28-11-2024 04:47 AM بتوقيت القدس المحتلة

نهر الفرات وأهله في خطر !

نهر الفرات وأهله في خطر !

برزت مؤخرا تهديدات من قبل جبهة النصرة وتوابعها من الحركات المتطرفة, تفيد بنية ضرب سد الفرات العظيم.

 

 

خليل موسى – دمشق


 

نهر الفرات وأهله في خطربرزت مؤخرا تهديدات من قبل جبهة النصرة وتوابعها من الحركات المتطرفة, تفيد بنية ضرب سد الفرات العظيم.

فقد افادت مصادر قيادية تابعة للمعارضة السورية في الخارج بنية جبهة النصرة حول تنفيذ هذا العمل الكارثي مستحضرين خطابهم الذي ظهر مع بداية أحداث الازمة السورية الذي يتهم النظام السوري مسبقا بأي حدث قد تنفذه أي من المجموعات المسلحة.

ومن الناحية الاستراتيجية لجريمة محتملة مثل هذه فإن تقديرات كل المحللين والمطلعين على جغرافيّة حدث من هذا النوع فإن ما يقارب ثلث المساحة السورية ستكون مهددة بشكل فعلي إضافة أن النصرة ومن معها ستستفيد بالتخلص من اللجان الشعبية الكردية المكلفة بحماية تلك المناطق التي تحوي غالبية كردية, وهذه اللجان تشكل رعبا حقيقيا لتلك الجماعات التكفيرية خاصة بعد ما قامت به من مجازر بحق الأكراد واهالي المنطقة بشكل عام, ما استدعى وضع حدلها من قبل الأكراد هناك.

من ناحية متصلة في حال حصول ضرب سد الفرات فإن السلطات التركية ستقوم بمعاقبة سورية والعراق بقطع تدفق الماء عن مجرى هذا النهر بحجة عدم مفاقمة الأوضاع الإنسانية التي قد تبلغ عشرات الآلاف من السوريين المتضررين آنذاك  الموجودين في محيط النهر, علما انه في أوان سابق ظهر نية تركية في قطع الماء عن المجرى السوري للنهر .

وربطا بالناحية الاقتصادية  فانغمار المحيط بكميات الماء التي تُحتجز في بحيرة الأسد, كفيل بحرمان سورية من اهم المنتوجات الزراعية الأساسية كالقمح والقطن, كما أن السد المبني على النهر يغذي جميع المدن الاساسية في القطر السوري بالكهرباء, فما حال البلاد إن حصل وضرب السد.

إضافة لخلق حالة قريبة من العجز عندما يُزاد على كاهل  المؤسسات والهيئات التي تقوم بتقديم العون للأسر المهجرة هذا إن نجا منها أحد في منطقة الجزيرة  فإنه لا بد لاجئ إلى أقرب مكان آمن بعيدا عن متناول الإرهاب والتطرف , حسب تقارير دراسات في هذا الشأن.

ومن هنا فإن نهر الفرات أتم إنشاءه الرئيس الراحل حافظ الاسد حيث تم تحويل مجرى النهر في الخامس من تموز عام 1973 والاحتفال بانتهاء العمل فيهريوم8 آذار عام 1978 كمـا تـم الانتهاء من بناء سد البعث التنظيمي في عام 1988 وسد تشرين الكهربائي الذي دشن عام 2004, يقع سد الفرات في مدينة الطبقة بريف الرقةحيث يبعد عن الرقة 55 كيلومتراً، وعن محافظة دير الزور 185 كيلومتراً،له تخزينية في بحيرة الاسد التي تحوي 14000 مليار متر مكعب من المياه التي تعتبر الانقى عالميا, اما طول السد 4.5 كم وارتفاعه 60متر .

كتب الشاعر السوري الراحل نزار قباني :"في بلادي يغيرون تاريخ حياة نهر.. نزع الرئيس حافظ الأسد عن الفرات عباءته الطينية، أعطاه قلما ليكتب يومياته كنهر متحضر". وعلى ما يبدو أن اليوم هناك من يحاول ان يعري هذا النهر حتى من تلك العباءة الطينية.