الفُل من النباتات العطرية الفواحة التي يستطيع المواطن البسيط أن يجعلها في متناوله كل يوم ويعود بها كهدية طيبة إلى زوجته في المساء، كتعبير عن الحب والمودة الكبيرة.

لا يعرف أغلب اليمنيين أسماء ''ماركات'' العطور العالمية ، وربما لم يسمعوا بها ، لكن جميعهم، رجالاً ونساء، يعرفون نباتا عطرياً يفوق في نظرهم هذه الأسماء التجارية في الرائحة العطرة .. هو الفُل، أو ما يُعرف بالياسمين اليمني.

باتت شجرة الفُل، التي يكثر انتاجها في اليمن خلال شهر الصيف ''رمز الحب والجمال '' في أوساط المجتمع، وأهم انواع الزينة للمرأة اليمنية في الأعراس والحفلات العائلية، حيث تتباهي كل امرأة بكمية العقود المطرزة من الفُل على صدرها على شكل قلادة.

ويبقى ''الفُل'' الضيف الدائم في أعراس اليمن، حيث من التقاليد قيام العريس بوضع قلادة كبيرة على عنقه تصل أحيانا إلى طول متر، كما تتزين به العروس على صدرها بقلادات تصل إلى نصف متر، ويتم تطريزه وسط شعرها ليضع شكلاً جماليا للمرأة.

وفي المناطق الحارة اليمنية، وخصوصا في منطقة ''تهامة'' شمال اليمن، وفي''لحج '' جنوبا، تنتشر رواية عن زراعة ''الفُل'' تقول إن الأمير  لحج ''أحمد فضل القمندان'' هو من أتى بها من الهند، وقام  بغرسها في بستان الحسيني محافظة لحج, ومنها انتشرت إلى مناطق أخرى.

و''الفُل'' من النباتات العطرية الفواحة التي يستطيع المواطن البسيط أن يجعلها في متناوله كل يوم ويعود بها كهدية طيبة إلى زوجته في المساء، كتعبير عن الحب والمودة الكبيرة.

ومثلما أصبح ''الفُل'' مصدر بهجة للنفس، وأسطورة غرامية لارتباطه الجذري بحفلات الزواج بشكل خاص، أصبحت تجارة ''الفُل'' حرفة شعبية في المجتمع تجذب كثير الأيادي العاملة باليمن، والتي وجدت فيه مصدراً للرزق.

وعلى الرغم من انتشار زراعة ''الفُل'' في محافظات باردة كمحافظة ذمار الشهيرة بطقسها البارد, إلا أن للفُل التهامي واللحجي ميزته الخاصة ورائحته العطرة، ويتم تصديره بجهود ذاتيه من قبل المزارعين إلى الدول الخليجية المجاورة .

ويؤكد خبراء زراعيون أن نبات الفُل ''يتطلب مناخاً استوائياً دافئاً''، وأفضل درجة حرارة للنمو هي 52 درجة مئوية على أنه يتحمل الحر الشديد ولا يتحمل البرودة المنخفضة.