخ سالم الرافعي، وهو من أبرز مشايخ التيار السلفي في طرابلس، كما أن جامع السلام لا يفصله سوى شارع عن منزل المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، ويخطب فيه شيخ قراء طرابلس بلال بارودي المقرب من ريفي. وهذا الأمر زاد منسوب الرعب في طرابلس خشية ان يكون المستهدفون هم الرافعي وريفي وبارودي، لأن ذلك، في حال حصوله، ستكون له ردود فعل عنيفة.
لكن توقيت وقوع الانفجارين جعل فرضية قتل أكبر عدد من المواطنين وإحداث تدمير في المكانين هي الأرجح. فقد وقع الانفجاران في وقت كان المصلون في جامعي التقوى والسلام لا يزالون داخلهما يؤدّون صلاة الجمعة، مع فارق في التوقيت بين الانفجارين لم يتجاوز عشر دقائق، كما أن إطالة الرافعي وبارودي خطبتيهما حالت دون خروج المصلين أثناء وقوع الانفجارين، وإلا لكان عدد الشهداء والجرحى أضعاف ما سقط. علماً أن المسجدين، كما غالبية مساجد طرابلس، أحيطا بإجراءات أمنية مشددة بعد انفجار الرويس في الضاحية الجنوبية، ومنع وقوف السيارات في محيطهما.
في جامع التقوى، وفور وقوع الانفجار حصل هرج ومرج بين المصلين الذين أصابهم الهلع فخرجوا من أبواب المسجد على غير هدى، فيما كانت جثث الضحايا والجرحى بالعشرات عند مدخل المسجد وفي باحته الخارجية التي افترشها المصلون لأداء الصلاة في الهواء الطلق. كما كانت النيران تشتعل بعشرات السيارات في محيط المسجد، وسط دخان أسود كثيف غطى سماء المنطقة. وتسبب الانفجار في تكسير زجاج السيارات والمحال والتجارية ونوافذ المنازل في قطر مساحته قرابة 500 متر.
وبعد أقل من 10 دقائق على انفجار مسجد التقوى، وفيما كانت أشلاء الشهداء والجرحى تنقل من محيطه إلى المستشفيات، وقع انفجار ثان أمام مسجد السلام الذي تطايرت شظاياه أكثر من 150 متراً وهزّ أرجاء المدينة، ما أدى الى بث الذعر في أرجاء المدينة، فتراكض المواطنون في الشوارع، وكان بعضهم يصرخ أو يبكي خوفاً، فيما شهدت مداخل طرابلس ازدحاماً خانقاً لنازحين من المدينة، بعد إشاعات عن احتمال وقوع انفجار ثالث فيها.
المشاهد المشتركة بين الانفجارين كانت عديدة، أبرزها سقوط عدد كبير من الضحايا نتيجة ضخامة الانفجارين بلغ نحو 50 شهيداً وأكثر من 500 جريح، وإنْ كان الأمر في مسجد السلام أكبر نظراً لوجود كثافة في الأبنية السكنية والمحال التجارية والمقاهي في محيطه، فضلاً عن احتراق مئات السيارات والمحال التجارية والبيوت في محيطهما.
لكن أبرز المشاهد بين المكانين، تعرّض بعض الشبّان لعناصر الجيش الذين وصلوا إلى الموقعين فوراً، ورشقهم بالحجارة، على وقع هتافات منددة بالجيش وتدعو إلى إعلان الجهاد والانتقام من المجرمين، وترافق ذلك مع انتشار مسلح شهدته معظم مناطق طرابلس، وأقيمت حواجز تفتش العابرين وتدقق في هوياتهم. كما وقعت اشتباكات متقطعة واستنفار مسلح في منطقة الأسواق وفي محيط محور باب التبانة ـ جبل محسن وجواره.
وسط هذه الأجواء ارتفعت أصوات دعت إلى التهدئة وعدم القيام بأي رد فعل غير محسوب النتائج، من دون أن يحجب ذلك دعوات الى التصعيد حملت في مضامينها انتقادات لحزب الله تحديداً، حمّلته مسؤولية مباشرة أو غير مباشرة عن التوتير الأمني في لبنان نتيجة تدخله العسكري في سوريا. على هذا الأساس كان يعم الخوف طرابلس، في الايام الأخيرة، من حصول انفجار أمني كبير فيها، سواءٌ في تجدّد الاشتباكات على محور باب التبانة ـ جبل محسن، أو في انفجار سيارة أو عبوة ناسفة لا تقل حجماً وضرراً عن انفجار الرويس."
المستقبل
42 قتيلاً و500 جريح في تفجيرين استهدفا مسجدين.. والحريري يدعو الى التمسك بالصبر والحكمة
بعد الضاحية.. مخطط سماحة ـ مملوك يضرب طرابلس
وكتبت صحيفة المستقبل تقول: الفتنة عمياء ولا طائفة لها ولا مذهب ولا لون، لكن رائحتها النتنة فاحت أمس من عاصمة الشمال وامتزجت بالدماء النقية الطاهرة لضحاياها. وعلى الرغم من جميع التحذيرات السياسية والأمنية والعسكرية لتجنبها وتحصين لبنان بوجهها، إلا أن أيدي الشر وأصحاب مخططات الإجرام والقتل الذين توعّدوا لبنان بحرقه وهدمه على رؤوس بنيه عبر مخطط سماحة ـ المملوك، عادوا ليكملوا خطتهم بعد اغتيالهم اللواء الشهيد وسام الحسن الذي كان متربّصاً لهم وفاضحاً لمخططاتهم، فطالت مخالبهم عمق الفيحاء بتفجيرين إرهابيين أمام مسجدين يغصان بآلاف المصلين يوم الجمعة، فوقع من بينهم 42 شهيداً حسب حصيلة أولية و500 جريح لا يزالون يعالجون في المستشفيات.
غير أنه وعلى الرغم من فداحة الخسائر التي يتكبّدها اللبنانيون، إلا أن "التمسك بالصبر والحكمة ومواجهة هذه الجريمة بما تقتضيه من تضامن وتعاون وعدم تقديم أي ذريعة لكل من يريد شراً بطرابلس وأهلها" كما قال الرئيس سعد الحريري، هي أولوية ملحّة على طريق الجلجلة التي كُتب على لبنان وأهله أن يسيروها، في إطار المحاولات الدائمة والمستمرة لتجنّب الوقوع في المحظور الذي سيهدم الهيكل على رؤوس الجميع، في ظل الانكشاف الأمني الذي يعيشه البلد بسبب الانخراط المتمادي لـ"حزب الله" في القتال إلى جانب نظام "بشار الكيماوي" الذي يقتل ويذبح شعبه من دون رحمة.
الجريمة
في التفاصيل، وقبل خروج المصلين بعد صلاة الجمعة، دوى صوت انفجار هز وسط مدينة طرابلس وأطرافها، تبين أنه استهدف جامع التقوى عند مستديرة نهر أبو علي، والذي يقصده أبناء التبانة وجوارها. وما هي إلا دقائق خمس حتى دوى انفجار ثانٍ تبين في ما بعد أنه وقع قرب مسجد السلام على طريق الميناء بجانب السنترال، والمجاور للمبنى الذي يقطنه المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي.
وأكّد مصدر أمني بارز لـ"المستقبل" أن "الانفجارين حصلا بواسطة سيارتين مفخختين فجّرتا بالطريقة نفسها" مشيراً إلى أن "العبوتين تتساويان في الوزن وتقدّر كل منهما بمئة كيلوغرام من مادة تي أن تي".
ولفت المصدر إلى أن "اختيار توقيت واحد ومسجدين أثناء صلاة الجمعة، يفيد أن جهة واحدة خططت للجريمتين، وأرادت توجيه رسالة دموية قاسية إلى طرابلس وأهلها بوصفها مدينة للتعايش الوطني اللبناني".
الحريري
وقال الرئيس الحريري إن "أهل الفتنة قصدوا طرابلس مجدداً ليزرعوا الموت على أبواب المساجد ولينالوا من جموع المؤمنين والمصلين، ولغاية واحدة لا ثاني لها، هي غاية أعداء لبنان بجعل الفتنة والخراب مادة لا تغيب عن يوميات اللبنانيين" معتبراً أنه "منذ سنوات وهناك من يعمل لإبقاء طرابلس في عين العاصفة، واستهداف هذه المدينة الأبية بموجات متتالية من الفوضى والاقتتال والصراعات المسلحة".
وذكّر بأن "طرابلس اليوم تواجه الشر وجهاً لوجه، وتفتدي كرامتها وتاريخها الوطني والعربي والإسلامي بأرواح أبنائها، وهي ستؤكد بما لا يدع أي مجال للشك بأنها ستنتصر على قوى الشر ولن تعطي أعداء لبنان أي فرصة لإشعال الفتنة" مناشداً "كل القيادات والهيئات والفعاليات أن تعمل على التمسك بالصبر والحكمة ومواجهة هذه الجريمة بما تقتضيه من تضامن وتعاون، وتسهيل المهمات المولجة للسلطات الأمنية والقضائية للقيام بمسؤولياتها، وعدم تقديم أي ذريعة لكل من يريد شراً بطرابلس وأهلها".
اللواء
يد الإرهاب تضرب طرابلس بسيارتين مفخختين أمام مسجدي التقوى والسلام
الحصيلة أكثر من 42 شهيداً بينهم جثث متفحمة و500 جريح حالة أغلبيتهم خطرة
وكتبت صحيفة اللواء تقول "مشهد دموي فظيع عاشته الفيحاء بعدما تمادت يد الإرهاب مستهدفة مسجدين في المدينة ظهر أمس، اثر انتهاء صلاة الجمعة، أي خلال أكثر الأوقات ازدحاماً، حيث تزامن الانفجاران بفاصل زمني قصير قرب مسجدي التقوى والسلام أوقعا أكثر من 42 شهيداً و 500 جريح.
وفي التفاصيل، انه واثناء صلاة الجمعة، دوى الانفجارالاول اثناء خروج المصلين من مسجد التقوى حيث انفجرت سيارة مفخخة موضوعة على الباب الرئيسي للمسجد، تزامناً هز انفجار ثان امام مسجد السلام قبل انتهاء الصلاة الامر الذي حصر القتلى بالمصلين الموجودين خارج المسجد وبعض الباعة والذين يبيعون بضائعهم بعد صلاة كل جمعة وعلى الفور قامت وحدة من الجيش اللبناني بضرب طوق امني في المكانين كما حضرت فرق الاسعاف التابعة للصليب الاحمر والجمعية الطبية التي عملت على نقل الجرحى والضحايا الى مستشفيات المدينة وخارجها توزعوا في مستشفى السلام والاسلامي والنيني والهيكلية وشاهين والسيدة زغرتا.
وعرف من بين القتلى فراس جبرو نزار صبحة وهيثم قرحاني ومحمد سيوف وزكريا شعراوي وعبد الهادي الناظر وطارق شربجي وهيثم صالح ومحمد جديدة ومنى حيدر سعد كبارة ويذكر ان معظم الجثث المتبقية مشوهة وبانتظار فحص الحمض النووي (DNA) حتى معرفة اصحابها.
وتضاربت المعلومات حول عدد الشهداء ففي حين أكد وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل ومدير العمليات في الصليب الأحمر جورج كتاني أن العدد غير النهائي وصل إلى 27 شخصاً والجرحى 352، ذكرت وكالة «رويترز» أن 42 شخصاً استشهدوا وجرح أكثر من 500. وروى شاهد عيان ان سائقاً ركن سيارته أمام مسجد التقوى فطلب منه بائع عصير متواجد في المكان إزالتها، فما كان من السائق إلا أن تركها وتوارى بسرعة، وما هي إلا دقائق وانفجرت السيارة.
وأعلن وزير الداخلية مروان شربل في حديث تلفزيوني أن زنة المتفجرة في السيارة المفخخة قرب مسجد السلام تقدر بمئة كلغ لافتاً إلى ان الخبراء لم يحددوا قوة العبوة التي انفجرت أمام مسجد التقوى.
ونقل الشهداء والجرحى إلى 3 مستشفيات وهي «الإسلامي» و«النيني» و«الهيكلية». وأشارت مصادر إلى وجود 24 جثة في «المستشفى الإسلامي» لم تعرف هويتها.
وسادت حال من التوتر في المدينة، وضربت قوة كبيرة من الجيش اللبناني والقوى الامنية طوقاً حول مكان الانفجارين، واطلق الجيش النار لابعاد المواطنين المحتشدين.
وارتفعت سحب الدخان في المناطق المحاذية لدوار نهر أبو علي ومناطق التبانة، الملولة والبداوي، وسمع إطلاق نار كثيف في المدينة.
الناظر إلى موقعي التفجيرين يجد دماراً هائلاً وخسائر فادحة في الممتلكات ومنازل متصدعة ومحلات أتت النار على محتوياتها، وكأن زلزالاً ضرب طرابلس.
ووقع الإنفجار الأول على بعد 100 متر من منزل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الذي قطع زيارته الخاصة بعد وقوع الإنفجار عائداً إلى لبنان، ويذكر أن مسجد التقوى يخطب فيه الشيخ سالم الرافعي، وبعدما ترددت معلومات أن الأخير هو المستهدف في الإنفجار أكدت مصادر أنه بخير وهو في مكان آمن.
أما الانفجار الثاني فوقع عند مدخل جامع السلام، المحاذي لمنزل اللواء أشرف ريفي، أثناء مغادرة المصلين وخلف حفرة قطرها خمسة أمتار وبعمق مترين ونصف، وتسببت بأضرار في ست بنايات محيطة، تضررت واجهاتها بالكامل، كما أصيبت أكثر من 60 سيارة بعضها اشتعلت فيها النيران بالكامل.
تكليفات حمود بالتحقيقات
قضائياً، كلف النائب العام التمييزي بالإنابة القاضي سمير حمود مفوض الحكومة المعاون لدى المحكمة العسكرية القاضي داني الزعني الشرطة العسكرية ومديرية المخابرات في الجيش اللبناني وشعبة المعلومات إجراء التحقيقات في الإنفجارين أمام المسجدين في طرابلس.
الجيش: عدد كبير من الإصابات
أمنياً، أعلنت قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه في بيان أصدرته أنه: «حوالى الساعة 13.50 من بعد ظهر اليوم(أمس)، حصل إنفجاران قرب مسجدي التقوى والسلام في مدينة طرابلس، ما أدى إلى وقوع عدد كبير من الإصابات في صفوف المواطنين وأضرار مادية جسيمة في الممتلكات. على الأثر حضرت قوة من الجيش إلى مكاني الانفجارين وفرضت طوقا أمنيا حولهما، كما حضر عدد من الخبراء المختصين ووحدة من الشرطة العسكرية التي باشرت التحقيق في الحادث بإشراف القضاء المختص لكشف ملابساته وتحديد هوية الفاعلين.
تدعو هذه القيادة المواطنين إلى التعاون مع الإجراءات التي تتخذها قوى الجيش وسائر القوى الأمنية، لتسهيل عمل الأجهزة المختصة وأعمال الإخلاء والإنقاذ.
الجيش: لتسهيل عملنا
دعت قيادة الجيش - مديرية التوجيه في بيان: « أبناء المناطق المستهدفة في مدينة طرابلس الى التجاوب الكامل مع الإجراءات التي تتخذها قوى الجيش، وفتح الطرقات والإبتعاد عن مكان الإنفجارين، تسهيلا لوصول العناصر المولجة بإجراءات الكشف والتحقيق اللازمة، ولتسريع أعمال الإغاثة والإنقاذ التي تقوم بها الأجهزة المختصة».
والى جانب الخسائر في الأرواح دفعت مدينة طرابلس في المتفجرتين اثماناً باهظة لجهة الخسائر المادية والتي طالت المحلات التجارية والأبنية السكنية والسيارات في الطرقات مما حول المدينة وبلمح البصر وفي منطقتين مختلفتين الى ما يشبه المناطق المنكوبة المدموغة بعبارات الحزن واللوعة من هول المصاب.
ومن داخل المستشفيات والتي استقبلت الجرحى كان في مستشفى ألبير هيكل عدة لقاءات مع بعض الجرحى والذين رفضوا الادلاء بأسمائهم الا ما ندر منهم. وقال الجريح كمال الحلوة بينما كنا في مسجد السلام ننهي صلاة الجمعة سمعنا صوتاً قوياً في الخارج وتناثرالزجاج بكثرة وسقطت بعض الجدران على المصلين وحتى المكيفات، وأتت اصابتي جراء الزجاج والتي دخلت جسدي سيما ظهري وأنا الآن بانتظار اخراجها ولحظة انقاذي كنت قد قمت بحمل طفل مصاب اصابات خطيرة لا أعرف عنه شيئاً الآن.
أحد المشايخ في المستشفى أكد ان هذا العمل الاجرامي يتحمل مسؤوليته حزب الله والذي هدد ووعد بالانتقام وإن كنا لا ننتظره بهذه السرعة.
الشيخ قال: كنا في مسجد السلام وسمعنا صوتاً مدوياً ولم نشعر الا ونحن في المستشفى اصابتي في الظهر والرجل جراء الشظايا التي دخلت المسجد.
ومن مستشفى النيني والتي دخلها 85 جريحاً وخمسة شهداء حسبما قال المسؤول لموقع « نو ليبانون» قالت الجريحة حليمة حجار انها وبينما كانت تصلي في مسجد السلام دوى انفجار قوي أدى الى سقوط المكيف والتي كانت تجلس تحته على ظهرها مما أصابها اصابات بالغة وهي تنتظر علاجها مؤكدة على ان يد الشر تفتك بالبلاد والعباد والله وحده يخلصنا من هذه الغمامة.
ردود فعل
عقد ممثلون عن الهيئات والقوى الإسلامية في طرابلس والشمال، إجتماعا طارئا في مركز الجماعة الإسلامية بمنطقة أبي سمراء بطرابلس، للبحث في الأجواء الراهنة في المدينة عقب التفجيرين، حضره أمين الفتوى في طرابلس الشيخ محمد إمام ممثلا مفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار، مؤسس التيار السلفي في لبنان داعي الإسلام الشهال، إمام مسجد التقوى الشيخ سالم الرافعي، مسؤول متابعة ملف الموقوفين الإسلاميين الشيخ نبيل رحيم، رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان عزام الأيوبي، ومسؤول الجماعة الإسلامية في طرابلس حسن خيال، وعدد من العلماء ورجال الدين.
وقرر المجتمعون ان يرفعوا النقاط التي توصلوا اليها إلى إجتماع اللقاء الوطني الإسلامي الذي سيعقد في وقت لاحق في طرابلس.
اجتماع امني
ومساء عقد اجتماع أمني في سراي طرابلس ترأسه المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود والمدير العام لقوى الامن الداخلي بالوكالة العميد ابراهيم بصبوص، حضره قائد الدرك العميد جوزف الدويهي، قائد منطقة الشمال العميد محمود العنان، قائد سرية طرابلس العميد بسام الايوبي، رئيس مكتب مخابرات طرابلس المقدم احمد عدرا، وعدد من كبار ضباط قوى الامن الداخلي. وقد هدف الاجتماع الى اعطاء التوجيهات اللازمة لتكثيف الاستقصاءات والتحريات لمعرفة مرتكبي التفجيرين الارهابيين وتوقيفهم وتقديمهم الى القضاء، وتشديد الاجراءات للمحافظة على الامن.
نقابة المحامين
عقد مجلس نقابة المحامين في طرابلس إجتماعا إستثنائيا بناء على دعوة من النقيب ميشال الخوري وبرئاسته، إثر التفجيرين اللذين طالا المدينة.
واعتبر المجلس في بيان أن هذا المسلسل الإجرامي المتنقل ما بين المناطق ما هو إلا تعميم للحقد الأعمى والفكر التدميري الذي يسعى إلى نهش الكيان اللبناني.
وأكد انه لم يعد من الجائز التلطي وراء ضعف القرارات السياسية والأمنية ومبدأ الأمن بالتراضي، وندعو الأجهزة القضائية والأمنية إلى الكشف السريع عن الفاعلين ودرء مخاطر أي عمل إرهابي آخر قد يطال أي منطقة أخرى من لبنان.
وقد تقرر التوقف عن العمل حدادا على أرواح الشهداء، واستنكارا لهذه الجريمة المروعة، يومي السبت والإثنين في محافظة الشمال، راجين من جميع الزملاء في نقابة المحامين في طرابلس التزام ذلك»."
الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف, وموقع المنار لا يتبنى مضمونها