تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 29-08-2013 الحديث عن تطورات الازمة السورية مع الاستعدادات الغربية للاعتداء على دمشق وسط حالة استنفار امني وعسكري تشهده دول المنطقة
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 29-08-2013 الحديث عن تطورات الازمة السورية مع الاستعدادات الغربية للاعتداء على دمشق وسط حالة استنفار امني وعسكري تشهده دول المنطقة، وتحدثت الصحف أيضاً عن حالة الترقب التي تشهده الساحة اللبنانية لهذه الضربة وسط مخاوف من انعكاساتها السلبية عليه.
السفير
خيار الرد على إسرائيل متاح.. كيف سيتصرف «حزب الله»؟
طبول الحرب على سوريا: ضربة تتجنب التورط!
وكتبت صحيفة السفير تقول "تراجعت النبرة الدولية، لكن الجميع يتصرف على أساس أن الحرب الأميركية الغربية على سوريا واقعة حتما بمعزل عن التوقيت والحجم والمدى الزمني.
برغم ذلك، بدا الإيقاع الدمشقي، أمس، عاديا جدا. عجقة شوارع وناس وسماع أصوات انفجارات بعيدة. استعدادات للامتحانات المدرسية ومواسم الجامعات على الأبواب. المطاعم تكاد تفيض بروادها ليلا. لا إجراءات أمنية أو عسكرية فوق العادة. ومن وصل إلى العاصمة السورية من بيروت، مثلا، شعر أن مناخ الخوف عند أهل لبنان، أكبر بدرجات من عند أهل الشام.
لكأن السوريين قد أدمنوا الموت، بعد سنتين ونصف السنة من عمر أزمتهم ـ حربهم الأهلية المفتوحة. هي الصورة نفسها التي اعتادها جيرانهم اللبنانيون طوال عقد ونصف من الزمن.
فجأة، تبدلت تسريبات المواعيد. ظلت طبول الحرب الأميركية ضد سوريا تقرع، لكن من دون مكبرات صوت.
وظهر الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس، ليعلن أنه لم يتخذ قراراً بعد بشأن ضربة عسكرية في سوريا، إلا أنه أشار إلى أن هدف أي عمل عسكري محدود سيكون ردع استخدام أسلحة كيميائية في المستقبل.
وقال أوباما في مقابلة مع شبكة التلفزيون العامة الأميركية إن «التحرك بشكل واضح وحاسم لوقف استخدام أسلحة كيميائية في سوريا يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على أمننا القومي على المدى الطويل»، موضحاً أنه تلقى خيارات من الجيش الأميركي بشأن ضربة عسكرية محتملة.
ولفت إلى أن بلاده لا تريد التورط في الحرب الأهلية في سوريا، معتبراً أن الولايات المتحدة «يمكنها أن تنهج مقاربة لا تجرها إلى صراع طويل أو تكرار حرب العراق».
وأضاف الرئيس الأميركي أن «مسؤولين أميركيين يعتقدون أن الحكومة السورية هي المسؤولة عن الهجوم الذي شُن قبل أسبوع في ريف دمشق، ولا يعتقدون أن المعارضة السورية لديها أسلحة كيميائية يمكن استخدامها على ذلك النطاق».
طلب الأميركيون، أمس الأول، إنهاء مهمة فريق الخبراء الدوليين المعنيين بتقصي استخدام السلاح الكيميائي. لكنهم فجأة يقررون، أمس، العكس، فيطلبون الإيعاز للمراقبين أن يكملوا مهمتهم في الغوطة الشرقية. سبق ذلك اتصال جرى بين وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف والموفد الدولي الأخضر الابراهيمي. صدر موقفان مفاجئان لكل من الابراهيمي ورئيسه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، يصبان في خانة اعطاء مهمة الخبراء مداها الزمني (اربعة ايام يفترض أنها تنتهي اليوم) و«بعد ذلك سيقوم المحققون بتحاليل علمية ثم يجب أن يعدوا تقريراً إلى مجلس الأمن الدولي كي يتخذ الإجراءات التي يراها ضرورية»، على حد تعبير بان كي مون.
كان خطاب الأميركيين وحلفائهم الغربيين، قبل ذلك بنحو 24 ساعة، متمحوراً حول فكرة الذهاب الى خيار الضربة بمعزل عن مجلس الأمن الدولي. فجأة صار مجلس الأمن هو الممر الإلزامي. مشاورات عاجلة وغير رسمية في نيويورك يشارك فيها مندوبو الدول الخمس دائمة العضوية، محورها الورقة البريطانية الداعية الى صدور قرار دولي يسمح باتخاذ إجراءات (عسكرية) بموجب الفصل السابع لحماية المدنيين السوريين من الأسلحة الكيميائية. لم تمض ساعات، حتى انسحب المندوبان الروسي والصيني وتركا على طاولة الآخرين علماً وخبراً بأن بكين وموسكو ستستخدمان حق النقض (الفيتو).
أُسقط في يد الأميركيين والبريطانيين. تمسك الروس بروايتهم حول الجهة التي استخدمت السلاح الكيميائي وقالوا إنهم يملكون وثائق وأدلة «سنزودكم بها واذا كان هناك من يشكك فيها فلننتظر نتائج التحقيق، ثمة مجموعات من المعارضة السورية المسلحة أطلقت السلاح الكيميائي من منطقة دوما رداً على خرق استراتيجي وكبير جداً قام به الجيش النظامي عند مدخل دمشق الجنوبي».
هل هذا هو ما أدى الى كبح جماح الأميركيين وحلفائهم، برغم الحماسة العربية والخليجية التي فاقت المعتاد لشن الضربة العسكرية؟
كل نقاشات دوائر القرار في دمشق كانت تتمحور حول طبيعة الردّ الممكن، وذلك تبعاً لحجم الضربة الأميركية. «إسرائيل هي وجهة الرد». هذه الإشارة أطلقها أولاً وزير خارجية سوريا وليد المعلم عندما قال إن الحرب تخوضها واشنطن لمصلحة اسرائيل. «بنك الأهداف» السورية وفرته جهات عدة، ولكن تل أبيب قالت «الأمر لي». تضمن «البنك» كل ما يعتقده الإسرائيليون مستودعات لأسلحة صاروخية وجهتها «حزب الله».
«خيار الرد على اسرائيل متوفر ومُتاح ويملك الجيش السوري، قدرات صاروخية عالية ومتطورة جداً، وحتماً سيكون وقعها مؤلماً».
حاول الأميركيون، خاصة عن طريق جهات اقليمية ودولية تطمين «من يعنيهم الأمر» بأن الضربة ستكون «عبارة عن جراحة موضعية ربطاً بعنوان محدد». لكن قيل لهم «أنتم من يملك خيار الطلقة الأولى، لكن خيار الطلقة الأخيرة لن يكون بيدكم».
يتصرّف أهل النظام في دمشق على قاعدة أن الضربة ستحصل بعد دقائق أو ساعات قليلة. هم أنجزوا ترتيبات إعادة التموضع العسكري «لكن كيف يمكن أن تتدحرج الأمور.. هذا أمر متروك لطبيعة الضربة العسكرية من جانب الأميركيين. هل نرد وكيف ومتى أم لا نرد. هذا أمر متروك للميدان».
ليست الخيارات محصورة بالنظام السوري. ثمة حلفاء أبرزهم الحليفان الايراني واللبناني، لكن المؤكد أن أياً منهما لن يقدم على اية ردة فعل الا على قاعدة القرار السوري أولاً. سيصل وفد برلماني ايراني كبير في غضون ايام قليلة الى دمشق حاملا رسالة تضامنية من القيادة الايرانية مفادها «الرد سيكون على إسرائيل، لكن الأمرة متروكة لكم».
أدرك الاسرائيلي بعض المعطيات الميدانية، وبات يتصرف على أساس أن الرد سيطاله أولاً.. وأخيراً. قررت هيئة الأركان الاسرائيلية، بعد اعلان الجهوزية، استدعاء بعض الاحتياط، وهذه خطوة تأخّر اتخاذها ابان حرب تموز 2006 في لبنان.
صحيح أن حلفاء دمشق وخاصة «حزب الله» يتعمدون الغموض المقلق للإسرائيليين والأميركيين، وهم لم ولن يفصحوا عما سيفعلون، لكن جهوزيتهم العالية جداً للمرة الأولى منذ سبع سنوات والانتشار العسكري من اللبونة جنوباً الى القصير وريفها شرقاً ومطار الضبعة مروراً بالضاحية الجنوبية والمقلب الشرقي للسلسلة الغربية وكل البقاع، زاد منسوب القلق الإسرائيلي.
توقع الإسرائيليون في الساعات الأخيرة أن يطل الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله ليعلن موقف حزبه من التطورات السورية، غير أن تأخر الإطلالة زاد قلقهم، خاصة أن «حزب الله» جزء لا يتجزأ من المعركة السورية على أرض سوريا، فهل يمكن أن يكون خارجها اذا تدحرجت الأمور؟
عندما يقرر السيد نصرالله أن يتحدث، فهذا يعني أنه سيعلن عن مجموعة خطوات وقرارات اتخذتها المقاومة وستضعها موضع التنفيذ، على جاري عادتها، في إظهار صدقيتها العالية أمام جمهورها وعدوها على حد سواء، وطالما أن «السيد» لم يفعل ذلك حتى الآن، «للإسرائيلي أن يخمّن ويخمّن.. ماذا أنجز «حزب الله» من الجهوزية وعناصر الرد».
في واشنطن، تم تجاوز «الخط الأحمر» الذي حدده باراك اوباما في 20 آب 2012، مع «ثبوت» واقعة استخدام السلاح الكيميائي. الصحافة الأميركية وبرغم عدم تأييد أغلبية الرأي العام الأميركي للضربة العسكرية، تركز على مصداقية سيد البيت الأبيض. يكاد يقول أوباما بصريح العبارة «لن أقوم بأكثر من ضربة عسكرية رمزية محدودة جداً لا تستدعي أية ردة فعل. ليس على جدول أعمالنا إسقاط النظام السوري».. إذا اقتضى الأمر، فلن يتردد الأميركيون بشمول ضرباتهم بعض المواقع الحساسة لمجموعات جهادية على ارض سوريا وخاصة في الرقة وريف دمشق.
يريد الأميركي حفظ ماء الوجه من جهة، وإعطاء جرعة من المعنويات للمعارضة السورية من جهة ثانية. الهدف السياسي للعمل العسكري هو بلوغ «جنيف 2» على قاعدة إعادة التوازن إلى ميزان القوى بعد اختلاله مؤخراً لمصلحة النظام في ريف دمشق ومحيطها.
يأمل الأميركيون أن تخلق الضربة العسكرية واقعاً ميدانياً ومناخاً سياسياً جديدين، لكن من قال إن التداعيات يمكنهم التحكم بها؟"
النهار
فشل مجلس الأمن يعجّل في الضربة لسوريا
أوباما: لديّ خيارات عدة بينها العمل العسكري
وكتبت صحيفة النهار تقول "استمرت المنطقة أمس أسيرة أجواء الضربة العسكرية التي يحتمل ان توجهها الولايات المتحدة وحلفاؤها الى سوريا نتيجة التقارير التي تحدثت عن استخدام القوات النظامية السلاح الكيميائي في المعارك الدائرة في الغوطتين الشرقية والغربية في 21 آب الجاري، مما تسبب بمقتل المئات. ومع التحضيرات المستمرة في الغرب لتوجيه الضربة وعرض الاسباب الموجبة لها، انهى الاعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الامن اجتماعا ناقشوا فيه مسودة قرار قدمتها بريطانيا يفتح الباب للجوء الى القوة ضد النظام السوري من غير ان يتوصلوا الى اتفاق. وألقت واشنطن تبعة الفشل على "تعنت" روسيا، بينما رأت موسكو ان على المجلس انتظار تقرير مفتشي الامم المتحدة الذين من المقرر ان ينهوا مهمتهم في معاينة المواقع المشتبه في تعرضها لهجمات كيميائية الجمعة.
وأعلن الرئيس الاميركي باراك أوباما ليلا انه لم يتخذ قرارا بعد حيال سوريا، واضاف ان لديه خيارات عدة بينها العمل العسكري. وأوضح ان هناك أمورا عدة يجب أخذها في الاعتبار عند قرار توجيه ضربة لسوريا وهي ضمان تدفق النفط وأمن اسرائيل.
ومع تزايد المؤشرات لاقتراب الضربة العسكرية، رفعت اسرائيل حال التأهب لديها ونصبت منظومات صواريخ مضادة للصواريخ قرب الحدود مع لبنان، وقررت استدعاء محدوداً لجنود الاحتياط. كما رفع الجيش التركي حال التأهب على الحدود مع سوريا، ووجه صواريخ ارض - ارض نحو الاراضي السورية. واعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان كل الخيارات مفتوحة في ما يتعلق بالوضع السوري. وقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إن العراق وضع قواته في حال تأهب قصوى. وحذّر رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي، إن سوريا ستكون "مقبرة للغزاة" ولن "ترهبها تهديداتهم الاستعمارية"، مشيراً إلى أن "السوريين مستعدون لكل التحديات". ونبّه المرشد الاعلى الجمهورية الاسلامية في ايران آية الله علي خامنئي الى أن التدخل الأميركي في سوريا سيكون "كارثة على المنطقة".
مجلس الأمن
أحاط مندوبو الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن بكتمان شديد المشاورات المغلقة التي أجروها "على عجل" أمس وانتهت في "أجواء غير توافقية" على "عناصر مشروع" القرار الذي قدمته بريطانيا عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، كما قال ديبلوماسي غربي رفيع لـ"النهار".
وعلى رغم الدعوات التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون لـ"اعطاء السلام فرصة" ولـ"اتحاد أعضاء مجلس الأمن"، فشل الإجتماع الذي انعقد بدعوة من المندوب البريطاني الدائم لدى الأمم المتحدة السير مارك ليال غرانت وفي حضور نظيرته الأميركية سمانتا باور ونواب المندوبين الدائمين الفرنسي ألكسي لاميك والروسي ألكسندر بانكين والصيني وانغ مين، في التوصل الى توافق على العناصر البريطانية التي قال الديبلوماسي الغربي إنها "تحمل السلطات السورية تبعات استخدام الأسلحة الكيميائية"، كما أنها "تندد بأقصى العبارات الممكنة" باستخدام هذه الأسلحة المحرمة دولياً، وتنص أيضاً على "اتخاذ كل الإجراءات الضرورية لمنع استخدامها مجدداً" واتخاذ "الاجراءات الضرورية" كذلك لحماية السكان المدنيين، استناداً الى القوانين والأعراف الدولية المرعية، انطلاقاً من مبدأ "مسؤولية الحماية" بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
وخلافاً لما تردد عن انسحاب المندوبين الصيني والروسي من الإجتماع الذي انعقد في إحدى القاعات الجانبية للمجلس، أكد ديبلوماسيون أنهما "خرجا بعد انتهاء الإجتماع وعدم التوصل الى أي توافق". بينما خرجت باور واجمة ولم ترد على أي من الأسئلة التي أمطرها بها الصحافيون. واكتفى غرانت بأن "لا شيء لدي أقوله في الوقت الحاضر". وتردد أن الديبلوماسي الروسي طلب مراجعة موسكو قبل أن يواصل أي مشاورات مع زملائه في نيويورك.
وقال ديبلوماسي إن "الأمر صار الآن في ايدي الدول الثلاث: الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بعدما استنفدت كل المحاولات لاقناع روسيا والصين بالمضي في اجراءات حازمة في مجلس الأمن. هذه المحاولة لم تؤت أكلها"، معبراً عن اعتقاده أن "الوضع يميل الى ضربة عسكرية. الساعات والأيام المقبلة، بما في ذلك عطلة نهاية الأسبوع، ستوضح المنحى الجديد للأزمة السورية".
وتخوّف ديبلوماسيون من أن تكون الخطوة البريطانية "محاولة أخيرة" للحصول على تفويض من مجلس الأمن لـ"نزع كل الأسلحة الكيميائية في سوريا"، قبل القيام بأي خطوات عسكرية.
في غضون ذلك، طلب المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بشار الجعفري من الأمانة العامة للمنظمة الدولية أن تباشر مهمة تقصي الحقائق في الإدعاءات ذات الصلة باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا برئاسة آكي سالستروم اجراءات تحقيقات "فورية" في ثلاثة هجمات بغاز السارين قال إن المعارضة السورية شنتها على القوات الحكومية.
وسلم الجعفري رسالة، في نسختين متطابقتين، الى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة مجلس الأمن للشهر الجاري المندوبة الأرجنتينية الدائمة ماريا كريستينا بيرسيفال، طالباً اجراء تحقيقات في ثلاث حوادث أخرى تنشق خلالها جنود سوريون غازات سامة. ورفض أن يقول لـ"النهار" ما إذا كان يطلب صراحة تمديد مهمة المفتشين الموجودين حالياً في سوريا والذين تنتهي مهمتهم بعد يومين.
لندن وواشنطن
وأقر وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ بأن تبني مجلس الامن مشروع قرار قدمته بلاده امر "مستبعد"، الا انه أكد مجدداً وجوب التحرك لوقف "الجريمة ضد الانسانية" في سوريا حتى من دون موافقة الامم المتحدة.
وفي مذكرة سترفع الى مجلس العموم الذي يجتمع اليوم لمناقشة طلب