أن تقوم جماعات مسلحة وغير مسلحة باستجلاب الإرهابيين إلى بلادها لقتل أبناء جلدتها تحت عناوين الإسلام والتحرير والتحرر وغيرها، فتلك مفارقة اعتدنا عليها في زمن "الربيع العربي" الأميركي ...
احمد علي
أن تقوم جماعات مسلحة وغير مسلحة باستجلاب الإرهابيين إلى بلادها لقتل أبناء جلدتها تحت عناوين الإسلام والتحرير والتحرر وغيرها، فتلك مفارقة اعتدنا عليها في زمن "الربيع العربي" الأميركي ... وأن تكبر جماعات لقطع الرؤوس ببيان يتلى من قبل ملثمين وغير ملثمين (اجانب ومحليين) بإسم الأمير والهيئة الشرعية، فتلك امور اعتدنا على مشاهدتها، ولوثت مقاطعها عيون الكثير من شعوب العالم.
وأن يهلل المعارضون السياسيون والمسلحون في سوريا لضرب العدو الإسرائيلي بلادهم واختراق سيادتهم التي يدعون أنهم يحافظون عليها، فليس هذا بغريب عمن باع وطنه، فالسيادة لديهم هي شبقهم للسلطة ... وأن يعتلوا المنابر للمطالبة بغزو غربي لبلادهم، تحت عنوان الدفاع عن الإنسانية، فليس بالأمر المستغرب أيضاً ...
وأن يسرق مسلحون مصانع الشعب ويتاجرون بها لدى دول أطماعها لا تحصى في خيرات بلادهم، فتلك أوراق اعتماد يقدمها من رهن نفسه لمن يمول غزواته ... وأن يدمر مسلحون حضارة بلادهم بالإشتراك مع أجانب، فلا يفعلها سوى من لا دين له ولا حضارة ولا وطن.
غير أن من يبرئ سلفا من تلوث بدماء الأطفال والنساء والرجال والشيوخ في أفغانستان والعراق وفلسطين وكوسوفو وغيرها، فتلك كارثة لا يتجرأ على القيام بها إلا الخائن والسفاح.
شخص يحسب نفسه عقيدا ويدعى "قاسم سعد الدين"، وهو عضو القيادة العليا العسكرية في أركان ما يسمى "الجيش الحر"، قال في تصريح نقلته وسائل الإعلام الداعمة للعدوان على سوريا، إن "النظام قام بتفخيخ الأبنية حتى يتم قتل المدنيين خلال الضربة العسكرية، ليتم بعدها وضع اللوم على الغرب وأميركا".
وكأن الجيش الأميركي لم يقتل مدنيا في حروبه، ولم يعذب معتقلا في سجونه، ولم يعتدي على بلد في تاريخه ... لن نتحدث في جرائم هذا الجيش، فكل شخص شريف يعلم من هو الجيش الأميركي، وما هي السياسة الأميركية، غير أن من انغمس في الجريمة والدماء، لا يستطيع أن يرى العدو الإسرائيلي وأميركا إلا حلفاءه وأصدقاءه.
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه