ولماذا تقف أمريكا والغرب مكتوفتا الأيدي أمام هذه الانتهاكات الخطيرة لحرمة الإنسان وحقه بينما نجدهم يسخروا العالم ومنظماته في سبيل جر الجميع لحرب ضد سوريا بحجة استخدام السلاح الكيميائي ؟
إيمان شمس الدين / خاص لموقع المنار
النظام السعودي اليوم الذي يطالب بإسقاط النظام في سوريا من أجل حق الشعب السوري في تقرير مصيره ، يقتحم بدباباته قرية العوامية في منطقة القطيف في الشرقية ويطلب من المدنيين العزل ترك المنازل ويقصف بحجة القبض على مطلوبين .. جيش نظامي يقتحم على شعبه بطريقة همجية ويمنع حتى معالجة الجرحى ..
فالنظام السعودي لا مصداقية له في القضية السورية طالما هو يمارس أبشع الممارسات بحق المدنيين العزل بمواجهتهم بالدبابات .. بينما يتذرع بوحشية النظام السوري في حق شعبه ليشن عليه حرب.
وفي ظل تعتيم إعلامي كبير وتواطؤ أمريكي وغربي وعربي أكبر رغم أن هؤلاء سعوديون ومنطقتهم تمثل الثقل الاقتصادي للجزيرة العربية كونها منطقة المخزون النفطي ، ومع ذلك لا نجد أمريكا والغرب يحركا ساكنا اتجاه هؤلاء البشر ، وهذا يدلل على ازدواجية المعايير البشعة وسياسة الكيل بمكيالين في حقنا كشعوب عربية تم تقسيمنا على أساس مذهبي كي لا نهتم بقضايانا ضد الأنظمة الفاسدة، فنجيز قتل بعضنا البعض على أيدي تلك الأنظمة بحجج مذهبية تكفيرية بينما الغرب وأمريكا يكرسان ثقافة المواطنة ويمنعان أي تمييز على أي أساس كان، كي تستقر دولهم ومجتمعاتهم فتستقر بذلك كياناتهم السياسية ووجودهم الجغرافي فيكونوا بمنأى عن أي خطر يضرب الاستقرار الاجتماعي.
ولكن لأننا ننقاد كالنعاج ولا نستخدم نعمة العقل ، فهم قادرون على فعل كل ما يرغبون بنا ، وحينما أبطلنا مفعول المخدر ورفضنا أن نكون قطيع وشيدنا لنا عقولا صنعت انتصارات وشيدت بناءا قائما على ثقافة " لا " لكل من يريد استعبادنا ، ارتعدت فرائص هذه الدول وأدواتها وبدأت تكرس كل وجودها لضرب هذه العقول الرافضة كونها تشكل خطرا على عقول الشعوب العربية وتخرجهم من القطيع إلى صف القيادات الرافضة ، وبدل أن تنفق أموال النفط للتنمية والنهوض وبناء الإنسان باتت تنفق لأجل دعم الحروب وقتل إنسانية الإنسان بعناوين وشعارات إنسانية لكنها تستبطن الخبث والقتل والدمار .
فيحق اليوم للشعب السعودي ما يحق لغيره في تقرير مصيره ، فلماذا يقدم النظام السعودي على اعتقال شباب لا لجريمة ارتكبوها غير الخروج بشكل سلمي والتعبير عن مطالبهم وحقهم في العيش الكريم ؟.
ولماذا تقف أمريكا والغرب مكتوفتا الأيدي أمام هذه الانتهاكات الخطيرة لحرمة الإنسان وحقه بينما نجدهم يسخروا العالم ومنظماته في سبيل جر الجميع لحرب ضد سوريا بحجة استخدام السلاح الكيميائي الذي لم تثبت إلى الآن بعثة الأمم المتحدة من هو الفاعل الحقيقي؟
فالمتتبع للوضع السعودي الداخلي يمكنه معرفة ماهية الوضع الانساني فنسبة الانتحار في ارتفاع ويمكنكم الدخول فقط على مواقع التواصل الاجتماعي لتعلموا مدى القهر والظلم وانتهاك الحقوق الذي يعانيه المواطن السعودي، وخاصة في الشرقية، من تعسف السلطة التي تتمتع وأتباعها بخيرات الشعب بينما الشعب يعاني الأمرّيْن من الفقر والعوز والحاجة حيث أغلب الشعب السعودي يقع تحت خط الفقر .
ناهيك عن القمع والمنع للحريات الدينية والعقدية وفرض توجه واحد من قبل المؤسسة الدينية على عامة الشعب السعودي ومنع أي مذاهب وأديان أخرى من ممارسة شعائرها وطقوسها الدينية بحجة واهية ومتهافته هي " الشرك" ، بينما الكل شهد للتعددية الدينية التي كانت في سوريا ولحجم التعايش السلمي بين الاديان والمذاهب في داخل سوريا.. فأيهما أحق بالحرب والزوال ؟!!..