يبدو وزير الخارجية الأميركية جون كيري من أكثر المتحمسين للضربة العسكرية المحتملة على سورية وهو أعرب عن ثقته في أن الكونغرس سيدعم موقف الرئيس باراك أوباما بخصوص توجيه الضربة .
يبدو وزير الخارجية الأميركية جون كيري من أكثر المتحمسين للضربة العسكرية المحتملة على سورية وهو أعرب عن ثقته في أن الكونغرس سيدعم موقف الرئيس باراك أوباما بخصوص توجيه الضربة .
حماسة كيري جاءت في معرض شرحه القضية للفوز بتأييد الكونغرس لقرار يسمح باستخدام القوة أن"الأسد انضم الى صدام حسين وهتلر بصفتهم الافراد الوحيدين الذين استخدموا اسلحة كميائية ضد شعوبهم".
وفي مقابلة اجرتها معه شبكة "اي بي سي" التلفزيونية ضمن برنامج "هذا الاسبوع" قال كيري: "لا يمكنني ان افكر في ان الكونغرس سيدير ظهره عن كل تلك المسؤولية، وعن حقيقة انه سيكون قد منح حصانة لدكتاتور عديم الرحمة ليواصل الهجوم بالغاز على شعبه. لا اعتقد ان الكونغرس سيفعل ذلك".
الخبير في الشأن الأميركي الدكتور كامل وزنة وفي مقابلة مع موقع المنار رأى أن"مشروع الضربة على سورية هو مشروع جون كيري وبندر بن سلطان ،وكيري قام بطمأنة بندر في إتصال هاتفي بعد الإخفاق الأولي للمشروع بالقول"إنه سيعمل جاهدا لكي ينجح هذا المشروع ".
واعتبر أن"كيري بدأ حملته للإنتخابات الاميركية القادمة في عام 2016 بمشروع ضربة سورية في مواجهة المرشحة الأوفر حظا هيلاري كلينتون لكي يبدو كرجل دولة وحرب".
وأضاف وزنة أن"هذا يذّكرنا بما فعله الرئيس الاميركي نيكسون عندما أرسل مبعوثه كيسنجر وأبلغ الفيتناميين الجنوبيين عدم التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار مع الشماليين ووعدهم بإعطائهم ظروف تفاوض أكبر عند توليه سدة الحكم".
وتابع "أوباما حوّل المشروع للكونغرس مع العلم أنه لديه صلاحيات بأن يقوم بالضربة بدون الرجوع اليه وهذا يدل على انه ليس مشروعه بل مشروع كيري ".
ورأى وزنة أن حسابات كيري خاطئة ويريد توريط الولايات المتحدة بحرب لا تريدها ولا يريدها العسكر وهذا ما ظهر على لسان رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتين ديمبسي الذي أعلن في حلقات إجتماع مع الكونغرس أن "مصلحة الولايات المتحدة لن تكون افضل مع الفريق الاخر في سورية خاصة أن القوى المسيطرة على المعارضة هي جبهة النصرة والقاعدة والتي هي على لائحة الإرهاب".
وأشار إلى أن" الجو العام في أميركا يدل على أن النقاش حول سورية سيكون فيه الكثير من العقبات السياسية بحيث أن حزب الشاي tea party المحافظ مع الديموقراطيين واليبراليين هم ضد إستخدام القوة العسكرية في سورية".
وأضاف وزنة " الطرح الذي قدمه الرئيس ألاميركي أوباما إعترض عليه الكثير من الديموقراطيين والجمهوريين باعتباره أنه غير محدد ، السناتور الديموقراطي باتريك ليهي(اقدم اعضاء مجلس الشيوخ) اكد "ان مسودة القرار التي ارسلت الى الكونغرس السبت ستُعَدَل هذا الاسبوع عندما يبدأ اعضاء مجلس الشيوخ عقد جلسات استماع بشأن القضية، وان اللجنة القضائية التي يرأسها قد بدأت العمل فعلاً على صياغة بديلة من شأنها ان تضيق نطاق المهمة التي سيأذن بها الكونغرس".
زعيمة الاقلية في مجلس النواب نانسي بيلوسي تقول إنه"يجب ان يكون هناك تعهد من اوباما في حال حصول اي ضربة أن لا ينزل الجيش الاميركي على الأرض السورية"،وتابع أن"أكثر من 60 % من الشعب الأميركي ضد توجيه ضربة الى سورية".
وذكر وزنة أن قناة "أن بي سي" الأميركية وفي إستطلاع للرأي أشارت إلى أن هناك حوالي 80 % من الأميركيين يعتقدون أن على اوباما الحصول على موافقة الكونغرس قبل استخدام القوة في سورية.
ولفت إلى أنه" في 2011 تعرض اوباما لانتقادات من مجلس النواب لعدم طلب بالإذن بالمشاركة بالحرب ضد ليبيا والتي استمرت لأسابيع".
وفي موضوع دراسة الكونغرس لهذا القرار قال وزنة أن 6 لجان (3 في مجلس النواب و3 في مجلس الشيوخ) وهي لجان عسكرية واستخباراتية وعلاقات خارجية سوف تستمع وتحقق بدءا من 9 أيلول/سبتمبر لمدة قد تأخذ 10 أيام تقريبا قبل طرحه على مجلس النواب(435 عضوا) ومجلس الشيوخ(100 عضوا) وفي كلا المجلسين سيكون هناك تصويت وفي حال كانت النتيجة مختلفة بينهما سيكون هناك لجنة المؤتمر التي بدورها تعيد صياغة المشروع .
وأشار وزنة الى ان مجلس الشيوخ يسيطر عليه الديموقراطيون ومجلس النواب يسيطر عليه الجمهوريون.
وأضاف" ان مجلس العموم البريطاني صوّت ضد التدخل العسكري لأنه لم يقتنع بالأدلة والمعلومات والشواهد التي قدمت ، وبالأمس استمع اكثر من 80 عضوا من مجلس النواب والشيوخ للمعلومات التي قدمها البيت الأبيض والخارجية ولم يقتنعوا بالأمر" .
وختم وزنة "في بلد يعيش فيه أكثر من 50 مليون اميركي على المساعدات الغذائية ونسبة البطالة 15% وتصل فيه المديونية الى 17 تريليون دولار فإن المغامرة بأي عمل عسكري سيكون له تداعيات خطيرة ويمكن أن يصل سعر برميل النفط إلى 150 دولار وربما إلى 200 دولار وهذا سيؤدي الى ركود اقتصادي وانهيار ".