طغى اللون الأحمر على شاشات أسواق الأسهم في بورصات الخليج مع ارتفاع احتمالات توجيه ضربة عسكرية غربية إلى النظام السوري
طغى اللون الأحمر على شاشات أسواق الأسهم في بورصات الخليج مع ارتفاع احتمالات توجيه ضربة عسكرية غربية إلى النظام السوري، بعد تأييد مشرّعين أميركيين العمل العسكري، ما نشر الهلع في صفوف المستثمرين ومديري الصناديق الأجنبية والمحلية.
ولم تسلم سوى أسهم قليلة في منطقة الخليج من التراجع، واحتلت بورصة دبي من جديد مقدم الأسواق الخاسرة بنحو 3.32 في المئة، حيث وصل المؤشر إلى مستوى 2406.7 نقطة، فيما خسرت سوق أبو ظبي 2.29 في المئة. ولم تنج سوق الكويت من موجة الخسائر، حيث فقد مؤشرها 2.79 في المئة، ليصل إلى مستوى 7256 نقطة، فيما تراجع مؤشر سوق قطر بنحو 1.96 في المئة، إلى مستوى 9349 نقطة، وسوق مسقط 2.72 في المئة، إلى مستوى 6512 نقطة.
واستبعد خبراء ان تتحسن أسواق الأسهم الخليجية قبل حسم مسألة الهجوم العسكري على سورية، لكنهم لاحظوا أن تراجع البورصات جاء بفعل سيطـــرة المستثمرين الأفراد لا الصناديق، كما كانت الحال في الجلسات السابقة. ولاحظ خبراء ومحللون ماليون تحدثوا إلى «الحياة»، حال الهلع التي أصابت المستثمرين الصغار في أسواق المنطقة، إضافة إلى موجة تصحيح كانت متوقعة في ظل الارتفاعات الكبيرة التي شهدتها البورصات الخليجية الشهر الماضي.
وأكد المسؤول عن المحافظ في «مصرف الإمارات - دبي الوطني» عبدالله الحوسني، أن إقبال الأجانب وصناديق الأسهم على البيع أثر في الأسواق خلال الموجة الأولى من التراجع مطلع الأسبوع، على اعتبار أنهم «لا يفرقون بين دولة وأخرى في المنطقة، ويظنون أن ما يحدث في دولة سينسحب على بقية الدول»، لكن ما سيطر على التداولات هو عمليات بيع نفذها صغار المستثمرين الذين ركبوا الموجة.
وأبدى المستثمرون الأجانب مخاوف مضاعفة من احتمال وصول تداعيات الحرب السورية إلى لبنان، وإقحام إيران نفسها في المعادلة. وعلى رغم توقع الخبراء استمرار حال الهبوط في أسواق الأسهم في المنطقة، غير انهم رجحوا ان تعود إلى الصعود فور انتهاء الأزمة، كما حدث لأسواق الأسهم الخليجية عموماً والإماراتية خصوصاً، حين انتعشت بعد حربي الخليج وثورات «الربيع العربي».
ولاحظ الحوسني أن نية دخول المستثمرين سواء المؤسسات أو الأفراد لا تزال موجودة ونلمسها، إلا أن الجيد في التداولات الحالية أنها بأحجام وقيم تداول متواضعة، ويسيطر عليها الأفراد وليس المؤسسات، في وقت يبدي المستثمرون تردداً من الدخول الآن ويقولون مفضلين انتظار نهاية الأزمة.