تصدر المشهد السوري عناوين الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 10-9-2013 للاسبوع الثالث على التوالي حيث يبدو أن أزمة السلاح الكيماوي قد وجدت مخرجاً بعد العرض الروسي
تصدر موضوع الضربة المحتملة ضد سورية المشهد في الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 10-9-2013 وذلك للاسبوع الثالث على التوالي، وقد ابرزت الصحف العرض الروسي الذي ناقشه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الاميركي جون كيري والذي يقضي بوضع السلاح الكيميائي السوري تحت الرقابة الدولية.
السفير
ترسانة سوريا تحت مراقبة دولية وترحيب أميركي ــ أوروبي
مخرج روسي لـ«الكيميائي» وحرب أوباما
محمد بلوط
تراجع ضجيج الأحذية الثقيلة حول سوريا، وتعرض معسكر الحرب على الشام لنكسة، الخاسر فيها رئيس الاستخبارات السعودية الأمير بندر بن سلطان، أول الداعين إلى شن الحرب على سوريا.
وتعاملت الولايات المتحدة بايجابية مع المبادرة الروسية، مع مواصلة الضغط بالحفاظ على عملية التصويت في الكونغرس.
وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس، إن «العرض الذي قدمته روسيا للعمل مع دمشق لوضع أسلحتها الكيميائية تحت سيطرة دولية، ينطوي على احتمالات إيجابية، لكن ينبغي التعامل معه بحذر»، مشيراً إلى أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري سيبحث مع روسيا «مدى جدية» هذا العرض.
وفي ثلاث مقابلات مع شبكات «سي أن أن» و«أن بي سي» و«بي بي أس» الأميركية، كشف أوباما أنه ناقش مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أثناء قمة «مجموعة العشرين» التي انعقدت في سان بطرسبرغ في روسيا الأسبوع الماضي، احتمالات مبادرة ديبلوماسية بشأن سوريا.
ولفت الرئيس الأميركي إلى أنه يجب إعطاء «ضمانات» بعدم استعمال النظام السوري للسلاح الكيميائي مجدداً، ويجب «سحب» هذا السلاح من سوريا.
لكنه حذر النظام السوري من أي محاولة التفاف، معتبراً أن «تبدل موقف هذا النظام هو نتيجة تهديد الإدارة الأميركية بتوجيه ضربات عسكرية إلى دمشق رداً على استخدامها السلاح الكيميائي».
وأكد أوباما أنه لم يقرر بعد ما إذا كان سيستخدم القوة العسكرية في سوريا إذا رفض الكونغرس الخطة، لافتاً إلى أنه غير واثق بدعم الكونغرس له في الملف السوري.
وفي هذا الوقت، أعلن زعيم الغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور هاري ريد انه تم إرجاء التصويت الأولي الذي كان مقرراً غداً الأربعاء في المجلس حول مشروع قرار يجيز توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا.
وقال ريد: «لا أعتقد أننا نحتاج إلى التصويت سريعاً»، مضيفاً أنه «علينا أن نمنح الرئيس فرصة التحدث إلى جميع أعضاء مجلس الشيوخ المئة، وإلى 300 مليون أميركي قبل أن نقوم بذلك».
وتعكس ازدواجية الموقف الأميركي الصفقة ما قاله وزير الخارجية جون كيري، مساء أمس، لنظيره الروسي سيرغي لافروف، من أن المبادرة الروسية «لن تؤخر جهود إدارة أوباما للحصول على تصريح من الكونغرس لاستخدام القوة ضد سوريا، ولكن الولايات ستدرس أي اقتراح جدي» وهو تعبير بديهي عن الرغبة بالإبقاء على الضغوط الأميركية قائمة بانتظار مباشرة تنفيذ المبادرة.
وعبر نائب مستشار الأمن القومي الأميركي بن رودس عن توجه الإدارة الأميركية إلى الإبقاء على أوراق الضغط، ومواصلة العمل في الكونغرس للحصول على تفويض بالحرب، من ضمن إستراتيجية «تنحو إلى منع دمشق من المماطلة، وعدم تخفيف الضغوط عليها».
وستؤدي الضربة الارتدادية، للصفقة الروسية - الأميركية إلى إعادة النظر برهانات محلية لبنانية وإقليمية ودولية، انعقدت منذ فجر 21 آب الماضي، وهبوط ضباب «الكيميائي» فوق الغوطة الشامية، على تحطيم النظام السوري بالبارجات الأميركية المرابطة شرق المتوسط.
توقف العد التنازلي لصواريخ «كروز» الموجهة نحو دمشق، بعد أن سلكت صفقة أميركية ــ روسية ــ سورية طريقها، جوهرها موافقة واشنطن على تبادل المخزون الكيميائي السوري، بإلغاء الحرب، والتخلي عن المعارضة السورية
التي تبين أنها لم تكن من أولوياتها، فيما تمسكت بأمن إسرائيل، عبر انكشاف أن الهدف من كل المناورة التي قادتها منذ بداية التصعيد الديبلوماسي والتهديد بـ«الكروز»، كان ولا يزال، تحييد «الكيميائي» السوري.
وكانت «السفير» أول من أشارت في عددها الصادر بالأمس الى اقتراب موعد تلك الصفقة - التسوية، بعد الإعلان عن اللقاء بين لافروف ونظيره السوري وليد المعلم، وتوصل المفاوضات بين الأميركيين والروس إلى اعتبار المخزون «الكيميائي» السوري، عنصر التأزيم المستمر، وأحد مصادر الخطر على الأمن الإسرائيلي، ومفتاح الحل.
وتبلورت الصفقة بتتابع التصريحات الأميركية والروسية والسورية منذ صباح الأمس. وهكذا ابلغ المعلم حليفه الروسي سيرغي لافروف موافقة دمشق على مبادرة روسية لوضع أسلحتها الكيميائية تحت مراقبة دولية، يمكن الجزم أنها حررت بأيد أميركية روسية خلال قمة سان بطرسبرغ الأسبوع الماضي.
وبمجرد ان اعلن لافروف مبادئ المبادرة، رد المعلم «بترحيب القيادة السورية بالمبادرة، انطلاقا من حرصها على «أرواح مواطنينا وامن بلدنا، ومن ثقتنا بحرص القيادة الروسية على منع العدوان الأميركي على بلدنا».
وكان كيري قد قال إن الرئيس السوري بشار الأسد يمكنه منع الهجوم ضده «شريطة تسليم أسلحته الكيميائية كلها للمجتمع الدولي خلال الاسبوع المقبل». ورحب وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس بالمبادرة الروسية مشترطا «ان يضع الاسد ترسانته الكيميائية تحت الرقابة الدولية سريعا، وان يسمح بتدميرها، وان يتم ذلك بعد قرار من مجلس الامن».
وقد تنقل الاسلحة الكيميائية السورية الى قاعدة عسكرية روسية في طرطوس في مرحلة اولى. وتقول مصادر ديبلوماسية ان الصفقة الروسية - السورية التي عقدها لافروف والمعلم في موسكو تتضمن مرحلتين، وهو ما اوضحه من دون الدخول في التفاصيل، لافروف بقوله: «ندعو القادة السوريين ليس الى الموافقة على وضع الأسلحة الكيميائية تحت مراقبة دولية ثم التخلص منها، ولكن أيضا إلى الانضمام بالكامل إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية».
ولن تذهب الخطة التنفيذية بسرعة نحو نزع الأسلحة الكيميائية السورية في المرحلة الاولى، وستلعب البحرية الروسية، التي أرسلت المزيد من القطعات وسفينة إنزال اساسية الى المتوسط، دورا أساسيا، في تحديد المخزون الكيميائي السوري، الذي ترعى المبادرة الروسية في هذه المرحلة تحييده، وتضعه تحت اشراف مباشر لخبرائها، كإحدى الضمانات لبناء الثقة، التي قدمها الروس للسوريين، لكي لا تقع هذه الأسلحة في الأيدي الغربية، ولكي لا تدخل سوريا في سيناريو عراقي لتفتيش لا ينتهي، ويتجاوز المهام المحددة للبعثات الدولية إلى قضايا أخرى.
ومن غير المتوقع أن يصدر قرار من مجلس الأمن بشأن تلك الأسلحة، وان يستمر العمل بتحييد «الكيميائي» السوري، تحت مظلة التفاهم الروسي - السوري، الاميركي غير المباشر، في مرحلة ثانية، عندما يوقع السوريون على معاهدة الحد من انتشار الاسلحة الكيميائية، التي تتضمن آليات واضحة ومعايير، تفضي في النهاية، الى إخراج تلك الاسلحة من سوريا. وقد تتسارع العملية في الاسابيع المقبلة، عندما تدخل الامم المتحدة على خط المبادرة الروسية، لتحويلها الى مبادرة اممية، وهو ما قاله الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بأنه «سيحث مجلس الامن على المطالبة بالنقل الفوري لاسلحة سوريا الكيميائية الى اماكن داخل سوريا، يمكن ان يتم تخزينها فيها، والتخلص منها بامان».
وتقدم الاتفاقية نفسها، التي ستوقعها دمشق، مهلة اضافية، لاختبار النيات الدولية، ومعرفة الجوانب السياسية الاخرى من الصفقة، ومصير الحشود الاميركية والاردنية والسعودية، التي ابلغ الروس السوريين انها كانت تستعد لعملية واسعة انطلاقا من الاردن، بالاضافة الى مصير الحشود البحرية الاخرى في المتوسط. ولن يكون بوسع عملية تصفية المخزون الكيميائي السوري ان تبدأ قبل 30 يوما من ايداع دمشق صك التوقيع على الاتفاقية في مقر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي.
ويعبر احتجاج «قائد المجلس العسكري الموحد للجيش الحر» اللواء سليم ادريس على المبادرة الروسية عن الصدمة التي اصيبت بها المعارضة السورية، جراء «خيانة» الولايات المتحدة وعودها بتدمير النظام السوري.
وقال ادريس، في مقابلة مسائية متلفزة: «نطالبكم بالضربات، نطالب بالضربات، ونقول للمجتمع الدولي هذا النظام كذاب. (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين يعلمه الكذب. نحذركم من الوقوع في شرك الخديعة والتضليل».
واذا ما ذهبت المبادرة الروسية الى نهايتها المنطقية، وتراجعت احتمالات الحرب على سوريا، سيخرج التحالف الخليجي والجامعة العربية والسعودية وقطر والمعارضة السورية في أسوأ حال، وقد تحاول الولايات المتحدة تعويض خساراته، بالسماح بتسليح كثيف ونوعي للمعارضة السورية، من دون ان يؤدي ذلك الى تقدم كبير على الجبهات.
والحال ان المبادرة الروسية تقدم افضل الحلول والمخارج للجميع. للولايات المتحدة اولا. فبدا واضحا منذ البداية ان الولايات المتحدة قد ذهبت بعيدا في وضع خطوط حمر لحرب في قلب منطقة مشتعلة، خلال مرحلة انسحابية من هزائم في الجوار العراقي القريب وافغانستان. ونافل القول انه لو كان بوسع واشنطن شن عدوانها على سوريا ما كانت لتنتظر لحظة واحدة، لكنها اصبحت في مرحلة تراجع تجبرها اما على خوض مغامرة غير محسوبة واما على تراجع مهين، وهو ما وفرته عليها المبادرة مع تحقيقها هدفا مهما بحفظ ماء الوجه، وانتزاع «الكيميائي» السوري. والانكى ان الولايات المتحدة لا تملك من يصرف لها انتصارا سوريا محتملا. فالمعارضة السورية التي تصرخ مطالبة بالحرب ليست تلك التي ستحكم دمشق اذا ما سقط الاسد، وانما تحالف الجماعات «الجهادية» والسلفية .
ويخرج النظام السوري من دون هزيمة، ولكن من دون انتصار، مستبقيا القدرة على مواصلة القتال في الداخل، مع خسارة عنصر توازن استراتيجي مهم في الصراع مع اسرائيل، يضطره الى الاستعانة اكثر بـ«حزب الله» وايران في المستقبل. لكن المبادرة الروسية تعني ايضا منح النظام السوري تفويضا داخليا للاستمرار في القتال، واستكمال العمليات العسكرية الأساسية التي كان قد بدأها في ريف دمشق .
ويخرج منتصران كبيران من الاختبار «الكيميائي»، فلاديمير بوتين الذي يستعيد سوريا، ولبنان ربما، منطقة نفوذ روسية، إذا ما نجحت المبادرة الروسية، والجماعات «الجهادية» التي تثبت ان خيارها بالقتال حتى النهاية، من دون التعويل على اي تحالف غربي، هو الأسلم في قلب الجماعات التي لا ترى سوى الحل العسكري حلا لسوريا. وقد تكون هذه التسوية امنت مخرجا لاوباما الذي لم يضمن بعد إمكانية ان يمرر الكونغرس الاميركي مطلبه شن عدوان على سوريا.
وفيما توجه اوباما امس بخطاب الى الشعب الاميركي، رحب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل بالاقتراح الروسي."
النهار
أوباما يشكّك في العرض "الكيميائي" الروسي
الإدارة: لا ثقة بالأسد الذي يكذب باستمرار
هشام ملحم - علي بردى
وكتبت صحيفة النهار تقول "تعاملت الولايات المتحدة بحذر كبير وتشكيك مع الاقتراح الذي قدمه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تتخلى سوريا عن ترسانتها الكيميائية تمهيدا لتدميرها وتوقيع معاهدة حظر استخدام الاسلحة الكيميائية.
وصرح الرئيس الاميركي باراك اوباما في سلسلة من المقابلات التلفزيونية في سياق الحملة التي يخوضها من اجل كسب التأييد في الكونغرس ولدى الرأي العام لخيار الضربة العسكرية لسوريا، بان الاقتراح الروسي ربما انطوى على احتمالات ايجابية، ولكن ينبغي التعامل معه بتشكيك. وقال لشبكة "إن بي سي": "هذا يمثل تطورا ايجابيا محتملا"، مضيفاً ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري سيبحث مع روسيا في مدى جدية هذا العرض. واوضح انه كان يفضل حلاً ديبلوماسياً للأزمة عوض اللجوء الى القوة.
وفي مقابلة مع شبكة "سي ان ان" قال ان "الاقتراح الروسي قد يؤدي الى تجنيب سوريا الضربة".
وأفاد انه لم يقرر ما إذا كان سيستخدم القوة العسكرية في سوريا إذا رفض الكونغرس منحه تفويضاً لشن عمل عسكري. وقال: "لن اقول انني واثق من ان الكونغرس سيصوت على استخدام القوة في سوريا".
واشار الى انه ناقش مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال قم