أعلن عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب علي خريس أنّ أجواء الساعات الأربع والعشرين الماضية على صعيد تشكيل الحكومة كانت "إلى حدّ ما" إيجابية
حسين عاصي
جلسة 8 حزيران ليست تحديا لأحد.. ومنطق الفريق الآخر كيدي
أجواء الساعات الماضية كانت إيجابية "إلى حدّ ما"
ضغوطات خارجية تؤخر التأليف و"نشاط" كونيللي خير دليل
اتفاق الطائف ليس قرآنا ولا إنجيلا.. ونتبنى كلام السيد نصرالله
يريدون أن يموت المجلس النيابي.. والفراغ يولّد الفوضى!
أعلن عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب علي خريس أنّ أجواء الساعات الأربع والعشرين الماضية على صعيد تشكيل الحكومة كانت "إلى حدّ ما" إيجابية، ولكنّه أقرّ بصعوبة عكس هذه الأجواء على أرض الواقع انطلاقاً من التجارب السابقة حيث كان المنحى الايجابي ينهار فجأة وتعود الأمور إلى النقطة الصفر.
وفي حديث خاص لموقع "المنار" الالكتروني، تحدث خريس عن ضغوطات وإملاءات خارجية تقف وراء التأخير الحاصل في تشكيل الحكومة، ملاحظاً "نشاط" السفيرة الأميركية في لبنان مورا كونيللي كلّما ظهرت في الأفق أجواء تفاؤل أو حلحلة.
وأكّد خريس أنّ الدعوة التي وجّهها رئيس المجلس النيابي نبيه بري لعقد جلسة تشريعية لا يمكن أن تشكّل تحدياً لأحد، مشدداً على عدم جواز تعطيل المؤسسات الدستورية ولا سيما مؤسسة مجلس النواب، متسائلاً كيف وافق من يعترضون على عقد هذه الجلسة اليوم على جلسة العام 2005 التي أقرّت قانون العفو عن رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع، والتي حصلت في ظلّ حكومة تصريف أعمال.
وفيما أعرب عن اعتقاده بأنّ المواقف الأخيرة لرئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط تنطلق من حرصه على البلد، أعلن أنه يتبنى كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من موضوع اتفاق الطائف وتطوير النظام، موضحاً أنّ الحديث عن تعديل الطائف يحتاج إلى أجواء مختلفة من الأجواء السائدة هذه الأيام.
أجواء الساعات الماضية إيجابية.. والعرقلة خارجية
النائب خريس أكّد أنّ أجواء الساعات الأربع والعشرين الماضية على صعيد المشاورات لتشكيل الحكومة العتيدة كانت "إلى حدّ ما إيجابية"، لكنه لفت إلى صعوبة عكس هذا الجوّ الايجابي على أرض الواقع انطلاقاً من التجارب السابقة حيث يكون المنحى إيجابياً وفجأة تنهار كل الأجواء التفاؤلية وتعود الأمور إلى نقطة الصفر.
وإذ جزم خريس أنّ هناك مسؤوليات على هذا الصعيد، تحدّث عن ضغوطات تأتي من الخارج وعن إملاءات تأتي من الخارج على شاكلة أنّ الحكومة يجب أن تشكّل "ولكن هناك وزارات معيّنة يجب أن تبقى بعيدة عن القوى السياسية الأساسية الفاعلة في البلد".
وفيما حذر خريس من أنّ التأخير في تشكيل الحكومة يولّد فراغاً وأنّ الفراغ يولّد فوضى، شدّد على أنّ الوضع لم يعد يُحتمل، مشيراً إلى أنّ مسؤولية الاسراع في إنجاز التشكيلة الحكومية هي مسؤولية الجميع ولكنّها بالدرجة الأولى مسؤولية رئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي بالتعاون مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان.
واعتبر خريس أنّ اللقاءات يجب أن تتكثف بشكل كبير خلال الساعات المقبلة، لافتاً إلى الدور الجوهري الذي يلعبه على هذا الصعيد "الخليلان"، في إشارة إلى المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل. وإذ ثمّن هذا التحرك، تمنى أن يترجم على أرض الواقع.
ورداً على سؤال عن نفي رئيس الحكومة المكلف ما يروّج عن تعرّضه لضغوطات تمنعه من إنجاز مهمّته، تمنى خريس أن يكون كلام ميقاتي صحيحاً، ولكنه لفت إلى أنّ الوقائع تؤشر إلى غير ذلك. وتوقف عند تصريح رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون الذي قال فيه أنّ الأسباب الداخلية التي تحول دون التأليف قد زالت، متسائلاً إزاء ذلك أين هي المشكلة الفعلية.
السفيرة "النشيطة" تسعى لتؤكد على جو الانقسام
وتطرق النائب خريس إلى الحراك الأميركي على صعيد تشكيل الحكومة الذي يُترجَم عبر نشاط السفيرة الأميركية في لبنان مورا كونيللي في لبنان، على خلفية الزيارة التي قامت بها لرئيس المجلس النيابي نبيه بري هذا الأسبوع.
ولفت خريس إلى مفارقة واضحة تعكسها السفيرة الأميركية "النشيطة"، كما وصفها، ملاحظاً كيف أنّ هذه السفير تنشط بقوة كلّما برزت أجواء تفاؤلية في البلد وكلما زاد الحديث عن حلحلة ممكنة.
واعتبر خريس أنّ هذه السفيرة تسعى على ما يبدو لتؤكّد على جوّ الانقسام، مشيراً إلى أنّ ذلك برز جلياً من خلال الزيارة التي قامت بها السفيرة الأميركية إلى المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، وذلك بعيد حادثة وزارة الاتصالات الشهيرة وتداعياتها المستمرّة لغاية تاريخه.
وتعليقاً على زيارتها رئيس المجلس النيابي هذا الأسبوع، لفت خريس إلى أنّ الرئيس نبيه بري يستقبل جميع الدبلوماسيين كما هو معلوم بحكم موقعه رئيساً للمجلس النيابي. وذكّر بأنه لم يلتق معاون وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان خلال زيارته الأخيرة للبنان لكثرة مشاغله "وكان في الوقت نفسه يوجّه رسالة لمن يعنيه الأمر مفادها أنّ الضغوطات الأميركية لن تنفع سواء على صعيد الداخل أو في المنطقة.
وأشار في هذا السياق إلى الضغوطات التي تتعرّض لها سورية في هذه الفترة من قبل الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا إضافة إلى الأنظمة العربية المنبطحة انباطاحاً كاملاً في الأحضان الأميركية، محذراً من أنّ المطلوب هو فكّ ارتباط سوريا مع المقاومة في لبنان وفلسطين وكذلك فك ارتباطها مع إيران حتى تتجه في الاتجاه الآخر "لكننا جميعاً نعلم سوريا والمواقف المبدئية التي يمكن أن تحيد عنها".
موقف ميقاتي والصفدي وكرامي.. لعدم كسر الجرّة!
عضو كتلة "التحرير والتنمية" أوضح أنّ الدعوة التي وجّهها رئيس المجلس النيابي نبيه بري لعقد جلسة عامة للمجلس يوم الأربعاء المقبل لبحث عدد من مشاريع واقتراحات القوانين لا يمكن أن تكون تحدياً لأحد، بل تنطلق من مفهوم عدم جواز تعطيل المؤسسات الدستورية والتحكّم بالبلد.
وتوجّه خريس إلى من يعارضون هذه الجلسة ويعتبرونها غير دستورية وغير قانونية خصوصاً أنها تنعقد في ظلّ حكومة تصريف أعمال، متسائلاً كيف قبلوا ووافقوا أن تنعقد جلسة تشريعية مماثلة في العام 2005 بظلّ أجواء شبيهة وحكومة تصريف أعمال، وذلك في إشارة إلى الجلسة التي أقرّت قانون العفو عن رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع.
وأشار إلى أنّ هناك قضايا مصيرية يواجهها البلد اليوم خصوصاً على الصعيدين الاقتصادي والمالي وحاكمية مصرف لبنان، لافتاً إلى عدم جواز تعطيل المؤسسات ولا سيما مؤسسة مجلس النواب التي تبقى المؤسسة الأم.
ورداً على سؤال عن البيان الذي أصدره رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي والنائب أحمد كرامي والذي أعلنوا فيه عدم مشاركتهم بجلسة الثامن من حزيران "حفاظا على دور المؤسسات وانسجاما مع اقتناعاتهم بعدم زيادة الشرخ بين اللبنانيين"، أعرب خريس عن احترامه لموقف لكنه لفت إلى أنهم قد لا يكونون مقتنعين بهذا الموقف إلا أنهم أخذوه لعدم كسر الجرّة مع الفريق الآخر، ملاحظاً في هذا السياق الكلام الصادر عن ميقاتي الذي تمنى فيه إعلان الحكومة قبل الجلسة لسحب السجال حولها.
وسخر خريس من القائلين بأنّ الدعوة لعقد الجلسة هي بمثابة تحدٍ أو إحراج لأحد، متسائلاً كيف تكون كذلك "فهل المجلس النيابي غائب أم أنهم يريدون أن تموت هذه المؤسسة أيضاً؟ هل يجب أن تُنتهَك كلّ المؤسسات لأنّ الحكومة لم تُشكّل؟".
وفيما وصف هذا الكلام بالكيدي، معتبراً أنّ الفريق الآخر لا يريد أن تنعقد هذه الجلسة لأهداف باتت معروفة وواضحة، أكد أن فريقه السياسي في المقابل لا يعمل بكيدية وانتقام بل على العكس بمسؤولية، خصوصاً أنّ القضايا التي ستُطرح في هذه الجلسة أكثر من ملحّة من الوضع الاقتصادي والمالي إلى وضع السجون وضرورة تخفيف المعاناة.
أتبنى كلام سماحة السيد...
ورداً على سؤال عن المواقف الأخيرة لرئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، أعرب النائب خريس عن اعتقاده بأنّ جنبلاط يتحدّث من حرصه على البلد وليحثّ جميع الأفرقاء على الاسراع ببذل كل الجهود الممكنة لتشكيل الحكومة.
ولفت خريس إلى أنه يوافق جنبلاط في قوله أنّ التأخير والتأجيل يولّد فراغاً وأنّ الفراغ يولّد فوضى. وذكّر بأنّ جنبلاط لم يقل مرّة أنه بات جزءاً من قوى الثامن من آذار بل قال إنه وسطي وهذا ما يحاول إثباته الآن.
وفيما أكّد خريس أنّ النائب جنبلاط لم يعلن بعد موقفه النهائي من جلسة الثامن من حزيران، رفض استباق الأمور وتحليل سبب تريّث جنبلاط في إعلان هذا الموقف.
لكنّ خريس جزم أنّ الرئيس بري لن يتراجع حتى لو لم يكتمل النصاب في جلسة الأربعاء، مذكّراً بأنه قال أنه سيدعو لجلسة ثانية وثالثة ورابعة إذا حصل ذلك لأنّ هدفه هو حماية البلد.
ورداً على سؤال عن السجال الذي شهده لبنان هذا الأسبوع حول إمكانية تعديل اتفاق الطائف، أعلن خريس أنه يتبنى كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن تطوير النظام، مشيراً إلى أنّ الحديث عن تعديل اتفاق الطائف يحتاج إلى أجواء مختلفة وأكثر تماسكاً ووحدة حتى يمكن النقاش بموضوع بهذه الحساسية بعيداً عن التشنج. لكنّ خريس شدّد على أنّ اتفاق الطائف ليس قرآناً ولا إنجيلاً، وبالتالي فإنّ تعديله ممكنه ولكنّ ذلك يحتاج إلى أجواء ملائمة أكثر من الأجواء السائدة هذه الأيام.