أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الثلاثاء 17-09-2013
أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الثلاثاء 17-09-2013
واشنطن بوست: استطلاع: أغلبية الأمريكيين يدعمون بشدة الحل الدبلوماسي في سوريا
نشرت الصحيفة نتائج استطلاع للرأي أجرته مع شبكة "إية.بى.سى" الأمريكية كشفت عن أن الأمريكيين يدعمون بشدة الحل الدبلوماسي للقضية السورية، لكن موقفهم سلبي من أداء الرئيس باراك أوباما في هذه القضية. وقالت الصحيفة إن الأمريكيين يدعمون بأغلبية كبيرة الاتفاق الدبلوماسي بين الولايات المتحدة وروسيا للقضاء على الأسلحة الكيماوية السورية، على الرغم من شكوكهم العميقة إزاء امتثال النظام السوري، ومنحهم علامات منخفضة لكيفية تعامل أوباما مع القضية. وأضافت الصحيفة أن أوباما واجه معارضة قوية من الرأي العام عندما تحدث في البداية عن احتمال توجيه ضربات عسكرية ضد النظام السوري ردا على مزاعم استخدامه الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين. وهذه المعارضة لم تتغير إلى حد كبير في الاستطلاع حيث قال 61% إنهم يرفضون مثل هذه الضربات. لكن لو لم تلتزم سوريا بشروط الاتفاق، فربما يواجه أوباما رفضا أقل لاستخدام القوة العسكرية لفرضه. وردا على سؤال حول مدى التأييد لتفويض الكونغرس لاستخدام القوة لو لم يسفر الاتفاق عن نتائج، أجاب 44%ممن شملهم الاستطلاع قائلين إنهم سيدعمونه، في حين قال 48% إنهم لن يفعلوا. ويعتقد 47% من الأمريكيين أن التهديد باستخدام القوة العسكرية ساعد في الضغط على سوريا ودفعها للموافقة على التوقيع على اتفاقية الأسلحة الكيماوية، في حين قال 40% إن التهديد أضر بالدبلوماسية. وكانت ردود الفعل الإيجابية على خطاب أوباما التليفزيوني الأسبوع الماضي أكثر من السلبية. حيث قال 47% أي حوالي النصف إنه قدم حجة مقنعة للعمل العسكري، فيما قال الثلث إنه لم يكن مقنعا، وهؤلاء الذين رأوه مقنعا ممن قالوا إن التهديد بالعمل العسكري ساعد على الحل الدبلوماسي ضعف من رأوا أنه أضر بالموقف.
فاينانشال تايمز: مزاج إيران الجديد
نقلت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية عن مسؤولين أميركيين توقعهم لقاء صدفة بين أوباما وروحاني في أروقة الأمم المتحدة، معتبرة أن المزاج العام يتغير وأن الآفاق تبدو مشجعة لدفعة جديدة تجاه حل التوترات. وتحت عنوان "مزاج إيران الجديد" اعتبرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن "أوباما اختار الدبلوماسية بدلاً من الحل العسكري للدفاع عن خطه الأحمر". ورأت الصحيفة أن "لا ضمانات في أن ذلك سينجح، لكن خياره يفتح الفرصة لإشراك طهران في حوار أعمق حول ملفها النووي". ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين توقعهم "لقاء صدفة بين أوباما وروحاني في أروقة الأمم المتحدة، سواء تمّ ذلك أم لا"، مشيرة إلى أن "المزاج العام يتغير، والآفاق تبدو مشجعة لدفعة جديدة تجاه حل التوترات، ما لا يمنع أن هناك صعوبات هامة"، موضحة أن "المحادثات الجديدة تتطلب تنازلات". ورأت الصحيفة أنه "سيتوجب على إيران القبول بتفتيش دولي من دون شروط، ووقف التخصيب العالي الجودة، والرد بصورة شاملة على الأسئلة حول التسلح المحتمل. كما سيتوجب على الغرب الإعتراف بحق إيران بالتخصيب المحدود بدرجة منخفضة"، مضيفة أن "التعامل الأميركي المباشر مع إيران في هذا السياق يستحق المجازفة. فقريباً قد يصبح الوقت متأخراً لوقف طهران عن تصنيع سلاح إذا ما قررت ذلك".
سي آن آن: كيسنجر: حرب سوريا مذهبية ورحيل الأسد لن يحلها
قال وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، هنري كيسنجر، إن موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيال سوريا يعود إلى قلقه من تزايد دور الإسلام المتشدد، معتبرا أن الصراع في سوريا يتجاوز الموقف من الرئيس بشار الأسد ليصل إلى النزاع الطائفي بين السنة والشيعة، كما رأى أن الخروج الفوري للأسد من السلطة قد يؤدي إلى فوضى. مواقف كيسنجر، الذي تولى أيضا منصب مستشار الأمن القومي لبلاده ولا يزال يعتبر من بين الشخصيات الأكثر اطلاعا على خفايا الدبلوماسية الدولية جاءت في مقابلة مع CNN، اعتبر فيها أن موسكو اختارت توقيتا مثاليا من أجل تقديم مبادرتها حول السلاح الكيماوي. وقال كيسنجر، ردا على سؤال حول حقيقة موقف موسكو وما يريده الرئيس الروسي: "بوتين يعتبر أن الإسلام المتشدد هو التهديد الأمني الأكبر لبلاده، كما أنه لا يرغب بأن تحدد أمريكا منفردة اتجاه الأمور في الشرق الأوسط، ولذلك عندما بات البيت الأبيض بموقف محرج مع إمكانية رفض الكونغرس المصادقة على ضربة عسكرية لسوريا، رأى بوتين في الأمر فرصة من أجل التدخل عبر تخفيف العبء عن الجانب الأمريكي ومعالجة مشكلة مشتركة للجانبين." وتابع كيسنجر بالقول: "بحسب مراقبتي فإن مصدر القلق الأكبر في سوريا بالنسبة لبوتين هو إمكانية تسبب هذا النزاع في زيادة التشدد بالمنطقة وليس حماية شخص بعينه" في إشارة إلى الرئيس السوري، بشار الأسد. وحول موقفه من التحليلات التي تعتبر أن الوضع القائم في سوريا حاليا يخدم مصالح واشنطن على أفضل وجه وأن أمريكا لن تستفيد من بقاء الأسد أو رحيله قال كيسنجر: "أعتقد أنه من الخطأ القول بأن مشكلة سوريا الوحيدة تتمثل في شخص الأسد وأن رحيله سيحل تلك المشاكل." وأضاف: "القضية في سوريا هي صراع تاريخي بين السنة والشيعة، وقد ثار السنة ضد الأقلية الشيعية (الطائفة العلوية) التي تحكم سوريا غير أن معظم الأقليات الباقية في البلاد تدعم العلويين، لذلك فإن على أمريكا العمل من أجل قيام حكومة انتقالية دون أن يكون ذلك مرتبطا في بداية الأمر برحيل الأسد عن السلطة، لقد قال بوتين إن إزاحة الأسد عن السلطة بشكل فوري سيؤدي إلى الفوضى بسوريا، وأظن أن هذا التقدير في محله."
وول ستريت جورنال: كواليس واشنطن: زعماء عرب حثوا أوباما على ضرب سورية
صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية تنشر تقريراً مفصلاً عن التحركات السياسية ومواقف القوى والزعماء لما كان يدور خلف الكواليس، في أثناء الحديث عن ضربة عسكرية ضد سورية. في الساعات الفاصلة لقبول الرئيس الأميركي باراك أوباما إرجاء العدوان، "حثه الزعماء العرب بشكل خاص على المضي في قصف سورية، أما بريطانيا فقد أكدت له قبل يومين من تصويت مجلس العموم استعدادها للمشاركة في شن ضربة عسكرية على سورية". جاء ذلك في تقرير مفصل أجرته يومية "وول ستريت جورنال"، لبحث التحركات السياسية المختلفة ومواقف القوى والزعماء الآخرين لما كان يدور خلف الكواليس، استناداً إلى مسؤولين رفيعي المستوى في البيت الأبيض ووزارتي الخارجية والدفاع والكونغرس، ومسؤولين أوروبيين وشرق أوسطيين. ومن ضمن ما أتى عليه التقرير:
* اطلع الرئيس أوباما على الهجوم الكيميائي فور وقوعه، وسرت قناعة داخل فريقه أنه يشكل تغييراً في قواعد اللعبة.
* واجه الرئيس أوباما صراعاً مع نفسه لوعوده "تقليص الوجود الأميركي على المشهد الدولي مقابل اقترابه من حافة الهاوية، لإصدار أوامره ببدء القصف ومن ثم التوسل لدى الكونغرس طالباً موافقته".
* لم يبلغ الرئيس أوباما زعامات الكونغرس بقراره قبول المبادرة الروسية إلا قبل زهاء ساعة من الزمن.
* أدرك اوباما سريعاً أن البديل الروسي هو أفضل الخيارات، خشية من تطور "القصف المحدود إلى استدراج الولايات المتحدة لساحة صراع جديدة"، و"إحباط ما قد يمكن أن يؤدي إلى هزيمة مع الكونغرس تشل حركته، وترحيل مسؤولية تطبيق المبادرة إلى الجانب الروسي".
* قبول الرئيس أوباما أدى إلى "إثارة غيظ الحلفاء وإعادة التسليم بدور هام ومعتبر لروسيا على المسرح الدولي، على حساب محتمل لرصيد الولايات المتحدة".
* قطع السفير السعودي لدى واشنطن، عادل الجبير، إجازته السنوية ليعود إلى واشنطن على الفور "لحث المسؤولين على تنفيذ قرار القصف خارج إطار الأمم المتحدة".
* عقدت وزارة الدفاع الأميركية مؤتمراً صحافياً وهمياً لاختبار جهوزية الآلة الإعلامية، بعد تسريبها حتمية إصدار الرئيس أوباما قراره بالقصف "بين الساعة الثالثة والرابعة بعد ظهر يوم السبت، 31 آب، بتوقيت واشنطن.
* عند الساعة الخامسة، 31 آب، خرج الرئيس اوباما يتنزه بحديقة البيت الأبيض بصحبة مدير الطاقم الإداري، دينيس ماكدونو، طالباً منه دعوة كبار المستشارين إلى اجتماع في تمام السابعة مساء؛ للتشاور حول نتيجة تصويت الكونغرس.
* زعماء الكونغرس، خاصة رئيس مجلس النواب جون بينر، أعربوا عن قلقهم من نتيجة التصويت لصالح الرئيس، ونصحه بالتريث.
* أجرى أوباما مكالمة هاتفية على الفور مع الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند، لإعلامه أنه بحاجة إلى مزيد من الوقت لإقناع الكونغرس بالتصويت لصالحه.
* الإحباط الإضافي أصاب الرئيس أوباما في مؤتمر مجموعة العشرين، "وغادر المؤتمر بعد اخفاقه في إقناع نحو نصف الأعضاء" •
* "السعودية وتركيا دعمتا قرار اوباما "بينما آثرت الدول العربية الحليفة الصمت. مسؤولين من الأردن والإمارات أبلغوا الكونغرس نية بلادهم دعم قرار القصف لكنهم ليسوا على استعداد لتبني الأمر علناً".
* تصريح وزير الخارجية جون كيري في لندن حول الأسلحة الكيميائية لم يكن منسقاً مسبقاً، بيد أن البيت الأبيض "رأى فيه ما قد يوفر من مخرج للمأزق السياسي".
* رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، دايان فاينستاين، عقدت غداء عمل خاص مع السفير الروسي لدى واشنطن، والذي "أقنعها بصدقية التوجه الروسي في الملف الكيميائي؛ تبعه سلسلة لقاءات لمسؤولين آخرين مع أجهزة الإعلام لترجمة توصية الرئيس أوباما "علينا احتضان المبادرة الروسية وفحص مداها".
نيويورك تايمز: صفقة الأسلحة الكيماوية رفعت معنويات قوات الأسد وتركت الثوار محبطين
تحدث تقرير لصحيفة ‘نيويورك تايمز′ عن انعكاسات الاتفاق على طرفي النزاع، والذي يعتبر نقطة تحول لكل منهما. فقد ترك الاتفاق النظام وأنصاره في حالة من النشوة والانتصار أما المعارضة فتشعر بالخيبة. ويعني الاتفاق لكل منهما أن الأسد لن يخرج من السلطة بعد، وليس حالا. وتضيف أن المعارضة المسلحة تتوقع استثمار الأسد الاتفاق والمضي قدما في عملياته العسكرية، وهي التي كانت تأمل باستثمار الدفع من الضربة الأمريكية والزحف نحو العاصمة. وتقول المعارضة والمحللون الناقدون للنظام السوري أن الأسد معروف بمناوراته وانه يشتري الوقت من اجل التصعيد والمضي في القتال. فمثلا عندما قبل النظام السوري المبادرة التي تقدمت بها الجامعة العربية عام 2011 مضى في حملة القمع وبوتيرة اشد حيث بدأ بعدها حملة واسعة ضد معاقل المعارضة في بابا عمرو- حمص. ونقلت عن محلل لبناني مقرب من حزب الله الذي أرسل مقاتليه لدعم النظام السوري قوله إن الاتفاق أعطى الجانب السوري فرصة ‘للتنفس′، مضيفا أن الأمريكيين عندما قاموا بالتفاوض مع الروس الذين مثلوا النظام السوري اعترفوا بوجود الأسد ‘واستمراره في السلطة’. وعلى الرغم من إبقاء الولايات المتحدة الخيار العسكري على الطاولة إلا أن الحكومة السورية تعرف أن الضربة الأمريكية ليست قادمة على المدى القريب مما يعني العودة للحياة الطبيعية كما يقول المحلل اللبناني. وعلى الرغم من تأكيد أوباما على أهمية الاتفاق وكونه انتصارا للمصالح الأمريكية، ومرحلة على طريق حل الأزمة السورية إلا أن النظرة العامة في المنطقة أن كل طرف من الأطراف الدولية والإقليمية في النزاع حصل على شيء باستثناء المعارضة والسكان المدنيين الذين تقول منظمات حقوق الإنسان أنهم يتعرضون بشكل منظم لهجمات يومية ويعانون من انتهاكات. وفي الحديث عن الرابحين فقد تجنب أوباما هزيمة محتومة ومحرجة في الكونغرس، أما روسيا والحكومة السورية فقد اشترتا الوقت لمواصلة الحرب، فيما تتطلع إسرائيل لتدمير سلاح سورية الكيماوي، أما إيران التي هددت بالرد على أي هجوم ضد منشآتها النووية فقد تجنب مواجهة وتصعيدا مع الغرب. وفي جانب المعارضة المسلحة فإنها تخشى من زيادة قوة الأسد ان تم نزع ترسانته الكيماوية واستمرار تدفق السلاح إليه، وان لم تتلق هي الدعم العسكري الذي تريده. ونقلت ‘نيويورك تايمز′ عن سمير نشار، عضو ائتلاف القوى الثورية والمعارضة السورية قوله أن التفاصيل في الاتفاق تشير إلى بقاء الأسد في السلطة حتى منتصف العام المقبل، في الوقت الذي سيخسر فيه المقاتلون أرضا ليست للنظام ولكن للجماعات المتشددة مما يعني توسع الفوضى على حد قوله. وفي المحصلة فالاتفاق يمنح الأسد الوقت لإكمال ولايته الرئاسية التي تنتهي العام المقبل وهو المطلب الذي ألح عليه أنصاره. وعبرت المعارضة عن غضبها من تصريحات الرئيس أوباما يوم الأحد عندما قال إن الاتفاق يعني عدم استخدام الأسلحة التي لا تفرق بين جندي وطفل، مشيرين إلى أن الأسلحة التقليدية لا تفرق أيضا بين مقاتل وغير مقاتل. وفي محاولة من المعارضة لإظهار تجاهلها للاتفاق أعلنت يوم السبت عن تشكيل حكومة مؤقتة فيما قال قادة ميدانيون أن شحنات من الأسلحة وصلت إليهم لكنها ليست كافية لتحقيق انتصارات لأنها أسلحة خفيفة.
كريستيان ساينس مونيتور: ترحيب إسرائيل بالاتفاق الأمريكي الروسي لإضعاف إيران
رأت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية أن إسرائيل رحبت بالاتفاق الروسي الأمريكي، الذي إذا تم تنفيذه سيؤدى إلى نزع أو تدمير الأسلحة الكيميائية السورية والقدرة على إنتاجها أملا في أن يؤدى ذلك إلى إضعاف إيران. وأوردت الصحيفة الأمريكية على موقعها الإلكتروني أن الاتفاق الأمريكي الروسي على إطار لنزع مخزون الأسلحة الكيميائية السوري، جاء قبيل إطلاق نتائج تقرير الأمم المتحدة. وقالت على الرغم من أن تلك الأسلحة لا تمثل تهديدا كبيرا من وجهة النظر الإسرائيلية مثل الذي تمثله إمكانية وجود قنبلة نووية إيرانية، إلا أن إزالة الأسلحة الكيميائية من دولة جارة معادية وتحديدا واحدة من الذين لهم علاقات وثيقة بجماعة حزب الله اللبنانية الشيعية المسلحة سيمحو خطرا جسيما على الأمن القومي الإسرائيلي، وإذا نفذ المجتمع الدولي هذا الاتفاق فإنه سيرسل رسالة واضحة لإيران. واستشهدت الصحيفة في هذا الصدد بقول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن عزم المجتمع الدولي وإصراره في التعامل مع سوريا سيكون له تأثير مباشر على إيران راعية النظام في سوريا. ولفتت الصحيفة إلى أن المسئولين والمحللين الأمنيين الإسرائيليين أبدوا سعادتهم بتفاصيل الصفقة، واعتبروها انتصارا كبيرا لكل من إسرائيل وأمريكا وروسيا وسوريا، ولكن لا يزال هناك بعض الشكوك حول التزام الرئيس الأسد بالاتفاق بعد إفلاته من الهجوم الأمريكي الوشيك على بلاده.
فورين بوليسي: بوتين يُعيد روسيا بقوة لمنطقة الشرق الأوسط
ذكرت مجلة “فورين بوليسى” الأمريكية اليوم أن الربيع العربي كان يمثل صداعًا منذ فترة طويلة من وجهة نظر الاتحاد السوفيتي، فروسيا واجهت هجومًا عنيفًا في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وقالت: إن روسيا لم تكن قادرة على وقف تدخل حلف شمال الأطلسي الذي أطاح بالرئيس السابق لليبيا “معمر القذافي” عام 2011، وأضافت أن الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” ووزير خارجيته “سيرغي لافروف” يحتفلال الآن بأفضل أسبوع لهما منذ عامين ونصف في الشرق الأوسط، فبدلا من الطرد لعدم الصلة بالموضوع، يتم وصفهم الآن بألقاب مختلفة مثل “رجال الدولة”. وترى أن الأسباب المباشرة لهذا التغيير يكمن في الاقتراح الروسي الذي من شأنه أن يتخلى الرئيس السوري “بشار الأسد” عن أسلحته الكيميائية، ولكن موسكو كانت تبنى هذا الاقتراح بهدوء من خلال القاهرة وبيروت ودمشق، لتضع “بوتين” في وضع الانقضاض. كما أشارت إلى أنه في ضربة واحدة، استطاع “بوتين” حماية “الأسد” من ضربة عسكرية أمريكية، وقدم نفسه على أنه الشخص الوحيد على الساحة الدولية الذي استطاع تحقيق انفراجة للأزمة المستعصية في المنطقة، مضيفة أن “بوتين” تمت مساعداته من قبل تعثر “أوباما”، حيث يرى المراقبون فى موسكو أن “أوباما” حصر نفسه فى الالتزام بتوجيه ضربة عسكرية لا يرغب فيها الكونغرس ولا الرأي العالم الأمريكي، مما أعطى “بوتين” فرصة حقيقية لإيجاد الحل. وقال “فيودور لوكيانوف”، رئيس تحرير مجلة روسيا للشئون العالمية: “لدينا رئيس أمركيى يتحدث بكلمات قوية، ولكن وجهه يقول ماذا أفعل؟”، مشيرًا إلى أن النجاح الروسي سيكون في المقام الول مظهر من مظاهر الفشل الغربي. وأضافت أنها ليست سوريا فقط هي من استفادت منها روسيا من الغضب تجاه الولايات المتحدة، ففي مصر، حيث اتهمت الحكومة المؤقتة المدعومة من الجيش واشنطن بالتعاطف مع جماعة الإخوان المسلمين، كما أشاد بعض المتظاهرين بالرئيس الروسي كقوى محتملة أمام الولايات المتحدة، وظهر بعض المتظاهرون يرفعون صور ل”بوتين” بجانب الفريق “عبد الفتاح السيسي”، القائد العام للقوات المسلحة، وتحمل عبارات “باى باى أمريكا”. وفي لبنان، أقامت روسيا علاقات مع طائفة الروم الأرثوذوكسية في البلاد، والتي تربطها علاقات بالكنيسة الأرثوذوكسية في روسيا. وقال “ديمترى جورينبرج”، خبير فى السياسة الروسية فى مركز التحليلات البحرية: “يجب أن ينظر إلى هذا بوصفه فوز لبوتين، ولكن أيضا لاوباما”، مشيرًا إلى أن الجميع تمسك بها كوسيلة لخروج الدول الغربية من الأزمة.
معهد واشنطن: الخيار العسكري ودبلوماسية نزع السلاح مع سوريا
إذا استطاع التهديد باستخدام القوة إقناع سوريا بالموافقة على تدمير ترسانتها من الأسلحة الكيماوية، كما يدعي الرئيس أوباما ومستشاريه، فإن وجود إشارات واضحة باستمرار التخطيط والاستعدادات للعمل العسكري، من الممكن أن يعزز عملية السعي إلى إيجاد حل دبلوماسي. كما بإمكان هذه "المهلة" الدبلوماسية أن تساعد الإدارة الأمريكية على التعامل مع المخاوف المثارة أثناء الجدل الأخير حول استخدام القوة والذي ارتكز على كيف أن توجيه ضربة محدودة قد يحول دون أي استخدام آخر للأسلحة الكيماوية من قبل نظام وحشي عاقد العزم على الاستمرار في منهجيته، وتجنب تحول الصراع إلى نزاع مفتوح، والترويج نحو أهداف السياسة الأوسع نطاقاً في سوريا.
تجنب التعثرات المحتملة إذا ما قررت الولايات المتحدة في نهاية المطاف مهاجمة سوريا - سواء لردع استخدام الأسلحة الكيميائية أو رداً على عرقلة سوريا لجهود نزع السلاح - فإن توجيه ضربات محدودة ضد أهداف تكتيكية من الأرجح أن لا يسفر إلا عن نتائج محدودة. فنظام بشار الأسد قد اعتاد على مواجهة الصعاب بعد أكثر من عامين من المواجهات الدموية والقتال المستميت الذي طال أفراداً من دائرته المقربة. (على سبيل المثال، وزير الدفاع و نائبه - سلف الأسد - كانوا قد قتلوا في هجوم بقنبلة في تموز 2012). وبالتالي، فإن شن ضربة محدودة تركز على أهداف غير هامة ربما لن يغير من تحليل التكاليف والمنافع في دمشق؛ وربما حتى قد يحد من مخاوف النظام حول قيام عمل عسكري أمريكي، الأمر الذي سيشجع الأسد. ويبدو أن إدارة أوباما مقتنعة بأن توجيه ضربة عسكرية أصغر هو الطريق الأمثل لتقييد الدور الأمريكي في سوريا، بيد أن العكس يبدو أكثر احتمالاً: فمن الممكن أن تستدعي مثل هذه الضربة تحديات أكبر من دمشق، الأمر الذي سيخلق حلقة مفرغة لا تنتهي من الاستفزازات وردود الأفعال. ولعل التجربة الإسرائيلية مفيدة في هذا السياق. ففي أربع مناسبات سابقة هذا العام قامت إسرائيل بشن غارات جوية استباقية محدودة للحيلولة دون وصول أنظمة أسلحة "من شأنها أن تغير قواعد اللعبة" إلى «حزب الله»، وعلى الرغم من أن دمشق لم تقم بأية أفعال انتقامية رداً عليها، إلا أنه لم يتم ردعها من أي محاولة للقيام بذلك مرة أخرى. وتمتلك الولايات المتحدة حالياً أربع مدمرات قبالة السواحل السورية، وربما غواصة واحدة أو غواصتين؛ ومن الممكن أن تقوم هذه السفن مجتمعة بإطلاق 150-400 صاروخ كروز من طراز توماهوك. كما أنه من الممكن لهذه الترسانة الصغيرة نسبياً أن تحد من وقع تأثير العملية نظراً لأن بعض الأهداف السورية تتطلب ضربات متعددة، وصواريخ توماهوك ليست مفيدة إلى حد كبير في التعاطي مع معدات محصنة أو مدفونة أو قابلة للنقل. ولن يتم ضرب العديد من الأهداف الهامة في هجوم بصواريخ كروز. ولهذا السبب، إذا ما تم التوصل في النهاية إلى توجيه ضربة عسكرية، فإنها ينبغي أن تشمل الاستعانة بطائرات وقاذفات هجوم ذات تحكم بشري التي بإمكانها أن تضرب أهدافاً لا تستطيع صواريخ توماهوك أن تصل إليها، والتي يستطيع طياروها التأكد من المعلومات الخاصة بالهدف بشكل لحظي، مما يقلل من احتمال إلحاق الأذى بالمدنيين (بما في ذلك الدروع البشرية التي تردد بأن النظام قام بنشرها مسبقاً). وسيتطلب ذلك توجيه ضربة أكثر توسعاً، حيث أنه من الضروري تدمير عناصر الدفاعات الجوية السورية قبل أن يتم الدفع بالطائرات القاذفة ذات التحكم البشري في المجال الجوي السوري.
استراتيجية الإذلال والردع هناك عدة اعتبارات ينبغي أن توجه التخطيط لأي ضربة عسكرية من الممكن أن تصدر أوامر بها في حال فشل الجهود الدبلوماسية. وينبغي الإعلان عن هذه الاعتبارات في هدوء من أجل تعزيز الجهود الرامية لنزع الأسلحة الكيمائية. أولاً، على الولايات المتحدة أن تكون مستعدة لتوجيه الضربة مراراً وتكراراً. كما أن فرض قيود تحول دون توجيه ضربات متتابعة قد يقلل من القيمة الرادعة للتهديدات الأمريكية ويقوض الاحتمالات الدبلوماسية. ثانياً، ينبغي أن تستهدف الضربة الأمريكية الأفراد والمعدات التي تؤثر بصورة بالغة في قدرة النظام على البقاء والاستمرار في الحرب، والتي لن يتم الاستعاضة عنها بسهولة. ومن شأن ذلك أن يظهر للنظام أن أي خروج عن النص يفرض تكاليف باهظة ومن الممكن أن يعرض بقاءه للخطر. ولعل أفضل مثال لضربة عسكرية من هذا النوع هو "عملية ثعلب الصحراء" في كانون الأول/ديسمبر1998 التي استهدفت "الحرس الجمهوري العراقي الخاص" وبنيته التحتية المسؤولة عن إنتاج الصواريخ. ولأنها كانت بمثابة مفاجأة فقد أفادت بعض التقارير أن تلك الضربة العسكرية التي دامت أربعة أيام أودت بحياة مئات الأفراد من "الحرس الجمهوري الخاص" ووجهت ضربة قاسية لقدراته لإنتاج الصواريخ، الأمر الذي هز ثقة النظام العراقي بنفسه.
اختيار الأهداف ينبغي على المخططين الأمريكيين أن يختاروا أهدافاً، يترتب على تدميرها أثر نفسي كبير على النظام بحيث يغيّر من حساباته من ناحية المكاسب والخسارة. وهذا يعني استهداف أكثر وحدات النظام ولاءً وقدرة وهما "الحرس الجمهوري" والفرقة المدرعة الرابعة اللتان غالباً ما قادتا العمليات التي استهدفت المعارضة وتورطتا بشكل كبير في استخدام الأسلحة الكيمائية. وعلى وجه التحديد ينبغي على القوات الأمريكية استهداف مراكز القيادة والثكنات ومرافق الصيانة المرتبطة بهذه الوحدات فضلاً عن التشكيلات الميدانية إذا كان ذلك ممكناً. كما سيكون من المهم أيضاً إلحاق خسائر كبيرة في صفوف الجنود لأن تعويض جنود موالين وملتزمين وذوي خبرة يبدو أصعب بكثير من تعويض المعدات العسكرية.( وبما أن حوالي ثلث قوات النظام فقط هي التي تشترك بفاعلية في القتال، فمن المحتمل أن يكون لدى هذا النظام مخزونات كبيرة جداً من المعدات، كما أن روسيا قد تعهدت باستبدال أي عتاد يدمر في غارة أمريكية.) وحيث أن العديد من أفراد "الحرس الجمهوري" والفرقة المدرعة الرابعة لديهم صلة قرابة بالقيادة العليا في النظام لذا فإن استهداف مثل هذه الوحدات من شأنه أن يبعث برسالة إلى النظام مفادها بأن استخدام الأسلحة الكيمائية أو الوقوف حجرة عثرة أمام الجهود المبذولة لنزعها يهدد أنصار نظام الأسد الأكثر قوة. وطالما أن العمليات العسكرية الأمريكية لا تستهدف القيادة العليا في دمشق، فمن غير المرجح أن تُفسَّر خطأ على أنها تهدف إلى القضاء على رؤوس النظام، مما قد يحدو بسوريا إلى المبالغة في ردة الفعل أو استثارة حفيظة «حزب الله» وإيران نحو توجيه ضربات إلى الولايات المتحدة في محاولة منهما لإنقاذ حليفهما المحاصر. كما ينبغي على الولايات المتحدة استهداف عشرات المروحيات والطائرات التي دعمت هذه الوحدات في المعارك من خلال توصيل الذخائر التي تحتوي على مواد تقليدية وكيميائية، فضلاً عن ترسانة الصواريخ طويلة المدى التي يملكها النظام والقذائف التي أسفرت عن مقتل الآلاف من السوريين والتي من الممكن أيضاً أن تحمل رؤوساً كيمائية. ومع ذلك هناك حدود واضحة لمدى قدرة هذا النوع من الضربات العسكرية على الحد من قدرة النظام السوري على توصيل الذخائر التي تحتوي على مواد كيمائية - وخاصة إذا كانت واشنطن غير مستعدة لمهاجمة منشآت تخزين الأسلحة الكيميائية التي هي قريبة من المناطق المأهولة بالسكان. ولهذا السبب، لا ينبغي أن تكون أنظمة الأسلحة هذه، الهدف الرئيسي لعملية هجومية.
أنشطة مواتية قد يكون من الصعب ضرب الأهداف السورية بالغة الأهمية في ظل الظروف الحالية. ومن خلال الإعراب عن نيتها من وراء توجيه الضربة، أعطت واشنطن النظام الوقت الكافي لإخلاء مقراته وتوزيع قواته، على الرغم أنه قد يكون من الصعب المحافظة على هذا الموقف على مر الزمن. وهناك طريقة واحدة من شأنها التصدي لمثل هذه التكتيكات وهي تشجيع المعارضة على شن هجوم واسع عشية الضربة الأمريكية إذا ما اتخذ مثل هذا القرار. وقد يجبر ذلك النظام على تركيز قواته لمواجهة الهجوم، وتحقيق أهداف مربحة للقذائف والقوة الجوية الأمريكية. كما يمكن لمثل هذا التعاون والتنسيق أن يضع حجر الأساس لمحاولات تدريب وتجهيز الفصائل المعتدلة من الثوار. بالإضافة إلى ذلك، فإن العمل العسكري سيكون أكثر فعالية إذا كان مصحوباً بالجهود الدبلوماسية لإخراج الفاعلين الخارجيين المساعدين للنظام من المشهد. وتقدم "عمليات قوة التحالف" التي قامت يها "منظمة حلف شمال الأطلسي" (آذار - حزيران 1999) سابقة في هذا الشأن: فقد قبل الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش في نهاية المطاف وقفاً لإطلاق النار، وكان يعود ذلك إلى حد كبير لأنه فقد الدعم من نصيره الروسي. ووفقاً لذلك يجب على واشنطن أن تستطلع عما إذا كان بإمكان استخدام العملية الدبلوماسية لدق إسفين بين موسكو ودمشق، إذا نقضت الأخيرة التزاماتها لتدمير أسلحتها الكيميائية. وعند وضع كافة هذه الأمور في الاعتبار، فإن الخوف من فقدان الأسد أكثر حلفائه أهمية ربما يكون له أثر كبير على حساباته من ناحية المكسب والخسارة بحيث تضاهي خوفه من العمل العسكري.
الخاتمة في الوقت الذي تدخل فيه واشنطن مرحلة جديدة في أزمتها مع دمشق، فإن التهديد - وربما استخدام - القوة لا يزال يمثل عاملاً حيوياً لنجاح دبلوماسية نزع السلاح وتحقيق أي قدر من النجاح السياسي الممكن في سوريا. فالفشل في تحقيق هذا الجزء من السياسة بصورة صحيحة قد يقلل من آفاق الحل الدبلوماسي ويزيد من فرص أن تقود الضربة العسكرية المحدودة إلى حدوث المزيد من ذلك النوع من التورط العسكري المكثف الذي لا نهاية له والذي تحاول واشنطن تجنبه. وفي كلتا الحالتين، لا يبدو في الأفق مخرج سهل من هذه الأزمة التي تواجه الولايات المتحدة الآن في سوريا.
عناوين الصحف
الاندبندنت البريطانية
• روسيا: الغرب يعيد صياغة اتفاق نزع سلاح سوريا.
• المحكمة الإسرائيلية العليا تلغي قانونا يبيح احتجاز المهاجرين الأفارقة من دون تهمة.
واشنطن بوست
• مفتشو الأمم المتحدة يقدمون أدلة "مقنعة" على هجوم السارين.
• نتائج الأمم المتحدة تقترب من ربط الأسد بهجوم السارين.
وول ستريت جورنال
• تقرير هجوم الغاز يعزز حجة الولايات المتحدة.
ديلي تلغراف
• تركيا تسقط مروحية سورية بعد دخولها مجالها الجوي.
• سورية: الغرب يعد بزيادة الدعم للثوار.
الغارديان البريطانية
• الأمم المتحدة: الهجوم الكيماوي السوري استخدم السارين وكان الأسوأ منذ 25 عاما.
الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية, وموقع المنار لا يتبنى مضمونها