وأضاف التقرير ‘انهم اقتنعوا بأن الأمير بندر – المحارب العريق في مجال مؤامرات واشنطن والعالم العربي الدبلوماسية- سيحقق ما لم تستطع وكالة الاستخبارات الأميركية تحقيقه، طائرات محملة بالأموال والسلاح
أثارت تصريحات نقلتها صحيفة ‘وول ستريت جورنال’ الأميركية عن الأمير السعودي بندر بن سلطان آل سعود، قال فيها إن دولة قطر ‘ليست سوى 300 شخص.. وقناة تلفزيونية، وهذا لا يشكل بلداً’، جدلا كبيرا في موقع التواصل الاجتماعي تويتر، حيث شن ناشطون قطريون حملة ضد الأمير، واصفين تصريحاته بأنها مستهجنة و’مهينة’.
وفي تغريدة اعتبرت ردا على تصريح الأمير السعودي، قال وزير الخارجية القطري خالد العطية في صفحته على تويتر إن ‘مواطنا قطريا يعادل شعبا، وشعب قطر عن أمة بأكملها، هذا ما نلقنه لأبنائنا مع كامل الاحترام والتقدير للآخر’.
وجاءت تصريحات الأمير بندر – وفقا للصحيفة- ضمن سياق انتقاد دور قطر في تسليح مجموعات محددة من الثوار في سورية، حيث أشارت الصحيفة إلى أن السعودية والولايات المتحدة عبرتا عن قلقهما من تسليح قطر وتركيا لجماعة الإخوان المسلمين، في حين تنفي قطر وتركيا تفضيلهما لجماعة على أخرى.وقد عبّر أكاديميون وصحافيون قطريون عن انتقادهم لتصريحات الأمير السعودي، واستغرابهم لعدم صدور نفي سعودي لتلك التصريحات التي رأوا فيها ‘إساءة لدولة قطر ولشعبها’.
وشن ناشطون قطريون حملة في تويتر على الأمير بندر عبر وسم (هاشتاغ) ‘لله -درك – يا – قطر’، في حين أطلق ناشطون وسما آخر بعنوان ‘قطر- 300 شخص- وقناة’ سخروا فيه من تصريحات الأمير بندر ضد قطر. وتقول إحدى التغريدات التي أعيد إرسالها كثيرا ‘الأوطان مثل الرجال، ليست بكبر المساحة أو كثرة عدد السكان وإنما بالعدالة وهمة الرجال، ومن عجز عن مجاراة غيره عليه أن ينظر داخل وطنه ويهتم بشعبه’.
في المقابل، دافع مغردون آخرون عن الأمير بندر، وقال أحدهم إن ‘هذه التصريحات لا يمكن أن يتفوه بها رجل سياسي مثل الأمير بندر بن سلطان’. واستطرد مغردون آخرون في ذكر إنجازات الأمير بندر على الصعيدين المحلي والدولي. غير أن أحدهم في رده على تصريحات الأمير اقتبس قول الشاعر الجاهلي السموأل بن عادياء: تعيّرنا أنّا قليل عديدنـا…. فقلت لها إنّ الكـرام قليلو… ما ضرّنا أنّا قليل وجارنا… عزيز وجار الأكثرين ذليل.
ونشرت صحيفة ‘وول ستريت جورنال’ تصريحات الأمير بندر عن قطر ضمن تقرير مطول بعنوان ‘محارب سعودي عريق يعمل على توفير دعم للإطاحة بالأسد’، يفصل الدور الذي تلعبه السعودية تجاه أزمة سورية. وكتب التقرير في ‘وول ستريت جورنال’ كل من نور مالاس ومارغريت كوكر، قالتا فيه إن المسؤولين في وكالة الاستخبارات الأميركية علموا أن السعودية تأخذ موضوع الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد على محمل الجد، حين أوكل الملك السعودي قيادة الجهود في هذا المجال للأمير بندر بن سلطان آل سعود، الذي تشدد في انتقاد قطر.
وأضاف التقرير ‘انهم اقتنعوا بأن الأمير بندر – المحارب العريق في مجال مؤامرات واشنطن والعالم العربي الدبلوماسية- سيحقق ما لم تستطع وكالة الاستخبارات الأميركية تحقيقه، طائرات محملة بالأموال والسلاح، والوساطة’. بحسب ما جاء على لسان أحد المسؤولين في الولايات المتحدة.
وجاء في سياق التقرير أن البعض رأى أنه لا يمكن استبعاد إمكانية تسريب جزء من التمويل السعودي للراديكاليين في سورية فقط، لمواجهة تأثير الإسلاميين المدعومين من قبل قطر. ولم يستبعد مسؤولون أمريكيون إمكانية حصول أخطاء.
وأشار التقرير إلى أن قطر أرادت أيضاً الإطاحة بنظام الأسد الاستبدادي. وفي حين انقسم الأمراء السعوديون حول كيفية المضي قدماً، بسبب قلق البعض حول تسليح المتمردين الذي قد يشكل تهديداً للاستقرار السعودي لاحقاً..