أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم أن هناك فرصة لإحلال السلام في سورية، ولا يجوز إضاعتها، داعياً الى بذل الجهود القصوى من أجل الخروج من "العاصفة"
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم أن هناك فرصة لإحلال السلام في سورية، ولا يجوز إضاعتها، داعياً الى بذل الجهود القصوى من أجل الخروج من "العاصفة"، في إشارة الى التصعيد الأخير حول الأزمة السورية. وذكر لافروف، في كلمة أمام طلاب خلال زيارته لكازاخستان، أن موسكو رحبت بموافقة دمشق على مبادرتها بشأن وضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت رقابة دولية لتدميرها لاحقاً، وبشأن انضمام سورية الى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وقال الوزير الروسي إنه يعوّل على بحث الإقتراح الروسي والتطورات المتعلقة به خلال المحادثات مع نظيره الأمريكي جون كيري يوم غد، قائلاً "أنا أعوّل كثيراً على أن يساعد التفاهم الذي توصلنا اليه خلال الأيام الماضية بشأن وضع السلاح الكيميائي السوري تحت الرقابة الدولية، في تحييد التهديد بتوجيه الضربة". وقال لافروف إن "روسيا تبذل جهوداً دبلوماسية مكثفة للحيلولة دون تدخل عسكري خارجي لن يؤدي إلا للمزيد من زعزعة الوضع في هذه البلاد، وفي المنطقة برمتها".
وفي الوقت نفسه، أشار لافروف الى أن بلاده والولايات المتحدة لن تتوصلا أبداً الى النتائج المرجوة، إلا إذا حظيت مبادراتهما بدعم دول المنطقة ودعم دولي واسع. وشدد لافروف على ضرورة إيجاد سبيل للتوصل الى اتفاق بشأن المسألة السورية، معرباً عن أمله في أن يساهم في ذلك التعاون الروسي-الأمريكي الذي بدأ في مايو/أيار الماضي لتطبيق مبادئ بيان جنيف. وتابع وزير الخارجية الروسي قائلاً "في المستقبل سنواصل دفع التسوية السياسية في سورية الى الأمام على أساس بيان جنيف الصادر في 30 يونيو/حزيران من العام الماضي"، وأعاد لافروف الى الأذهان أن بيان جنيف ينصّ على أن يحدد السوريون مستقبلهم بأنفسهم.
لافروف: خبراء في الأسلحة الكيميائية من روسيا والولايات المتحدة سيشاركون في اجتماعات جنيف
وكشف لافروف أن خبراء كيميائيين من روسيا والولايات المتحدة سيشاركون في المشاورات الروسية-الأمريكية التي ستجري في جنيف، قائلأً، في أستانا بعد المحادثات مع نظيره الكازاخي إيرلان إدريسوف، "سنصطحب مع شركائنا الأمريكيين وفدين من الخبراء الكيميائيين الى جنيف لأننا نحتاج الى التحليل". كما لم يستبعد لافورف أن يعقد في جنيف لقاء ثلاثي يجمعه ونظيره الأمريكي جون كيري إضافة للمبعوث الأممي العربي الى سورية الأخضر الإبراهيمي. وأوضح الوزير أن اجتماع جنيف سيركز على المبادرة الخاصة بوضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت الرقابة الدولية، مضيفاً أن هذه المبادرة حظيت بتأييد دولي واسع، وهي تسمح بتفادي استخدام القوة ضد سورية.
وشدد على ضرورة ضمان انضمام سورية الى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، "وذلك يعني كشف دمشق عن مخازن الأسلحة الكيميائية في البلاد ومضمون برنامجها الكيميائي"، مؤكداً أن الخبراء الذين سيشاركون في الاجتماع، يمتلكون خبرة ومعلومات كافية في مجال هذه المسائل. وأعلن لافروف على أنه "لا خطط لدى روسيا والولايات المتحدة لإبعاد الأطراف الأخرى عن العمل المتعلق بالسلاح الكيميائي السوري"، مؤكداً أن خبراء دوليين وخبراء أمميين وخبراء من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية يجب أن يشاركوا في هذا العمل، مشيراً إلى أن موسكو وواشنطن بدأتا بحث هذا الموضوع مع هؤلاء الخبراء. وقال الوزير الروسي إنه اتفق مع نظيره الأمريكي على أنه لا يجوز إضاعة هذه الفرصة.
الأخطار الناجمة عن الأزمة في الشرق الأوسط تهدد كافة الدول المحيطة
كما شدد لافروف على ضرورة "وضع حد للأزمة الدائرة في الشرق الأوسط، وإزالة الأخطار الناجمة عنها لأنها تهدد العديد من الدول المحيطة بهذه المنطقة المضطربة". وأعرب لافروف عن قلقه من التطورات في الشرق الأوسط، باعتبارها أزمة خطيرة انتشرت في عدد كبير من الدول، محذراً من أن هذه الأحداث تنطوي على خطر تعميق الخلافات الأثنية والطائفية، نظراً للإنقسام داخل العالم الإسلامي، بحسب لافروف. وشدد الوزير على أن ميثاق الأمم المتحدة يضمّ جميع التوصيات لتسوية مثل هذه الأزمات، وهي، قبل كل شيء، احترام سيادة ووحدة أراضي الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وتسوية الخلافات بوسائل سلمية وسياسية - دبلوماسية بحتة.