قال مدير عام الاستشارية د. عماد رزق لموقع المنار إن"السباق يجري الآن بين الحل السياسي الذي تعمل عليه روسيا وبريطانية وبين التفجير والتصعيد الذي تسعى إليه فرنسا والسعودية".
د.عماد رزق لموقع المنار : فرنسا أوّل من حاول عسكرة المعارضة السورية
الموقف الفرنسي والأميركي تسبب بسقوط آلاف القتلى والجرحى في سورية
الإتفاق الشبه السري بين روسيا وبريطانيا هو لإعادة التوازنات في الشرق الأوسط
هناك مزاحمة فرنسية بريطانية على مستوى لبنان والأردن وتركيا والعراق
الولايات المتحدة ستلحق ببريطانيا بالتسوية بينما فرنسا فستحاول تفجير الوضع
فرنسا والسعودية شريكان في الشرق الأوسط
"السباق يجري الآن بين الحل السياسي الذي تعمل عليه روسيا وبريطانية وبين التفجير والتصعيد الذي تسعى إليه فرنسا والسعودية".
بهذه الكلمات لخّص مدير عام الإستشارية للدراسات الاستراتيجية د. عماد رزق المشهد العام في المنطقة وتحدث عن لقاءات لم تخرج للإعلام بين مسؤولين روس وبريطانيين من أجل التسوية الكبرى في المنطقة .
الدكتور رزق قال في تصريح لموقع المنار إن"المتضرر الأول من المبادرة الروسية هو فرنسا التي كانت تحاول منذ بداية الفوضى في سورية أن تسوّق لمرحلة عسكرة المعارضة وبعدها كانت تسوّق لمرحلة مجازر ترتكب ضد المدنيين، ورأينا كيف أن الفيتو الصيني الروسي كان يقف دائما في وجه المقترحات التي كانت تتقدم فيها فرنسا والولايات المتحدة ".
وتابع رزق "الموقف الفرنسي والأميركي تسبب بسقوط آلاف القتلى والجرحى في سورية نتيجة سماحهم بإدخال المسلحين عبر الإتفاق مع الجانب القطري سابقا والتركي، وكانت فرنسا تقنع الولايات المتحدة بأهمية أن يكون هناك فوضى ممكن أن تؤدي إلى انهيار النظام وبالتالي الوصول الى إعادة رسم للمنطقة وهي تحلم بعودتها الى سورية ولبنان بصفقة مع الجانب الأميركي".
وأردف رزق بالقول "المبادرة الروسية جاءت بعد سلسلة من اللقاءات والمباحثات التي عقدت بين رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون والجانب الروسي في حزيران/يونيو الماضي وقت انعقاد دول مجموعة ال8 ومنذ ذلك الوقت تجري اللقاءات خارج الإعلام للوصول الى التسوية على مستوى إعادة التوازنات في الشرق الأوسط".
واعتبر رزق أن "هذه التسوية تعمل على إعادة التوازن على مستوى العلاقات بين الدول الكبرى من جهة ومن جهة أخرى تعمل على الحل الشامل في الشرق الأوسط من خلال معالجة النقاط التالية":
- مفاوضات السلام بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين"
- التسوية السورية
- الملف النووي الإيراني
- العلاقة بين الصين والمجتمع الغربي (تسوية في الملف الكوري ) .
واعتبر رزق أن التعهد الذي قطعه الجانب البريطاني والروسي من ضمن هذا الإتفاق الشبه السري الذي جرى التداول فيه منذ 3 أشهر هو أن يكون هناك :
- ضغط على الجانب العربي تحديدا (خروج القطري ودخول السعودي هو كان جزء من فرصة ما قبل الوصول للتسوية)
- وقف دخول المزيد المسلحين الى سورية
- دخول سورية في العمل السياسي من خلال مؤتمر جينيف 2
- بقاء الرئيس السوري بشار الأسد على رأس السلطة للقضاء على الإرهابيين
- عدم اعتراض الأسد على إمكانية التسوية بين الجانبين الفلسطيني و"الإسرائيلي".
وتابع " على المستوى الميداني رأينا الإندفاعة الكبيرة للروس والحشد الكبير في المتوسط لإفهام الأميركي ان أي عملية أحادية على سورية كما جرى على الطريقة العراقية وخارج الشرعية الدولية يسبب المزيد من خلط الاوراق الاقليمية حتى على المستوى الدولي".
ورأى رزق أن"هناك مزاحمة فرنسية بريطانية على مستوى لبنان والأردن وتركيا والعراق"،بالإضافة إلى التزاحم الأوروبي بين البلدين.
وختم رزق "الولايات المتحدة تهدد بالضربة العسكرية لكي تكون جزءا من التسوية وهي ستكون ملحقة بالخارجية البريطانية، أما فرنسا فستذهب نحو تصعيد وتفجير المشهد في المنطقة لكي تكون شريك في الصفقة الكبرى وهي تعمل مع شريكها السعودي من أجل الوصول إلى غايتها".