هدمت جرافات جيش الاحتلال قرية فلسطينية كاملة بمنطقة الاغوار، فجر الاثنين، وذلك في اطار السعي الاسرائيلي المتواصل لتفريغ المنطقة من اي وجود فلسطيني
هدمت جرافات جيش الاحتلال قرية فلسطينية كاملة بمنطقة الاغوار، فجر الاثنين، وذلك في اطار السعي الاسرائيلي المتواصل لتفريغ المنطقة من اي وجود فلسطيني، واصرار الحكومة الاسرائيلية الحالية على الاحتفاظ بمنطقة الاغوار المحاذية للاردن في اي اتفاق سلام مستقبلي مع الفلسطينيين، وذلك بحجة اهميتها لتوفير الامن لاسرائيل.
واكدت مصادر فلسطينية محلية بالاغوار بان جرافات الاحتلال هدمت جميع مساكن قرية ‘مكحول’ في الأغوار الشمالية وشردت قرابة 120 شخصا يسكنونها دون سابق إنذار. وقال عارف ضراغمة رئيس مجلس قروي المالح والمضارب البدوية إن قوة عسكرية إسرائيلية ترافقها جرافات شرعت بهدم الخربة بمساكنها وحظائرها دون اخطارات مسبقة.
واكد ضراغمة على أن 120 مواطنا وجدوا انفسهم بلا مأوى بعد هدم حوالى 100 منشأة سكنية وبركسات للاغنام، مضيفا أنها ليست المرة الاولى التي يقدم الاحتلال على هدم منشآت في الخربة ولكنها المرة الأولى التي تهدم فيها عن بكرة أبيها ومن ثم تعلن منطقة عسكرية مغلقة. وناشد ضراغمة المؤسسات الحقوقية والانسانية لنجدة المواطنين الذين يواجهون سياسة الاحتلال الترحيلية لتهويد الاغوار التي اعتبرها بؤرة الصراع مع الاحتلال.
واعتبرت وزارة الإعلام الفلسطينية قيام جيش الاحتلال فجر الاثنين بتدمير مساكن خربة مكحول في الأغوار الشمالية، تطهيراً عرقياً في وضح النهار. وقالت الوزارة إن تدمير منازل الخربة دون سابق إنذار، وتشريد جميع المواطنين البالغ عددهم 120 نسمة، يهدف إلى تشريد أصحاب الأرض الشرعيين وتعزيز سياسات الاستيطان والغطرسة، داعية المنظمات الحقوقية والدولية إلى تجريم عدوان الاحتلال، وحاثة وسائل الإعلام على ‘إظهار الوجه القبيح لدولة التطهير العرقي والاحتلال الإستيطاني وتعريته في كل المحافل العالمية’.
وتتعرض منطقة الاغوار المحاذية للحدود الاردنية لحملة تهويدية شاملة من خلال اقامة العديد من المستوطنات فيها ومنح المستوطنين الاف الدونمات من الاراضي الفلسطينية لزراعتها، وذلك في ظل اصرار الحكومة الاسرائيلية على الاحتفاظ بتلك المنطقة في اي اتفاق مستقبلي مع الفلسطينيين بحجة ان السيطرة الاسرائيلية على الاغوار مهمة لحفظ أمن اسرائيل الامر الذي ترفضه القيادة الفلسطينية باستمرار.
وكان عباس شدد في كلمة له مساء الاحد بجامعة الاستقلال بأريحا على انه لن يوافق على بقاء اي اسرائيلي في منطقة الاغوارالفاصلة ما بين الاردن وفلسطين، وقال ‘إن الحدود الشرقية لدولة فلسطين الممتدة من البحر الميت مروراً بالأغوار والمرتفعات الوسطى والى حدود بيسان هي حدود فلسطينية أردنية، وستبقى كذلك، ولا يوجد بيننا طرف آخر، بصراحة لا توجد بيننا إسرائيل’.
وتواصل سلطات الاحتلال انتزاع ملكية المواطنين الفلسطينيين لاراضيهم بالاغوار ومنحها للمستوطنين حيث أظهرت وثيقة داخلية لما يسمى بـ ‘الإدارة المدنية التابعة للجيش الاسرائيلي’ بأن المستوطنين يقومون باستخدام الاف الدونمات التي تعود ملكيتها للفلسطينيين في منطقة غور الاردن.
وحسب الوثيقة التي نشرتها صحيفة ‘هآرتس′ الاسرائيلية مؤخرا قيام المستوطنين بالاستيلاء على ما يقارب من 5000 دونم تعود ملكيتها للفلسطينيين، ويقوم الجيش بمساعدة المستوطنين على استخدام هذه الاراضي والسماح لهم بالوصول اليها.
ويجري الحديث عن الأراضي التي تقع ما بين الجدار الشائك الذي قام الجيش الاسرائيلي ببنائه بعد احتلال عام 67 وبين الحدود الحقيقية مع الاردن والمتمثلة بالنهر، ويصل عرض هذه المنطقة في بعض المقاطع الى كيلومترين، حيث كانت هذه المنطقة حسب وصف الجيش لها منطقة عسكرية يمنع الدخول اليها، وهذا ما منع أصحاب الأراضي الفلسطينيين من الوصول الى اراضيهم بعد احتلال العام 67.
وأشارت الصحيفة إلى أن جرى السماح للمستوطنين الذين يعيشون في المستوطنات القريبة من هذه الاراضي باستخدامها وزراعتها منذ سنوات، ولكن مؤخرا تم تخصيص هذه الاراضي من قبل ما يسمى الادارة المدنية في الجيش الاسرائيلي للحركة الصهيونية العامة، والذي جاء بعد سلسلة لقاءات وبحث مع منسق الحكومة الاسرائيلية في المناطق المحتلة.
وجاء ذلك ليتساوق مع ما يصرح به العديد من المسؤولين في اسرائيل ببقاء منطقة غور الاردن تحت السيطرة الاسرائيلية في أي حل قادم مع الجانب الفلسطيني، وهذا ما يفسر الاعمال الجارية في المنطقة لتغيير معالم منطقة غور الاردن.
وذكرت صحيفة ‘هآرتس′ الاسرائيلية الاسبوع الماضي ان الإدارة المدنية الإسرائيلية وافقت على استيلاء الحركة الصهيونية العامة على خمسة آلاف دونم من الاراضي التي تعود ملكيتها لفلسطينيين الى الشرق من السياج الامني في منطقة الغور لغرض زراعتها من قبل مستوطنين. وكان جيش الاحتلال قام عبر السنوات القليلة الماضية بتغيير معالم المنطقة جغرافيا، وطهر مساحات واسعة من الاراضي من الالغام ومنحها لجمعيات استيطانية لزراعتها، في حين يمنع الفلسطينيون من زراعة أراضيهم.
ولا بد من الذكر ان منطقة غور الاردن تعتبر منطقة استراتيجية بالنسبة للفلسطينيين وتشكل 25 بالمئة من مساحة الأراضي الفلسطينية التي احتلت العام1967.