رأى الخبير ان إطلاق الصاروخين ممكن إعتباره جس نبض للدفاعات الجوية السورية ولفت الى ان الرادارات و اجهزة الإستطلاع إن تم رصد الإشارات الصادرة عنها سوف يتم إعتبارها أهدافا
احمد الحاج علي - موسكو
اشار الخبير العسكري في أكاديمية المشاكل الجيوسياسية فيتشيسلاف أوندانياتسوف أن القطع البحرية الروسية ال 22 المرابطة قبالة السواحل السورية لم تقم بردة فعل على إطلاق الصاروخين بإتجاه السواحل السورية و اللذان سقطا على بعد 300 كلم منها.
وأضاف الخبير العسكري في مقابلة مع المنار أن القطع البحرية الروسية كان من الممكن أن تعتبر إطلاق الصاروخين عملا عدائيا و لكن الظاهر أن تلك القوات كانت تفتقر للأمر العسكري من القيادة.
ورأى ان إطلاق الصاروخين ممكن إعتباره جس نبض للدفاعات الجوية السورية والذي يجري ليس للمرة الأولى. وقال: لو تذكرنا الاحداث التي جرت منذ نصف عام تقريبا، محاولة القوات الجوية التركية رصد جهوزية الدفاعات الجوية السورية، عندما تم إسقاط طائرة تركية أف 4 . ومنذ أشهر قليلة قامت القوات الجوية الإسرائيلية بإستهداف سوريا بضربات جوية ثلاث مرات، و إحدى هذه الضربات نفذت من فوق الأراضي اللبنانية، و التي إستهدفت ضواحي دمشق حيث تم تدمير موقع عسكري في قاسيون.
ولفت الى ان الرادارات و اجهزة الإستطلاع إن تم تفعيلها و رصد الإشارات الصادرة عنها في المجال الكهرومغناطيسي سوف يتم إعتبارها أهدافا مستقبلية من قبل العدو، وخبر إطلاق هذين الصاروخين إنتشر بشكل عاجل و أول من أعلن عن الخبر هي روسيا، معتمدة على المعلومات التي توصلت إليها قاعدة الإستطلاع الرادارية في ارمافير في شمال القوقاز الروسي، في حين لم يصدر الخبر عن أية دولة أخرى في العالم.
واشار الى ان الإطلاق تم في تمام الساعة العاشرة وتسع دقائق صباحا بتوقيت موسكو، بحسب مصادر قاعدة أرمافير الراديورادارية، و بعدها بدأت التأكيدات و الإستيضاحات فجرى إرسال طلب إستيضاح إلى البنتاغون، و تبين للوهلة من الرد أن "وزارة الدفاع الأميركية" لا تدري شيئا عن إطلاق الصاروخين، فبرز سؤال عن هوية الجهة المطلقة للصاروخين!
وقال: الأنباء الأخيرة أفادت أنه و كأن إسرائيل هي من قامت بالعمل، لماذا؟ و جاء تأكيد و توضيح أن الصاروخين سقطا في المياه على بعد 300 كلم السواحل السورية. لماذا؟ فهذه الكيلومترات ال300 تكشف كل السر، فالدفاعات الجوية السورية تمتلك أنظمة سوفياتية و روسية الصنع و نظام بلاستيون، الذي تدخل صواريخ أونيكس ضمنه، وياخونت، وهذه الصواريخ مداها 300 كلم تحديدا.
الخبراء العسكريون الروس رأوا في عملية الإطلاق تحضيرا لعملية عدائية لا بد من التمهيد لها برصد جهوزية الدفاعات السوري مدى قدرتها على إستهداف و إعتراض الأهداف الجوية.
وبحسب مصادر نيابية روسية فإن هذا الأمر يندرج ضمن نوايا عدائية يتم التمهيد لها ضد سوريا.
الإبهام حول هوية مطلقي الصواريخ لا يمكن تبريره فالقطع البحرية الروسية المدعومة بقاعدة رادارية عملاقة في منطقة أرمافير للإنذار المبكر في شمال القوقاز الروسي لديها ما يكفي من القدرات التكنولوجية التقنية الرادارية الإستخباراتية لمعرفة هوية و مصدر و مسار وهدف مطلقي الصواريخ حتى قبل سقوطهما.
سرعان ما أبلغ وزير الدفاع الروسي سيرغي شايغو رئيسه فلاديمير بوتين بخطر الصاروخين البالستيين لدى إنطلاقهما. و ظل الإبهام مسيطرا حتى تواترت الأخبار عن قيام قوات الحرب الصهيونية بتجربة صاروخية لنظام دفاع صاروخي إسرائيلي من طراز ياكور أي المرساة و هي منظومة تستعمل لإختبار أنظمة الدفاع المضادة للصواريخ. و لكن من على متن أية قطع بحرية؟ و هل يمتلك الكيان العبري منصات إطلاق بحرية قادرة على رمي صواريخ بالستية؟ فالشكوك و الأدلة كانت تركز حول قوات البحرية الأميركية و لكن بينما نفى البنتاغون للروس أية علاقة له بالعملية، فضح الصهاينة تورط الولايات المتحدة بالأمر حيث صرح المتحدث بإسم وزارة الحرب الصهيونية أن كيانه أجرى تجربة صاروخية مشتركة مع قوات البحرية الأميركية التي يتم حشدها للعدوان على سوريا.
لم يصدر أمر لقوات البحرية الروسية بإعتراض الصاروخين رغم رصدهما ساعة الإطلاق الا أن مصادر روسية رفيعة المستوى رأت في العملية تأكيدا على نوايا واشنطن في الإعداد لعملية عسكرية ضد سوريا.