وأضافت الصحيفة أنه في حال توجيه الولايات المتحدة ضربة عسكرية محدودة لسوريا فقد تتورط جميع القوى الاقليمية الكبرى بما في ذلك "إسرائيل"، حيث تعهد حزب الله بمهاجمة أهداف أميركية وإسرائيلية
ذكرت صحيفة "وورلد تريبيون الأميركية"، يوم السبت، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما مصر على أن يزج ببلاده في حرب جديدة لكنها هذه المرة ليست مثل حرب أفغانستان او حرب العراق او ليبيا مرجحة أن يشعل قصف سوريا حريقا في المنطقة قد يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة.
وشبّهت الصحيفة سوريا بـ "صندوق بارود" حديث موضحة أن الدولة عانت من انقسام وتمزق على مدار العامين الماضيين بسبب ما أسمته الحرب الاهلية الطائفية الخبيثة التي اسفرت عن مقتل اكثر من 100 الف سوري ونزوح ثلث سكان البلاد تقريبا إلى دول أخرى.
وأوضحت الصحيفة أن إيران وحزب الله وروسيا دعموا بشار الاسد "رجل سوريا القوي" بينما يحظى المسلحون المتشددون بدعم المملكة العربية السعودية وتركيا والقاعدة و"الجهاديين" الاجانب لدعم صفوف المعارضة المناهضة للنظام السوري.
وأضافت الصحيفة أنه في حال توجيه الولايات المتحدة ضربة عسكرية محدودة لسوريا فقد تتورط جميع القوى الاقليمية الكبرى بما في ذلك "إسرائيل"، حيث تعهد حزب الله بمهاجمة أهداف أميركية وإسرائيلية اذا شنت الولايات المتحدة هجوما عسكريا. كما هددت إيران ايضا بان تنهال صواريخها على تل ابيب فيما تعهدت موسكو بزيادة شحن الاسلحة إلى دمشق، مشيرة إلى أن قصف سوريا قد يشعل فتيل قنبلة كبرى في الشرق الاوسط.
ومضت الصحيفة تقول ان الرئيس الاميركي باراك اوباما يدفع الولايات المتحدة في اتجاه هذه الحرب الكارثية لسبب واحد وهو "حفظ ماء وجهه" حيث انه أعلن في اغسطس 2012 عن "خط احمر" في سوريا وهو استخدام الغاز السام.
ولفتت الصحيفة إلى ان الإدارة الأميركية اعلنت ان قوات الاسد استخدمت حديثا الغاز السام في هجوم بالاسلحة الكيماوية على المدنيين في منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة وهو ما اسفر عن مقتل المئات.
وقالت الصحيفة ان مجلسي النواب والشيوخ ينبغي عليهما الا يسمحا لاوباما باستخدام القوة العسكرية، حيث أن المبرر الوحيد لخوض الحرب هو حماية المصالح الامنية القومية الحيوية مشيرة إلى أن وحشية نظام الاسد وهمجيته (حسب الصحيفة) ليست محل نقاش لكنه لا يمثل خطرا على الولايات المتحدة ولم يهددها. ومضت الصحيفة تقول إن اوباما يسعى لشن حرب غير شرعية لا اساس استراتيجي او أخلاقي لها تعكس امبريالية مولعة بالقتال متخفية تحت غطاء التدخل الانساني، وأضافت أن الحرب الاهلية في سوريا هي شيء لا يخص الاميركيين.
وشنت الصحيفة هجوما شديدا على اوباما قائلة انه ينحاز إلى صف القاعدة ذلك التنظيم المسؤول عن مقتل 3 الاف اميركي في اسوأ هجوم ارهابي على الاراضي الاميركية في إشارة إلى هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
وأكدت الصحيفة أن المعارضة السورية يهيمن عليها متطرفون ارتكبوا اعمالا وحشية كثيرة وذلك خلافا لما ذكره وزير الخارجية الاميركي جون كيري، حيث ذبح "الجهاديين" المرتبطين بالقاعدة رهبانا وراهبات ونساء واطفالا وحرقوا كنائس، معتبرة أن هدف المسلحين هو تطهير سوريا "من جميع المسيحيين".
وتابعت الصحيفة إن كيري يزعم ان ترك الاسد ينجو بفعلته سوف يجريء الحكام المستبدين ويشجعهم على استخدام هذا النوع من الاسلحة المحرمة وهو ما يهدد النظام العالمي ولهذا فمن الضروري على الولايات المتحدة التدخل، لكنها ترى أن مزاعم كيري لا اساس لها من الصحة.
وفي الختام شبهت الصحيفة اوباما بامبراطور روماني مخمور في السلطة واصبح مغيبا للغاية وبعيدا عن الواقع، مؤكدة على أن قصف سوريا سيحول أوباما إلى رئيس مارق وأميركا إلى دول مارقة وإنه ينبغي على الكونغرس ايقافه قبل فوات الاوان.