أبرز ما جاء في الصحف المحلية ليوم الخميس 29-08-2013
أبرز ما جاء في الصحف المحلية ليوم الخميس 29-08-2013
عناوين الصحف
- السفير
خيار الرد على إسرائيل متاح.. كيف سيتصرف «حزب الله»؟
طبول الحرب على سوريا: ضربة تتجنب التورط!
- النهار
حبس أنفاس في لبنان واستنفار لإيواء موجات النازحين
التحقيق مع الغريب ينتهي اليوم و9 موقوفين في صواريخ بلّونة
- الأخبار
مشاورات لتفعيل الحكومة وسليمان وجنبلاط يتريثان
- المستقبل
لا "خلية أزمة" وزارية.. و"حزب الله" مطمئن إلى ضربة محدودة
كيف سيتصرّف لبنان في حال وُجِّهت ضربة عسكرية إلى سوريا؟
- اللواء
دعوات لتخفيف وطأة المضاعفات السورية على الوضع الداخلي اللبناني
هل تؤدي نتائج الضربة الغربية إلى خلط الأوراق؟
- الجمهورية
إتجاه لضرب سوريا من خارج مجلس الأمن بعد فشل المشاورات
الترقب سيد الموقف
- الحياة
لبنان: إجراءات استباقية تحسباً لازدياد عدد النازحين السوريين
- البلد
البركان السوري يُنعش النأي بالنفس.. ولبنان خلية نزوح
- الأنوار
واشنطن: الضربات على اهداف للحكومة السورية ستستمر عدة ايام
- البناء
«إسرائيل» تشارك بتحديد بنك الأهداف و«الجامعة» تنفِّذ طلبات واشنطن
دمشق: اجتماعات مجلس الأمن لتبرير الإرهاب وسورية ستكون مقبرة للغزاة
بان والإبراهيمي يكبحان اندفاعة الغرب حول مسرحية الكيماوي
- الديار
ميزان القوى العسكري بين سوريا والذين سيعتدون عليها
الحرب خلال ايام والجيش السوري اخلى مواقعه الثابتة وانتشر
انسحاب موسكو وبكين من اجتماع للتشاور في نيويورك ثم النفي
- الشرق
لا ضربة قبل انتهاء عمل اللجنة الدولية
أبرز الأخبار
- السفير: خيار الرد على إسرائيل متاح.. كيف سيتصرف «حزب الله»؟.. طبول الحرب على سوريا: ضربة تتجنب التورط!
تراجعت النبرة الدولية، لكن الجميع يتصرف على أساس أن الحرب الأميركية الغربية على سوريا واقعة حتما بمعزل عن التوقيت والحجم والمدى الزمني. برغم ذلك، بدا الإيقاع الدمشقي، أمس، عاديا جدا. عجقة شوارع وناس وسماع أصوات انفجارات بعيدة. استعدادات للامتحانات المدرسية ومواسم الجامعات على الأبواب. المطاعم تكاد تفيض بروادها ليلا. لا إجراءات أمنية أو عسكرية فوق العادة. ومن وصل إلى العاصمة السورية من بيروت، مثلا، شعر أن مناخ الخوف عند أهل لبنان، أكبر بدرجات من عند أهل الشام. لكأن السوريين قد أدمنوا الموت، بعد سنتين ونصف السنة من عمر أزمتهم ـ حربهم الأهلية المفتوحة. هي الصورة نفسها التي اعتادها جيرانهم اللبنانيون طوال عقد ونصف من الزمن. فجأة، تبدلت تسريبات المواعيد. ظلت طبول الحرب الأميركية ضد سوريا تقرع، لكن من دون مكبرات صوت. وظهر الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس، ليعلن أنه لم يتخذ قراراً بعد بشأن ضربة عسكرية في سوريا، إلا أنه أشار إلى أن هدف أي عمل عسكري محدود سيكون ردع استخدام أسلحة كيميائية في المستقبل. وقال أوباما في مقابلة مع شبكة التلفزيون العامة الأميركية إن «التحرك بشكل واضح وحاسم لوقف استخدام أسلحة كيميائية في سوريا يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على أمننا القومي على المدى الطويل»، موضحاً أنه تلقى خيارات من الجيش الأميركي بشأن ضربة عسكرية محتملة. ولفت إلى أن بلاده لا تريد التورط في الحرب الأهلية في سوريا، معتبراً أن الولايات المتحدة «يمكنها أن تنهج مقاربة لا تجرها إلى صراع طويل أو تكرار حرب العراق». وأضاف الرئيس الأميركي أن «مسؤولين أميركيين يعتقدون أن الحكومة السورية هي المسؤولة عن الهجوم الذي شُن قبل أسبوع في ريف دمشق، ولا يعتقدون أن المعارضة السورية لديها أسلحة كيميائية يمكن استخدامها على ذلك النطاق».
طلب الأميركيون، أمس الأول، إنهاء مهمة فريق الخبراء الدوليين المعنيين بتقصي استخدام السلاح الكيميائي. لكنهم فجأة يقررون، أمس، العكس، فيطلبون الإيعاز للمراقبين أن يكملوا مهمتهم في الغوطة الشرقية. سبق ذلك اتصال جرى بين وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف والموفد الدولي الأخضر الابراهيمي. صدر موقفان مفاجئان لكل من الابراهيمي ورئيسه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، يصبان في خانة اعطاء مهمة الخبراء مداها الزمني (اربعة ايام يفترض أنها تنتهي اليوم) و«بعد ذلك سيقوم المحققون بتحاليل علمية ثم يجب أن يعدوا تقريراً إلى مجلس الأمن الدولي كي يتخذ الإجراءات التي يراها ضرورية»، على حد تعبير بان كي مون.
كان خطاب الأميركيين وحلفائهم الغربيين، قبل ذلك بنحو 24 ساعة، متمحوراً حول فكرة الذهاب الى خيار الضربة بمعزل عن مجلس الأمن الدولي. فجأة صار مجلس الأمن هو الممر الإلزامي. مشاورات عاجلة وغير رسمية في نيويورك يشارك فيها مندوبو الدول الخمس دائمة العضوية، محورها الورقة البريطانية الداعية الى صدور قرار دولي يسمح باتخاذ إجراءات (عسكرية) بموجب الفصل السابع لحماية المدنيين السوريين من الأسلحة الكيميائية. لم تمض ساعات، حتى انسحب المندوبان الروسي والصيني وتركا على طاولة الآخرين علماً وخبراً بأن بكين وموسكو ستستخدمان حق النقض (الفيتو). أُسقط في يد الأميركيين والبريطانيين. تمسك الروس بروايتهم حول الجهة التي استخدمت السلاح الكيميائي وقالوا إنهم يملكون وثائق وأدلة «سنزودكم بها واذا كان هناك من يشكك فيها فلننتظر نتائج التحقيق، ثمة مجموعات من المعارضة السورية المسلحة أطلقت السلاح الكيميائي من منطقة دوما رداً على خرق استراتيجي وكبير جداً قام به الجيش النظامي عند مدخل دمشق الجنوبي». هل هذا هو ما أدى الى كبح جماح الأميركيين وحلفائهم، برغم الحماسة العربية والخليجية التي فاقت المعتاد لشن الضربة العسكرية؟
كل نقاشات دوائر القرار في دمشق كانت تتمحور حول طبيعة الردّ الممكن، وذلك تبعاً لحجم الضربة الأميركية. «إسرائيل هي وجهة الرد». هذه الإشارة أطلقها أولاً وزير خارجية سوريا وليد المعلم عندما قال إن الحرب تخوضها واشنطن لمصلحة اسرائيل. «بنك الأهداف» السورية وفرته جهات عدة، ولكن تل أبيب قالت «الأمر لي». تضمن «البنك» كل ما يعتقده الإسرائيليون مستودعات لأسلحة صاروخية وجهتها حزب الله. خيار الرد على اسرائيل متوفر ومُتاح ويملك الجيش السوري، قدرات صاروخية عالية ومتطورة جداً، وحتماً سيكون وقعها مؤلماً». حاول الأميركيون، خاصة عن طريق جهات اقليمية ودولية تطمين «من يعنيهم الأمر» بأن الضربة ستكون «عبارة عن جراحة موضعية ربطاً بعنوان محدد». لكن قيل لهم «أنتم من يملك خيار الطلقة الأولى، لكن خيار الطلقة الأخيرة لن يكون بيدكم». يتصرّف أهل النظام في دمشق على قاعدة أن الضربة ستحصل بعد دقائق أو ساعات قليلة. هم أنجزوا ترتيبات إعادة التموضع العسكري «لكن كيف يمكن أن تتدحرج الأمور.. هذا أمر متروك لطبيعة الضربة العسكرية من جانب الأميركيين. هل نرد وكيف ومتى أم لا نرد. هذا أمر متروك للميدان». ليست الخيارات محصورة بالنظام السوري. ثمة حلفاء أبرزهم الحليفان الايراني واللبناني، لكن المؤكد أن أياً منهما لن يقدم على اية ردة فعل الا على قاعدة القرار السوري أولاً. سيصل وفد برلماني ايراني كبير في غضون ايام قليلة الى دمشق حاملا رسالة تضامنية من القيادة الايرانية مفادها «الرد سيكون على إسرائيل، لكن الأمرة متروكة لكم». أدرك الاسرائيلي بعض المعطيات الميدانية، وبات يتصرف على أساس أن الرد سيطاله أولاً.. وأخيراً. قررت هيئة الأركان الاسرائيلية، بعد اعلان الجهوزية، استدعاء بعض الاحتياط، وهذه خطوة تأخّر اتخاذها ابان حرب تموز 2006 في لبنان.
صحيح أن حلفاء دمشق وخاصة حزب الله يتعمدون الغموض المقلق للإسرائيليين والأميركيين، وهم لم ولن يفصحوا عما سيفعلون، لكن جهوزيتهم العالية جداً للمرة الأولى منذ سبع سنوات والانتشار العسكري من اللبونة جنوباً الى القصير وريفها شرقاً ومطار الضبعة مروراً بالضاحية الجنوبية والمقلب الشرقي للسلسلة الغربية وكل البقاع، زاد منسوب القلق الإسرائيلي. توقع الإسرائيليون في الساعات الأخيرة أن يطل الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله ليعلن موقف حزبه من التطورات السورية، غير أن تأخر الإطلالة زاد قلقهم، خاصة أن «حزب الله» جزء لا يتجزأ من المعركة السورية على أرض سوريا، فهل يمكن أن يكون خارجها اذا تدحرجت الأمور؟ عندما يقرر السيد نصرالله أن يتحدث، فهذا يعني أنه سيعلن عن مجموعة خطوات وقرارات اتخذتها المقاومة وستضعها موضع التنفيذ، على جاري عادتها، في إظهار صدقيتها العالية أمام جمهورها وعدوها على حد سواء، وطالما أن «السيد» لم يفعل ذلك حتى الآن، «للإسرائيلي أن يخمّن ويخمّن.. ماذا أنجز «حزب الله» من الجهوزية وعناصر الرد».
في واشنطن، تم تجاوز «الخط الأحمر» الذي حدده باراك اوباما في 20 آب 2012، مع «ثبوت» واقعة استخدام السلاح الكيميائي. الصحافة الأميركية وبرغم عدم تأييد أغلبية الرأي العام الأميركي للضربة العسكرية، تركز على مصداقية سيد البيت الأبيض. يكاد يقول أوباما بصريح العبارة «لن أقوم بأكثر من ضربة عسكرية رمزية محدودة جداً لا تستدعي أية ردة فعل. ليس على جدول أعمالنا إسقاط النظام السوري».. إذا اقتضى الأمر، فلن يتردد الأميركيون بشمول ضرباتهم بعض المواقع الحساسة لمجموعات جهادية على ارض سوريا وخاصة في الرقة وريف دمشق. يريد الأميركي حفظ ماء الوجه من جهة، وإعطاء جرعة من المعنويات للمعارضة السورية من جهة ثانية. الهدف السياسي للعمل العسكري هو بلوغ «جنيف 2» على قاعدة إعادة التوازن إلى ميزان القوى بعد اختلاله مؤخراً لمصلحة النظام في ريف دمشق ومحيطها. يأمل الأميركيون أن تخلق الضربة العسكرية واقعاً ميدانياً ومناخاً سياسياً جديدين، لكن من قال إن التداعيات يمكنهم التحكم به.
- الأخبار: أين حزب الله من العدوان؟
اللطيف في الأميركيين والأوروبيين أنهم عندما يتهيّأون لارتكاب جريمة، يسارعون إلى سؤال الضحية عن ردّة فعلها. وخلال الأيام القليلة الماضية، نشط هؤلاء لأجل الحصول على أجوبة عن تقديرات ردود فعل إيران وسوريا وحزب الله على أيّ عدوان على سوريا.السُذَّج يريدون للضحية أن تقف في العراء، ترفع اليدين استسلاماً، وأن تصرخ بعبارة واحدة: أنا حاضر لتقتلوني!لكنّ الجلاد غير مرتاح حتى إلى ردّة الفعل هذه. يريد من أهل الضحية أن يلحقوا به، يهلّلون له، ويشكرونه على إتاحة الفرصة ليكون أحد ضحاياهم.ثم يخرج من دوائر القرار في كل دول الغرب مَن يقول إنّ الرأي العام في سوريا وفي العالم العربي وفي الغرب لا يقبل أن نصمت على جريمة ارتُكبت في سوريا. وأيّ محاولة للتدقيق لن تحظى بأيّ نوع من التغطية الإعلامية. لا يجب أن نعرف أن كل استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تقول بأن الغالبية تعارض العدوان، ولا يريدون أن نستمع إلى أن البرلمانات في غالبية هذه الدول ليست مجمعة على قرار الحرب، وأن خبراء ومسؤولين بارزين في قيادات الجيوش وأجهزة الاستخبارات يحذّرون من مخاطر الضربة.يريدون أن نستمع فقط إلى أصوات القادة العظام، الذين قرّروا في لحظة واحدة أنّ هناك مجرماً مداناً، من دون الحاجة إلى أدلّة أو إثباتات، ومن دون الحاجة إلى التدقيق، ويجب معاقبته، حتى من دون محاكمة، وبالتالي فإنّ من أصدر الحكم هو مَن يختار نوع العقوبة، ومَن يريد الاعتراض فليكتب بيان استنكار أو ينام على وجهه إنْ رغب!الآن، كل المؤشرات الصادرة عن مراكز القرار تقول بهجوم عسكري وشيك على سوريا. لكنّ ما هو مسرّب من حول أصحاب القرار، ومن الجهات المفترض بها تنفيذه، تشي بإرباك، قد يكون مجرد عملية شراء وقت إضافي لتنسيق الضربة، لكنه قد يكون في الوقت نفسه فرصة لمراجعة أنواع مختلفة من الرسائل التي بعث بها على عجل لمَن يهمّه الأمر. وفيها أن أيّ عدوان سوف يكون عليه ردّ. أما إذا كان الرد فورياً، واسعاً ومحدوداً ... فهذا ما لم يحصل أحد على إجابة واضحة عنه. ومن بين الأسئلة المقلقة لدى الغربيين على اختلاف صنوفهم، سؤال مركزي حول ردّة فعل حزب الله على أيّ عدوان على سوريا. والأسئلة تخصّ أمن إسرائيل المباشر من جهة، وأمن القوات الدولية الموجودة في منطقتنا من جهة ثانية، والأمن السياسي والعسكري لدول الغرب من جهة ثالثة.حزب الله يلتزم الصمت. هو ليس مضطراً في هذه اللحظة لأن يدلي بموقف محدّد. أيّ بيان يصدر عنه سوف يدين مسبقاً العدوان، وسوف يحذّر من تداعيات خطيرة لهذا العدوان على المنطقة. وقد يجري إمرار كلمة بين السطور تشي باستعداد الحزب لمساندة سوريا بالدفاع عن نفسها في وجه أي عدوان خارجي. والذي يريد أن ينتظر قرار حزب الله، ليفعل، لكنْ ثمّة نقاط من المفيد توضيحها لمَن يرغب في المعرفة:
أوّلاً: في حالة كالتي نواجهها اليوم، من المفيد الانتباه إلى أنّ حزب الله جزء من حلف كبير، تقوده إيران. وإلى جانب العلاقة الخاصة، غير السريّة، التي تربط حزب الله بإيران، وتأثيرات موقف المرشد الأعلى السيّد علي الخامنئي على موقف الحزب، فإن من الأفضل للمهتم أن يقرأ جيداً عبارات خامنئي التي تحذر من «كارثة سوف تصيب المنطقة» في حال حصول العدوان على سوريا. وهو الموقف الذي ترجمه قياديون بارزون في الجيش والقوى المسلحة حيال أن إيران لن تقبل بأن يتعرض حليفها السوري لعدوان من دون التدخل.
ثانياً: إن حزب الله منخرط تماماً في الأزمة السورية، وتحديداً في المواجهة القائمة بوجه المجموعات المسلحة المرتبطة بالغرب أو بالجهات التكفيرية. وهو قدم عشرات الشهداء من عناصره هناك. وهو يقوم بدور جدي، ويرى نفسه معنياً بما يجري ربطاً برؤية تؤكد له أن أبرز أهداف الحرب هو ضرب محور المقاومة والوصول إليه، وهو لا يحتاج الى من يشرح له أسباب أي تدخل خارجي، إسرائيلي أو أميركي أو أوروبي، بل هو ينتظر ذلك منذ زمن. وبالتالي، فإن من يعتقد أن هذا الحزب، عندما قرر التدخل، كان قد درس الأمر من كل جوانبه، وهو لن يتراجع الآن. بل على العكس، فإن أي عداون غربي على سوريا سيتحول حافزاً إضافياً لحزب الله، لا للوقوف بقوة أكبر الى جانب حليفه الرئيس بشار الأسد، بل ليكون في قلب معركة الدفاع عن سوريا بوجه هذا العدوان. أما كيف يتصرف، فهذا سؤال جوابه عند الحزب.
- الأخبار: سليماني للأميركيين: جهّزوا توابيتكم
بدا أمس وكأن معزوفة الحرب المقبلة على المنطقة انتقلت إلى الإيقاع البطيء، مع تكاثر المؤشرات إلى اتجاه نحو تأجيل، بذريعة استنفاد الأطر القانونية الدولية في مجلس الأمن، رغم الحشود على الجبهات كلها. وكأن الحكاية أشبه بقاطع طريق يهدد، ويطلب من المحيطين به أن يحولوا دون تنفيذه لوعيده.أسئلة كثيرة طفت إلى السطح أمس، تبدأ بسبب كل هذا الصخب حول ضربة لا تحتاج إلا لأمر وساعات للتنفيذ، وتمر بالتعجب من هذا الحرص المستجد على الشرعية الدولية، ولا تنتهي بتنامي جبهة الرفض الدولية لعمل عسكري ضد سوريا. حتى تكرست بعض القناعات التي أشرت منذ اليوم الأول إلى إمكانية أن يكون كل هذا التهويل مجرد قرع طبول هدفه تحريك المياه الراكدة باتجاه طاولة التفاوض، وإن كان احتمال خروج الأمور عن السيطرة لا يزال قائماً، في ظل واقع وجدت واشنطن نفسها فيه حيث باتت كل خياراتها تتهددها بخسائر إضافية.لكن القنبلة المفاجأة كانت أمس كلاماً لقائد فيلق القدس قاسم سليماني، أدلى به في اجتماع مغلق، وتعمد الإيرانيون تسريبه لوسائل الإعلام، أكد فيه أن «بلاد الشام هي معراجنا إلى السماء وستكون مقبرة الأميركيين»، مشدداً على أن «أي جندي أميركي ينزل من طائرته أو يغادر بارجته إلى سوريا عليه أن يحمل تابوته معه». خطوة جاءت في ختام يوم طويل من التصعيد الكلامي الإيراني كان قد بدأه المرشد علي خامنئي بتحذيرات من أن المنطقة على فوهة بركان، جاءت في خلال اجتماعه بأعضاء الحكومة.ولعل أول المؤشرات على التريث الغربي تأكيد الرئيس باراك أوباما أمس أنه لم يتخذ بعد أي قرار بشأن سوريا، مشيراً إلى أنه يبحث مجموعة من الخيارات، بينها الخيار العسكري. هناك أيضاً تلك الجلسة التي عقدها مجلس الأمن أمس من دون الوصول إلى أي نوع من التفاهم على مشروع قرار بريطاني «يدين استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية، ويدعو إلى اتخاذ تدابير لحماية المدنيين»، وتبدو «فرص تبنيه ضعيفة بسبب المعارضة الروسية»، على ما أفادت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف. ويصر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في اتصال هاتفي مع نظيره البريطاني ويليام هيغ، «على ضرورة عدم اتخاذ قرار ضد سوريا قبل صدور تقرير فريق المفتشين الدوليين في سوريا».كان لافتاً أمس تأكيد الحكومة البريطانية أنها لن تشارك في أي تحرك عسكري في سوريا قبل معرفة نتائج تحقيقات خبراء الأمم المتحدة بشأن استخدام أسلحة كيميائية في النزاع السوري، فيما أشار وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس إلى أن «الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند سيتخذ في الوقت المناسب قرارات ضرورية تتعلق بالرد على استخدام السلاح الكيميائي في سوريا». وبعد اجتماع طارئ لمجلس الدفاع الفرنسي، أوضح أن «الاجتماع ناقش جميع إمكانيات الرد، دبلوماسياً وعسكرياً». حتى وزير خارجية تركيا أحمد داوود أوغلو، رأس الحربة في التحريض على الضربة العسكرية، رأى أنّ «مواقف روسيا والصين فاقمت الأزمة السورية»، لافتاً إلى أن «جميع الخيارات متاحة في الأزمة السورية، كذلك في حال حدوث ضربة عسكرية، فإنها ستكون موجهة ومدروسة لكي لا تسبب دخول هذه البلاد في ظلام كبير».وحثّ أعضاء في الكونغرس أوباما على التشاور معهم قبل اتخاذ أي قرار بشأن الهجوم على سوريا، بينما اشتكى البعض من أنهم لم يحاطوا علماً بكل التفاصيل.في المقابل، أكد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني خلال اتصال هاتفي بينهما أن استخدام الأسلحة الكيميائية غير مقبول، وشددا على الحاجة إلى السعي للوصول إلى حل سياسي في سوريا. ووصف رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الذي أعلن حالة التأهب في صفوف القوات المسلحة العراقية، التدخل العسكري الغربي المحتمل في سوريا بـ«الطريق المسدود الذي يؤدي إلى المآسي».وأعلن وزيرا خارجية إيطاليا وسويسرا في اتصالين هاتفيين مع نظيرهما الإيراني معارضة بلديهما لمهاجمة سوريا، فيما رأى وزير خارجية النروج إسبن بارث إيد، أنّ «من المهم أن يكون استخدام القوة لغير الدفاع عن النفس، مستنداً إلى القانون الدولي». أما وزير الخارجية البلجيكي ديدييه رينديرز، فأكد أنّ بلاده «ما زالت غير مقتنعة بشرعية التدخل العسكري في سوريا».
الاستعدادات بالأردن
أبلغ دبلوماسي عربي «الأخبار» بمعلومات عن انتقال فرق عسكرية أميركية وبريطانية وفرنسية خلال اليومين الماضيين إلى الحدود الأردنية – السورية، بعدما كانت تتمركز في منطقة صحراوية في الجنوب.وقال الدبلوماسي إن التبريرات لهذه التحركات هو الإشارة إلى احتمال اضطرار حلف الأطلسي إلى إرسال مجموعات عسكرية إلى مواقع معينة في سوريا، حيث يعتقد بوجود مخازن للسلاح الكيميائي. إضافة إلى خيار آخر، يتمثل في احتمال قيام منطقة عازلة على الحدود كما هو مأمول من قبل السعودية وقوى المعارضة، التي تأمل تكرار الأمر نفسه في المناطق الشمالية على الحدود مع تركيا. أما بشأن الإجراءات الأردنية، فقد كشف المصدر عن عملية سرية سريعة جرت خلال الأسبوع الماضي، نُقلت خلالها منظومات دفاع جوي من السعودية إلى الأردن، بالإضافة إلى كمية كبيرة من الأقنعة المضادة للسلاح الكيميائي، لافتة إلى أنه إذا تقررت الضربة، فإن الملك الأردني سيضع جيشه في حالة استنفار قصوى.
- الأخبار: الأسد لأركانه: نحن بانتظارهــم وسنخرج منتصرين
دمشق خلية عمل. اتصالات واجتماعات الخطوط الساخنة التي تربطها بعواصم حليفة لها لا تهدأ. وبالأساس تتواصل عملية استنهاض روح المواجهة الوطنية. واليوم أكثر من أي وقت مضى، يتضح للسوريين أنّ الأزمة ذات أسباب خارجية وليست أسبابها الخارجية بجزء كبير منها إلا افتعالاً لتغطية المؤامرة.
كلام للأسد
وفي أحدث اجتماع له مع قياداته بعد تعاظم أخبار الضربة الأميركية، أبلغهم الرئيس بشار الأسد أنّه «منذ بداية الأزمة، وأنتم تعلمون جيداً أننا ننتظر اللحظة التي يطلّ بها عدونا الحقيقي برأسه متدخلاً. وأعرف أن معنوياتكم مرتفعة وجاهزيتكم كاملة لاحتواء أي عدوان والحفاظ على الوطن. ولكن أطالبكم بأن تنقلوا هذه المعنويات إلى مرؤوسيكم والمواطنين السوريين. فهذه مواجهة تاريخية سنخرج منها منتصرين».
كيف تقرأ دمشق الوضع
يرسم مصدر سوري مطلّ على أعلى مصادر القرار صورة للموقف الراهن كما تراه دمشق، وذلك على النحو الآتي:يقول إنه بحسب تقديرات دمشق، فإن الضربة الأميركية العسكرية لسوريا حاصلة على الأرجح، وهذا التطور لم يفاجئ القيادة؛ فمنذ طرحت واشنطن موضوع السلاح الكيميائي كقضية مثارة على طاولة النقاش الدولي، كان النظام يدرك أنّ أميركا تجهز هذه الورقة لتطرحها في الوقت المناسب كذريعة تبرر عدوانها العسكري.
المجزرة: بيت الشكوحي
يؤكد المصدر، نفسه، أن إخراج «فيلم تلفيق استخدام النظام للسلاح الكيميائي، لم يكن موفقاً؛ فهو يذكر بتلفيق تهمة الملف النووي للعراق، الذي عادت الدول الغربية التي فبركته للاعتراف لاحقاً بأنها كانت تكذب». ويلفت إلى مفارقة لافتة حصلت في ذات اليوم الذي فبرك فيه الغرب كذبة استخدام الكيميائي؛ حيث قبل ساعة من امتلاء الفضائيات العربية والغربية بصور قتلى الهجوم المزعوم، كان التلفزيون السوري يعرض مباشرة صور مقابر جماعية اكتشفها الجيش في بلدة بيت الشكوحي في شمال ريف اللاذقية إثر سيطرته عليها. احتوت المقابر على جثث ١٢٠ امراة و٥٠ طفلاً. وكانت المعارضة حينما باغتت قراهم، انطلاقاً من جبال التركمان، قد احتجزتهم، وتوزعت أسرهم الكتائب الخمس المشاركة في الهجوم، وهم الليبية والشيشانية والسعودية ولواء أحفاد الرسول ودولة العراق والشام الإسلامية. وما حدث أن مشاهد ما سمّته فضائيات عربية وغربية صوراً مباشرة لمجزرة كيميائية في الغوطة الشرقية، لفتت انتباه الرأي العام عن متابعة ما هو حاصل داخل مقابر بيت الشكوحي.ومن وجهة نظر المصدر نفسه، إنّ الاتهامات باستخدام الكيميائي لا تستند إلى أي دليل يعتد به. أساساً لا يوجد مسرح جريمة يمكن معاينته لاكتشاف المرتكب؛ فالمعارضة تقول إنّ عشرة مواقع على الأقل في الغوطة الشرقية تعرضت لهجمات، علماً بأنّ هذه المنطقة تشتمل على أكثر من ١٢٠ قرية. ووفق بديهيات القانون، لا يمكن تحرير محضر اتهام من دون وجود مسرح جريمة غير ممسوس به. لكن المعارضة افتتحت تلفيقة اتهام النظام بعرض صور جثامين قتلى الكيميائي على شاشات التلفزة وهي ملفوفة بالأكفان، بعد أن نقلتهم من مسرح الجريمة المفترض، وقبل أن تعلم أي جهة رسمية بحدوثها. لا أحد يعلم يقيناً أين قتل هؤلاء الأشخاص ومتى جمعت المعارضة جثامينهم، ولا يوجد مسرح جريمة حيّ لمعاينته. لقد مست المعارضة به بالكامل. وكل ما فعله مفتشو الأمم المتحدة خلال زيارتهم الأولى، أنهم حددوا مواعيد لبعض الأشخاص الذين عاينوا نوعية إصاباتهم للتأكد من أنها ناتجة من مادة كيميائية، ثم انكبوا على كتابة تقريرهم.تستعيد القيادة السورية اليوم وقائع قصة الفبركة الأميركية للسلاح العراقي النووي، مع تأكيدها أنّ سوريا غير العراق. ففي الأخير كانت واشنطن تعلم أنه بسقوط بغداد تسقط كل بلاد ما بين النهرين، وهذا ما يفسر تصرف الدبابات الأميركية عندما اجتازت الطريق الاسفلتي من أم القصر نحو بغداد مباشرة، من دون أن تعرج على أية محافظة. أما إخضاع سوريا، فيحتاج الدخول إلى كل قرية وكل بلدة فيها.
رؤية سوريا للمواجهة
يقول المصدر إنّ محادث الرئيس الأسد في ظروف أجواء هذه المعركة المتوقعة، تختلط عليه قضية تفسير مصدر شجاعته الذي يدفعه لإيمانه بالنصر، فهل هو حالة شخصية لديه، أم أنه مبني أيضاً على وقائع ومعطيات وتوازنات؟ ويكشف المصدر، في هذا السياق، ملامح عن طبيعة تقدير دمشق لكيفية مواجهة العدوان. يقول: صاغت سوريا رؤية للمواجهة تتشكل من 3 أقانيم. أولاً: احتواء العدوان، ثمّ الردّ عليه بمكان مؤلم، وثالثاً، الجزم بأن الأميركي أو الناتو لن يجرؤ على إنزال جيوشه على الأرض. ومجمل تجارب العدوان الإسرائيلي والغربي في العقود الثلاثة الماضية تركت في أثرها رسالة واضحة، هي أنّ الجيل الجديد من الحروب الكبرى لا يحسم من الجو أو عبر إرسال الصواريخ البعيدة المدى، بل عبر إثبات القدرة للنزول إلى الأرض والثبات فوقها.أما بخصوص «احتواء الضربة»، فإن مستلزماته تحتم التنبه لأمرين اثنين، هما إعلامي وعسكري، يقول المصدر المطلع. ويضيف: «على المستوى الأول نحن نتوقع منذ الآن السيناريوات التي أعدتها مسبقاً فضائيات عربية معروفة لمواكبة القصف الجوي والبري لحظة بدئه، بقصف إعلامي يهدف لتثبيط معنويات الشعب ومحاولة كسب المعركة بالأعلام قبل انتهائها».ويقول المصدر السوري المطلع على تفاعل تفكير النظام تجاه الأزمة منذ بدئها حتى الآن، إنّ الفكرة الاستراتيجية التي تجعل رأس النظام مؤمن بأن حرب أميركا عليه ستفشل، تتمثل بأن أوباما في ظل قراره الحالي بضرب سوريا، يأخذ نفسه إلى ذات تجربة الرئيس السابق جورج بوش، التي خلّفت لأميركا كوارث عسكرية واقتصادية وهزائم استراتيجية على مستوى تراجع مكانتها العالمية. وبرأي النظام، إن قوته بمواجهة الحرب الأميركية المرتقبة تكمن في أنّ واشنطن تكرّر تجربة الغزوات الفاشلة السابقة، إضافة إلى أنّها لا تملك حالياً استراتيجية واضحة تجاه الأزمة السورية؛ فأوباما يملك مواقف تجاه الرئيس الأسد ولا يملك سياسة محددة تجاه أزمة جيو سياسية مركبة. وواقعه في هذه اللحظة يشير إلى أنّه قرّر الخروج من حالة الموقف تجاه سوريا إلى حالة انتهاج سياسة احتواء الأزمة، واعتقال توازناتها، ومنعها من الاستمرار في التمدد إلى فضاءات دولية واقليمية، وذلك من خلال اتباع أسلوب التدخل العسكري الجراحي. لكن من المشكوك فيه أن تنجح واشنطن - كما نعرفها اليوم - بتجسيد هدفها الآنف، بل كل التوقع السائد عالمياً هو فشل الضربة سياسياً مع التسبب في إطالة أمد الأزمة وإضافة تعقيدات إليها.
النموذج اليمني
يتوقعون في دمشق أن يشنّ الناتو حرباً تحاكي النموذج اليمني وليس نموذج حربها في ليبيا. والترجمة العملية المتوقعة، هو أنّ تنفذ أميركا ضربة استراتيجية أولى تستهدف بالأغلب نقاط الجيش، التي تشكّل نوعاً من الجدارات التي تفصل بين تجمعات المعارضة، وتؤدي وظيفة عزلها، ما سمح بمحاصرتها في مربعات معزولة. والهدف من ضرب هذه الحواجز هو السماح لمربعات المعارضة المحاصرة باستعادة قدرتها على التواصل والتمدد في مناطق شاسعة، وعلى نحو يعيدها لوجستياً إلى الوضع الذي كانت عليه قبل معركة القصير، ومجمل اندفاعة الجيش السوري في ريفي دمشق وحمص وفي حلب. وتريد هذه الضربة سياسياً الاستجابة لمقولة المعارضة عن أنها لن تشارك في مؤتمر «جنيف ٢» ما دام توازن القوى على الأرض هو في مصلحة النظام.الهدف الثاني الأساس للضربة هو أن تشكّل سابقة لتدشين مرحلة تدخل عسكري مستديم في سوريا، وعلى مدى طويل، وبأسلوب يحاكي النموذج اليمني، لا الليبي أو الصربي. وتريد أميركا من ذلك أن تجعل العالم يتكيّف مع قيام طائراتها المنقادة من دون طيار بضرب أهداف منتقاة في سوريا بين فترة وأخرى. وداخل بنك أهداف هذا النوع من الغارات اغتيال الرئيس بشار الأسد، على اعتبار أن ذلك يزيح من أمام «جنيف ٢» العقبة الأساس أمام عقده، والمتمثلة من وجهة نظر الغرب وبعض العرب بالسؤال: عملية سياسية مع الأسد أو من دونه؟! ويخلُص المصدر السوري إلى القول أنه ليس هناك شك لدى سوريا بأنّها ستخرج من هذه المعركة منتصرة، رغم التيقن بأنّها ستزيد آلام الشعب السوري وسترفع من كلفة مواجهة الحرب على سوريا، لكن هذه المرة لن تكون الكلفة من طرف واحد، بل أوباما بتصرفه هذا، يدعو كل المنطقة إلى المشاركة بدفع فاتورة الدم.
- الأخبار: موسكو: لا ضربة هذا الأسبوع، وسندافع عن مواطنينا في دمشق
يبدو أن على المتلهفين لبدء هطل المطر الأميركي القاتل على دمشق، أن يطيلوا انتظارهم أياماً إضافية. والأهم أنّه يبدو أنّ على المراهنين على حصاد ديموقراطي ليبرالي في بادية الشام، مرويٍّ بدماء السوريين أو بسماد صواريخ «توماهوك»، أن يدققوا أكثر في رهاناتهم؛ فقد تكون من نوع الأوهام، وقد يكون بريق طائرات العم سام سراباً، وقد لا يكون شتاء ولا موسم. لماذا؟ هذا ما تشرحه موسكو. كان أحد المسؤولين السوريين، منتصف ليل أول من أمس، يكاد يتبنى الموعد المحدد من قبل القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، لموعد بدء الغارات الأميركية على دمشق. «يبدو أنها ستبدأ قبل الخميس»، قالها المسؤول السوري لصديقه اللبناني، قبل أن يهمّ الأخير بالإخلاد إلى ما كان مفترضاً نوماً... طار على وقع إرهاصات الطائرات. ما سمح باستكمال الحديث والتحليل. لكن المضمون كان أقرب إلى أقوال الصحف، في زمن الصحافة الإلكترونية: أربع مدمرات أميركية باتت جاهزة قبالة سوريا. على كل منها 90 صاروخاً معداً للإطلاق، من نوع «توماهوك». المجموع 360 صاروخاً دفعة أولى من دفعات التأديب الأميركي. والشعار حتى اللحظة مطمئن: سقوط صواريخ، لا إسقاط نظام. هذا إذا ما انتهت الأمور عند صليات الصواريخ المحمولة، وتوقف العنف البطريركي الأخلاقي لواشنطن عند هذا الحد. أما إذا استدعيت شحنات أخرى لإعادة تذخير المدمرات، ولتجهيزها بطواقم أخرى، عندها يصير الوضع أسوأ...في وقت متزامن تماماً، كان دبلوماسي روسي معني بملفي سوريا ولبنان، ينام ملء عينيه في موسكو، قبل أن يوقظه هاتف من بيروت: الحرب تكاد تندلع عندنا وأنتم نيام؟ على أي حرب تتكلمون؟ لا حرب الآن، ولا قصف أميركياً، لا اليوم ولا غداً. اطمئنوا واستريحوا وناموا. وإذا ما استجد فعلاً قرار حرب أو قصف أو غارات، سنكون أول من يعلم، وتكونون أول من نُعلمه... أجاب الدبلوماسي الروسي. قبل أن يسهب ويفصل:معلوماتنا وقراءتنا أن لا شيء هذا الأسبوع. فبعد الضجة الأولى التي سرت في واشنطن، عادت الأمور إلى بعض الهدوء. فإدارة أوباما قررت استنفاد كل سبل «الشرعية الدولية» قبل اتخاذها قراراً أحادياً بالتصرف حيال سوريا. الآن سنذهب إلى مجلس الأمن. هناك ستبدأ عملية الكباش المعهود بيننا نحن الخمسة الكبار. النتيجة الحسابية معروفة مسبقاً، ثلاثة ضد اثنين. واشنطن ومعها لندن وباريس، ضدنا نحن وبكين. لكن النتيجة السياسية معروفة أيضاً: تعادل سلبي، وخروج المنظمة الدولية من حسابات الحرب على سوريا. هذه المرحلة وحدها يمكن أن تستمر طوال ما بقي لهذا الأسبوع. أصلاً إدارة أوباما تريد تقطيع هذا الوقت؛ فهي تريد العودة إلى الكونغرس لإقرار تفويض منه للرئيس، يجيز له اتخاذ قرار توجيه الضربة. لماذا؟ ربما لحسابات سياسية أميركية داخلية. أو في سياق عمليات التبادل الدائم للصفقات بين الإدارة ومعارضيها. أصلاً، لا سياسة خارجية لواشنطن. كل العالم بالنسبة إليها «شأن أميركي داخلي». مثله مثل مشروع العناية الصحية أو تقديم كفالة لمصرف مفلس.معلوماتنا، لن ينعقد الكونغرس الأميركي لبتّ الموضوع قبل مطلع الأسبوع المقبل. وبالتالي ثمة أيام عدة ستمضي في الانتظار. والانتظار على ما يبدو لن يكون عقيماً. نحن في موسكو فتحنا خطوط اتصالنا مع كل الأطلسيين. وزير خارجيتنا لافروف حدد جدولاً ثابتاً للتواصل هاتفياً مع نظيره الأميركي كيري. مع مضي كل ساعة، إما اتصال أو رسالة. الهدف مواكبة التطورات عن كثب، وعدم الوقوع في أي سوء فهم أو عدم تواصل. الأمر نفسه أقمناه ولو بوتيرة أقل مع الأوروبيين. وهذا ما يسمح لنا بتوقع انخفاض سقف اللهجة الغربية مع انقضاء هذا الأسبوع. قد لا يعني ذلك العودة كلياً عن نية توجيه الضربة إلى سوريا، لكننا بدأ في الساعات القليلة الماضية نلمس اتجاهاً تنازلياً لا تصاعدياً في اللهجة والنبرة. وهو أمر نراهن على استمراره، ونستثمر فيه جدياً.يتابع الدبلوماسي الروسي: لم نتوقف طويلاً عند إلغاء واشنطن لاجتماع لاهاي الذي كان مقرراً الأربعاء في 28 آب الجاري، والذي كان مخصصاً للخبراء الذين يعملون على مسار «جنيف 2». نرى خطوة الإلغاء مسألة طبيعية في سياق ردّ واشنطن على مواقفنا من مسألة الكيميائي، وإصرارنا على عكس الاتهام الذي تبنوه هم، وعلى قلبه وتوجيهه إلى حلفائهم في غوطة دمشق. في كل حال، رسائل دبلوماسية من هذا النوع أمر اعتيادي في علاقاتنا. علماً أننا لسنا مستعجلين على إنضاج مؤتمر جنيف الثاني. بل هم المستعجلون. وهم من يثابر ويتابع ويلاحق منذ فترة طويلة، محاولين دفع الأمور إلى الأمام واختصار الوقت. لذلك نعتقد أن موعداً آخر سيتحدد قريباً. أصلاً هو الإعلام الغربي من ملأ الصفحات كلاماً على أن الغارة الأميركية إذا حصلت، سيكون هدفها إنضاج «جنيف 2»، وبالتالي تسريع المسار الحواري، لا الاستعاضة عنه بمسار عسكري. وفي كل حال، وأياً كانت خيارات واشنطن في الأيام القليلة المقبلة، لا نزال في موسكو نعتقد أن المرحلة الثانية من مؤتمر الحوار السوري ممكنة هذا الخريف، وبين التشرينين.في مقابل الكلام السياسي، ماذا عن أخبار الضربة الأميركية على سوريا، وخصوصاً لجهة موقفكم منها؟ يفهم الدبلوماسي الروسي فوراً الإشارة في السؤال: كلام لافروف على عدم استعدادنا للدخول في حرب مع أي كان، هو كلام من باب الدبلوماسية، وجاء في سياق جواب فوري على سؤال في مؤتمر صحافي. أما في مقلب آخر، فثمة واقع مختلف. عنوانه وجود نحو 17 ألف مواطن روسي في سوريا الآن. وهؤلاء يعملون بصفة «خبراء» ضمن مؤسسات الحكومة السورية. ونقول للجميع، لمواطنينا ولكل العالم، إن موسكو ملتزمة الدفاع عن هؤلاء، والدفاع عن سلامتهم الجسدية. هذا أمر محسوم أفهمناه لكل المعنيين. لا عمليات إجلاء كبرى ستحصل في الساعات المقبلة. آخر عملية إجلاء لبعض العائلات التي فضلت مغادرة دمشق، حصلت في الأسبوع الأخير من كانون الثاني الماضي. وتضمنت بضع مئات من العائلات، التي أجليت عبر بيروت. من بقي، أي الـ 17 ألف روسي، هم خبراء ناشطون، باقون في دمشق، وسنحميهم بكل الوسائل الممكنة.هذا الكلام الواضح يقود إلى السؤال عن موازين القوى العسكرية في البحر قبالة سوريا. هنا يكشف الدبلوماسي الروسي أن التعبئة الأميركية لم تكن نتيجة حادثة كيميائي الغوطة المزعومة. معلوماتنا ثابتة وموثقة أن الحشد الأميركي بدأ قبل شهر. وفي المقابل وجودنا هناك معروف ومستمر منذ نحو عامين. منذ كتبتم أنتم في 29 تشرين الثاني 2011، أن معركة سوريا باتت معركة روسيا.ماذا سيحصل إذن؟ كل الاحتمالات مفتوحة. هي نموذج مصغر عن أزمة صواريخ كوبا. فالرئيس أوباما معجب بجون كينيدي، وبوتين أقرب إلى زعيم سوفياتي يُصلح تركة مماثلة لما قبل خروتشيف. وبالتالي كل شيء ممكن. المهم أن تقديرنا يميل إلى عدم حصول شيء هذا الأسبوع. اذهبوا إلى النوم، وإذا استجد طارئ نبلغكم...
- الأخبار: بان كي مون: القرار لمجلس الأمن
أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أن من يقرر اللجوء إلى الخيار العسكري في أي دولة هو مجلس الأمن، لافتاً في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الهولندي، إلى أن «سوريا وصلت إلى مرحلة حرجة، ويجب أن نعطي السلام والدبلوماسية فرصة فيها».وأشار بان إلى أن تقرير لجنة التحقيق الدولية حول استخدام الكيميائي في سوريا «سيقدم إلى مجلس الأمن بعد الانتهاء منه»، لافتاً إلى أن «المحققين أنهوا يومهم الثاني من التحقيق، وبحاجة إلى 4 أيام إضافية لاستكمال مهمتهم في الغوطة بريف دمشق، ويحتاجون إلى مزيد من الوقت لتحليل ما توصلوا إليه».وأشار إلى أن الفريق يعمل تحت ظروف صعبة، مبيناً أن نتائج التحليل الذي سيتوصل إليه الفريق، ستُعرَض في تقرير على مجلس الأمن.وفي وقت سابق دعا بان مجلس الأمن الدولي المنقسم إلى التوحد.وقال في خطاب ألقاه في قصر السلام في لاهاي إنّ «على مجلس الأمن الاتحاد للتحرك من أجل السلام»، مشدداً على أنه «وصلنا إلى اللحظة الأكثر خطورة في هذا النزاع&