هو صولة هو ثورة هو نار ومواسم للغار هو رائع يشدو نشيد الغيب هو قوة الأحرار
من أقصى الأمنيات جاء، يفتح لنا قلبه مدينة للرجاء، ويملأ صباحاتنا الولهى تيناً وزيتوناً ووطناً "قرمزياً" تعشقه الأرجاء .. في ذكرى تغييبه الخامسة والثلاثين جعلته القصيدة قافيتها والقلب شغافه والضوء صورته إنه الامام السيد موسى الصدر وإنهم احباؤه من جيل لم يره ولم يعايشه مطلقاً ولكنه سمع عنه وقرأ عنه: "هو السيد موسى الصدر الشمعة الأولى في نهج المقاومة في لبنان وهذا الفكر الذي نسير عليه نحن جيل اليوم. كان يعمل على إذكاء روح المقاومة ووحدة لبنان ووحدة المجتمع بدون طائفية ولو ما يزال الإمام الصدر موجودا بيننا لكنا أفضل حالا اليوم بفضل فكره وصوابية رأيه..".
جيل اليوم : نعيش روح السيد الصدر مع سماحة السيد نصرالله
هذا ما يقوله علي أبو طعام ومحمد كوراني اللذان تعرّفا على الإمام الصدر من خلال ثقافة المجتمع وهذه الاحتفالات بذكرى غيابه "فهو مثال ونموذج قدوة بالنبسة إلينا واليوم المقاومة الإسلامية من يكمل درب السيد موسى". ولا يغيب عن بال هؤلاء الشبان وهم يستحضرون صورة السيد موسى في ذهن يتراءى لهم على الفور "سماحة الأمين العام السيد حسن نصرالله فأشعر بأني أمام موسى صدر جديد..لم يغب".
هؤلاء الشبان وجمع غفير اجتمعوا في المهرجان الشعري والفني "شغاف الضوء " في قصر الأونيسكو وفي عاصمته بيروت .. وسط حشد تقدمهم نجله السيد صدر الدين موسى الصدر ورئيس جمعية ابداع الشاعر علي عباس ورئيسة ملتقى الأدباء والشعراء اللبنانيين الشاعرة أمل طنانة وممثل السفير الايراني في بيروت مهدي قهرودي ، رحمة الحاج عضو المكتب السياسي لحركة أمل ، محمد الطفيلي امين المجمع الثافي العربي ، لويس الحايك من مركز تحولات ، ادريس صالح رئيس حزب الوعد الصادق ، حسن ياسين ممثل حزب الله اضافة الى شعراء وأدباء وفنانين ومهتمين ..
مع النشيد الوطني اللبناني كانت البداية ومن ثم نشيد مصور اعده بسام شمس الدين بعنوان : شغاف الضوء .. وبعده قصيدة من شفيق حمادة مقدماً المهرجان.
وألقت الشاعرة امل طنانه كلمة جاء فيها : "خمس وثلاثون سنة ونحن على خطاك .. يثقب أزميل صبرنا صخرة الخلود بالنصر تلو النصر والصمود تلو الصمود. وأضافت :" بعد خمس وثلاثين سنة تحار الكلمات فيه بكتابة الرسائل الى موسى الصدر فيختصرها القلب بجملة واحدة .. ما أبهى حضورك.."
وكانت الكلمة التالية لرئيس جمعية إبداع التي قال فيها : في الذكرى الخامسة والثلاثين لتغييب إمام الحرية والضوء الامام القائد السيد موسى الصدر، وإني لأعتز وافتخر أنني واحد من أولئك الذين أنتسبوا الى حبه وايمانه وسمعوا حرفه وصلوا خلفه واستمسكوا بخطه...
وتابع الشاعر علي عباس :" وفي الذكرى الخامسة والثلاثين لجريمة اخفائه اعتز وافتخر ومعي كل الممتنين لمعروفه والمنتظمين في صفوفه أن اشارك في لحظة وفاء ورجاء وأمل .. وأن نسجل اعتذاراً أخر له في اقامتنا لهذا المهرجان الشعري والفني .. مثابرين على انتباهنا لما قدمه وتركه كمبدع قل نظيره .. وكإنسان عرف الله بالمعنى الحقيقي لا بمفهومه التجريدي .. وترك لنا صباحات كثيرة .. كي لا ننسى و لا نجرح شغاف القلب بشفاه الخوف .. ولا نخدش مشكاة الضوء بأظافر الزيف .. وأكد قائلاً : نحن مصرون على الحب والثقافة والابداع والجمال رغم كل ما يشيعه جبابرة واقزام الغي والموت والدمار والتفجير .. وأضاف مختتماً : حاضرون في كل صباح ولن نستسلم للجراح مصممون على النصر وسيعود موسى الصدر وكلنا أمل بنصر الله".
لماذا هذا الإصرار على تكرار الاحتفال في كل عام ؟! سؤال طرحه موقع المنار على الشاعر علي عباس : "هذه المرة الثالثة إبداع تحتفل بذكرى غياب الإمام الصدر. وهذا الإصرار لأن الإمام الصدر رافع راية النضال والكفاح في العالم العربي .. الإمام الصدر هو الشخصية الدينية التي خلعت ردائها الديني ولبست ثوب القتال وقاتلت إلى جانب المقاومة الفلسطينية وأسس المقاومة اللبنانية ضد العدو الإسرائيلي ..
هو رجل االمؤسسات هذا الإمام هو قائد بحق ما يزال حتى بعد 35 وثلاثين عاماً حاضر ا في مقدمة حضور القادة .. هذا الإمام الذي تنبأ بالثورة الإسلامية في إيران وقال عنها إنها ثورة تغييرية منتصرة ودافع عنها.. هذا الإمام نحن نريد أن نعرّف الأجيال الحالية التي لم تعايشه من خلال هذه الاحتفالات ومثل هذا المهرجان والمؤتمرات وعلى كل صعيد ومن خلال الصورة أن هناك قادة لا يزالون موجودين في هذه الساحة يتوارثون المقاومة وروح النضال جيلا بعد جيل وما تحقيق انتصارات المقاومة اليوم إلا من خلال التزامها بخط هذا الإمام وفكره النير".
وتقديراً لجهوده الكبيرة في حفظ ونشر تراث وفكر القائد المغيّب منح الشاعر علي عباس قلادة الابداع والتميّز للعام 2013 لمركز الامام موسى الصدر للابحاث والدراسات بشخص رئيسه السيد صدر الدين موسى الصدر .. وبعد ذلك ثوالي الشعراء موسى فضل الله ، اسامة حيدر ، احمد صعب ، حسن حجازي وعباس معنى على قراءة قصائدهم .. وفي الختام جال الحضور على المعرض الذي تتضمن كتباً ولوحات وصورا وأعمال غرافيك .. أعده الفنانون : احلا محفوظ ، ايفا هاشم ، ايمان دعيبس، حسن عباس وتابعته أليسار عمرو ..
ومما قاله الشاعر حسن حجازي
في قصيدته "ثلاثون حزناً " :
صدَعتَ بالحقِ لم تُربِكَ كثرَتُهمْ
وكنتَ فينا نبياً صادقِ الخبرِ
يأتي إليكَ ظلاميٌّ فيفجؤهُ
أن عاد وهُو مليءُ البالِ بالسورِ
رياضُ فكرِكَ للظامين مترعةٌ
وجفنُ عينِكَ معقودٌ على السهرِ
قنديلُ ليلكَ صاح لا يراودُهُ
نومٌ, وفكرُكَ سوّاحٌ مدى الفِكَرِ
هم غيبوكَ ولكن غيّبوا وطناً
قدساً أناخَ به جيلٌ من الشجرِ
يهدد الريحَ أن تدنو نواطِحُها
بالسوء أوراقَه في غيرِ مُشتَجرِ
فمن طقوسِ بني الأشجار ثابتةٌ
أن لا يموتَ بداعي الريح والمطرِ
يبقى هنا حاضراً في أوجِ غيبتِهِ
كالعطرِ ناب غيابَ الوردِ والزَهَرِ
ومما جاء في قصيدة اسامة حيدر :
كنا صغار الروح فارتجف الهوى
فينا وثار العمر وانسكب الصهيل
واستيقظت كل المواجع في دم
الأحرار وانتفضت حدود المستحيل
هو قد أتى وبثورة المجد الأثيل
نسج الرؤى واستبعث الحق الأصيل
هو صولة هو ثورة هو نار
ومواسم للغار
هو رائع يشدو نشيد الغيب
هو قوة الأحرار