أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الثلاثاء 27-08-2013
أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الثلاثاء 27-08-2013
واشنطن بوست: أوباما يدرس تنفيذ عملية عسكرية "محدودة" في سوريا
نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن مسؤولين بارزين بالإدارة الأمريكية قولهم إن "الرئيس باراك أوباما يدرس تنفيذ عملية عسكرية "محدودة النطاق والمدة" بهدف عقاب سوريا على استخدام الأسلحة الكيميائية وكذلك لردعها، مع الحيلولة دون انخراط الولايات المتحدة بشكل أعمق في الحرب الأهلية التي تشهدها البلاد". وذكرت الصحيفة أن "الهجوم الذي ربما لن يستغرق أكثر من يومين وتستخدم فيه صواريخ كروز تطلق عن طريق البحر أو ربما قاذفات قنابل بعيدة المدى ويستهدف أهدافًا عسكرية لا تتعلق مباشرة بترسانة الأسلحة الكيميائية السورية، سيعتمد في توقيته على ثلاثة عوامل هي: اكتمال تقرير استخباراتي يقيم مدى ضلوع الحكومة السورية في هجوم الأسبوع الماضي، والمشاورات الجارية مع الحلفاء والكونجرس ، وتحديد مبرر للهجوم في ظل القانون الدولي". وقال مسؤول طلب عدم الكشف عن هويته "نحن ندرس بشكل نشط الزوايا القانونية العديدة التي ستبلور قرارا". وكان البيت الأبيض ذكر أمس الاثنين أن "نظام الرئيس السوري بشار الأسد "يقع تحت طائلة المسؤولية" في هجوم الأسبوع الماضي بالأسلحة الكيميائية، الذي قالت المعارضة عنه إنه "أسفر عن مقتل 1300 شخص في ضاحية بدمشق". وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إنه "لا يمكن إنكار" أنه تم استخدام أسحلة كيميائية على نحو واسع النطاق ضد مدنيين أبرياء مما أسفر عن نتائج مأساوية. وكان وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل قد صرح بأن "بلاده بصدد وضع قواتها البحرية في تشكيلات قتالية، تحسبًا لأي قرار قد يتخذه الرئيس أوباما بشن هجوم على سوريا، ردا على استخدام الأسلحة الكيميائية".
الإندبندنت البريطانية: الرابطة السعودية: أمير سعودي وثيق الثقة بواشنطن في قلب الدعوة للحرب على سوريا
يقول ديفيد اوزبورن في صحيفة الإندبندنت إنه على الرغم من مغادرة الأمير بندر بن سلطان العاصمة الأمريكية منذ ثماني سنوات، فإن الأمير، الذي كان له تأثير على ما لا يقل عن خمسة رؤساء أمريكيين، عاود الظهور كشخصية محورية في محاولة الولايات المتحدة وحلفائها لتغيير توازن ساحة القتال في سوريا. وتقول الصحيفة إن الأمير بندر، الذي عينه عمه العاهل السعودي العام الماضي ليرأس المخابرات السعودية، كان على مدى شهور يعمل بصورة حصرية لحشد التأييد الدولي للمعارضة المسلحة السورية، بما في ذلك تسليحها وتدريبها سعيا لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد. ويقول اوزبورن إن المخابرات السعودية برئاسة الأمير بندر بن سلطان كانت أول من نبه حلفاءها الغربيين إلى استخدام النظام السوري المزعوم لغاز السارين في فبراير الماضي. وتضيف الصحيفة إنه على الرغم من فشل الأمير بندر، في الرحلة التي قام بها في وقت سابق من الشهر الجاري إلى روسيا، في إقناع الرئيس فلادمير بوتن بسحب تأييده للرئيس السوري، فإن الأمير بندر يحظى بنفوذ كبير في الغرب، ويعود جزء من ذلك إلى الصداقات التي كونها أثناء إقامته في واشنطن. وتقول الصحيفة إن أحدث زيارات الأمير بندر، التي نادرا ما يعلن عنها، كانت للندن وباريس للتباحث مع كبار المسؤولين. وتضيف أنه خلال عمله سفيرا، خلف الأمير بندر آثارا ما زالت واضحة، حيث كان من أشد المطالبين بغزو الولايات المتحدة للعراق عام 2003. وترى الصحيفة أن شهورا من الضغط على البيت الأبيض والكونغرس بدأت تحدث تأثيرا. وتضيف أنه توجد تقارير عن أن الأمير بندر كان يعمل بصورة مباشرة مع المخابرات المركزية الأمريكية منذ العام الماضي لتدريب مسلحي المعارضة في الأردن بالقرب مع الحدود السورية.
الصحف البريطانية: مخاوف بريطانية بسبب مسوغ قانوني لضرب سوريا
تداعيات الأحداث والهجمات الكيمياوية السورية كان لها النصيب الأكبر في تقارير ومقالات الرأي بالصحف البريطانية، فقد أشارت إحداها إلى الحديث عن مسوغ قانوني لتوجيه ضربة جوية، وأشارت ثانية إلى أن تجاوز خط أوباما الأحمر دفع أميركا للتحرك، وكتبت ثالثة عن احتمال مقاومة أوباما لتدخل واسع في سوريا، بينما ذكرت أخرى أن تحذير روسيا لم يلق اهتماما، وقالت أخرى إن مؤتمر سلام هو الحل للأزمة.
فقد كتبت ديلي تلغراف أن رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون يواجه مطالبات بوضع مسوغ قانوني للعمل العسكري ضد سوريا وسط قلق متزايد بسبب تدرج وسرعة تعهد بريطانيا بصراع آخر في الشرق الأوسط. وحذر وزير الخارجية وليام هيغ أمس بأن القوة قد تكون هي الخيار العملي الوحيد ردا على ما تعتقده الحكومة بأنه كان هجوما كيمياويا من قبل النظام السوري الذي راح ضحيته مئات المدنيين في دمشق الأسبوع الماضي. وأشارت الصحيفة إلى ما جاء على لسان وزارة الخارجية أن بريطانيا وأميركا وفرنسا متحدون في استعدادهم للتحرك ولا يحتاجون إلى أي قرار أممي آخر بموجب القانون الدولي. وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد وصف الهجوم بأنه "عمل مشين أخلاقيا" وحذر بأن الأسد يجب أن يواجه "العواقب".
وفي سياق متصل كتبت نفس الصحيفة أن تجاوز الأسد لخط أوباما الأحمر قد أجبر أميركا على اتخاذ إجراء ضده. وقالت الصحيفة إنه من أجل خير العالم يجب الحفاظ على مصداقية أميركا كقوة عظمى. وعادت الصحيفة بذاكرة التاريخ إلى حادثة في غابر الزمان عندما اختبر حكام قرطاج تصميم القوة العظمى الموجودة آنذاك بمهاجمة مملكة نوميديا المجاورة، فما كان من روما إلا أن ردت على هذا القرار المتهور بشن الحرب البونيقية الثالثة وحولت قرطاج إلى أطلال واستعبدت شعبها. والدرس من هذه القصة، كما أوردت الصحيفة، هو أن استفزاز قوة عظمى يمكن أن يكون عملا خطيرا، وفي النهاية فإن المصداقية هي أغلى ما تملكه أي قوة عظمى. وإذا أصدرت الدول المتفوقة تهديدا أو قدمت ضمانات أو رسمت "خطا أحمر"، فيجب أن تكون مستعدة لفرض إرادتها، وإلا فإن هذا المدخر الثمين سيلوث، وربما للأبد. ولهذا السبب ترى الصحيفة أن تدخل أميركا عسكريا في سوريا يبدو الآن أكثر ترجيحا لأن الرئيس أوباما يشعر أنه ليس لديه خيار آخر حيث إن مصداقية بلاده على المحك، ولا يمكن لزعيم قوة عظمى أن يسمح بتعريض هذا الشيء الثمين للخطر.
أما صحيفة غارديان فقد نقلت عن مسؤول بالبيت الأبيض أن باراك أوباما من المرجح أن يسعى إلى دعم دولي واسع قبل القيام بأي عمل عسكري ضد سوريا، وحتى عند حدوث ذلك فسيقاوم أي شيء أكثر من ضربة رمزية. وأشارت الصحيفة إلى استطلاع للرأي نشر أول أمس كشف أن الأميركيين يعارضون بقوة أي تدخل أميركي في الحرب الأهلية السورية، ويعتقدون أنه يجب على واشنطن البقاء بعيدا عن الصراع حتى وإن تأكدت مزاعم استخدام الأسلحة الكيمياوية.
ومن جانبها، أشارت صحيفة الإندبندنت إلى تحذير روسيا لبريطانيا وأميركا أمس من مغبة انتهاك القانون الدولي دون موافقة الأمم المتحدة إذا نفذتا ضربات جوية ضد النظام السوري بأنه لم يلق آذانا صاغية. وذكرت الصحيفة أنه بدون تفويض أممي للتحرك -الذي سيكون مستحيل التحقيق بسبب المعارضة الروسية والصينية- فإن المسوغ القانوني للحرب من المرجح أن يتوقف إما على الحق في حماية المدنيين، كما حدث عندما قصف حلف شمال الأطلسي (ناتو) صربيا عام 1999، أو على الحاجة لمنع انتهاكات المعاهدات الدولية التي تجرم استخدام الأسلحة الكيمياوية. وأضافت الصحيفة في تعليق لها أن مؤتمر سلام فقط، وليس الضربات الجوية، هو الذي يمكن أن يوقف المزيد من إراقة الدماء. لكن على الحكومات في واشنطن ولندن وباريس أن تدرك أن هذه المذبحة الأخيرة في دمشق هي فرصة وجريمة أيضا. فهي فرصة لأن فظاعة الأسلحة الكيمياوية والأزمة التي أثارتها تبين أن الحرب الأهلية السورية لا يمكن تركها لتستفحل، ومن ثم يجب استغلال هذا الإحساس بالضرورة الملحة بين القوى الأجنبية التي ولدتها الأزمة الحالية لبدء مفاوضات السلام المتأخرة كثيرا في جنيف. وترى الصحيفة أن وقف إطلاق النار هو الحاجة الأكثر إلحاحا الآن بحيث يكون تقاسم السلطة جغرافيا، بمعنى أن كل طرف يتمسك بالأرض التي يسيطر عليها. ومثل هذه الهدنة يجب أن تكون في مكانها الصحيح ومراقبة من قبل فرق أممية. وقد لا تغطي هذه الهدنة كل البلد، وبدون شك ستُنتهك كثيرا، لكنها ستكون أفضل من الفوضى الدموية الحالية. وقالت إن مؤتمرات السلام لديها أفضل فرصة للنجاح عندما يوقن أحد طرفي النزاع أنه فاز ويريد جعل نصره رسميا، بينما الطرف المهزوم يريد أفضل الشروط الممكنة. ومن ناحية ثانية فإن مفاوضات السلام قد تكون مثمرة عندما تخور قوى الطرفين ويستفيقا على حقيقة أنهما لن يحرزا نصرا كاملا. وخطر تقديم المزيد من الأسلحة للمعارضة هو أنه لن يمكنها من الفوز لكنه ببساطة سيفاقم مستوى الاقتتال.
الغارديان البريطانية: طائرات حربية بريطانية تصل قبرص استعدادا لضرب سوريا
ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية اليوم الثلاثاء أن طائرات وحاملات عسكرية بدأت الوصول إلى قاعدة اكروتيرى الجوية البريطانية في قبرص، التي تبعد 100 ميل فقط عن الساحل السوري، في إشارة لتزايد الاستعدادات لهجوم عسكري ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأوضحت الصحيفة أن اثنين من الطيارين التجاريين، اللذين يحلقان بانتظام من مدينة لارنكا القبرصية، ابلغا الصحيفة أنهما شاهدا عبر نافذتهما طائرات نقل من طراز سى -130 وتشكيلات قليلة من طائرات مقاتلة على شاشات رادارهما حيث أعربا عن اعتقادهما في أنها محلقة من أوروبا. وأضافت الصحيفة أن مقيمين بالقرب من القاعدة الجوية البريطانية أكدوا أن هناك نشاطات غير عادية في القاعدة تزيد عن النشاط الطبيعي منذ 48 ساعة الماضية، مشيرة إلى أنه في حال صدور أمر أو قرار مهاجمة أهداف معنية في سوريا ، ستعتبر قبرص مركزا لهذه الحملة الجوية كما أن وصول الطائرات الحربية يوحى بان بريطانيا اتخذت قرار التأهب القصوى في الوقت الذي يصعد فيه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الأمريكي باراك أوباما وقادة أوروبا موقفهم المعارض للرئيس بشار واتهام قواته المسلحة بشن هجمات بالأسلحة الكيماوية وقتل المئات في شرق دمشق الأربعاء الماضي. وأشارت الصحيفة إلى أن حالة المواجهة بين سوريا والغرب اشتدت بشكل خطير عندما تعرض فريق التفتيش عن الأسلحة التابع للأمم المتحدة للخطر بسبب قربه من الموقع التي تعرض لهجوم بالأسلحة الكيماوية.
جيروزاليم بوست: أمريكا ستحاول إضفاء الشرعية على ضرب سوريا دون موافقة الأمم المتحدة
ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، أن الولايات المتحدة وحلفاءها سيحاولون إضفاء الشرعية على القيام بعمل عسكري ضد سوريا دون موافقة الأمم المتحدة، للالتفاف على تعهدات روسيا والصين بمنع التدخل العسكري، لافتة إلى القيام بعمل عسكري محتمل خلال الأيام القادمة، وذلك وفقًا لمصادر قريبة. وأوردت الصحيفة على موقعها الإلكتروني نقلا عن المصادر - أن واشنطن تعد مع حلفائها "بريطانيا وفرنسا" مبررا قانونيا لاستخدام القوة ضد سوريا الذي من الممكن أن يتم تقويضه من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث تعهدت روسيا والصين لمنع أي قرار يجيز التدخل العسكري في الصراع. وكانت الولايات المتحدة قد انتقدت أمس الأحد قرار سوريا بالسماح لمفتشي الأمم المتحدة بالوصول إلى ضاحية الغوطة في دمشق، حيث يدعي المتمردون أن جيش الرئيس السوري بشار الأسد استخدم غاز السارين السام الأسبوع الماضي لقتل المئات من المدنيين وهم نيام. وقالت واشنطن إن مفتشي الأمم المتحدة ظلوا في غرفهم بالفنادق التي يقيمون بها لمدة خمسة أيام بعد الهجوم وهم فقط على بعد خمسة أميال من مكان الحادث، وان التحقيق الذي بدأ اليوم الإثنين قد يكون متأخرًا جدا حتى يؤدي لنتائج ذات مصداقية، مدللة على أن غاز السارين يستمر لمدة أقصاها عشرة أيام. وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا حذرت مرارًا دول الغرب خلال الأيام الأخيرة من القيام بعمل عسكري، مشيرة إلى أن القانون الدولي يجرم أي حملة ثلاثية، وقد ذكر الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد صرح الأسبوع الماضي بأن العمل العسكري في سوريا "من دون تفويض من الامم المتحدة" قد يشكل في الواقع انتهاكًا للقانون الدولي.. غير أن إدارة أوباما أثبتت في الماضي انها تمتلك ابداعا خلاقا في سوق المبررات القانونية لها من أجل التدخل العسكري.
فايننشال تايمز: صدوع في تحالفات أمريكا في الشرق الأوسط
ويقول غيديون راخمان أن وتيرة الأحداث في الشرق الأوسط تسارعت مرة أخرى، فبعد أكثر من عامين على الربيع العربي، تتسارع الوقائع على أرض المنطقة بشكل يصعب على الحكومات الغربية مجاراته. ففي الأسبوع الماضي عقد الرئيس الأمريكي باراك أوباما اجتماعا طارئا لمناقشة الحملة العنيفة على الإخوان المسلمين في مصر، ليواجه تحديا أضخم يتمثل في هجوم كيميائي في سوريا. ويقول راخمان إن الحدثين يمثلان تحديين واضحين وفوريين للسياسة الأمريكية، فهل يجب قطع المعونة الأمريكية لمصر؟ وهل تشن أمريكا ضربات جوية على سوريا؟ ويقول راخمان إن الرد الأمريكي سيحكمه بصورة جزئية مدى التزام أوباما باستراتيجية سياسته الخارجية، التي تتمثل بتقليص تدخل الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، مما يسمح له بالتركيز على الإصلاح الداخلي. ويضيف راخمان أن أوباما كان يفضل أن تتحمل الدول الحليفة قدرا أكبر من ضغط الأحداث في المنطقة. وترك لفرنسا وبريطانيا القيادة في العمليات العسكرية في ليبيا، مع وجود مساعدة أمريكية. ويقول راخمان إن هذه الإستراتيجية تتضمن مشكلة كبيرة. ويضيف أن سياسة الولايات المتحدة في المنطقة كانت تستند على علاقات قوية مع خمسة أطراف أساسية: إسرائيل، والسعودية، ومصر، وتركيا ودول الخليج. ويضيف أن الوضع الذي كان قائما في الشرق الأوسط قد انتهى، وأصبح حلفاء الولايات المتحدة التقليديون يضغطون من اتجاهات مغايرة. ونتيجة لذلك ستجد الولايات المتحدة أن من الصعب أن تضع توجها واحدا للاضطرابات في المنطقة. ويقول إن الوضع في مصر، أكثر من الأوضاع في سوريا، خلق خلافا كبيرا بين حلفاء الولايات المتحدة. فإذا دعمت أمريكا "الثورة المضادة" في مصر، فإنها ستسعد بعض حلفائها بينما تغضب البعض الآخر. فالسعودية وإسرائيل تؤيدان "الانقلاب العسكري" في مصر. وعلى النقيض من ذلك، فتركيا غير راضية عن الوضع الحالي في مصر.
واشنطن بوست: حماس فقدت الحماية من الجانب المصري بعد الإطاحة بمرسي
اعتبرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن حركة حماس الفلسطينية قد فقدت الحماية التي كانت تعول عليها من جانب مصر مع الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، كما تأثر الوضع الاقتصادي للقطاع المحاصر بقيام الجيش المصري بإغلاق معظم الأنفاق التي تعتبر بمثابة شريان الحياة بالنسبة لحركة حماس التي تحكم قطاع غزة". وقالت الصحيفة: إنه “في ظل حكم مرسي كان هناك مئات الأنفاق المزدهرة والتي تقلص عددها بعد سقوطه إلى بضع عشرات فقط، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار الوقود في غزة، وتأثرت واردات القطاع من الحديد والإسمنت، وبالتالي توقفت مشاريع رصف الطرق وإصلاح البنية التحتية المتهالكة في القطاع الفلسطيني الفقير". وأضافت الصحيفة أن “حماس تفقد أصدقاءها وحلفاءها الواحد تلو الآخر، فبعد أن خيبت آمال رعاتها في إيران، وأغضبت حلفاءها في حزب الله، المنظمة السياسية والعسكرية الشيعية المتمركزة في لبنان، من خلال دعم المتمردين السنة الذين يقاتلون ضد الرئيس السوري بشار الأسد، فقدت دعم مصر بعد الإطاحة بمرسي". وأشارت إلى أن "الحكومة المؤقتة التي يقودها الجيش المصري تبدو معادية تجاه حماس، التي ولدت من جماعة الإخوان المسلمين في أواخر ثمانينات القرن الماضي. وسبق وأن استقبلت حماس بنشوة انتخاب مرسي العام الماضي، ولكن مع اعتقاله اليوم في مكان غير معلن تقف الحركة في عزلة أكثر مما كانت عليه في السنوات الماضية". ولفتت النظر إلى أن "العديد من الأنفاق تم حفرها بعد تولي حماس السلطة في غزة عام 2007 مع إغلاق مصر وإسرائيل الحدود. مع مرور الوقت عادت مصر وإسرائيل لفتح المعابر مرة أخرى أمام ما يقرب من 1.7 مليون شخص في القطاع، رغم أنه من الممكن الآن نقل البضائع إلى غزة عبر معبر كرم أبوسالم الذي تسيطر عليه إسرائيل، إلا أن هناك قيودا على بعض البنود التي تقول إسرائيل: إنه يجري تحويلها للاستخدام في الأنشطة الإرهابية – أشياء مثل الخرسانة وأنابيب الري، والتي تقول إسرائيل يمكن أن تستخدم في صنع المخابئ والصواريخ". وأشارت إلى أنه "رغم عمل معبر كرم أبوسالم بنصف طاقته إلا أن سكان غزة يستخدمون الأنفاق للحصول على الوقود، وزيت الطهي ومواد البناء وبعض السلع الكمالية الأقل ثمنا من مصر؛ لأنها مدعومة من الحكومة أو بسبب حظر استيرادها من قبل الإسرائيليين”. وأضافت أن “حماس كانت تعول على مصر للحصول على بعض الحماية بعد فقدان حلفاء آخرين، ولكن مع سقوط مرسي تبددت هذه الآمال. مع محدودية الخيارات أمام حركة حماس سيكون عليها البحث عن تسوية مع منافستها حركة فتح التي تسيطر على الضفة الغربية، الأمر الذي لا يزال يبدو بعيد المنال لاسيَّما مع انتقاد الحركة مؤخرا دخول السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مفاوضات سلام مع الإسرائيليين برعاية أميركية".
وول ستريت جورنال: لماذا تراهن وكالة (CIA) على الأمير بندر في سوريا؟
كشف تقرير نشرته اليوم صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن المسؤولين داخل وكالة الاستخبارات المركزية أدركوا أن المملكة العربية السعودية كانت جادة في إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد وذلك عندما كلف الملك السعودي الأمير بندر بن سلطان آل سعود لتولي هذه المهمة. إنهم يعتقدون أن الأمير بندر، وهو من قدامى المحاربين في الدسائس والمكايد الدبلوماسية لواشنطن والعالم العربي، يمكنه تحقيق ما لا تستطيعه وكالة المخابرات المركزية (CIA): طائرات محملة بالمال والسلاح وطريقته الخاصة في كسب ثقة المتعاملين "الواسطة". وقال التقرير إن الأمير بندر -وهو واحد من أكثر صانعي الصفقات المؤثرين في واشنطن خلال عقدين من الزمن كسفير للسعودية، ولكن من الذين يختفون عن أنظار الجمهور- ظهر مجددا على مسرح الأحداث الساخنة وأعاد تفعيل دوره القوي، ولكن هذه المرة لهزيمة الرئيس السوري بشار الأسد وحلفائه الإيرانيين وحزب الله. وتسلل من مراكز القيادة السرية بالقرب من خطوط الجبهة السورية إلى قصر الإليزيه في باريس والكرملين في موسكو، ساعيا إلى تقويض نظام الأسد، وفقا لمسؤولين عرب وأمريكيين وأوروبيين. وفي الوقت نفسه، يقود السفير السعودي الحالي في واشنطن، عادل الجبير، وهو من المؤثرين المحميين، حملة لموازية لإقناع الكونغرس وإدارة أوباما المترددة بتوسيع دور الولايات المتحدة في سوريا. لقد أصبح الصراع هناك حربا بالوكالة عن الأطراف المؤثرة في المنطقة، وتحركات المملكة العربية السعودية في سوريا هي جزء من جهد أكبر لتوسيع نفوذها الإقليمي. وقد أعلنت السعودية تأييدها الصريح لانقلاب الجيش المصري ومحاولاته لسحق جماعة الإخوان المسلمين، ودعمه بأموال ضخمة. والضغط السعودي هو جزء من حسابات الرياض في وقت تدرس فيه الولايات المتحدة خياراتها في أعقاب الهجوم الكيماوي المشتبه به في الأسبوع الماضي. ذلك أن الضواحي المستهدفة هي في قلب ما يطلق عليه السعوديون الآن "إستراتيجية الجنوب" لتعزيز الثوار في المدن الشرقية، وإلى الجنوب من العاصمة.
وكجزء من ذلك، يقول التقرير، يعمل موظفو المخابرات من السعودية والولايات المتحدة والأردن وغيرها من دول التحالف في غرفة عمليات مشتركة سرية في الأردن لتدريب وتسليح الثوار السوريين المختارين، وفقا لمسؤولين حاليين وسابقين عرب وأمريكيين. وقد وضعت وكالة المخابرات المركزية حدودا على عمليات التسليح. لكن الوكالة ساعدت بعض الثوار السوريين (من الجنود المنشقين على وجه الخصوص) بالتدريب على القتال. وقال مسؤولون أمريكيون وعرب في وقت سابق من هذا العام، إنه قد بدأ تسديد رواتب أعضاء الجيش الحر المدعومين من الغرب الجيش السوري الحر. كما إن موظفي وكالة CIA في قاعدة الأردن موجودون بأعداد أكثر من نظرائهم السعوديين، وفقا لدبلوماسيين عرب. على مدى عقود من الزمن، كانت "الواسطة" بطاقة الدعوة للأمير بندر. كما فاز الأمير بندر أيضا بثقة المسؤولين الأمريكيين، في جزء منه بسبب خلفيته هذه، وطريقته الخاصة، أمريكية الهوى. وليس معنى هذا أن الجميع في إدارة أوباما مرتاحون للشراكة الأمريكية الجديدة مع السعوديين في سوريا، حيث قال بعض المسؤولين إنهم يخشون أن يحمل الخطر نفسه الذي واجه مشروع وكالة (CIA) في تمويل رجال "الكونترا" في نيكارغوا ضد الحكومة اليسارية، والذي كان الأمير بندر مشاركا فيه خلال الثمانينيات، حيث خرج عن نطاق السيطرة، وقد أدى هذا المخطط السري إلى إدانات جنائية لعملاء الولايات المتحدة وتوبيخ دولي. "هذه العملية قد تفضي إلى نهاية سيئة"، كما قال مسؤول سابق، مذكرا بخطر وقوع الأسلحة في أيدي الإسلاميين الثوريين المعادين للغرب. كما يعتقد أيضا كثير من كبار محللي الاستخبارات الأمريكية أن الثوار السوريين ميئوس منهم ويتفوق عليهم حلفاء الأسد، إيران وحزب الله، وفقا لمسؤولين في الكونغرس والدبلوماسيين. قد أبلغ الأمير بندر والسفير عادل الجبير الولايات المتحدة أننهم لا يتوقعون بالضرورة انتصار الثوار السوريين في أي وقت قريب، ولكنهم يريدون ترجيح الكفة لصالحهم تدريجيا في ساحة المعركة، وفقا للمسئولين الأمريكيين الذين اجتمعوا بهم. وتعتمد الخطة السعودية على تعزيز قدرات مجموعات مختارة بعناية من المقاتلين الثوار (وأكثرهم من الجنود المنشقين) وليسوا من معسكر الإسلاميين المتطرفين، على أمل أن تراهم يوم من الأيام يسيطرون على دمشق.
في الأردن، قال مسؤولون إنه لا يمكنهم القول بعد ما إذا كانت العملية المشتركة قد حصد النجاح في غربلة الثوار السوريين المعتدلين من المتطرفين. وقال البعض إنهم لا يستبعدون إمكانية ضخ بعض الأموال السعودية والأسلحة إلى المتطرفين على الجانب الآخر، وذلك ببساطة لمواجهة نفوذ الإسلاميين المدعومين من قطر. وقال مسؤولون أمريكيون إنهم لا يستبعدون أن تُرتكب أخطاء في مثل هذه العملية. وأضاف التقرير أن السعوديين كثفوا دعمهم للثوار السوريين في أوائل عام 2012، في البداية من خلال الانضمام إلى قطر والإمارات العربية المتحدة لتمويل ما كان يعرف آنذاك بجماعة المعارضة الرئيسة، المجلس الوطني السوري. وقال دبلوماسيون إن السعودية غضبت بسرعة، لأن المجلس لم يكن يشتري الأسلحة بالمال الذي يتلقاه، وبدأت تضغط لتسليح الثوار مباشرة. كما إنها بدأت في العمل مع قطر من خلال مركز القيادة في تركيا لشراء وتوزيع الأسلحة. ولكن التوترات زادت أكثر بشأن هوية الثوار الذين يستحقون التمويل. كان كل من المسؤولين السعوديين والأمريكيين قلقين من قطر وتركيا لتوجيههم الأسلحة إلى جماعة الإخوان المسلمين في سورية، رغم نفي مسؤولين قطريين وتركيين تفضيلهم بعض مجموعات الثوار المقاتلين. كما كان الملك السعودي أيضا غير مرتاح من تقاسم السيطرة مع قطر، البلد الخليجي المنافس. في اجتماع لتنسيق شحنات الأسلحة في الصيف الماضي، انتقد الأمير بندر قطر: دولة صغيرة تملك واحدة من أكبر محطات البث في المنطقة (قناة الجزيرة الفضائية). قطر "ليست إلا 300 شخص ... وقناة تلفازية،" صاح الأمير السعودي في الهاتف، وفقا لشخص مطلع. وأضاف: "وهذا لا يجعل منها بلدا". وقال التقرير إن ذلك شكل بداية لحملة جديدة، وأكثر عدوانية من قبل الأمير بندر، والتحول السعودي لمزاولة أعماله وأنشطته في الشأن السوري انطلاقا من الأردن بدلا من تركيا.
في تموز 2012، ضاعف الملك عبدالله -عمه- واجبات ومهمات الأمير يندر، حيث عينه رئيسا لمكتب الأمن القومي، مع إشرافه أيضا على المخابرات العامة السعودية. "تعيينه لرئاسة الاستخبارات تمثل مرحلة جديدة في السياسة السعودية"، كما صرح نهاد المشنوق، عضو البرلمان اللبناني، الذي يتمتع بعلاقات وثيقة مع القيادة السعودية. بعض نقاد الأمير بندر داخل المملكة وفي واشنطن وصفوه بأنه يميل إلى التسرع والتفاؤل حول ما يمكن تحقيقه، بينما قال المدافعون عنه إن حماسته وقيادته أهلانه لأن يكون أحد مفاتيح الملك في حل المشاكل، كما أورد التقرير. السفير السعودي، عادل الجبير، غازل منذ فترة طويلة أعضاء الكونغرس الذين قد يضغطون على الحكومة للحصول على المزيد من التدخل في سوريا. وقال إنه وجد، في وقت مبكر، دعما من السناتور الجمهوري جون ماكين من أريزونا وليندسي غراهام من ساوث كارولينا. وكشف التقرير، نقلا عن مسؤولين أمريكيين، أن السفير السعودي في واشنطن، الجبير، استخدم قدرته على الوصول إلى واضعي السياسات في واشنطن، بمن في ذلك الرئيس، لتوصيل رسالة مفادها أن تقاعس الولايات المتحدة في التدخل من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط. ووصف مسؤول كبير في الاستخبارات الأميركية السعوديين بأنهم "شركاء لا غنى عنهم في سوريا"، وأضاف أن جهودهم أثرت في التفكير الأمريكي، وتابع: "لا أحد يريد أن يفعل أي شيء لوحده"، شارحا لماذا توسعت الشراكة. وكان الهدف السعودي الحصول على دعم الولايات المتحدة لبرنامج تسليح وتدريب الثوار السوريين من قاعدة عسكرية سرية في الأردن. وكان رئيس وكالة المخابرات المركزية آنذاك، ديفيد بتريوس، من أوائل المؤيدين لهذه الفكرة، وفقا لمسؤولين عرب وأمريكيين، وساعد في انتزاع الدعم العسكري الأردني للقاعدة.
التقى الأمير بندر مع بعض الأردنيين غير المرتاحين لمثل هذه القاعدة. واستغرقت لقاءاته في عمان مع العاهل الأردني الملك عبد الله في بعض الأحيان ثماني ساعات في جلسة واحدة، كما نقل التقرير عن شخص مطلع على هذه الاجتماعات. وقال مسؤولون في المنطقة والولايات المتحدة، إن الاعتماد المالي للأردن على السعودية منح الرياض وبندر النفوذ القوي. وقالوا إنه بمباركة من الملك الأردني، انطلق عمل القاعدة العسكرية (غرفة العمليات) في الأردن في صيف عام 2012، بما في ذلك مهبط للطائرات ومخازن للأسلحة. وقال مسؤولون عرب إن الأسلحة التي اشترتها السعودية AK-47S مع الذخيرة بدأت تصل تباعا. أرسل الأمير بندر أخاه الأصغر غير الشقيق، والذي أصبح بعدها نائب مستشار الأمن القومي، سلمان بن سلطان، للإشراف على العملية في الأردن. ووصفه بعض المسؤولين الإقليميين بأنه "بندر الصغير". وفي وقت سابق من هذا الصيف، رُقي الأمير سلمان إلى نائب وزير الدفاع. وقد حصل الجنرال بترايوس في منتصف عام 2012 على موافقة البيت الأبيض لتقديم المعلومات الاستخباراتية والتدريب المحدود للثوار السوريين في القاعدة العسكرية، بما في ذلك استخدام الأسلحة المقدمة من قبل الآخرين. وبدأ عملاء الاستخبارات السعودية والأردنية فحص المقاتلين المختارين للتدريب، وفقا لدبلوماسيين عرب ومسؤول عسكري أمريكي سابق. وقد بقي الأمير بندر بعيدا، إلى حد كبير، عن واشنطن، ولكن عقد لقاءات مع مسؤولين أمريكيين في المنطقة، وكان إحداها في شهر سبتمبر 2012، حيث التقى بماكين وغراهام، بمدينة اسطنبول، في جناحه بفندق فخم على ضفاف البسفور. وقال ماكين إنه شرح الموقف الميداني للأمير بندر، بأن الثوار لا يحصلون على أنواع الأسلحة التي يحتاجونها، والأمير، بدوره، عرض خطط للمملكة. وقال عضو مجلس الشيوخ إنه خلال الأشهر التالية رأى "زيادة كبيرة في مشاركة السعودية تحت رعاية بندر". في أيلول وتشرين الأول، اقترب السعوديون من كرواتيا لشراء مزيد من أسلحة الحقبة السوفيتية. وبدأ السعوديون في توزيعها في كانون الأول الماضي، وسرعان ما شهد الوضع الميداني تحولا لصالح الثوار في بعض المناطق، نقلا عن مسؤولين أمريكيين ودبلوماسيين عرب وأمريكيين على اطلاع بسير العملية. ونفى مسؤولون في كرواتيا تورط بلادهم في مبيعات الأسلحة.
في فصل الشتاء الماضي، بدأ السعوديون أيضا في محاولة إقناع الحكومات الغربية أن الأسد قد تخطى ما وصفه الرئيس باراك أوباما قبل عام بـ"الخط الأحمر": استخدام الأسلحة الكيميائية. ويقول دبلوماسيون عرب إن عملاء الاستخبارات السعودية تعقبوا مصابا سوريا سافر إلى بريطانيا للعلاج، وأظهرت التحليلات تعرضه لغاز السارين. جواسيس مخابرات الأمير بندر خلصوا في شباط الماضي إلى أن الرئيس الأسد استخدم أسلحة كيماوية، ونقلوا الأدلة إلى الولايات المتحدة، والتي وصلت إلى استنتاج مماثل بعد أربعة أشهر. وكان الرئيس الجديد لوكالة (CIA)، جون برينان، يركز أيضا على خطر تعزيز قدرات تنظيم القاعدة في سوريا، وكان من أقرب المقربين للسعودية عندما كان مستشارا لمكافحة الإرهاب في البيت الأبيض. وقال ومنذ انتقاله إلى وكالة المخابرات المركزية، كان "برينان" في اتصال دوري هاتفيا مع الأمير بندر، وفقا لمسؤولين نقلت عنهم الصحيفة. ورغم حذره، وسَعت وكالة الاستخبارات المركزية دورها في القاعدة العسكرية في الأردن في وقت مبكر من هذا العام، مع أنها لم ترسل الأسلحة إلى الآن. في أواخر الربيع الماضي، رأت وكالات المخابرات الأمريكية علامات مثيرة للقلق تفيد بأن إيران وحزب الله وروسيا، في رد فعل على تدفق الأسلحة للثوار من السعودية، يكثفون دعمهم للأسد. وفي هذا الوقت دعمت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ تسليح الثوار، في حين ركز السفير عادل الجبير والأمير بندر انتباههم على المتشككين والمترددين في مجلس النواب ولجان الاستخبارات في مجلس الشيوخ. ورتبا رحلة لزعماء اللجنة إلى الرياض، حيث رسم الأمير بندر الإستراتيجية السعودية. وقال مسؤولون في الكونغرس إن الرئيس أوباما في حزيران أذن لوكالة الاستخبارات المركزية بتوفير الأسلحة إلى القاعدة العسكرية في الأردن بكمية محدودة. طار الأمير بندر إلى باريس بعد فترة وجيزة لإجراء محادثات مع المسؤولين الفرنسيين. وفي يوليو اجتمع في موسكو مع واحد من أهم مؤيدي الأسد، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال دبلوماسيون عرب إنه خلال الاجتماع مع المسؤولين في روسيا هذا الصيف، وجه الأمير بندر الرسالة نفسها التي عرضها على السوفييت قبل 25 عاما: المملكة لديها الكثير من المال وملتزمة باستخدامه لتسود.
المونيتور: حريق لبنان يتّسع ومرتكبه "معروف"
علّق مسؤول أمني لبناني كبير سابق على التطوّرات الأمنيّة المتسارعة في بيروت بالقول: إذا كنت تسكن في منزل يقع وسط غابة تشهد حريقاً هائلاً يتمدّد بقفزات عملاقة تحت وقع عاصفة شديدة الرياح، وإذا كان منزلك مشلّع الأبواب والنوافذ منذ ما قبل الحريق، وإذا كنت أنت ربّ المنزل في حال خصام مع زوجتك وأولادك بحيث تتضاربون كل يوم، فهل يمكن أن تتفاجأ ذات صباح إذا ما دخل سارق إلى منزلك وسرق بعضاً من موجوداته أو حطّم شيئاً مما تبقى من أثاثه؟؟ هي حال لبنان تماماً اليوم، يتابع المسؤول السابق. فهو، مثل ذاك المنزل. والغابة المحيطة، هي منطقة الشرق الأوسط الأقرب في فوضاها إلى منطق الأدغال. والحريق المندلع، هو سلسلة الحروب الداخليّة المتفجّرة في معظم بلدان الجوار منذ عامين ونيّف. وأبوابنا ونوافذنا المشلّعة، ليست غير أزمات نظامنا اللبناني في تركيبته الطوائفيّة والإقطاعيّة. أما أهله المتضاربون، فليسوا غير هذا الهيكل العظمي المتبقّي من الدولة في لبنان، حيث يكاد الفراغ يسيطر على كلّ شيء... فهل نسأل وسط هذا المشهد من يفجّر أو يطلق الصواريخ؟؟ غير أن المسؤول الذي لعب وما زال أدواراً كبيرة في السياسة اللبنانيّة، يعود بعد تلك الصورة إلى القراءة الدقيقة لما يحصل: انفجاران في الضاحية الجنوبيّة لبيروت في 9 تموز المنصرم و15 آب الجاري، قابلهما انفجاران في مدينة طرابلس (شمال لبنان) يوم الجمعة في 23 آب الجاري. استهدافان لمنطقة شيعيّة، ثم استهدافان لمدينة سنيّة. أحد الانفجارَين اللذَين ضربا المنطقة الشيعيّة، حاول استهداف موقع حزبي وديني شيعي، هو "مجمّع سيّد الشهداء" التابع لحزب الله في محلّة بئر العبد في الضاحية الجنوبيّة. والانفجاران اللذان ضربا طرابلس حاولا استهداف مسجدَين سنيَّين، على مقربة من منزل مسؤول حزبي سنّي هو اللواء المتقاعد أشرف ريفي المؤيّد لفريق (رئيس الوزراء السابق سعد) الحريري... هكذا يصير التقابل والتوازي كاملاً. كأن المطلوب إعطاء صورة فعل وردّ فعل، أو سلسلة من الضربات المتقابلة لا يُعرف متى بدأت. والمطلوب بالتأكيد ألا يُعرف متى تنتهي. المهمّ أن تتهيأ الساحة اللبنانيّة لمشهد "العرقنة" بأسرع وقت وأقسى الوسائل.
من يقف خلف هذه السلسلة؟ يؤكّد المسؤول الذي ساهم في الأسبوعَين الماضيَين في مساعي إعادة التواصل بين الحكم في سوريا وموفد الأمم المتحدة إليها الأخضر الإبراهيمي، أن المسألة شبه مكشوفة بالنسبة إلى الأجهزة الأمنيّة اللبنانيّة. فالبيئة البشريّة والإيديولوجيّة التي تنطلق منها كل تلك الارتكابات، واحدة. وهي تتمثّل في الحركات الجهاديّة الأصوليّة السنيّة، الممتدّة ما بين لبنان ومحيطه، وإن اختلفت التسميات أو اللافتات التي يرفعها بعض هؤلاء. فمطلقو الصواريخ من الداخل اللبناني على هذا الداخل نفسه، وكذلك من الداخل على إسرائيل كما حصل يوم الخميس في 22 آب الجاري، هم عناصر منتمون إلى "حركة حماس" الفلسطينيّة. هل قاموا بهذه الأعمال تنفيذاً لتعليمات رسميّة من قيادتهم الحمساويّة؟ أم نفّذوها لحساب جهة أصوليّة أخرى؟ هذا ما تقوم الأجهزة الأمنيّة اللبنانيّة حالياً بالتأكّد منه. ويكشف المسؤول الواسع الاطّلاع، أن اتصالات رسميّة أجريت في الأيام الماضية بين قيادة "حماس" وبعض مسؤولي الأجهزة الرسميّة في بيروت. حتى أن رئيس المكتب السياسي في "حماس" خالد مشعل، وجّه دعوة إلى بعض المسؤولين اللبنانيّين للقائه والبحث في مستجدّات اتّهام عدد من عناصر حركته بإطلاق تلك الصواريخ. غير أن الردّ جاء بالاعتذار عن عدم تلبية الدعوة للقاء مشعل، بسبب المكان الذي حدّده لذلك، في العاصمة القطريّة في الدوحة. وقد اقترح المعتذرون الاجتماع في دمشق، كما كان يحصل طيلة الأعوام التي سبقت خروج "حماس" من سوريا. أما الانفجارات، فيتابع المسؤول السابق نفسه أن مصدرها أيضاً شبه معروف. فالتحقيقات حول انفجار الضاحية الذي وقع في 15 آب الجاري، أظهرت أن السيارة المفخّخة كانت قد سُرقت من منطقة قريبة قبل 24 ساعة من انفجارها فقط. ما يعني أنها فُخّخت وحُضّرت للتفجير في مكان قريب، يضمن سرعة تنفيذ ذلك ونقلها إلى حيث انفجرت في قلب الحيّ الشيعي جنوب بيروت. وفي المقابل، فإن السيارة التي ضبطت محمّلة بكميات ضخمة من المتفجّرات في منطقة الناعمه جنوب بيروت بعد يومَين فقط من ذلك الانفجار، يسمح بربط قطع هذا "البازل" ببعضها البعض: فالمشتبه في كونهم حمّلوا تلك السيارة بالمتفجّرات باتوا مكشوفي الهويّات، وبعضهم من منطقة عرسال على الحدود اللبنانيّة-السوريّة في وسط البقاع، شمال شرق لبنان. وهي البلدة التي تحوّلت بؤرة لمسلّحي المعارضة السوريّة المدعومين من عناصر جهاديّة سنيّة من لبنانيّين وسوريّين. وبلدة الناعمه حيث ضُبطت وسيلة نقل تلك المتفجّرات، لا تبعد عملياً أكثر من خمسة كيلومترات عن ضاحية بيروت الجنوبيّة، ما يسمح بالاستنتاج أن الأشخاص أنفسهم نقلوا سابقاً متفجّرات من منطقة عرسال إلى محيط الضاحية وسرقوا سيارة أحد المواطنين في ليل 14 آب الجاري وفخّخوها بالمتفجّرات في الناعمه وفجّروها في بئر العبد في اليوم التالي بعد قيادتها مدّة لا تزيد على دقائق معدودة.
ولأن الأمين العام لحزب الله ردّ في اليوم التالي لانفجار الضاحية، باتّهام من سمّاهم "التكفيريّين" بارتكاب تلك الجرائم، فالفرصة باتت سانحة لنقل التفجيرات من المنطقة الشيعيّة إلى منطقة سنيّة هي طرابلس للإيحاء بعمليّة شيعية ثأريّة، علّها تطلق فتنة متفاعلة على الطريقة العراقيّة. من المخطّط لعمليّة جهنميّة كهذه؟ يجيب المسؤول الأمني السابق: إنهم المتصارعون في سوريا الذين لم يعجبهم اتجاه موازين القوى الأخير هناك، لا على الأرض لجهة نتائج المواجهات العسكريّة الأخيرة، ولا في السياسة لجهة التقدّم الأميركي-الروسي في عمليّة جنيف-2. المتضرّرون من هذا الوضع السوري مستعدّون لفعل أي شيء لعرقلته وتفجيره. وأسهل الخواصر السوريّة للنفاذ إلى أي شيء في دمشق، هي خاصرة بيروت.
عناوين الصحف
سي بي اس الأميركية
• مصدر: الولايات المتحدة تؤجل اجتماعها مع روسيا حول سوريا.
• أوامر يأمر بإصدار تقرير يبرر ضربة سورية.
ديلي تلغراف
• تزايد المخاوف من ضربة غربية لسوريا وسط دعوات لمبرر قانوني.
• الانقسامات تتعمق فيما تؤجل الولايات المتحدة اجتماعها مع روسيا بشأن الأزمة السورية.
• كيري: نظام الأسد وراء الهجوم الكيماوي.
واشنطن بوست
• أوباما يدرس شن ضربة عسكرية محدودة على سوريا.
• بعثة الأمم المتحدة تزور موقع الهجوم.
الاندبندنت البريطانية
• مفتشو الأمم المتحدة يتعرضون لنيران القناصة أثناء زيارتهم موقع الهجوم المزعوم بالغاز.
• تحذير روسيا يقع على آذان صماء فيما تستعد بريطانيا والولايات المتحدة لضرب سوريا.
الغارديان البريطانية
• الأزمة السورية: الولايات المتحدة تشير إلى نية للتحرك ضد نظام الأسد.
• جون كيري: يجب مسائلة سوريا عن هجمات الأسلحة الكيميائية .
• إقامة جنازات لثلاثة فلسطينيين قتلوا برصاص القوات الإسرائيلية.
الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية, وموقع المنار لا يتبنى مضمونها