كما يطرح بعض المراقبين تساؤل، لماذا تحيي المملكة الموروث الجاهلي وتغدق عليه الأموال وفي المقابل تهدم الآثار النبوية والإسلامية بدعوى محاربة البدع والخرافات؟..
سوق عكاظ، سوق ابتدعه الجاهليون، ويعاد إحياءه اليوم من جديد بصفته أحد المهرجانات الرسمية التي تقيمها المملكة وبإشراف وزارة السياحة و الآثار... سوق كان يجتمع فيه العرب في أيام الجاهلية ليعرضوا البضائع المادّيَّة والأدبيَّة. وإضافة إلى البضائع المادّية كالتَّمر والسَّمن والعسَل، والخَمر والملابس والإبل، قد يجد الزائر أيضاً بعض الآباء يعرِض بناتِه للتَّزويج من جملة المعروض..!.
وهو سوق للبضائع الأدبيَّة أيضاً، حيث يأتي الشُّعراء بقصائدِهم لتعرض على محكِّمين من كبار الشُّعراء، معظمهم أو كلّهم من قبيلة بني تميم، وفي عكاظ المفاخرة والمنافرة بين النَّاس، وربَّما قامت حروبٌ بِسبب منافرات قِيلت في السوق؛ مثل "حرْب الفِجَار".
أما سبب إندثاره يوعزه بعض المؤرخين إلى أنَّ الإسلام يمنع إحياء مآثر الجاهليَّة. وسوق عكاظ كما أُرّخ له هو عيدٌ من أعياد أهل الجاهليَّة. إذ كان في موقع عكاظ صنم جهار لهوازن، يحج إليه الناس قبل منى أيام الجاهلية وكانت هناك أيضًا صخور يطوفون بها ويحجُّون إليْها.
عيد وقيم يعاد تمثيلها وتمجيدها على شكل احتفاليات ضخمة يعارضها بعض رجال الدين في المملكة، إذ غرد إمام الحرم المكي الشيخ الشريم في موقع التواصل الإجتماعي مستنكراً إقامة هذا العيد من جديد مؤكداً حج أهل الجاهلية للصنم جهار و أن الإسلام هدمه.
أما الأمين العام لرابطة علماء المسلمين ناصر بن سليمان العمر رأى أن سوق عكاظ والتي تقام فعالياته هذه الأيام هو تراث جاهلي ومن مشاريع اللهو التي يحرم تبنيها. وانتقد العمر غلبة حياة اللهو واللعب على واقع كثير من الناس داعياً المسؤولين إلى تبني مشاريع جادة لا مشاريع لهو محرمة مثل سوق عكاظ.
كما يطرح بعض المراقبين تساؤل، لماذا تحيي المملكة الموروث الجاهلي وتغدق عليه الأموال وفي المقابل تهدم الآثار النبوية والإسلامية بدعوى محاربة البدع والخرافات؟.. فهل إحياء قيم الجاهلية من الإسلام؟!..
نقلا عن موقع تلفزيون نبأ
