كشف عضو كتلة "لبنان الحرّ الموحّد" النائب سليم كرم، الذي شارك في اللقاء الماروني الموسّع في بكركي، أنّ أجواء اللقاء كانت جيّدة جداً، متحدثاً عن تجاوب من قبل جميع الأفرقاء المسيحيين
حسين عاصي
نؤيد دعوة بري لعقد جلسة عامة وليقدّم المعترضون عليها البديل
اتفاق الطائف ليس كتابا منزلا ويمكن تعديله لمصلحة البلد
التشنج المسيحي لا يوصل لنتيجة ولقاء بكركي جيد جداً
أسباب خارجية تمنع تأليف الحكومة والبعض يعتقد الدولة مكليته
لقاء بكركي لم يتطرق للأمور الخلافية ولا علاقة له بالمصالحة
رئيس الجمهورية لا يستطيع فعل شيء لأن لا صلاحيات لديه
كشف عضو كتلة "لبنان الحرّ الموحّد" النائب سليم كرم، الذي شارك في اللقاء الماروني الموسّع في بكركي، أنّ أجواء اللقاء كانت جيّدة جداً، متحدثاً عن تجاوب من قبل جميع الأفرقاء المسيحيين بعد أن أدركوا أن التشنج لا يوصل إلا لدمار البلد، مشيراً إلى أنّ اللقاء ركّز على قضية بيع الأراضي ومشاركة المسيحيين الفعّالة في الادارات العامة.
وفي حديث لموقع "المنار" الالكتروني، نفى كرم أن يكون المجتمعون في بكركي قد تطرقوا للملفات الخلافية أو حتى للشأن السياسي، وأكد أنّ لا علاقة لهذا اللقاء بالمصالحة المسيحية التي سبق أن تمّت. وأيّد النائب كرم دعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي لتعديل اتفاق الطائف وتطوير النظام، مؤكداً أنّ الاتفاق المذكور ليس كتاباً منزلاً وبالتالي فمن الممكن تعديله لمصلحة البلد وليس لمصلحة فريق ضدّ آخر.
وفيما تحدث نائب تيار المرده عن أسباب خارجية تحول دون تشكيل الحكومة، أعلن تأييده لدعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري لعقد جلسة عامة للمجلس لبحث عدد من مشاريع القوانين، داعياً المعترضين على هذه الجلسة لاقتراح البديل، خصوصاً أنّ البلد يعيش فراغاً ثقيلاً ولا قدرة لرئيس الجمهورية على فعل شيء لأنّ لا يتمتع بأي صلاحيات.
لمشاركة المسيحيين الفعالة في خدمة الدولة
النائب كرم تطرق في بداية حديثه لموقع "المنار" إلى اللقاء الماروني الموسّع الذي عقد يوم الخميس في بكركي والذي أكد ضرورة المحافظة على الأرض اللبنانية كوسيلة لترسيخ الوجود والهوية والحفاظ على خصوصية لبنان في تعدديته وتنوع مجتمعه ضمن الوحدة، فلفت إلى أنّ اللقاء ركّز بشكل أساسي على قضية بيع الأراضي وكذلك على الوجود المسيحيّ ضمن المؤسسات، وذلك في إطار التشديد على أهمية مشاركة المسيحيين الفعّالة في خدمة الدولة والمواطنين.
وأشار كرم، الذي شارك في لقاء بكركي إضافة إلى أكثر من 35 شخصية مسيحية لبنانية، إلى أنّ أجواء اللقاء كانت جيدة جداً، متحدثاً عن تجاوب من قبل جميع الأفرقاء بعد أن أدركوا أنّ التشنج المسيحي لا يوصل إلى أيّ نتيجة بل هو ضرر للبنان والمسيحيين. واعتبر أنّ جميع الأفرقاء عبّروا عن ذلك في هذا اللقاء حيث حصل اتفاق على ضرورة الابتعاد عن الضغوط والعمل لخدمة الوطن. ورداً على سؤال، أكد كرم أنّ المجتمعين في بكركي شكّلوا لجنة لمتابعة العمل والتنسيق في ما بينهم، مشيراً إلى أنّ هذه اللجنة ستكون مولجة بمتابعة الأمور على جميع الصعد، خصوصاً بالنسبة لمشاركة المسيحيين في الادارات العامة.
لا علاقة بين لقاء بكركي والمصالحة المسيحية
وفيما نفى كرم أن يكون المجتمعون في بكركي قد تطرّقوا من قريب أو من بعيد إلى الملفات الخلافية على كثرتها، موضحاً أنّ التركيز كان على الملفات التي تخصّ المسيحيين وضرورة دعم وجود المسيحيين في المنطقة، أشاد بخطوة البطريرك الماروني بشارة الراعي بجمع القادة المسيحيين، معتبراً أنّ هذه الخطوة كان يجب أن تحصل منذ فترة "وها هو البطريرك يفعّلها الآن وهذا مؤشر إيجابي".
وأكد كرم، رداً على سؤال، أنّ اللقاء الذي حصل في بكركي بين القادة والنواب المسيحيين لا علاقة له بالمصالحة المسيحية، مشيراً إلى أنّ المصالحة شيء وهذا النوع من اللقاءات شيء آخر. وأوضح أنّ المصالحة حصلت وتمّت، لكنها غير مرتبطة بهذا اللقاء الذي حصر اهتمامه بالضرر على المسيحيين ووجودهم في المنطقة.
ونفى كرم أن يكون المجتمعون في بكركي قد تطرّقوا إلى الوضع السياسي، مشيراً إلى أنّ اللقاء غير سياسي بدليل أنّ اللجنة التي شُكّلت لم تؤلَّف بناء على أسس سياسية. وإذ لفت إلى أنّ اللجنة التي شكّلت هي التي ستعقد في المرحلة المقبلة، أكد استعداده كما كلّ المشاركين لتلبية أيّ نداء لأي لقاء آخر في المستقبل.
الطائف ليس كتابا منزلا ويمكن تعديله
ورداً على سؤال عن الدعوة التي صدرت عن البطريرك الماروني بشارة الراعي لتعديل اتفاق الطائف وتعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية، أشار كرم إلى أنّ البطريرك عبّر من خلال هذا الكلام عن رأيه الشخصي. ولفت كرم إلى أنّ كلام البطريرك الراعي عن اتفاق الطائف له أسبابه وموجباته، موضحاً أنّ الثغرات باتت جلية في الآونة الأخيرة حيث أنّ الحكومة لا تؤلَّف ورئيس الجمهورية معطَّل "وكلّ ذلك دفع البطريرك ليطلق هذه الصرخة لكي لا نقع في المحظور أكثر".
وأكد نائب تيار "المرده" أنّه شخصياً يؤيد تعديل اتفاق الطائف، مشدداً على أنّ الاتفاق المذكور الذي أتى نتيجة تسوية ليس منزلاً كما قال البطريرك، وبالتالي فإنّ تعديله لمصلحة الوطن لا لمصلحة فريق سياسي ضد آخر يبقى ممكناً. واستغرب كرم اعتبار فريق من اللبنانيين هذا الاتفاق منزلاً والمسّ به بمثابة خط أحمر، متسائلاً عمّا إذا كانت مصلحة البلد هي الأساس بالنسبة لهؤلاء، مشدداً على أنّ "الدولة ليست ملكية لأحد بل للشعب والأرض". وقال: "لا أحد يستطيع القول أنه يستملك البلد أو أن الحكومة له ولا أحد غيره يستطيع تشكيلها".
وفيما لاحظ أن البلد مشلول، أكد أنّ هناك مسؤولا عن ذلك بدون شك وهذا المسؤول هو الذي يرفض تعديل اتفاق الطائف وتطوير النظام، معتبراً أنه "إذا كان هؤلاء موافقين على بقاء الأمور بهذا الشكل، فإنّ المصيبة تصبح أعظم".
البلد يتجه نحو الهاوية
وحذّر كرم من أنّ البلد يتّجه نحو الهاوية، مشيراً إلى كمّ المشاكل والأزمات التي يعانيها المواطن من البنزين والمازوت والمدارس والغاز الذي لا نستفيد منه والاتصالات، لافتاً إلى أنّ البلد أصبح أشبه بمجموعة قبائل على رأس كلّ منها شخص يشرف عليها ويقرّر وجهتها، متسائلاً عمّا إذا كان ذلك مقبولاً.
ورداً على سؤال عمّا يمنع قوى الأكثرية الجديدة من تشكيل الحكومة، دعا كرم لطرح هذا السؤال على المعنيين بالتأليف وفي مقدّمهم رئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي، متحدثاً عن ضغوط خارجية وتدخلات غربية تمنع هذا التشكيل. واعتبر أنّ أزمة تشكيل الحكومة يجب أن تكون هي الأخرى حافزاً لتطوير النظام.
وأكد كرم أنّ علاقة فريقه السياسي مفتوحة مع جميع أركان الأكثرية الجديدة، لكنه أشار إلى أنّ البلد يتقلب سياسياً خصوصاً مع وجود ما أسماه بـ"الهوى الغربي" في المنطقة. وأكد عدم إمكانية تغيير المنطقة التي لا تزال تعيش على نمط معيّن منذ عشرات السنوات.
واعتبر أنّ الأوضاع الأمنية مفتوحة على مصراعيها، في ظلّ الفراغ الحكومي المستمرّ. وهنا، ميّز كرم بين نوعين من الحروب، موضحاً أن هناك حرب الخارج ولكن هناك أيضاً الحرب الداخلية التي تندلع بين الافرقاء أنفسهم كحصان طروادة، معرباً عن أمله في أن لا تكون موجودة على أرض الواقع.
فليقدّم لنا المعترضون على دعوة بري البديل!
ورداً على سؤال عن موقفه من الدعوة التي وجّهها رئيس المجلس النيابي نبيه بري لعقد جلسة عامة للمجلس النيابي لبحث عدد من مشاريع القوانين، أكد عضو كتلة "لبنان الحرّ الموحّد" أنه يؤيد هذه الدعوة.
وأوضح كرم أنّ لبنان يعيش اليوم فراغاً ثقيلاً، وبالتالي إذا كان هناك مجال لفعل أيّ شيء لسدّ هذا الفراغ، فعلى اللبنانيين أن يسيروا به. وأشار إلى أنّ رئيس الجمهورية، على سبيل المثال، لا يستطيع أن يفعل شيئاً لأنّ لا صلاحيات لديه، ما يعني أنّ المجلس النيابي هو الذي يجب أن يتحرّك، خصوصاً أنّ جهات خارجية لا تزال تعرقل تشكيل الحكومة.
وتعليقاً على اعتبار الفريق الآخر أنّ اجتماع المجلس النيابي في ظلّ حكومة تصريف أعمال ليس شرعياً ولا دستورياً، قال كرم: "فليعطونا البديل إذا لم تكن شرعية ونحن جاهزون". ورداً على تحميل هذا الفريق لفريق كرم السياسي المسؤولية في الفراغ القائم، قال كرم: "هم دائماً يحمّلوننا مسؤولية كلّ شيء. بأي حال، نحن مستعدون لتحمل المسؤولية عندما تكون الحكومة حكومة لون واحد فعلاً لا حكومة مشتركة".
ورداً على سؤال عمّا إذا كانت المعارضة السابقة مستعدة للسير في مسألة الجلسة التشريعية حتى لو قاطعها فريق الرابع عشر من آذار، قال كرم: "إذا استطعنا أن نؤمّن النصاب، فسنسير بها حتى النهاية. وإذا لم نستطع، عندها سيتحملون مسؤولية التعطيل لأنّهم مصرّون على استملاك الدولة ولا يريدون أن نتقدّم لغاية في نفس يعقوب".
وختاماً، دعا كرم الفريق الآخر لحسم أمره، داعياً إياه للكف عن القيام بأشياء غير قانونية ومن ثمّ تغطيتها لدمار البلد، مستشهداً بحادثة وزارة الاتصالات كمثال "حيث قام رجل أمني بتطيير وزيرين أحدهما قرّر ترك الحكومة والذهاب إلى منزله".