لا يزال موضوع الضربة الاميركية المحتملة على سوريا يتصدر اهتمامات الصحف اللبنانية، وقد تناولته اليوم من زاوية قمة مجموعة العشرين
لا يزال موضوع الضربة الاميركية المحتملة على سوريا يتصدر اهتمامات الصحف اللبنانية، وقد تناولته اليوم من زاوية قمة مجموعة العشرين التي انعقدت في روسيا والتي هيمن عليها هذا الملف حيث بدت الانقسامات بين قادة دول المجموعة حول الضربة. كما كان حديث للصحف في الملف الحكومي اللبناني مع استبعاد اي تطورات حاسمة قريبة في تأليف الحكومة.
السفير
صحيفة السفير أبرزت مناقشات قمة العشرين حول سوريا في صفحتها الاولى معتبرة ان هذه القمة حاصرت اوباما حول فكرة الحرب على سوريا، وتعرض الرئيس الاميركي لضغوط متزايدة اعتراضا على العمل العسكري.
«قمة العشرين» تحاصر أوباما والحرب على سوريا
هيمنت التهديدات الأميركية بالحرب على سوريا على أجواء قمة مجموعة دول العشرين في سان بطرسبرغ الروسية أمس، والتي كشفت عنها مصافحة وابتسامة باردة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما، اللذين يقفان على نقيض بعضهما البعض بشأن الملف السوري.
ولم تكد تفتتح أعمال القمة، حتى وجه بوتين دعوة الى زعماء الدول لبحث الملف السوري حول طاولة عشاء، وأعلنت وزارة الخارجية الروسية عن زيارة سيقوم بها وزير الخارجية السورية وليد المعلم إلى موسكو الاثنين المقبل، ما يمكن أن يشير إلى احتمال وجود «طبخة» تسوية ما حول الأزمة السورية، حيث أن زيارة المعلم ستتم بعد 3 أيام من اختتام القمة واجتماع لوزراء خارجية دول العشرين اليوم مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، لكنها ستتزامن مع انعقاد جلسة الكونغرس الذي يفترض أن يصوت على قرار بتفويض اوباما شن الحرب.
وبدا أن بوتين الذي وقف كقيصر يستقبل ضيوفه في قصر قسطنطين، كسب الجولة الأولى من صراع التجاذب مع أوباما، اذ تعرض الرئيس الاميركي لضغوط متزايدة من زعماء العالم اعتراضا على العمل العسكري المحتمل ضد سوريا، حيث بدا اوباما شبه وحيد في موقفه باستثناء «حلفاء» كتركيا وفرنسا، لكنه سعى الى الايحاء بانه ماض في جدول اعماله كالمعتاد حيث اجرى مشاورات هاتفية مع نواب اميركيين للحصول على دعمهم، فيما ألغى زيارة كان يعتزم القيام بها الى كاليفورنيا، في مطلع الاسبوع المقبل، ليتسنى له متابعة الملف السوري.
وفي تحول لافت في المواقع، فان بوتين كان يبدو شبه منعزل في موضوع سوريا خلال قمة مجموعة «الثماني» في موسكو في حزيران الماضي. ووصف السكرتير الصحافي للكرملين ديمتري بيسكوف «معسكر المؤيدين لتوجيه ضربة إلى سوريا بأنه منقسم». وقال «يتعذر القول إن كثيرا من الدول تؤيد فكرة القيام بعملية عسكرية».
ورسم أوباما على وجهه ابتسامة جامدة وهو يقترب من بوتين لمصافحته عند وصوله إلى القمة. وكان التعبير على وجه بوتين رسميا كذلك. ولم يبتسم أوباما ابتسامة عريضة إلا عندما التفتا لكاميرات المصورين. وتبادل مع بوتين، لمدة 15 ثانية، بعض الكلمات.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، «يتوجه وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى موسكو الاثنين للقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف والتباحث حول كافة جوانب الوضع في سوريا». وأضافت أن «روسيا لا تزال مقتنعة بأنه من الضروري وضع حد لأعمال العنف ومعاناة المدنيين في سوريا في أسرع وقت، من دون محاولات للتدخل العسكري الخارجي بالالتفاف على مجلس الأمن الدولي».
وذكرت وزارة الخارجية الروسية، أن وزير الخارجية سيرغي لافروف أكد، في اتصال هاتفي تلقاه من نظيره الأميركي جون كيري، «ضرورة طرح نتائج تحقيق خبراء الأمم المتحدة في استخدام السلاح الكيميائي في سوريا على مجلس الأمن الدولي لاتخاذ أي قرارات لاحقة، ونحن نرفض استخدام القوة التفافا على هذه الآلية». وأضافت «اتفق لافروف وكيري على استخدام القنوات الموجودة لتبادل المعلومات على مستوى الخبراء».
وفي هذه الأجواء الحربية تحاول الأمم المتحدة إرساء السلام بحيث أعلنت عن الوصول المفاجئ إلى سان بطرسبرغ لموفدها الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي لمساعدة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على إقناع قادة العالم بعقد مؤتمر «جنيف 2» حول سوريا. وقال لافروف إن الإبراهيمي سيحل اليوم «ضيفا على فطور عمل مع وزراء خارجية دول مجموعة العشرين».
وقال بان كي مون، في بيان، «بينما يركز العالم على مخاوف من الاستخدام المحتمل لأسلحة كيميائية في سوريا، يجب أن نضغط أكثر من اجل عقد مؤتمر دولي بشأن سوريا في جنيف. الحل السياسي هو السبيل الوحيد لتفادي حمام دم في سوريا».
وكسب بوتين الجولة الأولى في القمة، عندما اتخذت مجموعة «بريكس» والصين والاتحاد الأوروبي والبابا فرنسيس، بالإضافة إلى الأمم المتحدة، مواقف أقرب إليه من أوباما ونظيره الفرنسي فرنسوا هولاند بخصوص احتمال التدخل العسكري ومشروعيته.
وقال نائب وزير المالية الصيني تشو قوانغ ياو «سيكون للعمل العسكري تأثير سلبي على الاقتصاد العالمي، وخصوصا على سعر النفط. سيتسبب في ارتفاع سعر النفط»، فيما أعلن المتحدث باسم الوفد الصيني كين غانغ إن «الوضع الحالي يظهر أن الحل السياسي هو الطريق الوحيد» الممكن لحل الأزمة.
النهار
صحيفة النهار ابرزت ايضا قمة العشرين التي اسمتها قمة الافتراق الاميركي –الروسي خاصة ان اجواء الحرب على سوريا والخلاف الاميركي الروسي المستحكم حول الملف هيمنا على هذه القمة.
قمة الافتراق الأميركي - الروسي حول سوريا
واشنطن: موسكو تتّخذ مجلس الأمن رهينة
تعرض الرئيس الأميركي باراك أوباما امس لضغوط متزايدة من زعماء العالم لثنيه عن القيام بعمل عسكري ضد سوريا في قمة مجموعة العشرين التي بدأت أعمالها في مدينة بطرسبرج الروسية. وبينما كان مفترضاً ان تناقش القمة قضايا الاقتصاد العالمي، طغى عليها الصراع في سوريا. وتتحرك الكنيسة الكاثوليكية بطريقة غير مسبوقة منذ حملتها لوقف الحرب في العراق عام 2003، لمنع اللجوء الى الخيار العسكري.
ومع تصاعد لهجة التهديد والوعيد، عبرت ثلاث سفن حربية روسية الخميس مضيق البوسفور التركي متجهة الى شرق المتوسط قبالة السواحل السورية. واعلنت وزارة الخارجية الروسية ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيزور الاثنين موسكو للقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف والبحث معه في كل جوانب الوضع في سوريا".
ميدانيا، قتل في غرب دمشق اربعة اشخاص واصيب ستة بجروح في هجوم بسيارة مفخخة. وتدور اشتباكات عنيفة بين وحدات الجيش النظامي ومقاتلين اسلاميين في بلدة معلولا التاريخية بريف دمشق، بعد هجوم شنه مئات المسلحين على البلدة ذات الغالبية المسيحية.
في الموضوع اللبناني ابرزت الصحيفة ملف اللاجئين السوريين في لبنان والازمة التي يواجهها لبنان في هذا الملف، في ظل الاعداد الكبيرة للاجئين وحاجته الى مساعدات دولية للتصدي لهذه المشكلة.
لبنان الخائب من شحّ المساعدات يُراهن على مؤتمر نيويورك
200 ألف لاجئ سوري بلا معونة غذائية الشهر المقبل
فيما بدا كلام الرئيس المكلف تمام سلام في القصر الجمهوري امس أبلغ من أي تعبير عن صعوبة رهان في الظروف الحالية على اي جهود جديدة لتشكيل حكومة وتحرير الرئيس المكلف من حصار القيود و"غابة الشروط" التي تعترضه، واجه لبنان همًّا طارئا اضافيا في أزمة اللاجئين السوريين الى أرضه، تمثل في خفض المساعدات الدولية الغذائية لهم مما شكل مؤشرا سلبيا من شأنه زيادة الاثقال التي يرزح تحتها لبنان في مواجهة هذه الازمة.
ولعل المفارقة اللافتة في هذا الاطار تجلت في ان المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أعلنت عزمها على خفض مساعداتها الغذائية للاجئين السوريين في لبنان اعتبارا من الشهر المقبل، وقت تجري الاستعدادات اللبنانية لمؤتمر لأصدقاء لبنان على هامش الدورة العادية للجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك في الثلث الاخير من الشهر الجاري، والذي سيخصص الجانب الاساسي فيه لدرس سبل دعم لبنان لتحمل أعباء النزوح السوري اليه.
وكانت الناطقة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين روبرتا روسو أبلغت امس "وكالة الصحافة الفرنسية" ان المفوضية تعتزم خفض مساعداتها الغذائية للاجئين السوريين في لبنان، مما يعني عمليا وقف هذه المساعدات لاكثر من ربع اللاجئين المسجلين في لبنان والبالغ عددهم زهاء 720 الفا. وقالت إن أحد أسباب هذه الخطوة "هو النقص في الموارد" التي تصل الى المفوضية العليا. وأوضحت ان حملة اغاثة اللاجئين السوريين "سعت الى جمع 1,27 مليار دولار تم دفع 27 في المئة منها فقط". وأضافت ان وكالات الاغاثة تتخذ "قرارات صعبة" يوميا في شأن سبل صرف الموارد المحدودة. وقدرت ان الخطوة ستطاول زهاء 200 الف شخص أي ما نسبته 28 في المئة من اللاجئين السوريين الذين سيتوقفون عن تسلم أي مساعدة من هذا النوع.
ويتوقع ان يحتل موضوع اللاجئين حيزا من اجتماع المجلس الاعلى للدفاع اليوم في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان، الى القضايا الامنية الاخرى، علما ان وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور سيطلع المجلس على نتائج مشاركته في مؤتمر عن النازحين في سويسرا.
أبو فاعور
وصرّح الوزير ابو فاعور لـ"النهار" بأن مشاركة لبنان في اجتماع جنيف الاخير "كانت فرصة لنعود فنؤكد ان لبنان يتحمل العبء الاكبر من النازحين بالحد الادنى من المساعدات قياسا بالبلدان الاخرى، وان التجاوب الدولي بشكل عام مخيّب للآمال، وتاليا اذا استمرت الامور على هذا النحو فاننا مقبلون على أزمة كبيرة".
وأضاف: "لقد جرت حتى الآن تلبية 27 في المئة فقط من الحاجات المالية وهذا رقم محبط. وما يزيد الامور تفاقما ان الدولة لم تحصل على المساعدات تحديدا في قطاعيّ الصحة والتعليم اللذين ينوء لبنان تحت وطأتهما بحمل كبير. لذا فان الآمال معقودة على مؤتمر الامم المتحدة في نيويورك في 25 الجاري لايجاد حلول لهذه المعضلات". وأوضح ان لبنان رفع في جنيف "الصوت عاليا ليس في قضية الاموال، بل في الخيارات التي تخفف النزوح ولا سيما في مجال المشاركة في تحمل أعباء أعداد النازحين. وقد تحقق حتى الآن اختراق واحد عبر استضافة المانيا خمسة آلاف نازح، فيما أعلن المفوض السامي للامم المتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس انه سيبدأ تطبيق مسألة اعادة توطين النازحين السوريين وسيستفيد لبنان من ذلك شرط ألا يستهدف مسيحيي سوريا". وردا على سؤال قال ابو فاعور: "ان مركز استقبال النازحين السوريين في البقاع الذي أنشئ أخيرا يجري تجهيزه بشكل سريع جدا لملاقاة أي تدفق جديد للنازحين".
الأخبار
صحيفة الاخبار تحدثت في الشأن الحكومي اللبناني مشيرة الى ان الاجواء تذهب الى استبعاد تأليف الحكومة قريبا وتأجل حسم الموضوع الى ما بعد العدوان الاميركي ومفاعيله العالمية واللبنانية المحتملة.
الحكومة إلى ما بعد العدوان والحريري يـــــرفض عرضاً جنبلاطياً
سلام: نحن وسط غابة من الشروط والشروط المضادة
دخلت مساعي تأليف الحكومة العتيدة ثلاجة انتظار انقشاع غبار العدوان الأميركي ــــ الغربي المحتمل على سوريا، وسقطت بالتالي كل الصيغ والأشكال التي طرحت، لكن الرئيس المكلف اكد أنه مستمر في مهمته ما دام يحوز ثقة الشعب.
يبدو أن مساعي تأليف الحكومة لم تعد إلى المربع الأول فقط بل جمدت في انتظار ما ستؤول إليه تطورات المنطقة في ظل الأجواء المشحونة التي أشاعها التهديد الأميركي ــــ الغربي بعدوان قريب على سوريا. وكشف مصادر مطلعة أن كل الصيغ الحكومية التي قدمت رفضها فريقا 8 و14 آذار، لكن لحسابات مختلفة تتعلق بكل فريق.
وفي حين تتمسك قوى 8 آذار بالثلث المعطل، أشارت المصادر إلى ان آخر اقتراح قدمه النائب وليد جنبلاط إلى الرئيس سعد الحريري بواسطة وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور، هو اعطاء كل فريق الثلث المعطل بشكل مموه وفق صيغة 9-9-6، لكن الحريري رفض العرض.
وكان رئيس الحكومة المكلف تمام سلام قد عزا التأخر في التأليف إلى الشروط المتقابلة، ولفت بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال سليمان في قصر يعبدا، إلى «أننا في وسط غابة من الشروط والشروط المضادة التي لم تستكن او ترتح ولم تتوقف على مدى خمسة أشهر»، مشيراً إلى أن مساعي التأليف من قبله وقبل الرئيس سليمان مستمرة بالرغم من الصعوبات. وكرر انه «مع حكومة الواقع لا حكومة الأمر الواقع، ولا أريد ان أفرض شيئاً أو أتحدى أحداً»، واعتبر أن «موضوع الصيغ والارقام كلها أمور تفصيلية والمهم أن تكون هناك نية جدية عند كل القوى السياسية لتأليف هذه الحكومة»، لكنه رأى أنه «ما دامت القوى السياسية غير متفقة ومتباعدة بمقاييسها التي تعتمدها في رؤيتها لتأليف الحكومة، تعود لها ولمكانتها ولنفوذها ولمكاسبها ولمواضعها، لن يكون من السهل أن تلتقي معنا في تأليف هذه الحكومة».
وعن موقفه من مبادرة الرئيس نبيه بري شكر سلام لبري «مساعيه الدائمة لإيجاد مخارج أو تصور يساعد على حلحلة الوضع»، مشيراً إلى انه لم يتفاعل مع «مضمون المبادرة لأنني، منذ البداية، لم أدخل او أتفاعل مع أي مواقف سياسية او طروحات، لأنني حريص على عدم السجال في هذا الموضوع»، لكنه اعتبر ان «الحوار مطلوب لحل الكثير من القضايا في لبنان». وأوضح أن لقاءه بالنائب وليد جنبلاط يقع ضمن مساعي تشكيل الحكومة.
«الوفاء للمقاومة» ومسؤولية 14 آذار
من جهتها، حملت كتلة الوفاء للمقاومة بعد اجتماعها الدوري فريق 14 آذار «مسؤولية ما آلت اليه الأمور نتيجة إصراره على العرقلة والتعطيل لجلسات المجلس النيابي، وتشكيل الحكومة عبر وضعه الشروط التعجيزية أمام الرئيس المكلف، الأمر الذي يؤكد رفض هذا الفريق للمشاركة الحقيقية وتعمده احداث فراغ في السلطة انتظارا لمتغيرات يتوهم انها ستمنحه الفرصة للتفرد في حكم البلاد».
واعتبرت أن «عزوف البعض عن الحوار الوطني ورفضه للتناغم المطلوب دوماً بين الجيش والشعب والمقاومة، والتلطي خلف تفسيرات غير واقعية لبعض مضامين اعلان بعبدا، ثم الاصرار على التزام خطاب التحريض المذهبي والالغاء، وتغطية فوضى السلاح الفتنوي، والتوغل في الانخراط ضمن المحور المعادي لسوريا، كل ذلك أدى الى انكشاف الوضع الامني للبنان، وعمّق الانقسام بين اللبنانيين وأيقظ عوامل الفتنة، وأنهك الاقتصاد».
في المقابل، رأى عضو كتلة القوات اللبنانية النائب انطوان زهرا ان «من المسُتحيل اعطاء حزب الله الثلث المعطّل في الحكومة واعتماد ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة مجدداً، لذلك من المُستحيل تشكيل حكومة تُرضي الجميع».
على صعيد آخر، لفت رئيس لجنة المال النيابية النائب ابراهيم كنعان بعد لقائه رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي إلى أن مرحلة تصريف الأعمال طويلة، مشدداً على وجوب إيجاد إطار قانوني دستوري استثنائي كي لا تتعطل الدولة.
بدوره، اوضح السفير البريطاني توم فليتشر بعد زيارته السرايا أنه ناقش مع ميقاتي«الإفادة من الايام المقبلة والعمل على تأمين روح من الاجماع في البلاد والحاجة الى حوار عاجل بين جميع الاطراف بشأن التحديات التي تواجه لبنان، ومنها مسألة النازحين الى لبنان والوضع الامني»، مشددا على «الحاجة إلى تأليف حكومة لبنانية جامعة».
عسيري عند عون والجميّل
ووسط الاجواء السياسية برزت أمس زيارة للسفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري إلى رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون في الرابية هي الثانية له منذ الزيارة الأولى في الثاني من تموز الماضي. وغادر عسيري من دون الادلاء بأي تصريح. وهو كان التقى رئيس حزب الكتائب أمين الجميل وعرض معه التطورات و«ضرورة تأليف الحكومة في أقرب وقت لمعالجة الاوضاع الداخلية المتراكمة ومتابعة المجريات الإقليمية»، على ما ذكرت مصادر اللقاء.
إلى ذلك، دعا البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي خلال استقباله وفدا من اهالي عكار، العرب إلى التنبه لمحاولات زرع الفتنة في المنطقة خدمة لاسرائيل. وأشار إلى أن «الغرب ان اضطر لتهديم المنطقة لاجل اسرائيل فلن يتراجع»، لافتاً إلى ان ما يجري في الشرق الاوسط «برنامج غربي اسرائيلي مخطط له منذ زمن بعيد».
من جهته، أكد مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله عمار الموسوي بعد لقائه الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي أنه «مهما كانت الذرائع والمبررات التي تحاول الإدارة الأميركية حشدها لتبرير الضربة العسكرية لسوريا، فإن مثل هذه الخطوة ستعد عدوانا سافرا ليس له أي مبرر سوى مساندة مشروع إسرائيل والهيمنة على المنطقة وخيراتها».
على صعيد آخر، حكمت المحكمة العسكرية على اللبنانيين عدنان الحداد وكارولين طنّوس بالسجن 10 سنوات لكل منهما، لاتهامهما بالتخابر مع إسرائيل، والحصول على الجنسية الإسرائيلية.
المستقبل
برودة أميركية ـ روسية في قمّة "العشرين" وأوباما يكثف اتصالاته لدعم ضربة ضد الأسد
واشنطن تستبعد حلاً سياسياً حول سوريا في مجلس الأمن
استبعدت الولايات المتحدة حلاً سياسياً في مجلس الأمن الدولي حول سوريا، متهمة روسيا بتعطيل دور المجلس في ما يتعلق بالمسألة السورية، فيما ألغى الرئيس الأميركي باراك أوباما زيارة الى كاليفورنيا وقرر البقاء في واشنطن بعد عودته من قمّة العشرين في سان بطرسبرغ لمتابعة الاتصالات بشأن الضربة المحتملة ضد نظام بشار الأسد.
فقد اتهمت سفيرة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة سامنثا باور امس روسيا بأنها تأخذ مجلس الأمن "رهينة" في قضية الهجوم الكيميائي الذي اتهمت واشنطن النظام السوري بتنفيذه في ريف دمشق.
وقالت باور للصحافيين في نيويورك ان على المجتمع الدولي ان لا يترك النظام السوري "ينتهك القوانين الدولية" باستخدامه اسلحة كيميائية لأن روسيا التي توفر له "الحماية" تعوق تحرك مجلس الامن الدولي.
وقالت ان "الاسلحة الكيميائية يجب الا تصبح اداة حرب او ترهيب في القرن الحادي والعشرين". واضافت ان الولايات المتحدة "تشاطر الرأي القائل انه يتعين على مجلس الامن الدولي ان يتحمل مسؤولياته وينبغي ان يتحرك" في سوريا، وعبثا عرضت امام مجلس الامن العديد من مشاريع القرارات منذ سنتين ونصف السنة، كما ذكرت باور.
لكنها قالت ان "النظام القائم صان امتيازات روسيا التي توفر الحماية لنظام شن بكل وقاحة الهجوم الكيميائي الاكثر خطورة منذ ربع قرن". وقالت باور ايضا "حتى بعدما انتهكت (دمشق) علناً القوانين الدولية التي تحظر استخدام الاسلحة الكيميائية، تواصل روسيا اخذ مجلس الامن رهينة وتتملص من واجباتها الدولية مع انها احدى الدول الموقعة على الاتفاقية الدولية حول الاسلحة الكيميائية".
وقللت باور ايضا من شأن التصريحات الاخيرة الاكثر تهاوناً على ما يبدو للرئيس الروسي عندما لم يستبعد اللجوء الى مجلس الامن الدولي اذا حصل على ادلة دامغة بشأن مسؤولية دمشق. وقالت "لا شيء في علاقاتنا مع زملائنا الروس يمكن ان يحثنا على التفاؤل ولم نجد اي شيء في تصريحات الرئيس بوتين يقول ان هناك امكانية للتقدم في مجلس الامن".
ومع تأكيدها مجددا ان الحل الطويل الامد في سوريا لا يمكن ان يكون الا سياسيا وليس عسكريا، اعتبرت باور ان فرص عقد مؤتمر سلام معروف باسم "جنيف 2" ضئيلة وسط الظروف الحالية. واعلنت "بعد هجوم بالغاز على هذه الدرجة من الوحشية، سيكون من الصعب للغاية على الطرفين الجلوس" الى طاولة المفاوضات وخصوصا بالنسبة الى المعارضة.
واعلنت باور ان الولايات المتحدة عرضت امام دول اخرى اعضاء في الامم المتحدة الادلة التي تؤكد القاء المسؤولية على النظام السوري في الهجوم الكيميائي في ريف دمشق.
وقالت ان هذه الادلة "تؤدي الى خلاصة وهي ان النظام (السوري) شن هجوما واسع النطاق بلا تمييز ضد شعبه بالذات مستخدما اسلحة كيميائية".
الرئاسة الاميركية أوضحت في بيان صادر في سان بطرسبورغ، ان "سفر الرئيس الى كاليفورنيا تم الغاؤه. سيبقى في واشنطن للعمل على قرار بشأن سوريا (مقدم) الى الكونغرس".
وفي لوس انجلوس، من المقرر ان يلقي اوباما خطابا امام المركزية النقابية النافذة "الاتحاد الاميركي للعمل ومؤتمر المنظمات الصناعية" والمشاركة في اجتماع لجمع اموال، بحسب وسائل اعلام اميركية.
وقبل الاعلان هذا، اشار احد معاوني الرئيس الاميركي الى ان اوباما سيتصل هاتفيا من روسيا باعضاء في الكونغرس في محاولة لاقناعهم بالتصويت على استخدام القوة ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد بعد الهجوم الكيميائي الاخير في ريف دمشق في 21 اب الماضي.
وفي دعم لموقف أوباما، رأى قائد سلاح البحرية الاميركية امس ان كلفة الضربات العسكرية المحتملة لسوريا لن تكون "استثنائية"، مذكرا في الوقت نفسه بأن صاورخا عابرا واحدا من طراز توماهوك يكلف "1,5 مليون دولار".
وقال الاميرال جوناثان غرينرت رئيس هيئة اركان سلاح البحرية الاميركية في مداخلة امام مجموعة الابحاث المحافظة في واشنطن "اميركان انتربرايز انستيتيوت"، ان "الارقام ليست استثنائية عند هذه المرحلة".
وردا على سؤال أول من أمس اثناء جلسة استماع في مجلس النواب الاميركي، تطرق وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل الى كلفة "من عشرات ملايين الدولارات".
واوضح الاميرال غرينرت ان غالبية السفن القاذفة للصواريخ في المنطقة "متواجدة هناك على اي حال" في اطار انتشارها المعتاد، مستثنيا حالة حاملة الطائرات نيميتز وثلاث مدمرات والطرادة التي ترافقها.
وقد اعيد توجيه المجموعة الجوية البحرية التي كان يفترض ان تعود الى الولايات المتحدة في ختام عملية انتشار في منطقة الخليج، نحو البحر الاحمر.
وقد سيطر الموضوع السوري على قمّة مجموعة العشرين في سان بطرسبورغ، وسط برودة أمركية ـ روسية، حول الضربة المرتقبة ضد نظام الأسد. واقتصر لقاء عابر بين أوباما ونظيره الروسي فالديمير بوتين على تبادل مصافحة وابتسامات ديبلوماسية، فيما شارك أوباما وحيدا من دون مستشارين في العشاء البروتوكولي في قصر بيترهوف الفخم الذي كان دعا بوتين لأن يطرح الموضوع السوري خلاله.
وقبل ذلك، وخلال لقائه رئيس الوزراء الياباني، قال اوباما ان قادة العالم اجمع "يتفقون على ان استخدام السلاح الكيميائي في سوريا ليس مأساة فحسب، لكنه انتهاك للقانون الدولي ينبغي تسويته".
وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان "قمة مجموعة العشرين هذه يهيمن عليها ما يجري على المستوى الدولي، وبالتالي الازمة السورية". والتقى هولاند رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان المؤيد لتوجيه ضربات قاسية للنظام السوري بهدف اطاحته. وعززت تركيا الخميس قواتها على الحدود مع سوريا تحسبا.
وعلى هامش قمّة العشرين، اعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون امس ان لديه ادلة جديدة حول استخدام اسلحة كيميائية في سوريا، في حين اوضح مصدر بريطاني من جهته ان الامر يتعلق بغاز السارين.
وصرح ديفيد كاميرون لاذاعة الـ"بي بي سي" على هامش قمة مجموعة العشرين "لقد فحصنا في مختبر بورتون داون في انكلترا عينات اخذت في دمشق تظهر مجددا استخدام اسلحة كيميائية في ريف دمشق".
واوضح مصدر بريطاني في لندن لوكالة "فرانس برس" ان "خبراء بريطانيين من مختبر بورتون داون قاموا بتحليل عينات وجاءت نتيجتها ايجابية بالنسبة لغاز السارين".